كلمة المجلس الإستشاري لمنظمة أرتريو أستراليا للعدالة والسلام في إحتفال ذكري معركة تقوربا الذي أقيم يوم السبت 17/3/2012 بمدينة ملبورن

عداد وإلقاء الأستاذ/ عبدالرحيم محمود

بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الحضور ألأكارم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:-
في هذه هذه المناسبة العطرة، يُشرفني ويُسعدني أن أقف أمامكم لأُلقي هذه الكلمة بإسم منظمة “إرتريوأستراليا للعدالة والسلام” التي كان لي فيها الشرف أن أكون عضواً نشطاً في تأسيسها ثم أحد المستشارين لها. وهذه المناسبة هي ذكرى للبطل الذي قاد معركة تقربا العظيمة، فأقول:-
القائد الشهيد محمد علي إدريس أبو رجيلا، هو من مواليد 1923 م. وتوفي يوم 13 من فبراير 20100م. بمدينة كسلا بشرق السودان.
يعتبرأبورجيلة أحد قيادات الثورة الارترية العسكرية التي شهد لها بالمواقف البطولية المشرفة، فهو من الرعيل الأول وقائد معركة تقوربا البطولية.
وقعت معركة تقربا في يوم 15/3/ 19644م، فما جرى في هذه المعركة كان أشبه بإسطورة لا تصدق، وذلك لأسباب عديدة ومنها:-
– قلة العدة والعدد، مقابل كافة الإمكانات للعدو حينها من العدة والعدد.
– مجابهة عدو وجاهزيته بكافة الإمكانيات من الأسلحة التي كان يتلقاها الإمبراطورالهالك من الدول الغربية بالإضافة إلى إصطفاف آباء “فرعون إرتريا” وحزب الأندنت معهم في تلك الوقت.
– حجم صعوبة العملية كونها أول تجربة للثورة بأسلحتهم العتيقة، لأن فشل تلك المعركة كانت بمثابة نهايتها وقتلها في مهدها.
– صعوبة الموقع الجغرافي الذي أرادوا هجومه وسهولة محاصرة الثوارمن قبل الشرطة والجيش المجهزبأسلحةٍ فتاكة.
فتقربا تقع غربي مدينة أغردات، وفي الشمال الغربي من مدينة تسني، وغربي مدينة بارنتو، فلولا لطف الله والإيمان الرا سخ لكان القضاء عليهم بكل سهولة، فهذه المعركة تثشابه معركة بدرالكبرى بين المؤمنين وكفارقريش قبل 14 قرناً.
أخواني:- نحن اليوم في شهرمارس وفي ذكرمعركة “تقوربا”.
فكلما تذكرنا “تقرُبا” نتذكرأبورجيلا، ويتبادرإلى ألأزهان أمثاله من القواد، عمرحامد ازاز ومحمود تيناي وعبدالكريم أحمد، وآخرين طيب الله ثراهم وعطرذكراهم بقدرما أعطوا لشعبهم ووهبوا الحياة رخيصةً، هم ورفاقهم، لماذا؟ لأنهم فعلوا ذلك من أجل أن نحيا نحن ويبقى الوطن، ولوقُدِرأن نذكرهذه التحية في يوم مهيب وعلى الهواء مباشرة في ميادين تقربا وجبالها وسهولها ومن روابي حلحل يوم الملحمة الكبرى للفداء العظيم وفي جبال دبرسالا ورورا حباب وإمباسيرا وقدم ومرتفاعات قوحايتو، قوحيتو تلك الواجهة التأريخية التي كانت بمثابة العقبةً الكأداء على الأعداء حينها، فتلك كانت أيام الغربان الجاحدة التي لا تعشق الطيورالجميلة والرموزالنبيلة … الرموزالنبيلة بحجم الوطن، فهم كانوا النوادرمن الرجال العمالقة رجال البدايات المُرة وأيام التأسيس الصعب، أيام الأفذاذ الذين وهبونا الحياة وعلمونا الثبات على الحق والمبادئ، ففي حضرتهم نقول ما أتفه كبارنا وما أقزمها وما أجبن مجتمعاتنا، الذي لم يستطيع إحتواء شبابه ونسائه وتوعيتهم وتنظيمهم وتوجيههم وإشراكهم في محاربة العدوالأكبر. فتلك القامات هي التي علمتنا الصبروجاهدت أن تغرس فينا معاني الحرية وحفظ الإرادة والكرامة وصونها، ولكن للأسف أين إرادتنا وأين كرامتنا اليوم أيها الإخوة؟ فأبورجيلا وازاز وغيرهم لمن لا يعلم، كانوا رموزاً، القادة المؤسسون يقودون العمل بأنفسهم قبل تكليف القيادة الثورية لهم في يوم 22/7/ 1965م، فالقيادة بالنسبة إليهم كانت فرض كفاية وأداء واجب نضالي، وقادة تلك المرحلة هم كُثُرلا يتسع الوقت لذكرهم هنا، كانوا قواد انتصارات تلأي أو”تل آي” في 21 أغسطس 1963م وتقروبا في 15 مارس 1964م، ففي “تلآي” لم تراق قطرة دم واحدة ومع ذلك ربح الثواركل البنادق والذخائرالتي كانت في الموقع، فالسلاح كان أعزالأشياء في تلك المرحلة.
وللأسف أبتلي شعبنا اليوم بجرائم وفظائع الطاغية وزمرته رغم أنهم كانوا حينها يوالون الحكم الإجنبي يعتقلون ويغتالون ويُشردون وينهبون، ثم بعد ما يُسمى بالإستقلال، فرض عليه الامتثال بالاكراه والطاعة العمياء لنظامه الديكتاتوري لتنفيذ ما يتجاوب قولا وعملا مع نزواته المجنونة وارضاء مزاجه الطاغي هذا الذي وهب لنفسه السلطات المطلقة، حيثُ تولى قسرا المقعد الرئاسي للحكومة في إريتريا فى مايو 1991م ولايزال دون محاسبة أورقابة قانونية من سلطات تشريعية ليس لها أي أثرأووجود على أرض الواقع بداخل اريتريا. فهذا اللئيم قد خان الشعب وجعل مصيرها ضحية للويلات والمصائب والذل وفي نهاية المطاف سيلقى حتفه فى مصيرالذل والعاروخيردليل على ذلك، تلك الأحداث المخزية التي وقعت على صديقه في مصر وفي تونس والوفاة المذلة لحبيبه فرعون ليبيا وفي اليمن ليسقط ويتم استبداله بمواطن صالح يعطي كل ذي حقٍ حقه فيبني ويُعمر.
فاليوم نجدد التحية بهذه اللفتة، وفاءاً لتلك الأرواح البريئة التي حزت أعناق أصحابها خناجرقوات الكوما ندوس وأسيادهم من عسكرإثيوبيا المجرمين، فينبغي علينا أن نحرص على إبقاء الشهداء وذكرى القرى التي أُحرقها جيش العدو مراتٍ ومرات وأُبيد سكانها حتى نبقي على جذوة ذكراهم وثورتهم حية متقدة تتوارثها الأجيال ونتمثل كفاحهم وتماسكهم الذي صنع لنا اسماً وذكرى بين الأمم، وعندما يُذكرأبورجيلا، يظهربريق القائدعمرازاز وآخرون، من يعرف ويتذكرتلك الأيام الذين ضحوا بأنفسهم الغالية من أجل هذه الإجيال. فإني أتذكر أعمالهم البطولات المتكررة، كما لا يجب ولا كما أتذكررجولتهم التي كانت تزلزل وقارالموت في ملاحمٍ وبطولات في ضواحي أسمرا بجانب رفاقائهم يُمكِن أن ينسى أحد أبطال جيش التحريرالإرتري، وكيف أنهم كانوا يقلبون ليل العدو في أسمرا وضواحيها نهاراً في حالة من الترقب والفظع والتوتر والحذر، (وأنا شاهدُ على ذلك، لأني كُنتُ من سكان أسمرا حينها أسمع وأرى)، إلى أن جعلوا العدو يفقد عقله وسيطرته التامة على مواقعه حيث وصل به الأمرالتفكيرفي الإنسحاب عن العاصمة، وحينما شعروا بأن الإستيلاء على العاصمة قد أصبح قاب قوسين أو أدنى، وفجأةً ودون سابق إنذار، إنعكست الآية على الثورة، فقد بدأت بالإنسحاب!!! ولم ندري لماذا وما الذي حصل؟؟؟ولكن علمنا بعد ذلك بأن هناك كانت مؤامرة!!!!!!.من قبل أحدي قواد جبهة التحريرحينها بعد أن إلتقى به “إسايس” لعنة الله عليه، واليوم يعتبر ذلك الرجل بأنه مصطفُ في صفوف المعارضة.
ومع ذلك، علينا أن لا ننسى بأن جبهة التحريرقد ضربت حينها أروع الإمثلة في مواجهة العدوالغاشم رغم الفارق الكبيرالذي كان بينهم في العدة والعدد لجيش العدو، في مرب وسلع دعرو قرب أسمرا.
ولهذا فإن منظمة “إرتريو أستراليا للعدالة والسلام” تؤمن بأننا كاريتريين ليست لدينا أية خياربديل سوى خيارالمقاومة الشعبية من أجل انتزاع حقوقنا الأساسية المسلوبة من خلال التحرك في الداخل والخارج، لأننا قد جُرِدنا من إرادتنا وكرامتنا الانسانية والعيش فى آمان واطمئنان والسلامة بداخل أرض الوطن، فالمقاومة الشعبية باتت مهمة حتمية وإلزامية على أكتافنا أينما كنا سواء في الوطن أو في الشتات.
وأخيراً بتضافرجهود المعارضة السياسية، ومنظمات المجتمع الإرتري في المهجرعقد أخيراً المؤتمرالناجح لوحد الرؤية الكلية وتمهيد وسائل النضال للشعب المقهور، بإنتخابها “المجلس الوطني للتغييرالديمقراطي”، إضافة الى الحراك الشبابي في كافة بلدان المهجر، فضلا عن أمل تحرك المجتمع الإرتري وجيشه في الداخل، فمن خلال ذلك كله تناشد منظمة “إرتريوأستراليا للعدالةِ والسلام”، وتُطالب الحكومات والدول المُحِبة للسلام وكافة المنظمات والأحزاب العالمية باتخاذ المواقف الداعمة لقضية العادلة وبخاصة قضية الشباب الذين ما زالوا يتدفقون بأللجوء إلى ألدول المجاورة السودان وإثيوبيا ومصرعبر طرق وعرة وموت مُدقق بحثا عن حياة أفضل.
كما تُطالب المنظمة جميع الأحزاب والمنظمات في العالم إعلان ألتأييد الكامل سياسياً ولوجيستياً للمعارضة الإرترية متمثلة في “المجلس الوطني للتغييرالديمقراطي”، والضغط على الحكم الظالم وتوقيفه عن إجرامه التعصفي وبذل ما يمكن في دعم قضيتنا العادلة.
أما الطاغية فمهما طال به الزمن فمصيره سيكون مصيرأولئك الرؤساء العرب الذين طُردوا وأطاحت بهم شعوبهم الى الأبد خارج السلطة بفضل ثورات الربيع العربي. وأن ربيع إرتريا لم يكن بعيداً هذه المرة.
وإلى أن نلتقي مجددا في ذكريات عطرة أخرى، رحم الله الشهداء واسكنهم فسيح جناته، كما أُحي بإسم المنظمة أسرالشهداء الطيبين جميعهم أينما وجدوا في الوطن أو في أرض المهجر.
عاشت إرتريا وشعبها حرة من براثن الظلم والإضطهاد، والله وليُ التوفيق، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=39618

نشرت بواسطة في مارس 24 2012 في صفحة الأخبار. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010