كلمة جبهة الإنقاذ الوطني الإرترية بمناسبة الذكرى الرابعة والخمسين لانطلاق الكفاح المسلح في إرتريا
في ظل ظروف سياسية معقدة يمر بها الشعب الإرتري، وما تشهده الدولة الإرترية من وضع ينبئ بانهيار وشيك، وتدهور الأوضاع على كافة المستويات في إرتريا، بفعل السياسات المدمرة للنظام الديكتاتوري المتسلط، واضطرار عشرات الآلاف من أبناء شعبنا، وخاصة الشباب منهم، إلى الفرار بجلدهم من جحيم نظام “هقدف” بحثًا عن ملاذ آمن. في ظل هذه الظروف يحتفل شعبنا بالذكرى الرابعة والخمسين لانطلاق الكفاح المسلح الذي فجرته جبهة التحرير الإرترية بقيادة الشهيد الرمز حامد إدريس عواتي في الفاتح من سبتمبر 1961.
إن الشعب الإرتري الذي ضحى بكل غال ونفيس من أجل قضيته العادلة، ومناضلي حرب التحرير الأشاوس الذين تحدوا الصعاب واجتازوا العقبات، ودفع عشرات الآلاف منهم أرواحهم رخيصة في سبيل الشعب والوطن، وتوجت نضالاتهم بتحرير كامل التراب الوطني من الاحتلال الإثيوبي البغيض. وكانت تحدوهم آمالٌ عريضة في رؤية وطن ترفرف فيه رايات الحرية والعدالة والديمقراطية والمساواة. وكان شعبنا يُدرك أن معركة البناء وتعويض سنوات الاحتلال التي دمرت الأخضر واليابس في إرتريا ستحتاج إلى جهود كبيرة وتضحيات إضافية. لكنه لم يكن في حسبانه أن بعضًا من أبنائه سيخونون الأهداف الوطنية النبيلة التي سقط شهداءنا دونها، ويقيموا دولة بوليسية تذيقه صنوفًا من القهر والعذاب لم يشهدها حتى في عهود الاحتلالات المتعاقبة على بلادنا.
إننا إذ نحتفل بذكرى ثورتنا المجيدة ، حري بنا أن نقف طويلاً عند معانيها النبيلة وأهدافها السامية، لنستخلص منها العبر ونستمد منها القوة والعزيمة لمواصلة النضال حتى تتحقق جميع تلك المعاني والأهداف. لاشك أن تحرير التراب الوطني الإرتري من الاحتلال الإثيوبي الغاشم كان من أولى أولويات نضالنا الوطني، إلا أن تحرير الإنسان الإرتري لا يقل أهمية بأي حال من الأحوال عن تحرير الأرض، إذ لا قيمة لوطن يعيش مواطنوه محرومين من أبسط الحقوق الإنسانية. إن إرتريا اليوم، بشهادة القاصي والداني، تمر بمنعطف خطير، وأن الدولة الإرترية، بعد مرور ما يقارب الربع قرن من الزمان من التحرير، مهددة بالتفكك والانهيارـ
وهذا الوضع الخطير الذي تمر بها إرتريا يحتم على كافة الوطنيين الحادبين على حاضر ومستقبل وطنهم والأوفياء لأهداف ثورة سبتمبر المجيدة وشهدائها الأبرار، أن يشحذوا الهمم ويشمروا عن السواعد للخلاص مرة وإلى الأبد من النظام الديكتاتوري البغيض وبناء نظام ديمقراطي بديل. وتتحمل الفصائل الوطنية المعارضة مسؤولية كبرى للارتقاء بالعمل النضالي ضد نظام إسياس الديكتاتوري وذلك بالابتعاد عن تضييع الوقت والجهد في تنافساتها العقيمة التي برهنت الأيام أنها كانت أحد أهم أسباب استمرار نظام إسياس المتهالك.
لا شك أن قيام المجلس الوطني الإرتري للتغيير الديمقراطي يُعد إنجازًا كبيرًا في تاريخ الشعب الإرتري، حيث يعتبر أول مظلة تجمع معظم المكونات السياسية والاجتماعية والدينية لشعبنا في إطار ميثاق وطني متقدم. إلا أن الأزمة التي واكبت هذه المظلة، منذ قيامها، تفرض علينا بإلحاح أن نقف عند أسبابها لنتلمس مخرجًا من تلك الأزمة، ولننطلق معًا نحو التصدي لمهام التغيير الذي ينشده شعبنا. وفي هذه المناسبة، لا يسعنا إلا أن نسجل تقديرنا العالي للجهود التي تبذلها قيادة المجلس الوطني الإرتري للتغيير الديمقراطي، ومعها القوى الحريصة على المجلس الوطني، لحل الأزمة التي يمر بها المجلس في الوقت الراهن، والتي أصبحت عقبة كأداء أمام وصوله للمؤتمر الوطني الثاني الذي كان مقررًا عقده في منتصف شهر أغسطس المنصرم. والآن وبعد أن اتفقت الغالبية العظمى من أعضاء المجلس الوطني الإرتري على تمديد عمر المجلس الوطني الإرتري حتى نهاية العام الجاري. ندعو كافة القوى الحريصة على المجلس ودوره النضالي، أن تبتعد عن المكايدات السياسية وتسخر كل طاقاتها من أجل أن تكون الشهور القادمة شهورًا للعمل والتفاني لتنفيذ البرامج المتفق عليها في إطار المجلس الوطني، حتى نتمكن من الوصول إلى المؤتمر الوطني الثاني المرتقب الذي نأمل أن يكون نقطة تحول إيجابية في أداء قوى المعارضة الوطنية الإرترية. ونحن في جبهة الإنقاذ الوطني الإرترية نعاهد جماهير شعبنا الوفية في أننا سنقف خلق قيادة المجلس الوطني وكافة أجهزة المجلس الوطني بتقديم كل ما نستطيع من أجل إنجاح مساعيها الهادفة إلى رأب الصدع في جسم المجلس الوطني والدخول إلى مؤتمر وطني ناجح.
في الختام ندعو جماهير شعبنا وقواه الحية في الداخل والخارج إلى تصعيد نضالاتها حتى تتحقق كافة أهداف ثورة الفاتح من سبتمبر المجيدة. وأننا على ثقة تامة بأن الشعب الذي صنع ثورة سبتمر وحقق معجزة الاستقلال لن يعجزه إسقاط النظام الديكتاتوري وتحقيق التغيير الديمقراطي المنشود في بلادنا.
عاش نضال شعبنا من أجل الديمقراطية والعدالة
عاشت ذكرى ثوة الفاتح من سبتمبر
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
“إنقاذ الشعب والوطن فوق كل شيء” !!
الهيئة التنفيذية لجبهة الإنقاذ الوطني الإرترية
1/9/2015
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=35303
أحدث النعليقات