كلمة جبهة الإنقاذ الوطني الإرترية في اليوم العالمي للمرأة
يحتفل العالم بالثامن من مارس من كل عام كيوم عالمي للمرأة، تقديرًا لنضالاتها الهادفة إلى وقف الاضطهاد المزدوج والتمييز الذي ظلت تتعرض له نتيجة للعادات السيئة الموروثة، والتفسيرات الخاطئة للمعتقدات الدينية، وتطلعًا من أجل تحقيق العدل والمساواة.
تعتبر المظاهرة التي جرت في الثامن من مارس 1857 في مدينة نيويورك أول مظاهرة سلمية قامت بها المرأة للمطالبة بحقوقها والحصول على الأجر المتساوي مع الرجل. بيد أن الشرطة تعاملت بعنف مع المتظاهرات، حيث أصيب بعضٌ منهن على يد الشرطة، وتم إجهاض المظاهرة. إلا أن المرأة لم تستكن وتستسلم، بل نظمت بعد مرور 51 عامًا على هذاالحدث، مظاهرة سلمية ناجحة في 8 مارس 1908، إحياءً لذكرى المظاهرة الأولى، وللمطالبة بحق المشاركة في التصويت، وكذلك وقف استغلال وتشغيل الفتيات القاصرات. وفي 28 فبراير 1909 وبمبادرة من الحزب الاشتراكي الأمريكي، عُقد في مدينة نيويورك اجتماع كبير لمناقشة نتائج المظاهرة التي جرت في 8 مارس 1908. ثم عقد مؤتمر دولي للمرأة في مدينة كوبنهاجن بالدنمارك في أغسطس 1910، والذي تمخض عنه قرار باعتبار الثامن من مارس يومًا يحتفل به كيوم عالمي للمرأة. ومنذ ذلك التاريخ، درجت دولٌ عديدة على الاحتفال بالثامن من مارس بشكل لائق كيوم عالمي للمرأة، ليس هذا فحسب، بل اعتبر هذا اليوم في كثير من الدول يوم إجازة رسمية.
وفي إرتريا وحيث تتعرض فيها المرأة لأسوأ أنواع الاضطهاد الناجم عن ممارسات النظام، وكذلك جراء العادات الموروثة والفهم الخاطئ لرسالة الأديان والمعتقدات، فإن القوى الوطنية بحاجة إلى أن تضع ضمن أهداف نضالها في هذه المرحلة العمل من أجل وضع حدٍّ نهايئ لما تتعرض له المرأة الإرترية. وغني عن القول أن لمرأة الإرترية كان لها دورٌ مشرف في النضال إبان مرحلة الكفاح المسلح ، وقدمت كوكبة من الشهيدات، منذ أول شهيدة في النضال المناضلة البطلة ألم مسفن. وإذا نظرنا إلى وضعها بعد التحرير يتأكد لنا، بما لا يدع مجالا للشك، أنها من أبرز ضحايا نظام الجبهة الشعبية الديكتاتوري. والوضع المزري الذي تمر به المرأة الإرترية يحتم على قوى التغيير التي تناضل من أجل تحقيق العدالة والديمقراطية في إرتريا أن تولي هذا الأمر الأهمية التي يستحقها، وسيضع ذلك مصداقيتها النضالية على المحك.
وعلى الرغم من أنه لا يمكننا التقليل من دور المرأة الإرترية في النضال الجاري حاليا من أجل تحقيق التغيير الديمقراطي، إلا أنه، كجزء من إحجام الإرتريين في الانتظام في العمل النضالي ضد النظام الديكتاتوري، فإن حجم مشاركة المرأة الإرترية في النضال ليس بمستوى ما نطمح له. وحري بالإشارة إلى أن النضال ضد الطغمة الديكتاتورية الحاكمة في إرتريا لن يحقق أهدافه إذا لم نضمن مشاركة قطاعات واسعة من شعبنا في هذا النضال.
وإذا ألقينا نظرة سريعة إلى دور المرأة في تنظيمنا جبهة الإنقاذ الوطني الإرترية، فإن عضوات التنظيم في كل أنحاء العالم، لعبن دورًا رائدًا في إعادة تنظيمهن، الذي تعرض إلى أزمة بعد مؤتمره الثاني، إلى تبوأ موقعٍ متقدمٍ في النضال الوطني الجاري من أجل تحقيق التغيير الديمقراطي المنشود في إرتريا، وإننا على يقين بأن نضالاتهن وتضحياتهن سيدون بأحرف من ذهب في سجلات تاريخ شعبنا.
وفي الوقت الذي تعبر فيه جبهة الإنقاذ الوطني الإرترية، بمناسبة يوم المرأة العالمي، عن عظيم تقديرها للمرأة الإرترية ونضالاتها، تتقدم بنداء إلى المرأة الإرترية في كل مكان لمضاعفة عطائها الوطني حتى نحقق معًا الأهداف التي ينشدها شعبنا وتشهد إرتريا إقامة تسوده الديمقراطية وسيادة القانون والعدالة والمساواة، كما تناشد المنظمات النسوية والحقوقية الإرترية ببذل الجهود لدى المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان لممارسة الضغظ على النظام الديكتاتوري لإطلاق سراح المناضلات اللواتي يقبعن لسنوات طويلة في معتقلاته. وفي الختام لا يسعنا إلا أن نجدد العهد على مواصلة النضال بلا هوادة من أجل أن تنال المرأة الإرترية كامل حقوقها.
عاشت ذكرى الثامن من مارس !
النصر لنضالنا الديمقراطي !
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار!
“إنقاذ الشعب والوطن فوق كل شيء”!!
الهيئة التنفيذية لجبهة الإنقاذ الوطني الإرترية
8 مارس 2016
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=36599
أحدث النعليقات