كلمة جبهة الإنقاذ الوطني الإرترية في الذكرى السابعة والعشرين للتحرير
يصادف يوم الرابع والعشرون ذكرى يوم تحرير التراب الوطني من الاحتلال الإثيوبي. وتمر الذكرى السابعة والعشرون للتحرير كسابقاتها وشعبنا لا يزال يرزح تحت نير حكم ديكتاتوري جائر .
وبعد كل هذه السنوات في ظل الاستقلال المفترى عليه يجد شعبنا نفسه أمام مفترق طرق بين أن يكون أو لا يكون، جراء سياسات العصابة الديكتاتورية الحاكمة وبعض الأطراف التي تحاول تمزيق وحدته وتبديد سيادته الوطنية.
لن نجتر مرارات الحرمان والذل والكبت واللجوء ومتهان الكرامة والفاقة والعوز والخوف والاغتيالات والاعتقالات والحروب والسجون، التي يرزح فيها شعبنا والتي فاقت التصور، ويصعب أن تجد لها نظيرا حتى في ظل سنوات الاستعمار البغيض. ولن نذكر تفاصيل المعاناة التي يعيش فصولها شعبنا لحظة بلحظة ويوما بيوم، وعاما بعد عام. وإنما نود هنا أن نذكر العصابة ومن خلفهم ، والذين يمارسون كل هذا الكم من الانتهاكات لإيصال شعبنا إلى معادلة قاسية تجبره إلى الردة الوطنية والحنين إلى سنوات الاحتلال كخيار بديل للواقع المأساوي الذي يعيشه في ظل النظام الدكتاتوري، نقول لهم بصوت وطني واثق أنكم واهمون. فشعبنا، برغم مرارة الواقع واللحظة، لن يخون مبادئه ولن ينسى تضحيات مئات الآلاف من الشهداء والجرحى والأرامل والأيتام واللاجئين ومئات القرى التي أحرقت. والإبادة الجماعية التي مارسها المستعمر البغيض تحت شعار “نريد أرض إرتريا وليس شعبها”. وعلى ذات المنوال يسير الديكتاتور وعصابته، فيحاول إفراغ البلاد من مواطنيها، وترحيل بعضهم من أراضيهم وتمليكهم أراضي غيرهم لخلق فتنة بين مكوناته. وبين هذا وذاك قصص تؤكد، بما لايدع مجالا للشك، على أن سياسات النظام الديكتاتوري بعيدة كل البعد عن الحفاظ على الكيان الإرتري المستقل وصون حقوق الإنسان الإرتري.
وبرغم ذلك، وبرغم فداحة المعاناة وقسوة وجبروت النظام، فإن شعبنا سيظل وفيا لكل تلك التضحيات المستحقة والتي قدمها من أجل أن يعيش في وطنه حرًا أبيًّا. ولن تجدي معه مساعي التيئيس، الذي انخرطت فيه جهات عديدة وعلى رأسها الطغمة الديكتاتورية الحاكمة، بطرق وتحت عناوين مختلفة، كمدخل لدفع الشعب الإرتري للتفريط في استقلاله الوطني. ولكن هيهات. فبرغم كل ذلك ، قطعا سينهض شعبنا كالمارد، وكالنار من تحت الرماد ليُفوت على هذه العصابة ومن وراءها فرصة النيل من استقلاله وسيادته الوطنية، ويعيد للاستقلال ألقه وعظمته ولِذَاتِه حقوقها وكرامتها المهدورة. حتى تكتمل فرحته بالاستقلال.
إن القوى الوطنية الحادبة على المصلحة الوطنية العليا، مدعوة اليوم أكثر من أي وقت مضى، لتنظيم صفوفها وتوحيد طاقاتها وترتيب أولوياتها بما يتناسب والتحديات التي تواجه شعبنا وبلادنا.
وبهذه المناسبة الغالية على نفس كل إرتري غيور، تتقدم جبهة الإنقاذ الوطني الإرترية، إلى الشعب الإرتري الصامد في كل مكان بالتهاني الخالصة متمنية أن تتحقق تطلعاته الوطنية المشروعة في إقامة نظام ديمقراطي يتمتع في ظله بالحرية والعدالة والسلام والتنمية في أقرب الآجال. وتعود عليه ذكرى العام القادم وقد تخلص من براثن النظام الديكتاتوري مرة وإلى الأبد.
عاشت إرتريا حرة مستقلة !!
عاش نضال شعبنا من أجل الديمقراطية والعدالة !!
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار !!
الهيئة التنفيذية
لجبهة الإنقاذ الوطني الإرترية
24 مايو 2018
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=43128
أحدث النعليقات