كلمة جبهة التحرير الارترية لمناسبة الذكرى (51) لمعركة تقوربا الخالدة
أبناء شعبنا البواسل
مقاتلي جيش التحرير الإرتري البطل:
اليوم ، الخامس عشر من مارس 2015م تمر علينا ذكرى أول ملحمة بطولية خالدة في تاريخنا الوطني وقد طوت (51) عاماً على يوم المجد الوطني والبطولة المؤمنة التي جال وصال صناديدها في منطقة تقوربا بغرب ارتريا بقيادة القائد البطل الشهيد محمد علي إدريس (أبو رجيله) لتعيد للذاكرة الوطنية صفحة التحدي البطولية ، بين جمعين ، جمع رجال الثورة وهم فئة قليلة العدد والعدة وبسيطة السلاح والحمل ، وفلول باغية من العدوان تسربلوا أقوى ما لديهم من السلاح ومنوا نفوسهم الخاوية بإنهاء انطلاقة ثورتنا العظيمة التي دوت طلقتها وبداية زحفها أيضاً من غرب ارتريا في الاول من سبتمبر 1961م ومن على قمم أدال وأومال بقيادة البطل الشهيد حامد ادريس عواتي . لقد مثلت معركة تقوربا الخالدة مفتاحاً لعصر جديد أكد فيه شعبنا الباسل أنه قد اختار بثبات ان يخوض منازلته مع عدو متغطرس وجاهل سولت له نفسه المريضة الغافلة عن ادراك معنى (الإرادة) الوطنية ، أنها تستطيع قمع الثورة في مهدها وتتمكن من وضع الأغلال على معاصم رجالها ، وتحجب وجوههم عن أشعة الشمس في دهاليز سجونها وقبورها ، ولكن كان لرفاق عواتي ورجال الرعيل الاول للثورة منطق آخر وإرادة أخرى ، أفصحوا عنها بقوة وشجاعة في ميدان المعركة بعد أن اقسموا بأنهم سوف لن يتراجعوا أمام العدو واسلحته وسوف يؤكدوا له في هذه المنازلة الفصل ، أنهم عازمون على القتال وأنهم يسترخصون أرواحهم ودمائهم فداءاً لأرضهم وشعبهم ، وأنهم عازمون على القتال ولن يتراجعوا ولا سبيل لذلك طالما أن العروق تنبض بالدماء .
اليوم ونحن نقف بإجلال إزاء الذكرى (51) لمعركة تقوربا التاريخية فإننا نحيّ اليوم الوطني لجيش التحرير الارتري البطل الذي فجر الثورة وافتتح مسيرة الكفاح الوطني المسلح تحت شعار (لا بديل للاستقلال التام لإرتريا) وقدم فيها قوافل من الشهداء عبر معارك بطولية لن تمح ولن تسقط من السجل الوطني ، لا بل ستظل معارك جبهة التحرير الارترية وجيشها الباسل بمثابة سُرة التضحيات الجسام التي مهر بها شعبنا حريته واستقلاله الوطني الذي تحقق في الرابع والعشرين من مايو عام 1991م .
أبناء شعبنا الارتري الصامد :
لقد أكدت جبهة التحرير الارترية رياديتها لمسيرة الكفاح الوطني المسلح عبر ملاحم ذراعها الوطني المقاتل _ جيش التحرير البطل _ ولم تكن تلك الريادة محصورة في نطاق الفاتح من سبتمبر وانفجار أول طلقة للقائد الشهيد حامد عواتي فحسب ، بل إن ريادة الجبهة تمثلت في كونها شكلت الجاذب الوطني الميداني لكل أبناء شعبنا ليصطفوا خلف البندقية كخيار ثوري منظم لمواجهة آلة العدو المجرمة ، وجسدت معنى وروح التنظيم الوطني القادر على استيعاب كل المكون الوطني واصطفافه خلف خيار واحد يعبر عن إرادته ومصيره ، وعلى ذلك فإن انجاز الاستقلال الوطني وانبثاق الدولة الارترية هو نتاج ومحصلة لتلك الانطلاقة وهو أيضا تجسيد لصوابية ودقة الخيار التاريخي الذي التزمنا
به بقوة وإيمان . إن الواقع المؤلم الذي يعيشه شعبنا اليوم تحت الحكم الجائر للطغمة الطائفية التي جثمت على شعبنا ردح من الزمن بعد أن تنكرت لكل رموزه ونضال أبنائه الذين رووا أرضهم بدمائهم الطاهرة وفدوها بأغلى الأرواح إنما يمثل أمامنا نكبة حقيقية لحقت بشعبنا وفتحت فيه جرحاً غائراً عبر سياساتها المنحرفة والمتعجرفة وقبضة الحديد والنار التي تحاكي بل تتفوق على سياسة العدوان الاستعماري ، وإننا نؤكد بثقة أن ليل هذا الكابوس الظالم سوف لن يستمر ولا يمكن بأي حال لأي مستبد أو دكتاتور أن يكسر شوكة الشعب أو يلوي إرادته ، ونحسب أن كل العوامل باتت الآن في حكم المنظور وأن شعبنا سيخوض نضاله بلا تراجع ولا استكانة حتى يستعيد استحقاقه الكامل في خلق وتحقيق دولة العدالة والقانون التي يستتب فيها الامن والاستقرار للجميع . ويتمكن باقتدار من دحر الدكتاتورية وأعوانها وزبانيتها .
تحية مجد وعز للذكرى (51) لمعركة تقوربا الخالدة
الخلود لشهدائنا الابطال
الخزي والعار للطغمة المجرمة الجاثمة على صدر شعبنا
اللجنة التنفيذية
لجبهة التحرير الارترية
15/3/2015م
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=33691
أحدث النعليقات