كلمة جبهة الثوابت الوطنية الارترية بمناسبة عيد الثورة الارترية السابع والخمسون
تطل علينا الذكرى السابعة والخمسون لانطلاق الكفاح المسلح بقيادة الزعيم الوطني والقائد الشهيد / حامد ادريس عواتي ورفاقه الاربعة الاوائل الذين ساهموا معه في تجسيد ارادة الوطنية للشعب الارتري في ذلك اليوم العظيم والمشهود. ومنه انطلقت مسيرة الشعب الارتري قي تحرير ارضة من العدو الاثيوبي المحتل وقد استطاع الشعب الارتري عبر ابناءه مقاتلي حرب التحرير ان يسقطوا نظامان اثيوبيان وان يغيروا معادلة ظالمة حاول اعداء الشعب الارتري حلفاء اثيوبيا ان يفرضوها عليه وهي )معادلة القوة الغاشمة ( فالعدو الاثيوبي المحتل ذات الكثافة السكانية التي تجاوزت 09 مليون نسمة والموارد الطبيعية الهائلة بالإضافة الى كونها دولة جاره جغرافيا مما سهل عليها تقليل التكلفة المالية الإمدادات اللوجستية من اسلحة وعتاد وجنود دون عوائق او صعوبات تذكر. والتي عادة ما ترهق ميزانيات الدول الاستعمارية الكبرى وتساهم في هزيمتها ناهيك عن دولة مثل اثيوبيا! وهناك ميزة أخرى ومهمة وهي ان مقر الاتحاد الافريقي الدائم ظل في عاصمتها اديس اببا مما اعطاها ميزة التأثير على قراراتها و ساهم في منع عرض القضية الارترية في المؤتمرات السنوية لمنظمة الوحدة الافريقية برغم من عدالتها الواضحة بالإضافة الى عامل قوي وضخم مؤثر وهو انحياز قطبي القوة العظمى حينها الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد السوفيتي لها بالتتابع تاريخيا.
ولكن وبرغم من تلك المعادلة الظالمة استطاع المقاتل الارتري الذي ينتمي الى شعب لا يتجاوز تعداده الثلاثة ملايين نسمة وموارده الطبيعية التي استحوذ عليها المحتل الاثيوبي بالقوة وهو الذي لا يملك من حلفاء إلا عددا من دول عربية وفقت معه بقوة مشكورة ولكنها لم تكن تملك نفوذ دولي مثل حلفاء المحتل الاثيوبي إلا انه استطاع أي المقاتل الارتري الاسطوري ان يسقطها ويفرض معادلته الوطنية وينتزع استقلاله بقوته الذاتية ليضرب للعالم اجمع مثالا في قدرة الشعوب على قهر المستحيل ولم تقف قوة هذا المقاتل الاشم في تغير معادلة القوة في الصراع الارتري / الاثيوبي بل غير معادلة الصراع الاثيوبي / الاثيوبي لمصلحة الشعوب الاثيوبية المقهورة والمضطهدة من قبل من كانوا حكامها وإقطاعها وكهنوتها ولولا هذا المقاتل لظلوا تحت نير حكم ذلك الثلاثي الظالم حتى الان .
وألان وبعد مضي أكثر 72 وعشرون عاما من استقلال البلاد وفي ظل حكم دكتاتوري قمعي وتحت زيف دعاوي السلام المزعوم الذي )نزل بالبارشوت( واتفاقياته السرية والمخزية التي صيغت في غرف مغلقة والتي تجاهلت السيادة الوطنية والتي اراد بها طاغية ارتريا الانحراف عن مسار الخط الوطني الذي كرسته تضحيات الشعب الارتري و دماء الشهداء الابرار ظنا منه ان ذاكرة الشعب الارتري تلاشت عنها صور وفظائع ما ارتكبه الاستعمار الاثيوبي في الماضي القريب وان ارادته ضعفت في مقاومة نهجه الدكتاتوري القمعي لطول مدة حكمه القهري وانه سوف يستسلم لكل مشاريعه المشبوه و لكنه من حيث اراد التآمر على الشعب الارتري حيث سقط قناعه المزيف فبان للجميع وجهه الحقيقي الذي كان يخفيه كل تلك المدة وهذا الامر بحد ذاته شكل محطة هامة في مسيرة التغير الديمقراطي وإسقاط نظامه وإرساله الى مزبلة التاريخ حيث ساهم ذلك في تغير ولاء كثيرا من المخدوعين والمضللين من اتباعه.
كما ان حكام اثيوبيا اليوم الذين فوجوا بحجم انبطاح افورقي والذي على ما يبدو اعاد الى مخيلتهم الحالمة الحلم الامبراطوري السابق لاستحواذ على موانئ ارتريا ومواردها الطبيعية بحجة السلام المزعوم هذه المرة برغم ادراكهم تماما انه مزيف لأنه لا يستجيب لتطلعات الشعب الارتري في ضمان السيادة الوطنية الكاملة والحرية والديمقراطية وبالتالي لن يكون هناك سلام حقيقي يخدم مصالح الشعبين ان لم يستجيب لتطلعات الشعب الارتري تلك.
وعليه اننا في الوقت الذي نقدر ونثمن فيه ما تقوم به القيادة الاثيوبية الشابة بقيادة رئيس وزرائها ابي أحمد من اصلاحات ديمقراطية مهمة لشعبها ونأمل ان تنجح لأننا نحن كقوى سياسية معارضة ارترية طلاب حرية وديمقراطية وعدالة اجتماعية وبالتالي ندرك اهمية تماما .
إلا اننا في نفس الوقت نفسه نتمنى ان لا يستحوذ عليها اغراء الحلم الامبراطوري الاستعماري القديم تحت غطاء شعارات )وحدودية( مضللة التي يتاجر بها البعض لخدمة مصالحه الذاتية الان والتي فشلت في الماضي وكانت سببا في معاناة للشعبين طيلة أكثر من نصف قرن لان جل تطلعات الشعب الارتري تنصب في التخلص من الدكتاتورية وبناء دولته الوطنية الديمقراطية للحاق بركب التطور وتحقيق الرفاهية بعد معاناة طويلة وشاقة دفع فيها ثمنا غالي من ارواح ودماء ابناءه الشهداء البررة فهو لا يملك رفاهية الدخول في مشاريع سياسية خيالية كبرى غير واقعية مع آخرين ايا كانوا.
وهذا تنويه بسيط نذكر به انفسنا والآخرين حتى لا تغرنا مظاهر الحاضر التي ربما تكون مجرد اشارات خادعة يأخذننا بريقها الى متاهات نضيع من خلالها كل ما حققته تضحيات الشعب الارتري ودماء شهدائه وعلينا ان ندرك حقيقة واحدة فقط وهي ليس هناك وسيلة ناجعة تضع حدا لمعاناتنا سوى اسقاط هذا النظام القمعي الدكتاتوري ورموزه و ألا نقع فريسة اوهام ووعود كاذبة يطلقها ليتخلص من الضغوط العقوبات الدولية ويكفي الشواهد التاريخية على النكوص بوعوده عبر سنوات حكمه 72 عاما
النصر للديمقراطية والمجد والخلود لشهدائنا الابرار
الامانة العامة لجبهة الثوابت الوطنية الارترية
13 اغسطس 7932 م
يمكنم انزال الكلمة من على هذا الرابط
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=43449
أحدث النعليقات