كلمة في وداع المناضل الكبير محمد علي الأمين
في زحمة الحياة وضغوطها تناقلت الينا الانباء خبر رحيل احد رجالات العمل الوطني الارتري وقاماته الا وهو المناضل الجسور محمد علي الأمين الذي حدثت وفاته اثر علة مرضية لم تمهله طويلا في العاصمة اسمرا التي أحبها وعشقها حد الجنون كيف لا وهو الذي أفنى عمره من أجل ان تكتحل عينيه برؤيتها حرة طليقة وكل ربوع الوطن الغالي.
انتقل المناضل محمد علي الأمين باكرا الى الكويت وفي بواكير الثورة تم تكليفه بتمثيل جبهة التحرير الارترية فيها ، فكان نعم الممثل مستخدما علاقاته مع المجتمع الكويتي وحكومتها وقد وثق علاقة قوية مع الراحل الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح الذي اصبح فيما بعد ولي العهد وقد كان حينها وزيرا للداخلية ونتيجة لتلك العلاقة أصدر قرارا بمنح العمال الارترين والعاملات الارتريات إقامات دائمة في الكويت الامر الذي كان له أثرا طيبا على الجالية الارترية . استمر المناضل محمد علي في عطائه ممثلا للجبهة حتى حدث الانقسام بخروج ما عرف وقتها بقوات التحرير الشعبية برئاسة الشهيد عثمان سبى فانحاز اليهم وظل ممثلا للتنظيم الوليد الى العام ١٩٧٦م واثر الانقسام في نفس التنظيم الوليد (قوات التحرير الشعبية) اصبح ضمن جناح اللجنة الإدارية والتي عرفت فيما بعد بالجبهة الشعبية لتحرير ارتريا وظل كذلك ممثلا الى العام ١٩٩١م وتحرير التراب الوطني من المحتل .
كان للراحل المقيم عمل تجاري خاص به الى جانب تمثيله للثورة في مختلف مراحلها . وتجدر الإشارة هنا ان اقامات الارترين كانت تصدر وفق رسائل من مكتب الجبهة الشعبية الذي كان يمثله الراحل المقيم وعندما تم افتتاح مكتب للجبهة في السبعينات من القرن الماضي كلفت الجبهة المناضل محمد عمر يحى امد الله في ايامه وبعده تم تكليفي بالمهمة وكان على ان أجد حلا لاقامات العمال والعاملات الملتزمين بالجبهة ولهذا بادرت باللقاء المباشر مع الراحل المقيم محمد علي الأمين لنتفاكر في الامر واقترحت عليه ان يستمر مكتب الجبهة الشعبية في مهامه بطلب الاقامات للجميع بما فيهم الملتزمين بجبهة التحرير وان يقوم مكتب الجبهة بتزويدهم برسائل رسمية باسماء عضويته الملتزمة التي تطلب الإقامة وقد وافق على الفور، ولكن العمال الملتزمين بالجبهة احتجوا على ذلك وطلبوا ان تكون لهم قناة تواصل مع السلطات غير مكتب الشعبية ولكنني التقيت بهم وأوضحت لهم الامر وتفهموا ذلك اخيرا ، وعلى صعيد المنح الجامعية اتفقنا ان تعطى الاولية في التقديم للجامعة لمن يحرزون نسب كبيرة في الشهادة الثانوية بغض النظر عن الانتماء التنظيمي.واود ان اشير الى ان هذا الاتفاق الذي تم بيننا لم نرجع فيه الى قيادة التنظيمين انذاك لأخذ الموافقة خدمة للجالية الارترية في موقع تواجدها. واتذكر بعد الانسحاب الاستراتيجي من المدن المحررة تقدمت بمذكرة الى امير البلاد وقتها الشيخ جابر الصباح وبصفة ممثل الجبهة طلبت مساعدات مادية وعينية وعسكرية وذلك للظرف الذي كانت تمر به الثورة وقتها وبعد فترة دعاني السيد عبد العزيز الشارخ من الدائرة السياسية لوزارة الخارجية ومسؤول الملف الارتري وأخبرني بأنه وبناءا على المذكرة التي تقدمت بها لأمير البلاد تقرر تقديم دعم عسكري لكم ولهذا سوف تلتقي انت وممثل الجبهة الشعبية بالسيد وزير الدفاع الشيخ سالم الصباح. وعلى الرغم من الخلافات السياسية بيننا والصراع الحاد وقتها الا اننا قبلنا الذهاب سويا واثناء اللقاء طلب الوزير قائمة بالمطالب التي تقدمت بها وتفحصها واثناء ذلك لاحظ الراحل المقيم محمد علي ضمن قائمة المطالب وجود مطلب زوارق حربية فالتفت الي وقال بالتقرايت ماذا ستعملون بها وكان ردي هذا شأننا لاحظ الوزير باننا نتحدث بلغة غير العربية فقال هل انتم تتحدثون بالسواحلي ام ماذا فقلنا له هذه احدي اللغات الارترية فطالب ان نتحدث بها مرة أخرى ليتعرف عليها وقد كان. على الرغم من كل الجهود الجبارة التي قام بها الفقيد محمد علي لم يجد التكريم الذي يستحق من الطاغية اسياس واتذكر ان الطاغية منحه منزل في مدينة مصوع على اطراف البحر ولم تدم طويلا سرعان ما نزعها منه. وهو نفس الجزاء الي لقياه كل من المناضل محمد علي عمرو الذي يقبع في سجون الطاغية والمناضل عثمان دندن هو الاخر لم يجد التكريم الذي يليق به فانتقل إلى جوار بربه وكذلك المناضل المعروف محمد علي افعرورا لاقى نفس المصير . الراحل المقيم محمد علي الأمين رجل دمث الأخلاق طيب المعشر محب للجميع. له من الابناء عثمان وابراهيم.
رحم الله المناضل الجسور محمد علي الأمين وجعل كل ما قدم في ميزان حسناته وانا لله وانا اليه راجعون ولا حول ولا قوة الا بالله.
علي محمد صالح شوم
07/12/2023 – لندن
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=46979
أحدث النعليقات