لا زالت المعارك مستمرة فى شرق البلاد وتلك هى المعادلة التى تدور
عمر ليلش – لاهاى
لا زالت المعارك فى جبال ديعوت ودقعا وحديش ونبا قدى و ايرو ملي والمناطق المجاورة، مستمرة وحتى هذه اللحظة.
ومازال ايضا ابناء واحفاد الأبطال الذين ذكرهم المناضل ابوحيوت فى مقاله تحت عنوان بين ديعوت ودقعا “، مستمرون فى المواجهة بكل ثبات وتحدى.
ولذا وفى خضم هذا التحدى، فلنبتعد قليلا عن التحليل ونخضع لقوانين العزيمة والإرادة وتحدى المرحلة للمعركة وايمان قطعى بالنصر لأن النصر معلوم قبل الحرب….. فالنصر لايعنى تحقيقه على ارض المعركة فحسب، انما النصر هو عدم الإنكسار والإستسلام.
وهنا قرر الأبطال ان لا يهربوا ولن يفروا ولن يغادروا منازلهم مهما كان الثمن.
هذه هى معالم النصر التى نعرفها ونتثبت بها، وعازمون عليها. اما النصر الجغرافى والعسكرى فهو صورة مخادعة، لأن المعركة هنا لا تخاض بين جيشان فى ساحة حرب مفتوحة، بل هى معركة بين جيش نظامى يتسلح بكامل اسلحة ثقيلة وشعب اعزل يتسلح بالأرادة والعزيمة ويتحدى بكل ما يملك من عزيمة ليبقى صامدا على ارضه.
فهذا الصمود هو صمود ارادة وعزيمة يمتلكها بضعة مئات من الشباب المقاوم وشعب اعزل يواجه بأطفاله جيش نظام التاتار الجدد فى ارتريا.
ان ما يجرى فى منطقة اكلى قوزاى الآن حرب،
حرب حقيقية ، حرب بلا اخلاق ، بلا قيم ، بلا مبادئ، حرب تجاوزت كل الأعراف وكل القوانين والشرائع الأرضية والسماوية. انها حرب ابادة يتعرض لها الشعب الأرترى الأعزل هناك. انها حرب تستهدف كل شئ على الأرض…. قتل مركّز للمدنيين. حرب استخدمت فيها كل انواع الأسلحة الثقيلة ولم تستثنى شئ.
حرب تستهدف الصغير قبل الكبير والمدنى قبل العسكرى ومع ذلك لم يستسلم اولئك الأبطال، بل اصبحت جبهتم الداخلية صلبة وقوية.
وان هذه الحرب لا تستهدف وكما يعتقد البعض قبيلة الأساورتا اوالطروعة او الإدّا او اى قبيلة اخرى بعينها او اى اصحاب ديانة معينة ، ولكنها حرب موجهة لكل ابناء الشعب الإرترى وضد مقوماته ومقداراته وممتلكاته ومقاومته … نعم انها حرب تستهدف الشعب الأرترى جميعا وبدون فرق فى مستقبله وحاضره. ولذا فليصحى الراقدون على بطونهم. فليصحى الواهمون الذين يعتقدون ان هذه الأبادة ‘تعنى بها قبيلة معينة او جزء من كل.
انها حرب ابادة تستهدف الشعب الأرترى برمته، بدأت هنا وستستأنف اينما ظهرت بوادر مقاومة ضد سياسة هذا النظام الهمجى الدكتاتورى.
بالمقابل ان مظاهر بطولات المقاومة التى ينفذها اولئك الأبطال، فهى ايضا لا تحسب لقبيلة معينة، انما هى بطولة تحسب لكل الشعب الأرترى الحر…. تحسب لكل ارترى يتمرد على الذل والأهانة …. نعم هى بطولات تحسب لكل ارترى يرفض ان تهان كرامته وان يهتك عرضه وان يمس شرفه. هى مقاومة ينفذها قلب نابض لأرترى شريف اينما ما كان وحيث وجد. فاليوم فى ديعوت ودقعا وحديش وايروملى وغدا فى ايرافلى وصنعفى ومسيام ومنصورة واغردات وتسنى ونقفة وكرن ووووووووووووو اسمرا ….
ان مجازر ومذابح الأحتلال الأثيوبى على حرقيقو وشعب وعونا والمناطق الأخرى لم تكن لتستهدف فقط شعوب تلك المناطق فى حد ذاتها، بل هى مجازر ومذابح وحرق وتدمير كان يقصد بها الشعب الأرترى كافة وكامل وارضه.
وبالمثل، ان لأبادة التى ينفذها الآن جيش التتار الجدد فى ارتريا فهى موجهه ايضا ضد الشعب الأرترى بكامله. والمقاومة ايضا ، هى مقاومة للشعب الأرترى برمته. و اود ان اذكر هنا ، قول الشاعر الألمانى القس ” مارتن نيمولر عن جرائم النازيين وكيف بدأت جرائمها ضد البشرية، حيث قال ما يلى:
اولا بدؤو بالشيوعيين،
فلم اعترض لأنى لم اكن شيوعيا
ثم جاءوا لليهود، فلم اعترض،
لأنى لم اكن يهوديا
ثم جاءوا للكاثوليك فلم اعترض،
لأننى كنت من البروتستانت
واخيرا جاءوا لى …..
فى ذلك الوقت لم يبق احد ليدافع عنى
إذن هذه هى المعادلة … هى حرب ، بل جريمة بحق البشرية وهى بمثابة حرب ابادة وقمع ودحر وتدمير، وهى حرب غير متكافئة تشن على شعب اعزل لاقى طيلة كل تلك السنوات ظروفا قاسية ومعاملة سيئة لاتعرف منطقا سوى السلاح والقوة.
هذه هى المعادلة التى تدور على الأرض فى مرتفعات ارتريا ولذا علينا ان نتساءل ما الذى ينبغى عمله الآن لمواجهة هذه الأبادة. انها حرب ابادة وتشريد الشعب ، وارغامهم على ترك مناطق سكنهم. لن تتورع عصابة النظام الحاكم عن ارتكاب ابشع الجرائم بحق الأنسانية، مثل مجزرة حرقيقوا وشعب وعونا التى راح ضحيتها الأطفال والنساء والشيوخ. فلا فرق بين هذه المجازر و تلك من حيث الهدف والسلوك واداوات التنفيذ.
ولذا ، فالذى ينبغى عمله الآن هو ان يعمل كل منا، من موقع تواجده و من موقع عمله فى كشف هذه الجريمة التى تمارس ضد البشرية.
علينا اولا ان نتحدث عن هذه الجريمة والجرائم الأخرى فى كل محافلنا و مناسباتنا الأجتماعية والسياسية اولا، ومن ثم ننقلها للرأى العام العالمى.
قضية دارفور اخذت نصيبها من الأهتمام ، بنشاط بدأته افراد قليلة…، وبنشاط اولئك الأفراد اخذت تلك القضية ، رويدا رويدا مكانتها على المستوى المحلى والأقليمى حتى ان اصبحت قضية دولية.
وثانيا قد اكدت لنا هذه الجريمة وبقية الجرائم التى ترتكبها حكومة هقدف فى اسمرا ان المواجهة العسكرية اصبحت الآن اكثر الحاحا ، وان من يرفع شعار الحل السلمى مع هذا النظام الهمجى ، فهو فى نوم عميق او فى سكرة عميقة لم يفق منها بعد ا هو شخص فاقد للعقل او جاهل لمجريات الأمور او الأحداث فى ارتريا وهذه رسالة موجهه الى مجموعة سدرى التى تدعو للأستسلام.
اذن المطلوب هو المساندة الحقيقية لشعبنا هناك من خلال كشف جرائم الأبادة التى ينفذها النظام ضد ذلك الشعب الأعزل، وبالمقابل علينا ايضا ان نفضح الأقلام المريضة التى تحاول انتهاز فرصة هذا الحدث لتمرير اجندتها فى نشر الفتن بين هذا الشعب الآبى الذى يجمعه تاريخ وماضى وحاضر ومستقبل واحد. فالأحرى لأاصحاب تلك الأقلام المريضة ان يكتبوا عن التاريخ التركى الذى يدعّون الأنتساب اليه بدلا من الغوص فى تاريخ يجهلونه….. أن التركيبة القبليه والأجتماعية والجغرافية للشعب الأرترى ليست موضع فتوى او اجتهاد، فكل شئ هناك واضح وضوح الشمس. ولذا فليكتب اولئك عن الأتراك او عن اى قبيلة اخرى غير ارترية رحمةَ بأنفسهم وذلك انطلاقا من الحكمة التى تقول “رحم الله امرئ عرف قدر نفسه” .
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=254
أحدث النعليقات