لا عزاء للامهات

عبد ارحيم الشاعر

من غيرك يافاطمة يرسم لنا الطريق

من غيرك يطارد الليل..

ويهدي الضفائر والكحل وزغرزطة النصر الأكيد

من غيرك يمسح المكاضي الكئيب ويحرر الرقيق

من غيرك يحمل الزاد لجموع الفاتحين عند أبواب المدينة

من غيرك يعلم الأكفال الصمود والأمل الجميل

فلم ينتهي الدور .. ومازال الدرب طويل.. طويل

أترحيل وفي عينيك سر غريب ، بعض من حزن وبعض من صمود ومزيد من عطاء، كل الوطن بجهاته الأربع يتناسى جروحه وقروحه ويصلي الى جانب لحدك ركعتان يا زينب يا..ياسين كلنا نردد: ياسين والقرءان الحكيم، هنيئا لساحل الصمود رائحة العنبر والحناء وهنيئا للشهداء بأمهم علها تحكي لهم عن مآسينا ..فالوحش يقتل ثائرا وألأرض تنبت ألف ثاثر… يا كبرياء الجرح لومتنا لحاربت المقابر.. لعل هذه المقابر تنتفض من رقادها وثباتها وتملأ فجرنا براكينا وزلازل.

رأيتك أول مرة في العام 77 وأنا طفلا يا فعا صورتك , والكلاشن لم تفارق خيالي وهي على ظهر غلاف مجلة الطليعة أحتفظت بك والمجلة ارثا وحيدا تبقى لي بعد الانسحاب الاستراتيجي … وتركتك ضمن مقتنياتي عند رحيلي نحو الحدود بعض مضي نصف عام من رحيل الرفاق.

” فلم تكوني صورة باهتة.. فيداك فخضبتان بحمرة الطين والشفق .. وعطرك البارود وحجرك الحندق ” …فلم تكوني مجرد زغروطة من خلف حجاب فكنت للخندق حجارته .. وللبندقية طلقتها وللطلقة حشوتها. ترحيل عنا يا حبوبتي يا أمي ويا أختي ويا رفيقتي فكل العلامات المضيئة والجبال الشماء ترحل عن زمن الرزالة هذا فالمبادئ التي ناضلت من أجلها أصبحت يقايض بها في الحان ن والأمهات اللائي زغرطن معك عند قدوم الفاتحيين جاء نعى ابنائهن من عند الحدود… أرحلي يا أيتها القديسة الى سماء طاهرة والى ابنائك وعبئ لهم فناجين قهوتك فرحا ينسيهم احزاننا وتعاستنا.