لقاء الكاتب صالح قاضي مع إذاعة الجالية في ملبورن

ملبورن ـ أحمد الحاج
أستضافت النافذة الأرترية الأسبوعية في ملبورن يوم الإثنين 31/12/20122 الكاتب والناشط الأرتري صالح أبوبكر عبدالرحيم جوهر مؤسس وناشر موقع (عواتي) الألكتروني بمناسبة زيارته الحالية لأستراليا وطرحت أمامه تشكيلة مختلفة من اسئلة متعلقة بالشأن الأرتري علي محوريه المعارض والنظامي وأستمزجت رأيه حول قضايا محددة قد أتي عليها في ندوة عامة عقدها ظهر السبت 29/12/2012 بالمدينة وحضرها حشد كثيف من نشطاء وفعاليات المجتمع،، وفي سؤال متعلق بإنسلاخ وزير الإعلام الأرتري علي عبده وإغفال موقع (عواتي) المعروف عنه بمتابعته لأخبار إنشقاقات سابقة أقل أهمية،، أستبعد الأستاذ/ صالح قاضي عبارة الإغفال وقال أن الأمر لا يعدو كونه مزيد من التريث بقصد التحقق وأن الموقع لم يكن علي عجلة من أمره حتي ينشر مجرد تكهنات أرادها البعض وأضاف أن خبر إنشقاق الوزيروإعتقال والده وكريمته وشقيقه ( فيما يشبه أنه إنتقاما) تأكد لدي الموقع في فترة زمنية متقاربة لذا أفرج عن الخبرين في وقت متزامن، واضاف أن موقعه تخلي عن متابعة أخبار الإنشقاقات بعدما كثرت واصبحت لا ترقي لدرجة خبر إعلامي ولكن الإهتمام بالوزير علي عبده يأتي الآن كونه أول وزير ينشق عن الحكومة الأرترية، وبسؤاله عن رأيه عن أولئك الذين يظلون يدافعون عن النظام حتي آخر لحظة ثم يفرون قال عندنا قدوة في الثورة الأرترية حيث رأينا في السبعينات كيف أن فصائل الثورة الأرترية كانت تفتح ذراعيها لمن أحرق قرية أو قتل مواطن، ورحب بكل من يهرب عن النظام ويعود الي رشده لكنه عبر عن تحفظاته عن أولئك الذين ينشقون عن النظام ثم يختفون وكأن شيئاً لم يحصل وقال أن المطلوب منهم علي الأقل أن يعطوا دوراً حتي يرفعوا من معنويات الشعب الأرتري ويساندوه في محنته وقد وصف صمتهم بشيئ محزن ونعته بالجبن وفيه خيانة للقضية كما قال.
وبخصوص سؤاله عن العلاقة بين إثيوبيا والمعارضة الأرترية وفيما إذا كان يراها طبيعية وتعبر عن إلتقاء مصالح.. عبر عن مخاوف محددة في هذه العلاقة وأضاف أنه كان من أنصار التحالف مع إثيوبيا خلال عشرة سنوات بحكم أنها دولة جارة ومؤثرة وقد أستضافت المعارضة والشباب ووفرت لهم العمل والتعليم لكنه قال أنه غير مرتاح علي المستوي السياسي وأن الساسة الإثيوبيين قد جعلوا المعارضة الأرترية حقل تجارب دون أن يمدوها بمساعدات كافية تؤهلها من تطوير ذاتها وترقية آدائها بحيث تنتقل الي مرحلة أخري، وقد طلبت منه الإذاعة أن يعبر بوضوح عن نقاط محددة تثير مخاوفه فقال أنه لا حظ خلال السنوات الثلاثة الأخيرة وجود تدخلات وتجهيزات وتشجيعات من الخلف وقال أن آخرين يتولون قيادة المعارضة وأنه لا يرضي أن يتولي مقود المعارضة طرف آخر سواء إثيوبي أو أمريكي لأن ذلك من حق الأرتريين حتي يمتلكوا مصيرهم واضاف أن علاقتنا بإثيوبيا تأريخيا محفوفة بالمخاطر وهناك ماضي إستعماري معروف وجروحه لم تندمل بعد وبإضافة شكوك جديدة عليه سوف ينقلنا الي نتائج لا يحمد عقباها.
ودافع الكاتب بشدة عن الشهيد الكبير/ حامد إدريس عواتي مؤسس الكفاح الأرتري المسلح وقال أن الهجمة الأخيرة عليه هي إمتداد لعمل قديم تقوم به قوي بقصد تشويه التأريخ ومسح ما تم إنجازه وأستغرب من إعادة دفن رفاة الشهيد في مدينة (هيكوتة) متسائلاً لماذا؟ هل كان الشهيد يقود جبهة تحرير هيكوتة؟ طالما أن النظام يتبجح بوجود مقبرة للشهداء في العاصمة فلماذا لا يدفن مؤسس الثورة في أسمرا؟ واضاف أنه يتفهم أن يقوم النظام بتشويه أي رمز ما قبل إسياس افورقي ولكن أن يأتي ذلك من معسكر المعارضة فهذا ما لايمكن قبوله، واضاف أن قامة عواتي وتأريخه أكبر من أن يطمس ولكن العملية فيها إختبار لإرادة الأحرار وجديتهم فإن قبلوا وتساهلوا فإن الأسوأ قادم وأن مرحلة تجاوز الخطوط الحمر يمكن أن تستمر.
وفي سؤال آخر حذر من تصنيف النظام بأوصاف أخري غير (نظام ظالم وشمولي) وقال أن ذلك يكفي لنعمل من أجل إزالته وعبر عن تخوفه من إطلاق نعوت أخري لأن ذلك يضعف من معسكر المقاومة.
وثمن دور المواقع الألكترونية المناهضة للنظام الأرتري وقال أنها نجحت الي حد ما في تعرية النظام والتعريف بالقضية للجهات الخارجية وحتي للأرتريين المتواجدين في أماكن مختلفة ولم يوافق علي عبارة المواقع المستقلة لأن ذلك يعني برأيه ليس لأصحابها علاقة بأرتريا وأضاف نحن أصحاب مصالح وهذه المواقع وسائل نضال وأصحابها ليسوا إعلاميين ومؤسساتهم ليست تجارية بل هي مؤسسات وأدوات نضال تسخر لمصلحة أرتريا.
وبسؤاله عن وثيقة إحياء العهد الأرتري ـ مجلس أبراهيم مختار التي طرحت قبل أعوام وقدمت رؤية واضحة وتحليل لقضايا المجتمع الأرتري المسلم علي مستوي نظري متماسك قال أن الوثيقة وجدت تعاطف شامل نظراً لما أحتوته من مظالم يتعرض لها المسلمون في ظل النظام الحالي وهي نظريا أدت دورها لكن علي مستوي تفعيلها عمليا ثمة لقاءات تجري الآن ربما تفضي الي خلق آلية.
وأثارت الإذاعة أمامه ملاحظة تتعلق بضعف الإنتماء لأرتريا أوساط الجيل الجديد وهي نقطة أثارها في ندوة السبت حيث قال أنه زار أرتريين ولم يجد في منازلهم ما يعبر علي إنتماءهم لأرتريا من الناحية الشكلية كتعليق علم مثلاً أو صورة لأحد الرموز أو مشغولات وصناعات يدوية تراثية وسألته الإذاعة كيف يمكننا إختزال الإنتماء علي مظاهر شكلية ألم يكن إحساس وشعور؟ فتمسك برأيه السابق وقال أن التعبير الظاهر مهم جدا حين تزور بيوت البعض لا تشعر أنهم ينتمون لأرتريا فالأطفال الذين يتربون في هذه الأجواء سيكونون غريبين عن بلدهم الأصلي وعن تراثه وأضاف أنه لا حظ أن معرفة الأطفال بالوطن ضعيفة وأن ذلك ينعكس بأثر سلبي علي مساعدة أرتريا وشعبها من المتواجدين بالخارج، وأثني ضمنياً علي (هقدف) قائلا أن لديهم منظمات جماهيرية وشبابية إرتباطها بالوطن مستمر بينما الإرتباط في غالبية صف المعارضة ضعيف وناشد العوائل في أن تعرف النشئ بالوطن وماهيته تعريفاً قائماً علي أسس سليمة.
هذا وتطرق اللقاء علي مبادرة “مؤسسة عواتي الإعلامية” بالتنسيق بين منظمات المجتمع المدني الأرترية وتأسيس نقابات مهنية تؤدي دورها في معسكر المقاومة ويعود نفعها لأرتريا علي المدي البعيد. كما سألته الإذاعة عن إنطباعاته حول الجالية الأرترية في استراليا ونشاطها الطويل المعارض للنظام، فقال أن أحرار الجالية لا يعرفون قيمتهم ربما من باب التواضع واضاف أنه تمني لو بإمكانه أن يعمل منهم نسخ في كل مكان وحيي مجهوداتهم ومواقفهم المضيئة وحرارة إستقبالهم وضيافتهم له. وقلل من ظاهرة التنظيمات القائمة علي الهويات والخصوصيات الإجتماعية قائلا أن القضية أكبر من أن تسوق بأسلوب يؤدي الي المخاطر لكنه أبدي تحفظه حول هذه التظيمات لخشيته من أنها ستؤدي الي إشكاليات بالإمكان تفاديها، وشدد علي ضرورة مساعدة التنظيمات السياسية والإرتقاء بها بدلا من تركها تناضل من أجل البقاء فقط، وأضاف أن ضعف المعارضة ليس عذراً من الانسحاب والإنكفاء حول الذات بل المطلوب في هذه المرحلة تفعيل دور الفرد والقيام بما يستطيع فعله فكل شخص ينبغي أن ينظر بما عنده ويتخصص في شيئ يقدم من خلاله عمل للصالح العام.
يذكر أن الأستاذ/ صالح قاضي جوهر الذي ولد بمدينة كرن والمقيم بولاية كاليفورنيا دشن عام 20000 موقع (عواتي) الألكتروني وشارك في سلسلة من المحاضرات والندوات والمقابلات الإعلامية في أمريكا وأروبا والشرق الأوسط المتعلقة بأرتريا وبمنطقة القرن الأفريقي وقد ألف كتابين أحدهما بعنوان (مجرد خواطر) والآخر حول (الملك والصعاليك) ويعكس في هذا الأخير صورة أرتريا وماهيتها ويرصد أحداث وطنية عديدة بأسلوب روائي شيق بقصد جذب النشئ لقراءته كما يقول،، وقد صدر الكتاب باللغة الإنكليزية قبل سنوات قليلة وفرغ المؤلف حاليا من ترجمته الي اللغة العربية وسوف يباع قريباً في أستراليا إبتداءً.
ويزور أستراليا حالياً بدعوة من منظمة أرتريو استراليا للعدالة والسلام وهي منظمة مهتمة بحقوق الإنسان في أرتريا وقد نظمت منذ تأسيسها في سبتمبر عام 2011 عدة فعاليات واشتركت في أنشطة علي الصعيدين الأسترالي والأرتري وقد أستقرت الي شخص الأستاذ/ صالح قاضي من بين عدة أسماء كانت مطروحة لها إسهاماتها في معسكر المقاومة مثل الناشط والإعلامي الأرتري المقيم بلندن السيد/ عبدالرحمن السيد (أبوهاشم) مدير مؤسسة عركوكباي الإعلامية والصحفي/ أمانويل إياسو مدير موقع وإذاعة أسنا.
الثلاثاء ـ 1/1/2013

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=39588

نشرت بواسطة في يناير 1 2013 في صفحة الأخبار. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010