لقاء فراس عثمان صالح سبي مع وكالة زاجل (2)
فراس عثمان صالح سبي لوكالة زاجل الأرترية للأنباء :
قساوسة ثبطوا الضباط المسيحيين من المشاركة في انقلاب 2013م
أنا الوريث الشرعي لتراث عثمان سبي و فعل إبراهيم كبوشي غير مشروع
أدركت الجاهل القابع في ” حركة المنخفضات ” فانسحبت منها بهدوء
المعارضة ضعيفة ..وهذه وجهة نظري لحل المشكلة الأرترية
كانت الزوارق الإسرائلية مستفزة وهذه قصة ضربي للضابط الإسرائيلي
أجرى الحوار : باسم القروي ( الحلقة الثانية الأخيرة )
17 – الوالد عثمان صالح سبي – رحمه الله – كان بيده مفاتيح داعمين كثيرين وكانت فترته فترة رخاء من حيث تدفق الدعم العربي فهل ترك لأسرته املاكاً تفي برفاهية مستقبلكم ؟
إن هذا الدعم كان يذهب لمستحقات الثورة أما نحن كأسرة فقد كنا نعيش كبقية الأسر المتوسطة الحال وليس رفاهية كما يعتقد البعض وقد سئلت نفس السؤال مع بعض البهارات حيث أن إعلام المحتل الإثيوبي والجبهة الشعبية إبان التحرير كانوا يروجون بين الناس أن سبي أثرى من القضية الإريترية لدرجة أنه كان يملك ناقلات نفط ومصانع سيارات..
18 – لماذا اخترتم سوريا للإقامة الدائمة هل نزعتكم إلى هناك جنسية الوالدة وهل من إضاءة حول ديانة الوالدة أشيعية هي أم سنية أم غير ذلك ؟
كعائلة فقد عشنا وتربينا على أن الأمة العربية أسرة واحدة وبالتالي كل الوطن العربي هو وطننا بدون تمييز عرقي أو طائفي أو ديني والوالدة ليست إستثناء من ذلك.
19 – قراءتك للأوضاع في ارتريا هل تعتقد أن النظام يعمل لصالح المسيحيين ا لأرتريين
لا أعتقد أن النظام يعمل لصالح أي فئة من فئات الشعب بمن فيهم المسيحيين بل هو يستغل ميولهم الطبيعية من دين وثقافة ولغة كما تفعل الديكتاتوريات وليس بعيد عن الأذهان مثل هذا الاستغلال كما فعل هيلا سيلاسي مع الكنيسة الأرثوذكسية! ومن المفارقات أن إبن أسقف الكنيسة في عهد هيلا سيلاسي هو راعي الكنيسة في النظام الحالي بعد أن وضع الأسقف الأصلي تحت الإقامة الجبرية، كما تعرضت الطوائف المسيحية الأخرى للتضييق عليهم وعلى عباداتهم تماما كما كان يحدث في عهد هيلا سيلاسي، إن هذا النظام يعمل لصالح فئة معينة وضيقة تربطهم مصالح مشتركة لضمان الهيمنة التامة على البلاد ولا أستبعد أن يكون لبعض المنتفعين من النظام ميول قومية لإحياء مشروع (تجراي تجرينيا). ومن اتجاه آخر لا يمكن مقارنة الظلم الذي وقع على هؤلاء بمختلف طوائفهم بالظلم الذي وقع على المسلمين من اختطاف وتغييب للنخب الدينية والعلمية والاقتصادية والتاريخية ومصادرة أراضي المسلمين في مصوع وعصب وعلى قدر حيث توجد بوابات التجارة والاقتصاد وكذلك الأراضي الزراعية في سمهر وبركة والقاش وعنسبا وإحلال تابعيه فيها وتهميش مناطق الساحل التي تحملت تبعات الثورة. ووفقا لمصادر موثوقة فقد قام إسياس بجمع حوالي 70 قسيس عن طريق ( يفتايي ديمتروس) وبكى أمامهم قائلا: أي ذنب جنيت، ألم أسلمكم أراضي المسلمين، ألم أزوجكم بناتهم، فماذا يريد أولادكم أكثر من ذلك؟ فانطلق القساوسة لتثبيط الضباط المسيحيين المشاركين في ثورة 21 يناير 2013 وفي اتجاه أخر حاول بأن يصف هذه الثورة بأنها ثورة مسلمين متطرفين مدعومين من جهات عربية! كل ذلك للإيحاء بأن هذا النظام يمثل راعي مصالح المسيحيين في حين أنه عكس ذلك تماما. لذا ومن هذا المنبر أطالب الكنيسة الأرثوذكسية أن ترفض أن يقودها رجل سياسي (يفتايي ديمتروس) تربطه صلة قرابة ومصالح مع الديكتاتور
20 – كنت قريباً من الوالد هل تشهد أنه كان مظلوماً من قبل فصائل الثورة التي انشقت عنه أو انشق عنها
لقد كان سبي الدبلوماسي الأشهر في الثورة الإريترية وقد إرتبط إسمه بدعم الثورة ماليا وعسكريا وسياسيا وكان ينظر إلى حلمه البعيد (تحرير إريتريا) فقد كان يدعم حتى من إنشق عنهم أو إنشقوا عنه بمن فيهم الجبهة الشعبية ولعل مناضليها يتذكرون .كفاية سبي هذا الفضل الذي أنكره معظم قيادات الجبهة الشعبية ابتداءً من رمضان محمد نور.
21 – المعارضة الأرترية ضعيفة ..ما المخرج؟
نعم المعارضة ضعيفة والمخرج في رأيي:
أولا – الدعوة إلى ميثاق شرف وطني شامل يضم كافة الأحزاب والتنظيمات المعارضة لتأكيد التمسك بالثوابت الوطنية وأهمها وحدة إريتريا أرضا وشعبا.
ثانيا – إحياء تنمية روح الأمة التي اهتزت وانفرط عقدها بسبب ممارسة الدكتاتور.
ثالثا– إقامة لجان مشتركة من كافة الأحزاب والتنظيمات ومنظمات المجتمع المدني لإقرار وتصنيف وتبويب كافة المظالم التي وقعت على الشعب الإريتري
. رابعا – قراءة الواقع الإقليمي والدولي قراءة متمعنة عبر الأكاديميين وأصحاب الاختصاص لإيجاد منفذ حقيقي وواقعي يدفع بنا للخروج من عنق الزجاجة.
خامسا- بما أن الواقع يفرض على المعارضة عدم مواجهة النظام عسكريا فليس أمامنا سوى التضييق عليه سياسيا واقتصاديا وذلك عبر وضع خطة للتحرك الدبلوماسي للمعارضة في جميع أنحاء العالم.
سادسا– مواجهة تردي القيم الوطنية (كالدعوات للانفصال وتقسيم البلاد ) واتخاذ موقف واضح منه.
. سابعا- التفاعل مع الشباب المتحمس للتغيير وتأطيره وحمايته ودعمه
22 – هل نستطيع أن نجزم بأن آل سبي سراجهم لم ينطفئ وأن دورهم في المستقبل قادم؟
آل سبي مثلهم مثل كل إريتري حر يتفاعلون مع قضايا الوطن وهم جزء لا يتجزأ من هذا المجتمع.
23 – من يشرف على تراث المرحوم عثمان صالح سبي من كتب ودراسات ومذكرات.. هل للأسرة دور في العناية به حفظاً وإعادة نشر وتوزيع..؟
إن تراث سبي في الحفظ والصون، وقد أوصى بكل كتبه ومذكراته لي أنا شخصياً ليس كوصي عليها بل كمالك شرعي لها وهذا لا يمنع أن تكون تحت تصرف الباحثين وطلاب الدراسات العليا وهذا ما صرحت به في مؤتمر رابطة المنخفضات والذي تم تأويله تأويلا خاطئا لسبب في نفس يعقوب! وإنه ليحز في نفسي ما قام به المدعو (إبراهيم كبوشي) بالتعاون مع دار سيبويه للنشر بطبع وتوزيع كتاب (تاريخ إريتريا) لمؤلفه عثمان صالح سبي وكتب أخرى بدون إذن مسبق ودون مراعاة لحقوق مالكه المادية والمعنوية كما تنص مبادئ حماية حقوق الملكية الفكرية وانا بصدد مقاضاتهم عندما تتاح لي الفرصة المناسبة.
24 – تروي بعض المجالس أن حركة المنخفضات استوعبت المهندس فراس عثمان سبي في صفها!!..هل أنت ” منخفضاتي “ تناضل من أجل جزء من الوطن وجزء من الشعب وجزء من الأهداف الكلية ؟
طبقا لنظرية نيوتن وقوانينها فإن القانون الثالث في الميكانيكا التقليدية يقول: إن القوى تنشأ دائما مزدوجة حيث يكون لكل فعل ردة فعل مساوية له في القوة ومعاكسة له في الاتجاه وتعيين إحدى القوتين كفعل والأخرى كرد فعل هو تعيين تبادلي بحيث يمكن اعتبار أي من القوتين فعل والأخر رد فعل، إذا طبقنا هذا القانون على الحالة الإريترية نجد أن النظام يعتمد على حامل اجتماعي ولو بشكل مخادع لهذا الحامل فإنه لا يمكن إيجاد توازن إلا بإيجاد قوة موازية له ولكن هذه القوة ينخر عظامها مرض القبلية وللأسف الشواهد على هذا كثيرة في مجتمعنا! وعندما طرحت الرابطة وثيقتها كانت على أساس السكنى بغض النظر عن الدين والعرق أو السكن الأصلي ومن هذا المنطلق رأيت أن الرابطة ممكن أن تمثل مدخلا مهما” لتفتيت السور الذي يحيط بالمعارضة حيث يمكن لهذا المشروع أن يؤدي إلى دولة المواطنة ولكن سرعان ما أطل الجاهل القابع بداخلهم ففضلت الانسحاب بهدوء.
25 – ذكرت أنك ضربت ضابطاً إسرائيليا في جزيرة دهلك وتم استدعاؤك إلى أسمرا على أثر ذلك لتطرد من البلاد ..ما أسباب اختلافك مع هذا الضابط ؟ وما المناشط التي كان يقوم بها الضباط الإسرائيليون الذين شاهدتهم؟
لقد تعارفت مع هذا الضابط أثناء وجودي في القاعدة البحرية (Naval Base) في مصوع، ومنذ تعارفنا تنافرنا عندما علم أني قادم من سوريا وعندما علمت أنه إسرائيلي! وبعد هذا اللقاء المتوتر ذهب كل إلى حاله حيث ركب هو سيارة مع مجموعة من الضباط الإسرائيليين وأنا رجعت إلى دهلك، وإذ به قادم إلى دهلك على متن باخرة إسرائيلية حربية متوسطة الحجم وعندما رآني عند رصيف الميناء ناداني من فوق الباخرة وطلب مني أن أصعد إليه وفعلاً صعدت وبدأ يريني ما تحتويه تلك الباخرة من تقنيات حديثة وأسلحة متطورة وأنظمة إلكترونية وقال لي إن إسرائيل أهدت إريتريا 6 سفن حربية إثنتين كبيرتين وأربعاً متوسطات الحجم وهذه واحدة منها وكذلك العديد من الزوارق السريعة وأنها في مهمة لتدريب القوات البحرية الإريترية على هذه السفن بما تحتويه من أسلحة وأنظمة متطورة فسألته: لماذا أحببت أن أرى هذه الأشياء هل هو استعراض عضلات (في ذلك الوقت سنة 1994 كانت مفاوضات أوسلو بين الفلسطينيين والإسرائيليين) فأجابني إن إسرائيل ليست بحاجة إلى استعراض أي شيء فنحن نعرف قوتنا ونعرف قوة عدونا. فازدادت الهوة بيننا ونزلت من الباخرة لأعود إلى صنارتي لأنني كنت أصيد السمك عند مجيئه. وبعد قليل دعاني آمر القاعدة البحرية في جزيرة دهلك وقال لي أن الضيف يريد أن يغطس في البحر وقد طلب أن أكون معهم فركبنا زورق صغيراً من الزوارق السريعة و دخلنا إلى عرض البحر وعندما توقف الزورق طلب مني أن أغطس معهم فرفضت ونزل هو وآمر القاعدة ومكثوا حوالي 20 دقيقة ثم خرجوا وهنا بدأ الإسرائيلي بالقول: إن المياه الإريترية عذراء ولم يُصِبْهَا التلوث كثيرًا كما البحار الأخرى وإنها غنية بالموارد. فقلت: أكيد أنها ستكون كذلك وإلا فلماذا كانت إسرائيل لتهتم بأمرها ودعمها! فرد علي بطريقة مستفزة: إنك تتدخل فيما لا يعنيك والعلاقات الإريترية الإسرائيلية في أحسن حالاتها والدليل على ذلك هذه البواخر التي أهديناها لكم. فقلت( وأنا أحاول السيطرة على أعصابي) : أنت من يتدخل في شؤون وطني ووجودك هنا الآن أكبر دليل على أن إسرائيل مهتمة بالشأن الإريتري لغاية في نفس يعقوب ولكني أعتقد أنها تريد إحكام سيطرتها على البحر الأحمر بوجودها هي شمال البحر الأحمر قرب قناة السويس وإريتريا جنوب البحر الأحمر وتطل على مضيق باب المندب وإن إسرائيل لا تعطي شيئا لله أو صدقة. فقال وهو يرتعش من الغضب: أنت وقح وتتدخل فيما لا يعنيك الأفضل لك الرجوع إلى بلدك سوريا!!! هنا لم أعد أتحمل أكثر فضربته على أنفه ضربة مباشرة بقبضتي وقد كان يجلس على حافة الزورق فأنقلب ووقع في الماء وعندما خرج عدنا أدراجنا ونحن نتبادل نظرات الحقد و الاشمئزاز، ولم يَمْضِ زمن طويل حتى جاءتني طائرة هيلوكبتر لتقلني وحقيبتي إلى أسمرا حيث التقيت بوزير الداخلية آنذاك على سيد عبدالله وبعد نقاش متوتر واتهامي بأني أحاول تخريب العلاقات الإريترية الإسرائيلية تم طردي كما ذكرت سابقا.
26- ماذا تقول في كلمة الوداع لنختم اللقاء يا استاذ فراس ؟
أولا – أشكر وكالة زاجل الإريترية للأنباء لاستضافتي وكذلك حرصهم على معرفة ونشر الحقيقة. وأتوجه من هذا المنبر لكافة الشعب الإريتري لأقول لهم: إنكم شعب مناضل أبي وقد حلمتم فيما مضى بتحرير إريتريا كأرض وقد تحقق الحلم الذي تحول إلى كابوس يجثم على صدر كل اريتري واجبنا الآن هو تحرير الإنسان كما حررنا الأرض رغم التفاوت الكبير بين مقدرات العدو ومقدراتنا، ولكي نصل إلى مبتغانا فليس أمامنا سوى تشكيل كتلة موازية للنظام الغاشم ولن يتحقق هذا الأمر إلا بإتحادنا فالدعوة الآن هي نبذ كل ما من شأنه أن يفرقنا ونبحث عن القواسم المشتركة بيننا.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=39355
أحدث النعليقات