لقد ترجل فارس الكلمة الوطنية ….والمفكر الـثورى .

( ولنبلونكم بشىء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصايرين * الذين اذا اصابتهم مصيبة

قالوا إنا لله وإنا اليه راجعون ) صدق الله العظيم

نقف اليوم وقفة اجلال واكبار ، وعرفاناً بالجميل الوطنى الكبير الذى قدمه شهيدنا – فصال وجال فى السياسة الوطنية والتوثيق التاريخى الاريترى فى كل حقبه – والمجالات الفكرية وكما العمق الثقافى والاجتماعى الاريترى وابراز الهوية الوطنية الاريترية والتصدى لكل من من حاول من الاستعمار الى نظام الشعبية (هقدف ) الى تزيف والتلاعب فى الهوية الوطنية الاريترية ، طوال 52 عاماً من النضال المستمر دون كلل

انه شهيد الوطن الكبير الاستاذ / محمد سعيد ناود … عميد المثقفين الاريترين . رحمه الله رحمة واسعةً .

من هو الراحل ناود :- من مواليد اريتريا فى قرية ماريت فى رورا حباب الساحل الشمالى عام 1936م .

تلقى تعليمه فى الخلاوى ثم انتقل الى بورسودان وتلقى تعليمه المتوسط والثانوى ، وتم قبوله فى معهد( بخت الرضا ) ليصبح معلماً ولكنه اختار العمل الوظيفى بحيث عمل فى شركة التلغراف فى بورسودان .

شارك منذ شبابه الاول فى الحركة السياسية السودانية .

شارك فى عام 1958م فى تأسيس مؤتمر البجا فى شرق السودان .

استقال من عمله ليتفرغ كلياً للقضية الاريترية .

فى 1955 حتى 1957م كان يقوم بجولات فى المدن الاريترية عامة يتقصى اوضاع اريتريا والظلم الواقع عليها وكيفية الخلاص منه .

فى عام 1958 م أسس وقاد تنظيم حركة تحرير ارتريا مع رفاقه الثمانية وهم :- محمد سعيد ناود 2- ادريس محمد حسن 3- يسن عقدا 4-عثمان محمد عثمان 5- حسن حاج ادريس 6- صالح احمد أياى 7- محمد الحسن محمود 8- حبيب قعص

ولم يتجاوز عمر ناود آنذاك ال22 عاماً .

كانت مطالب حركة التحرير الاريترية هى :- 1- الغاء النظام الفدرالى بين اريتريا واثيوبيا . 2- الوحدة بين الاريترين ارضاً وشعباً 3- اقامة حكم ديمقراطى بعد الاستقلال .

اتبعت الحركة اسلوب التجنيد السرى فى كافة مفاصل المجتمع الاريترى من عامة الشعب ، والعمال والموظفين ورجال البوليس والطلبة ، وكانت تتكون الخلية من سبعة اعضاء لايعرف العضو الا خليته فقط وبذلك اصبح سهل انتشار الحركة فى كل انحاء اريتريا رغم القبضة الحديدية القمعية الاستعمارية . ولعبت الخلايا دور كبير فى رفع الوعى الوطنى والسياسى لدى الاريترين فى الداخل والخارج . الامر الذى مكنها ان تعقد مؤتمرها الثانى فى داخل العاصمة اسمرا .
بعد المواجهة العسكرية بين حركة التحرير وجبهة التحرير الاريترية ، بدأت الحركة فى التقلص الى ان تمت الوحدة بين الجناح الذى يقوده المناضل الكبير الشهيد /عثمان سبى ، وحركة تحرير اريتريا فى سدحوعيلا الذى ادى الى ميلاد قوات التحرير الشعبية ، واصبح ناود من احد ابرز قيادى قوات التحرير الشعبية

ومن خلال عمله كمدير لمكتب قوات التحرير الشعبية ومسؤل الاعلام فى التنظيم فى بيروت السبعينيات… نعم بيروت وما ادراك ما بيروت مدينة السياسة والثقافة والاعلام ، ملتقى كل الساسة والمثقفين والثوريين فى العالم الثالث ، وكان ناود بحق ومن خلال عمله منارة ينشر النضال الاريترى ويجاهد فى تثبيت الهوية الوطنية الاريترية وشرعية القضية الاريترية ، فكان علماً بارزاً من أعلام المناخ البيروتى ، بحيث تمكن من كسب الكثير من المفكرين والثوريين العرب الداعمين للنضال الوطنى الاريترى .

# قال عنه المفكرين العرب :- ان ناود شخصية اريترية فذة وثائر وطنى عظيم ، وكاتب ومفكر وسياسى تجاوز حدود بلاده اريتريا الى العالم العربى الرحب .

بعد انفضاض الوحدة الثلاثية التى جمعت كل من جبهة التحرير ، وقوات التحرير واللجنة الثورية .تم تكوين التنظيم الموحد ، كان ناود من ابرز عناصره القيادية ، وبعد رحيل القائدالشهيد / عثمان سبى كان ناود خليفته مع رفاقه الى ان تم تحرير اريتريا وقرر ناود ان يعود الى اريتريا المستقلة مهما كانت العواقب ، لأن النضال من داخل الوطن وتوعية الجماهير هو اكثر جدية وفاعلية لاثبات الهوية الوطنية التى ستتعرض لكثير من الهجمة الشرسة والتزوير المتعمد من قبل نظام هقدف واتباعهم . …وحمل معه سلاحه القوى قلمه وفكره النير .

وانكب فى كتابة اصداراته الوطنية والتاريخية حيث صدر له:-

1- قصة الاستعمار الايطالى لاريتريا .

2- العروبة والاسلام فى القرن الافريقى

3- عمق العلاقة العربية الاريترية

4- حركة التحرير الاريترية الحقيقة والتاريخ

5- رواية رحلة الشتاء

6- اريتريا طريق الهجرات والديانات ومدخل الاسلام الى افريقيا

7- تاريخ الختمية فى اريتريا

8- صفحات هامة من تاريخ اريتريا 1941 – 1958م

9- شخصيات ورموز اريترية

10- الكثير من المقالات والابحاث فى الشأن الاريترى التى لا يتسع لها هذا المجال

11- هناك بعض الكتب والابحا ث كان يعدها الراحل للنشر بعضها تحت الطبع .

من اقوال الراحل ناود :- ( اننى وفى ابحاثى الراهنة اود التركيز على المرحلة السابقة لنا فى شتى جوانبها ، وبالتالى التطرق وايراد بعض اسماء من ناضلوا فى صفوف الكتلة الاستقلالية او استشهدوا فى سبيل الاستقلال ، وهذا من حقهم وحق ذويهم … لأن الجيل الحالى لا يعرف اسماء هؤلاء الا بعضهم ، وللأسف قد اختزلت الفترة بكاملها بحيث لا تتجاوز اصابع اليد الواحد وهذا بمثابة ظلم للأخرين بل هو ظلم للتاريخ الارترى ) انه الوفاء الصادق الامين منك يا ناود وتلك هى شيم العظماء والقامات الوطنية .

كيف تعامل نظام الشعبية مع الرمز ناود :-

بعد دخول ناود مع الاخرين من اعضاء التنظيم الموحد الى اريتريا بعيد الاستقلال ، تم تكليف ناود لأن يكون حاكم اقليم الساحل الشمالى ، ولكن عندما تلمس النظام افكار ناود التى تتعارض تماماً مع برامجهم ، كلف جهاز الامن فى الشعبية عناصره للاعتداء عليه واوسعوه ضرباً مبرحاً لزم ان يتم علاجه فى السعودية لفترة طويلة ، وسجل الحادث ضد مجهول .

*فى الوقت الذى شرعت حكومة النظام منح جوازات السفر الدبلوماسية لكل عناصرها التى لا ترقى وحمل صفة الجواز الدبلوماسى منعت الراحل ناود الجواز الدبلوماسى .

*مات فقيراًحيث كان يسكن واسرته فى شقة متواضعة جداً بايجار ، وكلنا يعلم كيف توزع الشعبية المساكن الفاخرة الى زبانيتها .

* فى سبيل اتمام رسالته والتحدى لاثبات الهوية الوطنية تعرض للكثير من المضايقات والتهميش والظلم .

*تجاهل نظام اسمرا وفاة الراحل ،حيث ذكر فقط :- توفى اليوم السيد/ محمد سعيد ناود ، وسيوارى الثرى غداً فى مقابر الشهداء .

هذا هو المناضل الرمز الشهيد / محمد سعيد ناود الذى ترك ارث كبير ستنهل منه الاجيال القادمة ، وبما انه ملك كل تلك المؤلفات الوطنية للشعب فانه سيكون من الصعب على كل المتجنين الانقضاض على هويتنا الاريترية وتزوير عطاء شعبنا والنيل من ثوابتنا الوطنية .فقد ترك الراحل لأجيالنا منارات تضىء الطريق القويم وسلاح تردع به كل من تصول له نفسه لتزوير تاريخنا الوطنى والتجنى على ثوابتنا الوطنية وتجير مكتسباتنا الوطنية لصالح المعتدين .

رحم الله المناضل الشهيد ناود وادخله فسيح جناته بقدر ما أعطى لشعبه وامته .

إنا لله وإنا اليه راجعون .

محمود ابو رامى

بيرث/ استراليا