للفكاهة فقط : إريترولوجيا
بقلم: الأستاذ أريترولوجي
(لوجيا) لاحقة لغوية تعني “علماً” أو “دراسة” أو “نظرية” باللغة اليونانية القديمة. وبدءا من القرن الثامن عشر أصبحت تلحق في أوروبا باسم الشيء المراد تفسيره أو دراسته أو تقديمه كعلم مستقل.. وبمرور الوقت ارتبطت بعلوم جديدة ومدارس حديثة فأصبح هناك مثلا سيكيولوجيا (علم النفس) وبيولوجيا (علم الأحياء) وجيولوجيا (علم الأرض) وتكنولوجيا (علم التقنية) وبارماكلوجيا (علم العقاقير) …الخ
وطالما أن المسألة (لوجيا في لوجيا) يمكننا نحن أيضا ابتكار مصطلحات محلية تفسر علوماً ونظريات ودراسات لم يسبقنا إليها أحد من العالمين.. فنحن مثلا لدينا:
= البيلابيلولوجيا : وتعني إشباع شهوتك الكلامية قال وقيل…تتكلم كثيرا بدون علم ومصدر. يعنى الكلام من أجل الكلام بدون أي هدف أو معنى أو حتى مصدر موثوق!
= والتحليلولوجيا : التي تتعلق بحتحليل ثم تحليل التحليل…بما يحاولوا أن يعمله الأخرون أو عمله الديكتاتور فى إرتريا. أما أنت تكتفى بالتحليل…يا خطير، يا خبير إستراتيجي…يا خبير ” دجيج بلا طحين”!
= أما السلبيلوجيا: فهي حالة يعيشها الشعب الإرتري من الظلم، التهميش، والإضطهاد…الخ ولا أحد يحرك ساكنا، لأنه ينتظر ويتوقع أن يعمل الأخرون وهو يكتفى بالتحليل والإنتقاد وعدم مشارك لا بالمال ولا بالنفس!!
= أما الإنتهازلوجيا: فهو أن تفكر “كيف” تكسب ويمكن ان تستخدم أي وصيلة للوصول هدفك…الشعب، الجالية، اللاجئين، الوطن…مستعد أن تعمل كل حاجة وأي حاجة للوصول الى هدفك!
= أما الإنتقادلوجيا: الإنتقاد أي شخص يعمل أو يحاول أن يعلم…بعلم وبدون علم. أما انت ناقد ، ويدينك محننة (كما يقولوا السودانيون). وشعارك هوك “الشخص اللى يعمل يمكن أن يخطأ، فأنا لا أعمل لكى لا أخطأ، ولكن من حقى ان انتقد على الأقل”!
= أما الإستسلامولوجيا: فهو الإنبطاح التام، والقول “مافيش فائدة” “نحن غير موحدين” “الحكومة قوية” “ما عندنا تنظيم قوى ولا قيادة” “نحن لا نستطيع ان نحكم” “الوقت غير مناسب” “لآيوجد رجل آخر يستطيع أن يحل محله”!!
= أما الإنهزامولوجيا : فهي عدم الثقة بالنفس والإحساس بالضعف وفقدان الأمل وإحساس بالدنائة. الإستسلام يخلق الإنهزام ويتبعه الإنبطاح ويليه الإستسلام…فهم ثلاثى قاتل ومتعاون يصيب الشخص “الحي ميت” فهو حي بالجسد ولكنه ميت بالروح المعنوية، روح المسؤلية، الإحساس والكرامة…محسوب مع الأحياء ولكنه ميت “لايهش ولا ينش”!!
= أما الفاندلوجيا : فهي ان تتحصل على “الفاند” بأي طريقة …فريق كرة، جالية، جمعية الخ…المهم هو الفاند ثم الفاند.”!!
= أما التنظيرولوجيا : فهو إبن عم “التحليلوجيا” فهو يتكلم بما يجب أو لايجب أن يكون وكيف يسير…بدون برامج عمل، بدون هدف، بدون عمل… فيكتفى بالكلام ويحس بأنه خطير!!
= أما العقربولوجيا : هذا الشخص مستعد ان يحلل، ينظر وينتقد بشدة ولكن لا يشرك مشاركة فعلية وفى جيبه عقرب، لذلك لا يدخل يده الى جيبه ابدا (إبن…)!
= أما الأنانيولوجيا: الشخص دائما يريد ان يكون القائد، فى المقدمة حتى لو ما عنده إمكانيات ومأهلات…ولازم “هو يكسب” فى النهاية، ولا يهمه الوطن ولا الشعب ولا…ومستعد أن يتاجر بأي حاجة وبكل حاجة…!!
= أما السطحيولوجيا: فهو الشخص الذى لا يمكن أولا يستطيع أن يقنع حتى نفسه. والمصيبة هو مصر بأنه “عالم زمانه”. لا الألقاب ولا العمر يجعلا من الإنسان “عالم” المسطح هو مسطح حتى لو شرب من”ماء النيل والفرات …و ماي بلا”!
= أما المنفعلولوجيا: فهو الشخص الذى يرى فى كل شيء مصلحته ومستعد أن يبيع الوطن وبأي سعر. المهم “كيف هو يستفيد” وهو شخص لا يستحي ومتقلب و…!
= أما القبيلالوجيا: فحالة تتبنى أقصى حدود التشدد والتزمت، ولا يتفق مع أحد ويتخيل بأن قريته أهم من إرترية وقبيلته أهم قبيلة فى العالم وهو خطير…فهو شخص عقيم ومحدود لأنه “لا يجيب ولا يودي” وحرام من أمثاله يهاجروا…لأنه “لا يفيد ولا يستفيد” وكما يقول الأستاذ …بعد مماته سوف يذكره الناس بأنه “عاش كيشة، ومات كيشة..الله يرحم الكيشة”!
= أما التباكيولوجيا: فهو الشخص الذى يشتكي ويتباكة بما يحدث فى إرتريا، ولكنه غير مستعد أي يعمل أي شيء لأنه يعاني من “الإنهزامولوجيا” و”العقربولوجيا” يشتكى، يتباكى، يحلل وينظر…وبس!
= أما الإنفصامولوجيا: فهو شخص يريد أن يكتسب جنسية جديدة من “سودانولوجيا” الى “أمركانولوجيا” فيتصرف كأنه “غير إرترى” ويحاول جاهدا أن يثبت بأنه تخلص من حاجة إسمها إرتريا…فيطلق كذبة ويصدقها!
= أما السذاجولوجيا : فهو الشخص الذى لا يهتم بما يجرى من جرائم فى وطنه وعلى أهله…واذا علم لا يساهم فى المقاومة أو العارضة، ولا يدعم النظام، ولكنه ينتقد كل حاجة وأي حاجة…وبدون فهم… !!
= وأخيرا أيها السادة هناك مصطلح صعب النطق يدعى (سدالذرائعلوجيا) الذي يهتم بإغلاق كافة أبواب المقاومة والمعارضة ضد النظام الطائقى الديكتاتورى والإدعاء لا يوجد بديل أفضل منه ونحن غير جاهزين وما عندنا قيادة مؤهلة!
… وفي الحقيقة يمكنني أن أكتب عدة مقالات بهذا الشأن، لولا خوفي عليكم من الإصابة ب(الاكتئابلوجيا) أو التصديق بأننا نملك فعلًا ما ننافس به (التكنولوجيا) أو (البارماكلوجيا) حيث المعيار الحقيقي لتقدم الأمم.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=9727
أحدث النعليقات