لن ننساكم يا أحرار : الاستاذ / محمد ادم حامد دويدة .
تم اختطافه من قبل عصابة الهقدف في ليلة 24-12- 1994م ، هو من مواليد مدينة كرن في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي , هو ابن الشيخ المقرئ ( حامد دويدة ) رحمه الله وهو الملقب ( بالملائكة الذي يمشي على وجه الارض ) … كان زاهداً ورعاً عفيفاً صادقاً محباً للخير, لم يسع يوماً للسلطة ولا للجاه، ولا للمال ، ولا لتسلق السلطة كرس كل وقته وجُهده لخدمة شعبه و بلده , كان رئيس برلمان اقليم سنحيت, ومدير معهد الارشاد الاسلامي للبنات , وإمام وخطيب مسجد خليفة عمار (المعروف بمسجد عد حباب) , ورئيس المنطقة الأولى لمدينة كرن , و رئيس مجلس الإدراة لنادي النصر الرياضي , ورئيس جمعية تعمير المساجد في كرن وضواحيها .
مسيرته حافلة بالعطاء لا تسع هذه السطور للتعريف بشخصية الأستاذ محمد دويدة …. كان زاهدا عن الترشح للمناصب ولكن وضعه الاجتماعي الطيب مع الناس ، ووقوفه بجانب الناس يحتم عليه دائماً تحت ضغط الناس والحاحهم ان يترشح في بعض المسؤوليات ، وكانت له خبرات سياسية وإدارية حيث كان في ايام الدرقي رئيساً (ليقمنبر) لمنطقة عد حباب ، وكانوا يلقبونه بالرجل الامين والصادق في مواقفه .
كان احد الرجال المصلحين الذين تلجأ اليهم الناس لقضايا الصلح وحل المشكلات .
وهو فك الله اسره معروف بزهده ونزاهته فلم يبن قصراً ولم يركب سيارة عاش عفيفاً متواضعاً في بيته الذي بناه له ابوه وهو عبارة عن قطيه وغرفه واحده وسور لم يكتمل مفتوح من جهتين . ولم يجد أهله بعد خطفه ما يسد رمقهم وهم الآن يفترشون الأرض ويلتحفون السماء.
الاسرة :
الاستاذ ( دويدة ) له اخت واحدة وزوجها الاستاذ/ محمد ادريس مختطف كذلك من قبل عصابات الهقدف عام 1994م .
مواقف عظيمة عرف بها الاستاذ الكريم فك الله اسره:
كان جيش منجستوا يقوم باعتقالات عشوائية ، في كرن وضواحيها ، فكانت العائلات تلجأ اليه ليتوسط لإخراج أسراهم … وغالبا تكون التهمة الموجه للمعتقل انه ( ونبدي ) اي متمرد على الدولة ، ومتعاون مع الثورة … وكان الكثير من المعتقلين يقولون انهم يعرفون الاستاذ دويدة !
فيطلب منه امر عسكري بالحضور للإدلاء بشهادته فيحضر ويدافع عنهم ويقر بمعرفته بهم .
ومن القصص المعروفة أن أحد الشباب حكى لي قصته مع الاستاذ ( محمد دويدة ) قائلاً : ( أنه في ليلة من الليالي خرج من البيت لحاجته فاءذا بقوة عسكرية تهاجمه وتضع السلاح في رأسه ثم تطرحه أرضا وتقيده بالجنازر ثم قادوه لمعسكر “منطرئذ” (وما أدراك ما منطرئذ الداخل فيه مفقود والخارج منه مولود) ثم أشبعوه ضربا وعذبوه حتى فقد الوعي واجبر على الاعتراف بانه فدائي مرسل من قبل الثورة الاريترية . والقصة طويلة لم يتسع المجال لسردها كلها ولكن عندما سال الشاب عن من يعرف في كرن ؟ اخبرهم انه يعرف الاستاذ / محمد فجيء به في جوف الليل … فقال لهم : ان هذا الشاب هو ابن اخي وليس له اية صلة بالثورة او غيرهاوأخذه معه الي البيت وأكرمه وفي اليوم التالي سأله من انت ؟ ومن اين جئت ؟ …” هكذا كان شجاعا مضحيا ! ولذلك وضعه النظام الطائفي في غياهب السجن بينما جواسيس الدرق والكماندوس الذين أحرقوا ارتريا وشعبها منحهم الوظائف والمسؤوليات
والعجيب انه قبيل اعتقاله كان في اجتماع مع رئيس الجبهه الشعبية للعدالة والتنمية لأقليم السنحيت والساحل حينها ذنب افورقي / يوسف صائغ وكان معهم المختطف البطل الأستاذ ادريس محمد علي (قرون) والمرحوم الدكتور جمال نبراي وبعد ابطال مدينة كرن يناقشون معه مواضيع الشباب والإرتقاء بهم وكيفية النهوض لخدمة بلدهم !
اسال الله ان يفرج عنه وعن بقية اخوانه الأحرار
سيرة مختصرة كتبتها لحملة ( لن ننساكم يا أحرار )
جبريل يوسف
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=34191
أحدث النعليقات