ليس المعتوه إسياس أولاً…. بل ؟؟؟
عندما يتناول أحدنا الشأن الإرتيري العام و يحاول بيان خطورة النهج الطائفي من حيث المبدأ ثم يربط ذلك بالمسألة الارتيرية و مدي علاقة هذا النهج الشرير المتخلف بالقضية الوطنية و دوره في ضياع الوطن منذ أن لاحت الفرصة للشعب الأريتريا للتحرر و الانعتاق من الاستعمار الأوربي قبل غيره من دول القارة الافريقية (1952م) و حتى اللحظة ؛ ينبري هذا البعض لينكر علينا هذه المقاربة المنطقية للموضوع ويذهب بعيداً فيقذفنا بحجر إثارة النعرات الطائفية البغيضة ….الخ ؛ ويزيدون بقولهم أن الذي يحدث للوطن إنما هو عبث دكتاتوري مجرم يبطش و يقمع كل من يعارضه و يقف امام سلطانه و جبروته 0
لمثل هؤلاء الأخوة الكرام أقول؛ إن الذي يحدث للوطن في حقيقة الأمر هو تطبيق لنهج طائفي مبرمج و مخطط له بدقة و إصرار علي يد عصابة من أراذل البشر يقودها دكتاتوري طائفي متطرف ؛ و ليس الامر محض حكم دكتاتوري كبقية الدكتاتوريات المعروفة0
وبمراجعة تاريخينا الحديث نجد المسألة الإريترية أُصيبت بهذا الداء العضال و أعني الطائفية المتطرفة و لازالت تعاني منه حتى اللحظة ؛ ففي صفحات التاريخ نقرأ توثيق لحيثيات انضمام اريتريا لأثيوبيا أو بالأحرى احتلال اريتريا من قبل الإمبراطورية الإثيوبية و الدور الرئيسي الذي لعبه الطائفيون في حزب ( الاندنت) برعاية الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية و الاريترية ورئيسها القس ديمطروس؛ فقد كان هذا العمل المشين سابقة تاريخية لم يقدم عليها أحد من العالمين (بيع وطن بحاله استجابة لأفكار طائفية بالية ) ؛ و للأسف نجد أن التأريخ يعيد نفسه ليأتي الطائفيون مرة ثانية بعد التحرير بقيادة المعتوه إسياس ابن مدهن براد ويسيروا على نهج آباءهم الاولين ؛ خراباً و دماراً للوطن و إنسانه وصولا (لا سمح الله) إلى النتيجة الاولى تلاشي وضياع الوطن و لكن بعد تقسيمه إلى دول الجوار( اثيوبيا- خلق كيان تجراي تجرنية ) و ما بقي لينضم إلى السودان0
و لتوضيح الفكرة اخلص إلى النقاط التالية :—
1. الطائفية فكر ونهج في رؤوس بعض الناس تجعلهم في إيمان و قناعة بأنهم الأفضل وبالتالي عليهم و من واجبهم قيادة الآخرين وفق ما يرونه محققاً لنواياهم المتخلفة 0
2. الطائفية فكر متخلف خطر يتطلب التخطيط و البرامج لتنفيذه في ارض الواقع؛ و من هنا لابد و أن يرتبط بوجود الدكتاتورية كآلية تنفيذ ضرورية و وحيدة 0
3. الطائفية و إن خبت شعلتها تظل تختمر في رؤوس معتنقيها لتظهر على السطح عند اول فرصة؛ و هذا مالم يكن في الدكتاتورية فبزوال الدكتاتور تزول أثاره السلبية بالنتيجة0
4. الطائفية تختلف عن الدكتاتورية كون الاخيرة لا تحمل فكراً ولا هي مختص بفئة دون غيرها ؛ فمثلا نجدها أي الدكتاتورية تقود حزب سياسي( هتلر) أو طائفة اجتماعية دينية (إسياس ) أو مذهب ديني (معممي إيران)….الخ0
مما سبق نرى أنه ليس علينا فقط التمسك بعبارة اولاً ذهاب المعتوه إسياس و عصابته الجاثمة على صدر شعبنا ؛ ونصد في ذات الوقت مَنْ يحاول إجلاء اصل المسألة(الإرتيرية) و جوهر الاشكال القديم الجديد الممثل في الخطر الطائفي المتطرف (حيث يوجد بيننا من هو اشد طائفية من إسياس ) ؛ و لكن المطلوب في الحقيقة هو فهم واقع الحال الماثل امامنا و توثيق ذلك بإقرار و اعتراف كافة الأطراف الوطنية؛ و أن لا نقفذ عليه بحجج تساوي المظالم و عموم الأذى ؛ وكذلك لا يجب أن يتخذ بعضنا هذا التشخيص للحالة بأنه إتهام موجه لعموم الطائفة التي أراد المجرم اسياس تسيّدها على الآخرين بصورة علنية و واضحة كالشمس( فهناك شرفاء و عقلاء كُثر في الطرف الآخر يدينون هذا المجرم و يعارضون نهجه بقوة ) ؛ ثم تكون الخطوة التالية ؛ توجيه العمل الجاد و المبرمج باتجاه اجتثاث هذا الفكر اللعين ( الطائفية من إي جهة كانت )؛ ويتم ذلك بكشف و تعرية المنافذ داخل المعارضة المنظمة (تجمع المجلس الوطني الديمقراطي الإرتيري و مكوناته) وفي المجتمع الارتيري عامة اين ما وجد ؛ و تجريم من تثبت عليه تهمة الطائفية ( بالخيانة العظمي للوطن ) وذلك بنصوص و عبارات واضحة وصريحة في ميثاق العمل المشترك للمعارضة ؛ وأن تكون هناك نصوص و فقرات في مواثيقنا الحزبية و أطرنا التنظيمية المختلفة و برامج تحركنا نؤكد فيها على نبذ و محاربة و تعرية هذه الأفكار الشريرة المتخلفة فيما بيننا حتى لو تطلب الامر المحاكمة و الإشهار بمن تلوث قوله أو عمله بهذا الداء مهما كان و إلى أية جهة انتمى 00
نختم بالقول؛ إنه من الغباء و عمى البصر و البصيرة ؛ و بعد هذه التجارب الطويلة المريرة و الدروس و العبر التاريخية أن نُلدغ من الجحر مرات ومرات ؛ فقد تمسكنا في الماضي بعبارة اولاً تحرير الوطن من اثيوبيا و لا شيء غير ذلك دون أن نخطط و نعمل لِما بعد الاحتلال الاثيوبي و كانت النتيجة ( طائفية نظام اسياس ) و من ثم ضياع عقدين و يزيد من عمر الوطن و المواطنين ؛ و يريدنا البعض الآن ان نقع في ذات الخطأ السابق لنقول اولاً إسياس ( و بعدين يحلها حلاّل ) ؛ لا و الف لا ؛ نقولها مدوية اولاً محاربة الطائفية و مواجهتها بصرامة و بالنص عليها خطاً احمراً في ميثاق العمل المشترك وأخذ الموقف منها معياراً للوطنية الحقة على كافة فئات المعارضة واعتبار ذلك أساس البديل المنتظر ؛ ثم تأتي عملية إزالة النظام الطائفي الدكتاتوري كأمر حتمي و نتيجة طبيعية لانهيار قواعده و أُسس بنيانه بحيث لا تقوم له قائمة للابد ( إن شاء الله )
صالح إدريس
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=30593
اثبت الشجاعة الاريترية الاصيلة يأخ صالح. فعلى كل اريترى ان يقف وينادى ضد الطائفية. فشكرا لك ولامثالك.
متعك الله بالصحة والعافية فندائك فى مكانه – اخيك سليم