ليس بالمواثيق وحدها تضمن حقوقك
السياسة بمهفومها البراجماتي مجال رحب، وميدان واسع لكل الاحتمالات، من الوفاء بالعهود والمواثيق، او الغدر بها، والتحايل عليها بالتاويلات المتكلفة، والتفسيرات المتعسفة، اذ لا اخلاق في السياسة البراجماتية، سوى الاخلاق النفعية الصرفة، والاغبياء وحدهم من يراهنون على الاخلاق النبيلة، وقيمها السامية، من تانيب الضمير، ومراقبة الخالق، في التعاطي السياسي، وفي الحفاظ على العهود والمواثيق، دون ضمانات ذاتية، وأخرى موضوعية.
ومع أن لكل من الضمانات الذاتية والموضوعية أهمية عظمى في الحفاظ على العهود وحمايتها من التلاعب والعبث، وفي التدافع السياسي أيضا بشكل عام، تبدو الضمانات الذاتية أكثر وأشد أهمية في فرض الذات واثبات وجودها وحمايتها من التجاهل، وحماية مكتسباتها من الضياع، بينما الضمانات الموضوعية عامل مساعد لا يمكن الاعتماد عليه بمعزل عن الضمانات الذاتية، وأعني بالضمانات الذاتية الاعتماد على قدرات الذات وإمكاناتها المتنوعة بعد اكتشافها وحشدها أولا ثم استثمارها واستغلالها في تحقيق الأهداف السياسية على أفضل وأحسن وجه ممكن، بحيث تحمل الطرف المنافس فردا كان أو حزبا، أو دولة، على الاذعان لضرورة احترام مصالح الجانب اللآخر، ومن ثم تسوية الخلاف معه بما يحفظ لكل أطراف الصراع مصالحهم الخاصة والمشتركة، وبنسب قد تكون مختلفة، حسب ضمانات كل طرف الذاتية.
الخائضون في التحالفات السياسية وتدافعاتها في الساحة الإرترية أحسبهم يدركون هذا الفهم للسياسة بعريفها البراجماتي، لا الاخلاقي الفلسفي، ولكن لا ينعدم فيهم اناس يتعاطون السياسة بعقلية الدوريش الساذج، الذي يفنى كل الفناء في القيم والمبادئ العليا، ويبعد عن تفكيره ومسلمات عقله ادنى نسبة، من احتمال الغدر والخيانة والخديعة، ثم يكتشف لاحقا أنه كان فعلا ساذجا (طيبا) على حد تعبير إخواننا المصريين، مشت عليه اللعبة، وفجأة يرى نفسه في خانة الضحايا، يندب حظه من جديد.
ومن عجائب هذا الصنف من الناس، وعظيم مصائبهم، أنهم اندفاعيون، لا يتوقفون لحظة في التفكير الى أين هم مندفعون، بل يسخرون ممن يسمعهم صفارات الإنذار، ويضحكون منه، وهم في حالة النشوة وكمال الثقة بتنظيراتهم.
يعبر اليسار عن هذه الدروشة في أدبياته الثورية بمصطلح (نكران الذات) ويعنون به الفناء الكلي في الهدف الأسمى والإخلاص له إلى حد تجاهل مصالح الذات، بمختلف أنواعها وأصنافها، تجاهلا كليا.
وهذا شئ جميل من الناحية الأخلاقية، ولكنه فقط عند زهاد الصوفية، الذين يصف أهلنا الواحد منهم بالدرويش، أي الزاهد، الذي لا يعبأ بغير الهدف الاسمى، ولا يحتاط لنفسه في طريق الصول إليه. أما في التدافع السياسي فهو نوع من الغباء، أو
في اقل أوصافه حاله من السذاجة، او الغفلة، التي تعرف عند المتصوفة (بغفلة الصالحين)، ويسمي اليسار الماركسي صاحبها (الرفيق المغفل) وهو فيما أفهم: الرفيق الذي يعمل بكامل وعيه وإخلاصه وتفانيه، دون أن يحتاط لعمله هذا، من أن يوظف لصالح مشروع مضاد. باختصار هو الرفيق الساذج، وقد يكون فردا في الحزب، أو من خارج الحزب، ولا يهم أيا كان، بقدر ما تهم غفلته وسذاجته.
مرة جمعني القدر بكادر مهم من كوادر الجبهة الشعبية، ناضل ضمنها من الثورة إلى الدولة، وتقلد مناسب قيادية، واعتنق الفكر الماركسي، ثم تبين له لاحقا أنه كان رفيقا ساذجا، وقال لي بالحرف الواحد: كنت ساذجا، وغدر بنا.
الامر نفسه قرأته في مقالة كتبها المناضل أحمد القيسي، وهو أحد أهم رسل الماركسية، وروادها الاوائل في الساحة الارترية، وأحد أبرز مؤسسي حزب الشعب، في قوات التحرير الشعبية، إن لم تخني معلوماتي، إذ يقول وهو يتحدث عن نكران الذات في رفاق له أوفياء، قضو نحبهم: (وكان أعضاؤه الحقيقيون – يعني الحزب – نموذجا يصعب تكراره بسهولة، نموذجا انسانيا، واخلاقيا، وتضحية، ولكن الحزب شأنه شأن تنظيم الجبهة الشعبية، شأن الشعب الارتري، كان ضحية، وخدع كما خدع الاخرون، بل الأسوأ من ذلك أن التصفية، والاغتيالات، والاعتقالات، ركزت على من تبقى من الرموز وكوادر الحزب).
هذا المقطع من مقالة المناضل أحمد القيسي، لو تأملنا فيه قليلا، وتوقفنا عنده للحظات قصيرة، نقرأ فيه عبارة (أعضاؤه الحقيقيون) وهذه العبارة تشير الى أن هناك أعضاءا مزيفين، اكتبسبوا عضوية الحزب زورا، بالتعبير الاسلامي (منافقون) يظهرون مالا يبطنون، لكن المحير، لماذا انطلى زيف هؤلاء على بقية الأعضاء الحقيقيين لهذه المدة الطويلة؟ كيف استطاعوا استغلال وتوظيف طاقات الأعضاء الحقيقيين لصالح مشروع مضاد مناقض لمشروع الحزب؟ تُرى أي الفريقين كان ساذجا ودرويشا، والآخر كان ذكيا وعارفا بالسياسة وبراجماتيتها؟ مجرد تساؤل اطرحه للتأمل.
كما نقرأ في المقطع ذاته عبارة (ولكن الحزب شأنه شأن تنظيم الجبهة الشعبية، شأن الشعب الارتري، كان ضحية، وخدع كما خدع الاخرون).
لاحظوا معي عبارة (ضحية) وعبارة (خدع) وعبارة (كما خدع الاخرون) كلها عبارات تعكس حالة السذاجة التي كان عليها افراد هذا الحزب، بقدر ما تعكس حالة الإخلاص والفناء المبدئي التي كانوا عليها، مع أنهم نخبة، يفترض أن لا تبلغ بهم السذاجة إلى حد يكونون فيه (ضحية) ويجعلون من تنظيم الجبهة الشعبية نفسه (ضحية) ومن الشعب الإرتري كله (ضحية) وربما من إرتريا كلها (ضحية).
ولاحظوا أيضا عبارة (خُدع) و (خدع الاخرون) كم هي مثقلة بقدر كبير من السذاجة، والدروشة، لأناس قال عنهم القيسي: (نموذج إنساني وأخلاقي وتضحية)، ولكن كل هذه القيم الجميلة كانت عارية من الدهاء، ومكر السياسي النبيه.
صحيح أنها جميلة في ذاتها، وصحيح أنهم كانوا (نموذجا إنسانيا و أخلاقيا وتضحية)، ولكن ما جدوى جمال هذه القيم النبيلة إذا كان حملتها مجرد أناس يجيدون فن التضحية والموت والبذل، والعطاء، ويتخلقون بالطهر الثوري، دون أن يكون لديهم من المكايدة والدهاء، ما يحول بينهم وبين استغلال الأعضاء المزيفين غير الحقيقيين، لصفائهم الاخلاقي، في خدمة مشروع مضاد؟ أليست هذه هي الدروشة بعينها؟!
طهرهم الثوري هذا، المجرد والعاري من دهاء ومكر أرطبول الروم، كان من وراء نكباتهم المتنوعة، اذ عجزوا عن فهم الأعضاء غير الحقيقيين وأساليبهم التضليلية، وخدعوا بشعارات براقة وحالمة، طالما هتفوا وراءها ثلاثين عاما، خلف سراب يحسبه الظمآن ماء، وهذا هو واقعهم اليوم، كما يحكيه لنا المناضل أحمد القيسي بصياغات حزينة، وتعبيرات مليئة بالمرارات والآلام، يقول فيها: (بل الأسوأ من ذلك أن التصفية، والاغتيالات والاعتقالات، ركزت على من تبقى من الرموز، وكوادر الحزب).
فعلا إنها مأساة كبيرة، فوق أنها أكبر دليل على أن الاخلاقيات المثلى لا معنى لها في عالم السياسة البراجماتية.
ما فائدة البذل، والتضحية، والأخلاق، من غير ضمانات تحمي مكتسباتها من السرقة، والتزوير، والاحتيال؟
إنها مجرد مُثل، يتغنى بها الشعراء، وينشدها الفلاسفة في مدنهم الفاضلة.
من هنا أقول: من الخطاء الفاضح أن نكرر التجارب الفاشلة مرة، ومرتين، وثالثة، ورابعة…ونبني تحالفات الحاضر دون استحضار عبر تحالفات الماضي، كما سرد لنا القيسي بعضا منها، في أسطر معدودات، وقصها علينا بايجاز واختصار، فلنتخذ لنا منها عبرا (لقد كان في قصصهم عبرة لاولي الالباب) ولا يلدغ المرء من جحر مرتين (فاعتبروا يا أولي الابصار).
حتى لا ننخدع، حتى لا نكون ضحية، حتى لا يؤول بنا المآل الى ما صوره القيسي من النهاية المحزنة للرفاق، وللجبهة الشعبية، وللشعب الارتري، علينا أن لا نعتمد على العهود، والمواثيق، والأيمان المغلظة، فهذه مجرد ضمانات موضوعية، وقد يغدر بها، وإنما علينا أن نقوي من ذاتنا، لنحمي مكتسباتها، ضمن أخلاقيات الوفاء بالعهود والمواثيق التي تفرضها علينا تقاليدنا الارترية، ومعتقداتنا الدينية، ولكن في حالة من اليقظة والوعي الكامل.
علينا أن لا نصغي كثيرا للدراويش الساذجين منا، الذين يفكرون بعقلية الفيلسوف، لا بعقلية السياسي البرجماتي، ويحلمون بالمدن الفاضلة، وبقيم أخلاقية سامية، لا يمكن أن يكون لها وجود في عالم السياسة اليوم، ويصورون واقع التدافع السياسي الارتري، كما هو في أذهانهم، وكما يحبون له أن يكون، وليس كما هو واقع وكائن على أرض مليئة بالاشواك والتعرجات الخطيرة.
حذاري من أمثال هؤلاء الوطنيين المخلصين الصالحين، فوطنيتهم، وإخلاصهم، وصلاحهم، لا يؤكلنا الخبز إن لم يقذف بنا في المهالك، وضررهم ليس قاصرا على أنفسهم وإنما يتعداهم الى كافة الشعب، متى انساق الشعب من ورائهم، وخدع باحلامهم وتخيلاتهم.
دعوهم يخوضوا التجارب المكررة بأفرادهم، فإن منهم من يبحث عن مجرد دور سياسي يلعبه، وإن منهم من يعيش جمهورية إفلاطون في وجدانه، فإن غدر بهم وخدعوا كما خدع غيرهم من قبلهم وغدر به، فالغدر بالأفراد أقل وأهون خسارة من الغدر بالشعب كله، والتاريخ سيذكرهم لنا للاتعاظ والاعتبار من أولي الالباب فقط.
التدافع السياسي في إرتريا ليس تدافعا دينيا، وحذاري حذاري أن ندفع به نحو التدافع الديني، فيسلك مسلك طائفيا، إن هذا إن سلكناه، سيكون أعظم خدمة نقدمها للمجموعة المتسلطة بقيادة أفورقي، فهي تريد منا أن نسلك به هذا المسلك الوعر، والخطير حتى توظفه لمشروعها المضاد.
إنه تدافع سلطوي، بكل ما تمثله السلطة لكل الأطراف المكونة للمجتمع الارتري، من حماية للثقافة، والمصالح، والمعتقدات، وتدور رحى هذا التدافع اليوم بين أقطاب ثلاثة، يتكون منها الكيان الارتري: الجماعة البجاوية، الجماعة الأكسومية، الجماعة الإيفاتية (العفر، الساهو، الصوماليون).
وإذا كانت نخبة من الجماعة الأكسومية استحوذت اليوم على كامل السلطة بخديعة الاخرين، كما أوضح ذلك القيسي، وجعلت منهم ضحية تآمرها، فإن بعض النخب من الجماعات الاخرى، ما زالت تصارع، وتقاوم، وتواجه، وتعارض، وبعضها أقوى من بعض، ولكن جميعها تمثل حالة من الضعف والهوان والتشرذم.
من ضرورات الضمانات الذاتية لهذه الجماعات ونخبها المعارضة أن تتقوى كل جماعة في ذاتها، وتحل مشاكلها الداخلية، وتبني ذاتها بناءا قويا متماسكا، ثم تدخل في تحالفات المستضعفين، بما في ذلك التحالف مع الشريحة المضطهدة والمظلومة من الجماعة الأكسومية نفسها، ولكن ليس على أساس الطهر الثوري الذي حدثنا عنه المناضل أحمد القيسي في رفاق حزبه، ولا على أساس الفناء الصوفي الذي يذوب في المثاليات، وإنما على أساس الوعي بالذات ومصالحها، باختصار على أساس: هذا لنا، وهذا لكم، وهذا لنا جميعا، في ظل نظام فيدرالي، يجسد طموحات كل الشعب الارتري، دون استثناء.
وكتبه/ ا. د. جلال الدين محمد صالح
لندن
6/8/2016
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=37611
١/ ( التدافع السياسي في إرتريا ليس تدافعا دينيا، وحذاري حذاري أن ندفع به نحو التدافع الديني، )
٢/ ( إنه تدافع سلطوي بكل ما تمثله السلطة لكل الأطراف المكونة للمجتمع الارتري ، من حماية للثقافة والمصالح والمعتقدات )
فقرتين إحداهما علي نقيض الأخري ! كيف يستقيم المعني يا دكتور أن تنفي وجود تدافع ديني في إرتريا وفي نفس الوقت تثبّت بأن الصراع هو من أجل حماية ثقافة ومعتقدات كلّ مكوِّن ؟ إذا سلّمنا أن ثقافة مَنْ سمّيتهم الأكسوميين مبنية علي المعتقدات النصرانية ، والمكون الاخر ثقافته ومعتقداته مبنية علي مبادئ الدين الاسلامي .
تحليلك يا دكتور بدأ شيقا في سرد الأحداث ومنطقياً في تسلسله إلي أن وصلتّ هذه الجزئية الرخوة والأضعف في حلقات تفكيرنا دائماً و التي تحتاج البتْ الواضح وجريئ في تفسيرها ومن ثمّ اتخاذ القرارات المثلي بشأنها و بكل رباطة جأش ، وهذا ما لم تجرؤ عليه النخب المسلمة في عهد الثورة ، وكلّ تصرفاتهم كانت مثالية ، المثالية التي أشرتَ اليها في سياق حديثك ، رقم أن العنصر الأكسومي لا يتلاعب في المنطقة الرمادية فهو حدد موقفه بهذا الشأن منذ صبيحة التاريخ السياسي الارتري دون أدني مواربة أو تلكؤ ، ألا وهو : ( أنا ومن بعدي الطوفان ) .
النخب المسلمة من أجل إرضاء العنصر الأكسومي تنازلت عن كل المقدّسات وسلمت ذمام الامر لهؤلاء علي طبق من الذهب ، فعندما سردتَ الحقائق المؤلمة حسبتك سوف تطرح استراتيجية تنقض كلّ الاستراتيجيات الاستسلامية التي أوردتنا المهالك لكن أراء لم تتجاوز عتبة الاطروحات التي سبقك فيها القوم الذين وسمتهم بالطهر الثوري تارة وبالدروشة الصوفية تارة أخري ، حيث تأكّد طغيان العنصر الأكسومي في ارتريا لا يستند علي أساس ديني ! فلستُ أدري أيّ خانة اخترت لنفسك : خندق مجموعة الطهر الثوري التي لا زالت تنتظر ( المهدي المنتظر الشيوعي ) من تحت جثث ورفات من هلكوا في الساحل الشمالي أم خندق الزهد الصوفي الذي سميته ( الدرويش ) ؟ ، فأي منهما اخترتَ يا دكتور كونك أنك أثرتَ هذا الموضوع وبهذه الكيفية ، لم تقدم لنا حلولاً كنا نصبو إليها إنما عدتَ إلينا بنفس البضاعة التي ملّ منها كل أرتري شريف وودّ لو كانت بنيه وبينها بعد المشرقين .
شكرا للأخ الدكتور جلال الدين على تذكيرنا بالحقائق التي يراد لنا أن ننساها :
استاذي جلال الدين أقول أن الهروب من تسمية الأشياء بمسمياتها والشعور بمركب النقص في العقل الباطن لنخب السبعينات والثمانينات جعل من هذه النخب التي في معظمها من ابناء المسلمين (المنخفضات) تتعامى عن الحقائق التي سأذكرها لاحقا، جعل منها تلوذ بموضة الفكر الماركسي الذي كان رائجا آنئذ لسوء الحظ.
حالة الخجل هذه التي كانت تعبيرا غير مباشر عن انعدام الثقة بالنفس تجاه مكون (الأكسوميين) يعني الكبساويين ذوو الغالبية المسيحية الذين كانت لهم مستويات أكبر من التعلم بفضل انحياز المستعمر ذي الطابع الكهنوتي كانت هذه الحالة بمثابة الخاصرة الرخوة التي نفذ منها هؤلاء الذين جعلوا من نخبنا قطيع من الرفاق المغفلين والسذج النافعين والأدوات المساعدة لنصل إلى ما نحن فيه ولتصل الدولة الحلم الى ما هي عليه.
*الحقيقة هي أن في ارتريا مسلمين ومسيحيين ولكل حق دينا وارضا وعرضا ومالا ومن المسلمات حفظ واحترام هذه الحقوق وفي نفس الوقت هي خطوط حمراء.
*والحقيقة الأخرى نجد أن الطرف الآخر تخطى كل هذه الخطوط وانتهك كل تلك الحرمات والمسلمات بصورة لا تقبل التأويل ولا التفسير.
*والحقيقة الثالثة يجب أن يستقر في الأذهان أن الوضع في ارتريا لن يستقيم حتى يتحقق العدل بأن يثبت لكل ما له ويؤخذ من كل ما ليس له.
المحبط في الأمر استاذ جلال الدين نجد اكثرنا مصر على عدم التعلم من التجربة المرة ومصر بل ومتحمس لتكرار المهازل بإخراج جديد وجذاب. يبدوا أن الأمر قد تعدى الى مرض مزمن عضال لا شفاء منه.
أتمنى أن تفهم الناس المقاربة التي ذكرتها: (هذه لنا وهذه لكم وتلك للجميع) هذه المقاربة تلخص الدولة المدنية التي يسود فيها العدل وما بعده ليس إلا نتاجا له كما أتمنى أن يفهم الطرف الآخر الذي يملك المكيال وقوة الكيل تلك المقاربة.
تحية طيبة للدكتور جلال…
(الجماعة البجاوية، الجماعة الأكسومية، الجماعة الإيفاتية (العفر، الساهو، الصوماليون).
تقسيم جديد للصراع الأرترى .. وفقاً للحراك الموجود قد نتفق معه أو نختلف لكن إبعاد الصراع الدينى فى أرتريا ووصفه بالصراع على السلطة وصف دقيق وحساس يجب أن يكون ذلك معلوم للجميع ..
النقطة الأبرز ربط الساهو بالعفر هو تفكيك للروابط التى يحاول بعض من مرتادى السياسة فى ارتريا نسجها وهى فى الواقع لا تتم إلا فى خيالهم لإستحالة الأمر والواقع لايخدمها فالعفر والساهو يشكلون الوحدة العضوية الأبرز والأكثر تماسكاً فى المكونات الأرترية ولكن لم أستوعب إيراد الصوماليون فى أرتريا ..؟؟
السذاجة فعلاً قاتلة والمواثيق لا تصون فعلا الحقوق .. (حقك تحرسو ولا بجيك حقك تقاوي وتقلعو )
بما في ذلك التحالف مع الشريحة المضطهدة والمظلومة من الجماعة الأكسومية نفسها، ولكن ليس على أساس الطهر الثوري ….
خسئ البيع ، هل كان رسول الله والسلف الصالح براغماتيا ، ولم يتعاملوا علي اساس الطهر الثوري ؟
هذا لنا، وهذا لكم، وهذا لنا جميعا…
ماهو مصدرهذه الفلسفة لدي البروف ، السنة والكتاب والسلف ، ام براغماتية ميكافيلي ..
اتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض ، فما جزاء منيفعل ذلك ….
اختي مرام تحياتي لكي وال مثالك من الخوة والخوات تصحيح الكاتب بروفيسر الله يبارك في عمره وعمله. ومن الاواجب منداته بلبروف وهذا المر الظامي في الغرب والشرق من النحية الدبية والبرتكولية وعلى المحرر النتباه لذلك وتحياتي.
اولً الحمد الله على هذه الطلالة بعد القياب الطول عن التوجيه والرشاد الذي يتطلع اليه الكثير من القراء المواقع العربية. الامر الثاني كماتفضلت علينا ان لانقع في المطب مرة اخرى .الامر الثالث لابد من مناقشت الذين هم على شاكلت السيد القيسي ونطرح عليهم الاسلة المصيرية ولنرى بماذا يجبون ومن ثم نحدد التعامل معهم على الجابة التي يفيدون بها
فنكانت على المبداء الذي تفضلت بيه نعمل معهم ويعملو معنا وان كانت على نفس الطريقة القديمة من الغفلة والدروشة
نبدا بحربتهم قبل غيرهم.وتحياتي للبروف جلال الدين محمد صالح.
هكذا يجب أن يكون الأرتري فهما وعلما وحنكة وشجاعة ومروءة وغيرة علي الأرض و العرض دكتور جلال الدين أنت فخر لكل أرتري حر … سذاجة وغباء رمضان محمد نور وزمرته الديوثة لا تمثلنا ابدا