ليس هناك تغيير .. دونما جماهيير
العمل السلمي ………..
و التوعوي، وحشد الجماهير، لتغيير كبير في مفاهيم الناس، حتى تجابه الإستبداد، وتمليكها أدوات وسائل المجابهة، وحثها على الإيجابية ، ((((( لكي تنبذ اللامبالاة ومشاعر السلبية والاتكالية واتهام الآخر، أيا كان هذا الآخر، وثقافة التخوين ولوم الغير، أيا كانوا, و تسبيب جميع تراجعنا على نظرية المؤامرة ..))))) كل ذلك للوصول بمواطن صالح يستوعب جيدا ويدرك حماية مكتسبات الحرية القادمة لا محالة بإذن الله.
هل الطريق السابق المتسق مع ترتيبات المرحلة، أجدى ..
أم النضال العسكري دون رصيد جماهيري !!!؟؟؟
في البدء نريد أن نلفت الإنتباه ونحب أن يرعوي أهلنا و جميع الحادبين على مصلحة أمتنا، أن أرواحنا مقدمة على مائدة الفداء والتضحية من أجل رفعة وطننا و تحرير شعبنا. فنحن في سبيل انعتاق الوطن من الاستعباد والإذلال و المهانة سنبذل نفوسنا رخيصة، فالشهادة امنية، عقدنا لوئها منذ اليوم الأول لخروجنا ضد الطغيان والغطرسة، فاليعتبر أهلنا و جماهير أمتنا أن هذا عقدا بيننا وبينهم فإن حقوقه المشروعة (( دونها حياة رغدة في جنة الخلد )) .
الأمر الآخر نحن على يقين أن الشعب الذي ناضل على مدار سنين مديدة و أمد المقاتلين بالزاد و المأوى و حمى ثورته الارترية على مدار 30 عاما، قادر أن يفجر عشرات الثورات . كما أننا نعلم جيدا أن شعبنا ليس جاهلا و لا جبانا، فصور البذل و العطاء تترائى بين محيانا، ونحن نراجع سيرته، وندَّارس تاريخه . ( نحن في مرحلة الإنكسار استثناءا ) .
تتضارب الأرقام بعدد سكان ارتريا، ومثلها نسبة من يقيم بالداخل من العدد الكلي للمواطنين مما عداهم بالخارج، و كذلك نسبة الشباب المتواجدين بالداخل، ولكن تدور الأرقام حول خمسة ملايين نصفهم يقيم بالخارج، (من ضمنهم اللاجئين في دول الجوار) كما أن شوارع المدن والقرى الإرترية تخلو من الشباب بسبب التجنيد الإجباري القسري، أو الهروب الإجباري القسري ! . وكل ذلك يدفع البعض للحديث عن عملا عسكريا يعد له في الخارج وينفذ بالداخل وذلك لما سبق من الحجج والبراهين بالإضافة لأسباب اخرى متعلقة بنوعية القمع لدرجة الإبادة لأي ثورة أو (انتفاضة سلمية) تقع من داخل المدن والقرى الإرترية، هذا بالإضافة لعوامل اخرى تدفع جميعها بتغليب العمل العسكري على ما عاداها من الواسائل السلمية المهددة بالفشل طبقا لنظرية هذا الفريق المقدر من الشباب الإرتري المخلص بهذا الوطن الحبيب .
و بسبب أنه يثار بين الفينة والأخرى بصفحة قروب الحركة بالفيس بوك ، جدلية العمل العسكري أم السلمي، كما أن هذا الجدال في الأصل مسحوبا من قبل أن يولد الحراك الشبابي الارتري، نحاول هنا زيادة الفهم و اعطاء مجال للحوار حتى تتجلى قواعد رؤيتنا و نميط لثام فكرتنا في التغيير .
تتمحور فكرة 24 مايو، حول التغيير الجماهيري الشامل الذي يشارك فيه جميع فآت المجتمع، فقيرها وغنيها، صغيرها و كبيرها، السياسي منها وغير السياسي، النخبة والقاعدة، للوصول لقناعة جماعية تجابه الاستبداد وتقاوم الظلم لبناء دولة تقدر فيها المواطنة، ويحترم فيها القانون، يحرر فيه الوطن من حكم الفرد، والمواطن من الإستعباد والإذلال، وتعلى فيها مبادئ حقوق الإنسان وقيمه. وفي تحقيق هذه الخطوة نحتاج الكثير من العمل و الجهد المتواصل و المضني، في أوساط أهلنا و شعبنا بسبب تراكمات عدم الثقة، و الإنهزام، التي ورثها على مدار عشرون عاما هي عمر مجابهة الجبهة الشعبية بالوسائل القتالية من الخارج . وكذلك تراكمات الإضهاد الكامل التي مورست على الشعب من قبل السلطات القهرية، بعدة طرق حتى صار مواطن غير مؤهل لأداء مهامه الوطنية الواجبة و أضحى أداة طيعة في يد المنتفعين من الجبهة الشعبية (( وذلك بأن هناك نظرية تقول أن الشعب ان تعرض لإضهاد .. ثار، ولكنه اذا تعرض لإضهاد كامل .. رضخ، و خصطع، و استكان )) .
فمجتمع فقد ثقته بأي قناعة فيما جرب من وسائل، و فقد ثقته حتى في نفسه لعمل أي تغيير، و تمثلت القوة فقط عنده لدى الباطل الذي يعرفه جيدا ويعرف عقابه، وخبر اضطهاده يوميا، كما أن علاقته بالخارج شبه مقطوعة، شعب كهذا بحاجة لفكر جديد، و وسيلة ثاقبة، لإيقاظه من قفوته، و اقالته من عثرته، بل يحتاج تضميدا للجراح، واعانة في وسائل العيش .. و الإلمام الكامل بحاجاته والتقرب منه أكثر لمعرفة مواطن القوة لديه .. فالسلمية تتسق مع مبادئ الشعب المقهور الذي يفتش عن الخلاص بوسائل نبيلة غير دموية. لذا وجب على السائرون في طريق التغيير الطويل ابراز عوامل التضحية ( عمليا ) أمام هذا الشعب الأصيل الذي له من العادات والتقاليد والموروثات من المبادئ العظيمة والأخلاق الحميدة ما يدفعه للتحرر ، فقط انقطعت علاقته بمثيلات هذه التضحية على مدار سنين خللت، علينا فقط استثارة ماض يدركه و يحن إليه، وانما غلبت عليه الشقوة فنسي .
ان تغير المواطن (سلوكا، وأداءا، وتضحية، وفهما، وادراكا )، وليس ممارسة التغيير، نعتقد هذه هي المرحلة التي تعيشها حركة شباب 24 مايو الإرترية ، في مبادئ الإيحابية، والتسامح، ونكران الذات، والعلو فوق الأغراض الشخصية، ونصرة المستضعفين، وغرسها في العامة والخاصة لهو من الأهداف المرحلية و التي طال عهدنا معها و لا يعني هذا انعدامها . يأتي بعد ذلك استطاعة المواطن على ممارسة التغيير (من مكانه ) وفي موقعه الوظيفي أو المهني. من قال أن 24 مايو ستكتفي بالمظاهرات بالخارج فقط ؟ فقد جائتنا اشارات كثيرة من داخل الوطن الحبيب تحبذ فكرتنا، و تدعم جهودنا، بل ان هناك أنباء متواترة في الوطن تستعد للتغيير !، سواء كنا جاهزين له أم لا . و هذا يكفي لندرك أن ان شعبنا بالداخل يتابع بدقة، الجهود الساعية لمجابهة الإستبداد بالخارج في اهتمام . وأن المعلومة تصل هناك واضحة جلية دونما عناء، وهنا وجب توضيح أمرا مهما ألا وهو أن الوطن قد ينتفض بليلة وضحاها ودون أي مقدمات وذلك بسبب الأوضاع المزرية التي يتعرض لها وبالتأثير من جهودنا التي بالتأكيد لها طريقها اليه أو بجهود الحراك الشبابي الارتري الأخرى أو ما عاداها من المعارضة الإرترية . و أن الانتفاضة المفاجئة كما حصل في مصر، أو الربيع العربي أو بالطريقة الكلاسيكية للثورة المسلحة ليس بمستغرب و لعوامل عديدة، الكثير منها متوفر في ارتريا، ولكن علينا ترتيب الصفوف وحشد الجماهير واقناعها بلزوم التغيير لصالحها ولصالح الأمة على حد سواء . لأن الانسان يثور إذا توافر فيه شرطان وهما:ـ
1. اذا أصابه اليأس من الوضع القائم وأن حاله لن يتبدل في وجود الحاكم الحالي . (و نعتقد أن الانسان الارتري وصل إلى هذه القناعة ) .
2. اذا اقتنع الانسان بأن التغيير سيكون مفيدا له وسيغير حاله للأفضل . ( وهذا ما نسعى للتأكد منه ، وكذلك ايصال المواطن لهذه الحقيقة ) .
ان توفر هذان الشرطان تثور الجماهير على الأوضاع القائمة وعندها ستبدع وسائل ثورتها سواء السلمية منها أم القتالية وفي كل الأحوال ستنتصر لأن العقل الجمعي الارتري حينها لن يعجزه الإختيار والإبداع . ( و لكن الحقيقة الواضحة والمؤكدة .. أنه ليس هناك تغيير دونما جماهيير !!! ) .
أما الآن فالمطلوب من شباب الحراك الإرتري التركيز على المواطن البسيط، وتقديره واعطائه القدرة على الإختيار دون فرض وسائل محددة، من دون حماية ثم مطالبته بالمستحيل ، ان المستحيل الوحيد الذي من الممكن تحقيقه هو أن يحمي المواطنون بعضهم بعضا . فإذا انتفض مثلا موظف في مكتبه على سلوك مديره تجاهه ولقي مساندة من زملائه سيكون ذلك أول مؤشرا أن المواطن قد بدء يتحسس طريقه لادراك الوسائل المحددة لمجابهة المضايقة التي يتعرض لها . واذا تكررت تلك الصورة في أكثر من مكان و في مختلف القطاعات نكون حينها أمام أول خروجا مدنيا ضد السلطات .
ان حركة شباب 24 مايو، سعت لتوحيد الارتريين في مصر ومن ثم في العالم حول مبادئ و أفكار، وليس تحت اطار تنظيمي أو حزبي، وذلك لمعرفتها بنفسية الإنسان الارتري في المرحلة القائمة وحتى يبذل الجميع كل طاقاته و تتحرر قدراتهم ويعظم أدائهم دون التقيد بزاعمة تنظيمة أو طبيعيه ولقد وجدت الحركة أن الارتري سيتحرك بفاعلية كبيرة في ضوء الأسلوب المرن، و قد تبدى ذلك في فعاليات الحركة ومظاهراتها السابقة، والإشارات الإيجابية التي وصلتها من هنا أو هناك.
في الختام نكرر ونقول أن أفراد الحركة على استعداد كامل لأي نضال تختاره الجماهير، وأنهم سيكونوا وقودا لأي معركة تفرض على الشعب وهو يسعى لإنتزاع حقوقه. و بالمقابل سنسعى ضمن استراتيجيتنا في اخراج المواطنين من بيوتهم حتى ينخرطوا للدفاع عن أنفسهم أمام ابتزاز سفارات الطغيان أولا، وأمام ارتال أسلحة القهر وزبانية افورقي داخل الوطن ثانيا . فإذا اتحدت الجماهير بالخارج لحماية بعضها وقويت عوامل النصرة بينها وتكاتفت جهودها دون الحاجة لإتحاد هيكلي أو تنظيمي سنكون في مرحلة جلب أول ثمار حراكنا نحو التغيير . فلا محال ستنتقل تلك الروح الى أهلنا بالداخل وتتعانق، هذا ان لم تسبقنا التضحيات هناك و يعظم الفداء . عندها ستعرف كل جبهة دورها و لن يكون التواصل معجزة، و العمل على الأرض هو العامل الوحيد للوحدة .
ودمتم بود،،
زكي رباط
مسؤول الإتصال، والمتحدث الرسمي
لحركة شباب 24 ماو الإرترية
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=20962
أحدث النعليقات