مأساة تهريب الإريتريين من أجل تجارة الأعضاء
يوسف عبد الرحمن
أتوجه بالنداء إلى حكومات وشعوب العالم والمنظمات لإثارة هذا الملف الدموي وأناشد لجان حقوق الإنسان في كل مكان تبنيه
النظام الحاكم في إريتريا ضالع في هذه القضية الشائكة لأنه يرحّل الفارين من الجيش والأشخاص الذين يعتبرهم خطراً عليه ويبلغ عنهم عصابات المتاجرة بالأعضاء لصالح إسرائيل
بقلم: يوسف عبدالرحمن
صبح موضوع تهريب الاريتريين من اجل الابتزاز وتجارة الاعضاء حدثا متصدرا في وكالات الانباء والصحافة والاعلام الالكتروني، سواء من جانب المهتمين او الباحثين او من جانب رجال السياسة العرب والمسلمين والرأي العام العالمي، وهذا الاهتمام لم يقتصر على مستوى كل دولة على حدة، انما اصبح هناك من يطرح هذه القضية الانسانية الشائكة على مستوى الهيئات والمنظمات الاقليمية والدولية.
وتجسدت هذه المأساة الدامية في صور مختلفة من الطرح، فمحطة B.B.C طرحتها وجريدة اليوم السابع والبلاد ووكالات الأنباء الكبرى، غير ان اللافت للنظر ان النظام الحاكم في اريتريا المتفرد بالحكم والسلطة لا يعنيه هذا الامر لا من قريب ولا من بعيد، وكأنه يعيش في كوكب غير الارض، وكأن هؤلاء الضحايا ليسوا من اريتريا التي يحكمها بالحديد والنار، وهو احد ابرز اسباب هجرتهم الدامية، وجدير بالذكر أن الرئيس اسياس افورقي بعث برسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة يطلب فيها التحقيق في هذه القضية كإبراء للذمة.
انني اتوجه بالنداء الحار المخلص لكل شعوب العالم، حكومات ومنظمات وافرادا، للالتفات قليلا لما يحدث في هذا الملف، حيث تقوم حاليا تجارة بيع اعضاء الاريتريين الضعفاء المغدور بهم عبر صفقات مجهولة الهوية وعصابات محترفة جعلت من كل اريتري مهاجرا الى تجارة رابحة لبيع اعضائه عن طريق خدع وعوامل جذب واغراءات من مصاصي الدماء الذين يستبيحون دماء الاريتريين وغيرهم في طريق الموت في المناطق الحدودية التي لها امتداد مع جغرافية اريتريا.
اننا اليوم نفتح ملفا ساخنا لجريمة الفاعل فيها معروف ويتمثل بالكيان اليهودي الصهيوني والعصابات التي تسيطر على ممرات التخوم الطويلة على امتداد الوطن العربي.
انني اناشد اللجان الدولية لحقوق الانسان فتح هذا الملف، وانني ادعو اللجان العربية لحقوق الانسان لفتح هذا الملف واثارته محليا وعربيا واسلاميا ودوليا.
وانني اناشد اللجان الاسلامية والمنظمات الخاصة بحقوق الانسان بدء العمل لحماية هؤلاء الضحايا واثارة قضيتهم.
ايها الاريتريون في المهجر في مشارق الارض ومغاربها، انكم تملكون اليوم سلاحا لا يقدر عليه اسياس افورقي ولا عصابات مصاصي الدماء وتجارة الاعضاء، اتدرون ما هو؟ انها شبكة الانترنت العنكبوتية، انشطوا عبرها ووصلوا هذه الرسالة للعالم الحر كي يشاهد ظلم الانسان للانسان.
هناك قصة مأساوية طاحنة فضيحة تقشعر منها الابدان، في هذا الملف الاريتري الجديد الذي يدين نظام اسمرا قبل غيره لتقاعسه عن نصرة هؤلاء المظلومين الذين استبيحت دماؤهم واعضاؤهم على مرأى من هذا العالم المتحضر للاسف.
هناك ضحايا ذبحهم الجوع وجرتهم الحاجة نحو الهجرة، وهناك جلادون تجار مصاصون للدماء الاريترية يبيعون مع الاعضاء لمن يدفع اكثر، وقد شجعهم السوق الاسرائيلي على هذه التجارة الخفية.
هناك بشر ونحن في الألفية الثالثة للميلاد تباع اجسادهم كقطع غيار هنا وهناك، فمن يتحرك لنجدتهم وانقاذهم؟
أماكن الرصد المشؤومة
انني كصحافي كويتي أوجه الانتباه إلى ضرورة الاهتمام بالأماكن التي يختفي فيها الاريتريون المهاجرون نحو المجهول وهي الأراضي الحدودية المصرية والسودانية والليبية، فهناك تجارة قذرة قائمة تستغل حاجة هؤلاء المهاجرين الذين تجذبهم المغريات لتحسين أوضاعهم فيغامرون بالذهاب إلى هناك، وهناك طامتهم الكبرى حيث تعترضهم عصابات وقبائل معروفة بكل أنواع الممنوعات والمهربات من مخدرات وحتى بيع أعضاء المغدور بهم وحتى تسهيل دخول فتيات من جنسيات مختلفة لعرضهن في أسواق الدعارة، والتاجر الخفي في هذا المكان هو الكيان الإسرائيلي والعصابات التي تسيطر على هذه البراري الشاسعة فيحتجز هذا المسكين المهاجر ويبدأ عليه المزاد، ادفع دية إطلاق سراحك؟ من يدفع له آلاف الدولارات؟! يعذب وتؤخذ أعضاؤه كقطع غيار بوجود أصحاب الخبرات من الجلادين الذين لهم خبرة في بتر الأعضاء ثم ترسل هذه الأعضاء وسط حراسات مشددة وبطرق متقدمة طبيا للحفاظ عليها لمن يشتريها كقطع غيار بشرية وأكثر مزاد هو السوق الإسرائيلية، ويشكل الاريتريون الشريحة الكبرى من الضحايا خاصة ان نظام اسياس افورقي زاد الأمر سواء عندما فرض التجنيد الإلزامي على المرأة المسلمة التي تفر بدينها مع أسرتها فيكونون ضحايا لهذا النظام الجائر الذي ساهم إلى حد كبير في هجرة الشباب الذي يعاني من البطالة فيضطر إلى الهجرة القسرية.
طرق الموت
إن النظام الدولي العالمي عليه مسؤولية حضارية اليوم في تتبع مثل هذه الملفات التي تشير إلى بؤر حدودية معروفة في كثير من الدول الأفريقية التي جعلت منها إسرائيل طعما لها تتصيد من خلالها ضحايا بالمئات في هذه المناطق الحدودية النائية عن أعين المراقبة والرصد والمتابعة وتتحكم فيها عصابات وافراد من القبائل تعرف المسالك وطرق التهريب وتحتجز هؤلاء الضحايا بعيدا عن أعين البشر لتحولهم إلى تجارة فاسدة بعد ان تمارس عليهم سطوتها فتغذيهم وتبتر أعضاءهم وترميهم على قارعات الطرق في البراري للوحوش الكاسرة تأكل بقاياهم او تدفنهم في حفر جماعية بعد ان تقبض أثمانهم آلافا من الدولارات من هذه التجارة الممنوعة.
الرئيس اسياس وحقوق الإنسان
أتمنى ان يطل طفل اريتري من أسرة اسياس افورقي او المحيطين به ليسأله سؤالا واحدا فقط: سيادة الرئيس ماذا تعرف عن حقوق الإنسان الاريتري الذي ضاع حقه مرتين الأولى على يدك كحاكم والثانية يوم وقع في قبضة هذه العصابات وهم أفراد من القبائل لا يلتزمون بالقوانين ومتفردون بالإجرام.
اننا نرجو من طرح هذا الملف ان نوجه الأسرة الاريترية إلى ضرورة طرح هذا الموضوع على جميع فئات الشباب حتى لا يقعوا فريسة لهذه العصابات الدولية التي وجدت في جموع المهاجرين تجارة رائجة، وأرجو من كل وسائل الإعلام التوعية بأهمية هذا الملف وألا نعول على الإعلام الاريتري الرسمي لأنه ظالم في هذه الجريمة.
«اليوم السابع».. شكراً
إنني كصحافي مهتم ومتابع لهذه القضية أتوجه بالشكر لجميع القنوات التي طرحت هذه القضية ولجميع وكالات الأخبار واخص بالشكر جريدة «اليوم السابع» المصرية والزميلة أمل صالح على نشرها هذا الملف الخاص ببيع أعضاء الاريتريين بمنتهى الأمانة والمهنية في تحقيقات استقصائية وبينت خلالها مشكورة تفاصيل مرعبة لهؤلاء الأفارقة ومنهم وعلى رأسهم الاريتريون الذين تسللوا للعمل في إسرائيل عبر سيناء غير ان عصابات احتجزتهم في مغارات وساومتهم على حياتهم وكانت النهاية ذبحهم وسرقة أعضائهم.
لقد تابعت هذه المقابلات مع هؤلاء الضحايا الذين استطاع القليل منهم جدا الهرب.
لقد خرجت بحقيقة ان هؤلاء لهم حق مشروع في الهجرة للبحث عن مسار جديد لحياتهم نحو حياة أفضل بعد ان تحولت اريتريا الى سجن كبير وكالعادة ما دام هناك ضحية فهناك ذئاب بشرية ووحوش كاسرة ليس لها من الإنسانية نصيب قلوبهم سوداء وأيديهم ملطخة بالدماء ساقتهم نحو حتفهم في رحلة الموت الحدودية عذبوا وسرقت منهم أجزاء من أجسامهم ثم رميت أجسادهم غير مأسوف عليهم وعلم القاتل ان النظام الذي يمثلهم هو أقسى عليهم منه فزاد في طلب المزيد من الضحايا في هذه التجارة الممنوعة، فمن يتخذ خطوات قانونية لإنصافهم؟
الإريتريون سلعة في شرق السودان
كتب الأخ عبدالمنعم أبوادريس علي مقالا يعرض فيه قصة طالبي اللجوء الإريتريين في كسلا (السودان)، حيث أكد أحد طالبي اللجوء الإريتريين في مخيم قرب مدينة كسلا في شرق السودان «انهم يصطادوننا لبيعنا مثل الأغنام»، مشيرا الى المهربين الذين يتحركون في الظلام وسط الصحراء لأسر غنائمهم من البشر.
وينقل اللاجئون روايات عن عمليات خطف حصلت على الحدود السودانية ـ الإريترية، مؤكدين ان الذين ينفذونها من أبناء القبائل السودانية المقيمة في تلك المنطقة.
ويقول الإريتري طالبا عدم الكشف عن اسمه ان «مجموعات المهربين قامت بخطف طالبي اللجوء لبيعهم الى مجموعات أخرى مقابل مبلغ من المال».
ويؤكد رفيق اثيوبي له في معسكر شجرة ان «بعض المجموعات السودانية تقوم بأشياء» ويصمت الشاب، ويلتفت حوله ثم يقول «اتحدث اليكم وأنا خائف»، ثم يضيف «يوميا تحدث عمليات خطف هنا».
ويسمي آخر قبيلة سودانية تعيش في شرق السودان، طالبا عدم كشف اسمها، ويقول ان أفرادها «يأتون في الليل ويتربصون بمن يخرج لقضاء حاجته، ويقومون بخطفه».
ويقول اللاجئون ان المجموعات التي تخطف طالبي اللجوء الإريتريين تطالب أسرهم بدفع فدية مقابل إطلاق سراحهم.
ويقول احد طالبي اللجوء: «في هذا المخيم العديد من اللاجئين الذين تعرضوا للخطف وهم في طريقهم للسودان، المجموعات التي تختطف المهاجرين تطالب بدفع أموال مقابل الإفراج عنهم، البعض يقول انهم يطلبون 5 آلاف جنيه (10 آلاف دولار) مقابل اطلاق سراحهم».
وبذلك يقع المهاجرون غير الشرعيين ضحية مرتين، فمن ناحية هم ضحية المهربين الذين يتلقون أجرا مقابل مساعدتهم على اجتياز الحدود سرا، ومن جهة ثانية عرضة للخطف على أيدي عصابات أخرى للحصول على فدية.
ويقول مسؤول الحماية بمفوضية الأمم المتحدة بشرق السودان فيلكس روس: «خلال شهر نسمع بحوالي 20 عملية اختطاف، وقطعا العدد اكبر من ذلك، هذه المجموعات التي تقوم بعمليات الاختطاف مسلحة بأسلحة ثقيلة، احيانا نسمع أصوات تبادل اطلاق نار بينهم والقوات الحكومية السودانية، انهم يسلحون أنفسهم جيدا ويستخدمون أسلحتهم».
ويشير روس الى سوق أحد القبائل التي تعيش في شرق السودان والتي يتهم أفرادها بالعمل في التهريب.
ويقول ان «سوق القبيلة نقطة للتهريب، هناك يتم تهريب كل شيء بما في ذلك البشر لكن أحيانا لديهم نقاط لتجميع البشر بعيدة عن معسكر تجميع اللاجئين».
ويضيف ان المهربين «يسافرون في غالب الأحيان ليلا، المسافرون في الليل يمكنهم رؤية أضواء تتحرك في الصحراء من الحدود الإريترية مع السودان».
وقال مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين انطونيو غوتيريس خلال زيارته الأخيرة للسودان الخميس: «اتفقنا مع حكومة السودان ومنظمة الهجرة الدولية على برنامج لرفع قدرات الشرطة السودانية لمواجهة مهربي البشر الذين لابد من القضاء عليهم».
واضاف غوتيريس «هذا أمر مقلق للغاية، أشياء مريعة تحدث في عمليات تهريب البشر والبعض لقوا حتفهم أثناء عمليات التهريب».
وتابع: «نؤمن بأنه لابد من تحرك دولي حقيقي لجميع المعلومات وبناء قدرات الشرطة للتعامل مع الأمر وان تتعاون دول الإقليم حتى نتأكد ان هؤلاء المجرمين الدوليين تم إيقافهم ويتعرضون لعمليات ردع قوية حتى نؤمن الضحايا».
واضاف «انها ليست مشكلة السودان وحده انها شبكة تتحرك في عدد من الدول».
وتقول مفوضية اللاجئين السودانيين «ان 92 ألف طالب لجوء تم تسجيلهم خلال السنوات الأربع الأخيرة، 90% منهم اريتريون والباقون اثيوبيون وصوماليون، ولكن المتبقي من هذا العدد الآن داخل المعسكرات فقط 20% من اجمالي العدد والبقية تسربوا منها».
وتفيد احصاءات مفوضية الأمم المتحدة للاجئين بأن حوالي 2000 اريتري يدخلون شرق السودان شهريا طلبا للجوء وأغلبهم شباب تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عاما.
ويقول أحد القادمين الجدد: «انا لا أكره بلدي اريتريا لكن خرجت هربا من التجنيد العسكري وبحثا عن فرصة عمل، ان وجدتها في السودان فلا بأس وإلا سأبحث عنها في بلد آخر».
ويقول طالب لجوء آخر «أريد مواصلة تعليمي ولا أريد ان اكون جنديا» بينما يؤكد آخر «أريد ان اعيش في بلد فيه ديموقراطية وحرية وهذا لا يتوافر في بلدي».
ويقول روس ان «العديد من طالبي اللجوء جاءوا هربا من الخدمة العسكرية في بلدهم اريتريا ولكن البعض يبحث عن فرص اقتصادية أفضل».
وتؤكد الأمم المتحدة اختلاف طالبي اللجوء الجدد عن قدامى اللاجئين الموجودين في معسكرات شرق السودان لأكثر من 30 عاما.
ويقول فليكس روس: «هؤلاء القادمون الجدد يختلفون عن اللاجئين الاريتريين الذين بقوا في السودان لسنوات».
ويضيف ان «الجدد شباب ومتعلمون ويدين أغلبهم بالمسيحية ولا يتحدثون العربية، وهم لا يريدون البقاء في السودان بل يطمحون إلى سفر الى اوروبا والشرق الأوسط وشمال افريقيا».
ويتابع روس «اما قدامى اللاجئين فهم مسلمون ويتحدثون العربية وينتمون لمجموعات اثنية مشتركة بين السودان واريتريا» وهؤلاء هربوا من النزاعات.
ولكن المتسربين من المعسكرات يواجهون مخاطر أخرى.
وتروي احدى طالبات اللجوء تبلغ من العمر 23 عاما في 2010 سافرت مع المهربين حتى جزيرة سيناء في مصر (بغية دخول اسرائيل).
وتضيف «عندما وصلنا اتصلوا بأسرتي وطلبوا منها مزيدا من المال ولما كانت أسرتي لا تستطيع توفير المال تركوني في الصحراء».
وتتابع «وقعت في أيدي السلطات المصرية فأودعتني السجن لـ 9 أشهر وتم إبعادي الى اثيوبيا بناء على طلبي لأنني خفت ان أقتل ان ذهبت الى اريتريا».
وكانت الشابة ترتجف خوفا من ان يدون احد اسمها خشية تعريض أسرتها التي مازالت داخل اريتريا للعقاب.
وتقول الشابة التي اجتازت الحدود سرا مجددا الى شرق السودان «ها انا ذا منذ سبتمبر الماضي اكرر المحاولة».
تقرير أعجبني
من التقارير التي أعجبتني وتابعتها وأعرضها على القراء للاستفادة، ما عرض في شبكة الاعلام العربية (محيط) عن تجارة الاعضاء وتهريب الافارقة في سيناء، وما اثار رعب السكان من حجم هذه التجارة، حيث قالت الوكالة في تقريرها: سادت حالة من الرعب والقلق لدى مواطني المدن الحدودية بمحافظة شمال سيناء خاصة مدينتي رفح والشيخ زويد واللتين يوجد بهما معسكرات لإيواء الافارقة القادمين من بعض الدول الافريقية مثل اريتريا واثيوبيا والنيجر والسودان بغرض التسلل لإسرائيل عبر الحدود او الانفاق.
وقال مواطنون بمدينة رفح ان عملية تهريب الافارقة الى اسرائيل تكاد تكون يومية خاصة عبر مدينة رفح المجاورة والملاصقة لحدود اسرائيل وخاصة قرى مثل قريتي الماسورة والمهدية واللتين توجد بهما معسكرات لإيواء الافارقة لتهريبهم الى اسرائيل.
ويحذر من خطورة انتشار تجارة الاعضاء وبيعها داخل اسرائيل، مشيرا الى ان هناك تسعيرة محددة للاعضاء البشرية ويصل سعر القلب لمائة الف جنيه والرئة اربعون الف جنيه والكلية ثلاثون الف جنيه والعينين عشرون الف جنيه، والاكثر خطورة هو ان من يقومون بأخذ هذه الاعضاء يقومون بإلقاء الجثث في الطرق العامة والمناطق السكنية وذلك بصفة مستمرة بما اثار الفزع بين المواطنين، ويلفت الى ان الاهالي يقومون بدفن هذه الجثث في مقابر جماعية تسمى بمقابر الافارقة.
ويشير جمال الحصري الى ان ضعف الاجهزة الامنية في هذه المناطق اتاح لاصحاب النفوس الضعيفة الاتجار بالافارقة لتعود «تجارة الرقيق» مرة اخرى، حيث انها كانت موجودة منذ سنوات ماضية الا انها زادت خلال هذه الفترة لضعف التواجد الامني الملحوظ في المنطقة.
ويضيف: يتم تهريب الافارقة عبر المعابر والانفاق والمناطق الحدودية وتتراوح تسعيرة التسلل الى اسرائيل للافريقي ما بين خمسة وثمانية آلاف دولار، مؤكدا ان هناك اشخاصا بعينهم يقومون بتهريب الافارقة الي اسرائيل.
ويقول ان الكيان الصهيوني يلعب لعبته الخبيثة منذ فترة على هؤلاء الافارقة الذين يعانون الفقر والمرض داخل دولهم من خلال انشاء مستوطنات للافارقة واطلق عليهم «يهود الفلاشة» ووفر لهم المخيمات المزودة بكل وسائل الترفيه وأغدق عليهم الاموال واقام لهم المعسكرات التي يتلقون خلالها التدريب على استخدام احدث الاسلحة واستخدام اجهزة الكمبيوتر للتمرد على حكام بلادهم وخلق الفوضى داخل البلاد الافريقية.
واشار الى ان ظاهرة تهريب الافارقة تهدد الامن القومي لمصر وأمن سيناء وتؤدي الى حالة قلق دائم بين مواطني المدن الحدودية، مشيرا الى اثارة القضية مع الاجهزة الامنية منذ فترة طويلة الا انه لم يتم اتخاذ الاجراءات الامنية اللازمة تجاهها بما ساعد في زيادتها خلال الفترة الاخيرة.
y.abdul@alanba.com.kw
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=41318
أحدث النعليقات