مؤتمر التحالف القادم – التحديات والآمال
بقلم / عمر عثمان ديهيش
19/01/2011م
كثيراً ما نتحدث عن التحالف ونحن نعدد اخفاقاته المتكررة وعثراته الكثيرة وخلافاته المزمنة وانه دون المستوى المطلوب , وكل ذالك صحيح ولكن ننسى او نتناسى ان التحالف ماهو الا كيان اقامته تنظيماتنا المعارضة مجتمعة , ومن ثم فهو المرآة التي تعكس بصدق كل مايصدر عنا من اقوال وافعال من خلاله. ولسان حالنا في ذلك هو المثل العفري ( بَدِيْ ِلََمْ ابّا حالاَ ابّا نِعِبَمْ إسيْ حالاَ ) ومعناه ( طباع الإبن من طباع أبيه وما يكرهه الأب من طباع ابنه انما هو طباع نفسه) فالتحالف لن يتحسن حاله ويتطور اداءه الا بتحسين حالنا وتطوير ادائنا فيه , فتلك علاقة طردية . ليس هناك انجاز لتنظيمات المعارضة الإرترية في مسيرتها الطويلة اهم من تكوين التحالف والأهم منه استمراره . وكان تكوينه بعد قناعة تامة من كل تنظيم انه بمفرده يعجز تماما ان يقوم بمهمة التغيير التي يتطلع اليها شعبنا بشغف. ماتحقق على صعيد المعارضة من ايجابيات حتى ولو اختلفنا على تقدير حجمها وأهميتها , انما كانت بعدالله بجهود ونضالات التحالف بما في ذلك دعوته لمنظمات المجتمع المدني وتهيئته الظروف المناسبة لها لتنسيق فيما بينها لتؤدي دورها الوطني الهام مكملا لدوره لإنجاز التغير المنشود.
التحالف مقبل بعد أقل من شهرعلى مؤتمر مصيري وامامه تحديات كثيرة وكبيرة منها داخلية واخرى خارجية مما يلزمه الخروج بقرارات قوية مبنية على قراءة صحيحة لحال شعبنا البائس وحال معارضتنا المتشاكسة ومايُنتظر منها .
لعل من اهم التحديات التي تواجه التحالف الأن هو استمراره ككيان جامع لتنظيمات المعارضة الإرترية لأن هناك جهات تسعى لإنهاء دوره وتعتبره حجرعثرة في طريق تنفيذ مخططاتها ولذلك يجب ان يكون اول قرار مؤتمره القادم هوالإحتفاظ به وتطويره . فهو مظلتنا التي اكتسبت شرعية اقليمية ودولية بعد نضال مشترك لسنين طويلة , وهو الذي اوصلنا لعقد ملتقى الحوار الوطني الذي اجمعنا على نجاحه والقبول والعمل بقراراته وتوصياته. فالتحالف هو الأب الشرعي لكل المظلات الموجودة اوالتي ستأتي فالتفريط فيه هوالعودة الى المربع الأول وحاشاكم من ذلك يا بني وطني .
تماسك التحالف وتوسيع عضويته : التحالف مطالب بمزيد من التمتين لوحدته الداخلية ليستعصي على انقضاضات محلية واقليمية ودولية مع مواصلة استقطاب وقبول عضوية التنظيمات الجديدة في ساحة المعارضة التي تستوفي الشروط في مقدمتهم حزب الشعب (الجناح الوحدوي) وإبقاء شعرة معاوية مع حزب الشعب ( جناح ولديوسوس عمار) باعتباره مازال معنا في خندق المعارضة ولعله يعود اليه رشده او تتفرع عنه اجنحة وحدوية اخرى خاصة ونحن شاهدنا ايجابيات القرار الرشيد لملتقى الحوار الوطني الذي ابقى مقاعد في المفوضية الوطنية لحزب الشعب برغم مقاطعته للملتقى عمدا .
العمل العسكري : عدم اعتماد عمل عسكري فعال من ابرز نقاط الضعف المصاحبة لمسيرة التحالف والتي بسببها ظل طاغية اسمرا لايعيره اهتماماً فضلاًعن الخوف منه أوالإعتراف به . حتى ان تنظيماته الثمانية التي اتفقت قبل سنة تقريبا لتنسيق فيما بينها في المجال العسكري ثم يتبعها دمج الوحدات العسكرية تحت قيادة مشتركة لانقول انها فشلت ولكنها لم تقدم شئاً يذكر , برغم استبشار شعبنا بالخطوة لأنها اللغة الوحيدة التي يفهمها الطاغية . ويحدونا امل كبير في مؤتمر التحالف ان يتخذ قرارا جاداً لتفعيل العمل العسكري . ونحن إذ نقول هذا الكلام لنشعر ان هناك معوقات وصعوبات جمة تحيط بالعمل العسكري منها ظروف موضوعية ومن ذلك ان خصمنا في المعسكرالمقابل هو ابن الوطن الظالم الموجود في ارضه وليس المستعمرالغريب والفرق طبعا كبير , يضاف اليه تواضع العدة والعتاد في ظل انعدام النصير والظهير. وأخرى خارجية تتمثل في الظروف الإقليمية والدولية التي لاتؤيد العمل العسكري الا بشروطها وتوقيتها والتي بهما تحقق مصالحها . ولكن هل يعقل من شعب خبر القتال لخمسة عقود تقريبا ان يعجز عن بناء عمل عسكري بالقدر الذي يزعج به النظام اذا ما تعذر عليه الحسم به , عملا بقاعدة مالم يدرك كله لايترك جله.
المؤتمر الوطني القادم : من اهم المحطات التاريخية القادمة امام شعبنا ومعارضته هو المؤتمر الوطني القادم وفي هذا الصدد نحن نتابع ونثمن الجهود الكبيرة التي تبذلها المفوضية الوطنية في انحاء المعمورة من اجل الإعداد الجيد لهذا الحدث العظيم والتحالف خير معين لها في مهمتها. ولاشك ان المؤتمر الوطني القادم هو سيد نفسه ومع ذلك يُنتظر من التحالف ادواركبيرة و كثيرة لإنجاح ذلك العرس الوطني الكبير وتوجيه بوصلته بما يخدم مصالح شعبنا بحق , فهو القلب النابض لمعارضتنا . وكل هذا يتطلب من التحالف اعداد سناريوهات واحتمالات متعددة لمناقشتها وتفنيدها ثم اقرارها في مؤتمره القادم ليكون العمل في المرحلة التالية له على هدى وبينة , ولا أشك بوجود دراسات معمقة في ملفات اللجنة التحضيرية للمؤتمر برئاسة القيادي البارز الاستاذ / محمد احمد سفر .
وتمنياتي للتحالف بنجاح مؤتمره.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=10390
أحدث النعليقات