ماذا جري بين افورقي ودمحيت ؟
يصاب المرء بذهول حين يشاهد ما حدث لحركة دمحيت التي ظلت تتمركز في ارتريا منذ سنوات ، وأصبحت هي القوة العسكرية المهيمنة علي المشهد الارتري، بل ظل نظام العصابة الحاكمة في اسمرا يبتز بها عموم الارتريين وخاصة المقيمون بالداخل ، عندما اشاع بان عدد دمحيت يتجاوز ال٣٠ الف مقاتل ، بل ان العصابة لم تتورع في استخدام دمحيت في مهام كان ينبغي ان يقوم بها الجيش الارتري ، ولكن وبما ان – آسياس- قد تخلص من جيش الجبهة الشعبية الذي كان مفترضا به ان يشكل نواة الجيش الوطني الارتري ، بعد ان قرر افورقي الخصام الابدي مع الشعب الارتري ، ظل يبحث عن بعبوع يمارس به التخويف والابتزاز علي الشعب الارتري والشعوب المجاورة ، فكان له ان خلق المأسوف علي شبابها دمحيت ، والتي انتهت بالمشهد الدراماتيكي الذي لم يخطر علي بال اكثر محللي السياسة حذاقة .
وقد يجد البعض اسباب عدة لما جري بين افورقي وخليقته دمحيت الا ان الحقائق الموجودة علي الارض ومن خلال ما شاهدناه من صوّر حية بان كل ما ظل يطلقه نظام العصابة من اشاعات حول قوة دمحيت وإعدادها وعدتها هو مجرد دعاية كاذبة أراد بثها ليمارس بها حالة من التخويف علي الشعب الارتري ومجندي الخدمة حتي لا يقوموا باي عمل مقاوم ضد العصابة ، بل وان حالة البؤس التي شاهدناها علي وجوه أفراد دمحيت دللت علي أن تجمعهم لا يرقي الي مستوي ما يعرف بالمليشيات ناهيك أن تطلق عليه كل تلك الهالة الكاذبة التي كنا ضحاياها، ان العقلية الساذجة والموغلة في التخلف والمتحكمة في الشأن الارتري لم تستفيد من اخطائها المتكررة ، لقد مارست هواية خلق المعارضات بشروطها وظنت ان بإمكانها ان تفرض ما تشاء علي معارضات دول الإقليم ، دون ان تعي ان بعض القوي السياسية المعارضة لانظمتها هي أكثر خبرة وعراقة في امكاناتها البشرية والسياسية وعلاقاتها الخارجية وهي صاحبة مشاريع لا تسمح لنفسها بان تدار بمزاج آسياس افورقي ومن خلال جنرال جاهل لا يفقه في السياسة والعلاقات العامة شيئا، لهذا كان صدامها الاول مع حزب الأمة السوداني الذي رفض ان يكون دمية فتعرضت ممتلكاته للمصادرة وأعضائه للمضايقات الي ان غادروا ارتريا، وقد أ عادة العصابة الكرة مع الأخوة الصوماليين الذين استنجدوا بأرتريا إبان تعرضهم للهجمة الاثيوبية ، الا ان ساسة الصومال الذين صقلتهم تلك التجارب المريرة كانوا اكبر من ان يكونوا العوبة بيد افورقي ، لقد اعتقد آسياس بأن ما فعله مع ما اطلق عليه معارضة الشرق في السودان يمكن ان يمارسه مع الاخرين دون ان يتدبر الفروقات الهائلة بين الاثنين ،وقد جرب حظه هذه المرة مع معارضة التقراي التي خرج من أمرها وهو يجر أزيال الهزيمة والعار، ولعله يجد ألآن ضالته في ما يعرف ب- قنبوت7- لكن تعامل الحكومة الأثيوبية هذه المرة قد لا يكون كالتعامل في حالة دمحيت الأن الأمر هنا يأخذ بعده الأثني والجهوي مما يدفع الحكومة الاثيوبية لإتخاذ خطوات عملية ربما تنهي وجود أفورقي ونظامه، كما ان الامحرا والأرومو المنبهرون بعلاقاتهم مع حليفهم الجديد آسياس قد لا يسمحون لأنفسهم بأن يكونوا معارضة علي مزاج الدكتاتور الارتري وإنما بشروطهم وما تقتضيه مصالحهم ، لكن السؤال الأكثر أهمية هنا هو أين نحن الارتريين من هذا المشهد القاتم ؟، لقد عجزنا ان نخلق قوي حقيقية تضع حدا لحالة الجنون السائدة وتوجد بديلا للانهيار المتوقع في اي لحظة ، وذالك لا يتأتى الا بالمصارحة وقراءة واقع مايسمي بالمعارضة بشكل جاد ومسئول وبعيدا عن المجاملات وعلي الحادبون من المثقفين واصحاب الرأي ان يبادروا حتي ينتشلونا من حالة الضياع التي ترتسم علي المشهد الارتري. عبد الرحمن محمود
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=35445
ماذا جري بين افورقي و المنسلخين؟
الاستاذ عبدالرحمن ..نعم هذة وقائع و سرد موجز و مبنى على ركائز و ممارسات النظام. مقالك لزاد رونقا و معنى لو تطرق الى دور نخب الشعبية من ابناء و بنات القوة المهمشه. على الرغم من التشجيع في محاولة لفهم المعنى الكامل للماضي/التاريخ والحاضر و المستقبل، و لكننا نرى أحيانا أن البعض يستسيق فقط ما يحلو له في التاريخ و يتمادى بتكرار سقطات الماضى. نتفق كلنا ان دمحيت هى اداة قمع للداخل واثارة واستخدامها ككرت ضد اثيوبيا – و العكس صحيح بمقارنتها باسرة قرن ابليس- كمفهوم عام. لكن ما يهمنا ويحذ فى انفسنا هو دور المنسلخين؟؟؟ ماذا كن دورهم بالامس؟ وما هى نتائجها حيث كانت وطنية/مصلحية؟؟؟ و هل الوطن استفاد من انسلاخهم؟ كيف و ماذا؟. و هل الانسلاخ يدل على كشف و تعرية النظام و عفا الله عما سلف ؟؟؟؟؟ و كما كان دور لجثة الطفل الكردى الغريق -إيلان- لايقاظ ضمير الانسانية و شبه انفتاح لقبول اللاجيئن فى بعض الدول الاوربية… فهل نطمع من المنسلخين كما كانو يبرزون صورهم بكامل حلاهم مع كبيرهم؟؟ بابراز بعض الاسرار و لو صورة واحدة؟ اما هذا كثير و بعيد الامال؟ و لماذا؟؟؟؟؟ فهل سوف نرى مقال اخر لك بعنوان – ماذا جري بين افورقي و المنسلخين ؟ لان بالتاكد فائدتها اهم من ماذا جري بين افورقي ودمحيت ؟ و بكونك ملم ببعض الاحداث على حسب معرفتى الشخصية بك..
مع مودتى
هذه المقالة المتواضعة لا اعتقد انها تحليلية تجيب علي كل الاسئلة المتعلقة بدمحيت وعموم المشهد الارتري، ولكنها محاولة وتعبير عن حالة انفعال عن الفهم الخاطيء الذي أراد به النظام تضليلنا ، اما قولك عن من أطلقت عليهم ( المنسلخين ) وهو تعبير لا اتفق فيه معك ولكن بغض النظر عن اتفاقنا من عدمه الا ان الحقيقة الثابتة هي ان من اطلقت عليهم منسلخون هم بتخليهم عن النظام إنما يشكلون عبئا سياسيا واخلاقياعلي النظام وبالتالي يوجهون ضربة موجعة للعصابة وعلي أية حال هم اقدر مني حديثا وقلما، لكن هناك سؤالا هل تنظيمات مايسمي بالمعارضة فعلا هي تنظيمات حقيقية تُمارس العمل السياسي الاستخباراتي وبالتالي ترصدحقائق الامور داخل ارتريا وتعلم من هم العناصر التي تمثل أذرع افورقي ؟ ام ان كل ان الجميع مدنيين وعسكريين وعموم الشعب الارتري متهم بإعتبار انهم موجودون في الداخل ! هل هذا المنطق تراه سليم يأخي العزيز اسماعيل ؟ هل هناك من يتقدم باثبات بأن من أسميتهم منسلخين كانوا مجرمين ؟ انا شخصيا لا إعتقد بأن التقييم السليم والمسؤول لا ينبغي ان بهذه الفهم ، وتحياتي اخي اسماعيل.
فصيل دمحيت
ظــل لأكثر من عـــــام كــــامل يفـــاوض الحكـــــومة الاثيوبيـــة مـــن العودة الى اثيوبيا , رغــم محــاولات عرقلتــــه مــــن سلطات النظام الحاكم باسمرا و فتح جبهة قتال في محور رام في يوليو لم سوى محاولا انتحارية على وزن اضرب و اهرب و ليست كر و فر استغلالاً ظروف الخريف التي تحول في دخول بوجهات كبيرة و حاسمة .
زكر الصحفي المنشق عن قسم اللغة الامهرية و مقدم برامج حوارية اكد من استراليا ان قوات ديمحييت لا تتجاوز الف جندي و هي هزيلة و معنوياتها في الحضيض و طالت غربتهم في ارتريا كلهم مدمنيي الخمر جراء الظروف الغير طبيعية و معرفتهم تمام بمكانهم الجلوس مع كافة الأطراف الاثيوبية و منافستها بطرق سلمية بوصول سدة الحكم بتقراي بطريقة شريفة حتى لا تضعف حظوظ الاقليم بصورة عامة بشراكتهم في لإتلاف الحكم في اثيوبيا و من المتوقع اندماج داخل الرزمانة الحاكمة بتقراي هم ليسوا منافسين حقيقين للطرف االحاكم سوى إتلاف الجبهة الثورية لشعوب اثيوبيا (أهودق ) او ممثل التقراي و يانيى .
خمسة عشرة عام ضاعت سدى عليهم في ظل نظام نسبياً يعتبر ديمقراطي سواء في الاقليم او بنسبة لاثيوبية كدولة بما فيها كل الانظم السابقة و الاباطرة الاحباش .
ام نحن
نظام عاس فساد في الارض و العباد ربما الفريد من نوع خزعبلات الطاغية و ايدولجياته العقيمة و اساليبه المتطورة في تعزيب الشعب الارتري و التغريد بعيداً خارج سرب التطور و نمؤ نحو ما وصلته الامم من تطور و تكبيل القدرات الشباب الارتري بوهم الحرب الغير معلنة و عدم وجود اي مظهر من مظاهر عدم التراجع عن مسلك الغير سوي هذا يدفع ببلادنا نوع منزلق مجهول لا نعرف عواقبه .
ام معارضاتنا حدث فلا حرج تسبح خارج نظام الكون الارتري الذي فرضه الطاغية و ان نجمها لن يخبؤ رغم ازدياد الواقع كلاحه و سواد بواقعها التي تدور فيه لحواليي اريعون عام تقريبا حتى يأتي منجد و منقز ليخلصن الشعب الارتري الصابر و المحتسب بداخل .
شكرا استاذ عبدالرحمن محمود
المشهد في غاية الوضوح …يستطيع قراءته حتى الآمي … والدرس الذي لازال يتكرر منذ قرابة سبعة عقود اصبح محفوظا على ظهر القلب. إذن شعب شجاع مثل الشعب الأرتري شعب مصقول عركته وفركته التجارب ماذا ينقصه؟
والإجابة ايضا معروفة وعلى لسان كل ارتري ولا ادعي اكتشاافها وهي تتلخص في امرين اثنين لا ثالث لهما:
1- الإرادة
2- العمل
هذه الثنائية التي تقتضي التلازم والإقتران هي كلمة السر للخروج من هذا الموات القاتل.
المشكلة هو ان الكثير ممن هو في الساحة مع احترامي لوجهات نظره وفلسفته هو أما يمتلك الأرادة ولا يعمل لاسباب عدة أو يريد ان يعمل ولكن يفتقد إلى أدوات الإرادة ومقوماتها وهي التي تشكل المجموع النظري من تخطيط ودراسة وفهم ورؤية الخ…
وفي هذا لاجديد ولكن امعانا في التذكير والدعوة إلى النهوض من مراقدنا فلا احدا مستثنى.