ماذا وراء فتور العلاقة بين الخرطوم وأسمرا ؟

المتتبع للخط البياني للعلاقة بين النظامين الإتري والسوداني يلاحظ تموجات حادة إرتفاعا أوإنخفاضا ذلك لأن العلاقة أصلا مينية على أسس غير مستقرة ، والسبب في إعتقادي هو إنعدام الثقة دائما بين الطرفين ؛ وبغياب الركيزة الأساسية هذه تتأرجح العلاقة في أجواء المجاملات والمسايرات وهو مايعطي الطرف الإرتري المبررللعب أدوار بهلوانية تكتيكية تهدف الكسب بطرق غير رسمية إلتوائية في مجالات عدة سياسية أمنية عسكرية ….
أدناها الحصول على سلع أساسية ما كانت الطرق الرسمية لتسمح بها أو لتجامل فيها ؛ ولو أقفلت الحدود السودانية وهو أمر شبه مستحيل لتأزم الوضع في ارتريا ، وهناك ملفات مسكوت عنها مثل معسكرات المعارضة السودانية في إرتريا ، ونشاط قيادات النظام الإرتري مع بعض الواجهات الاجتماعية والسياسية في الحدود بين البلدين .
ومع ذلك كانت علاقة النظامين في الاعوام الماضية قد ذهبت بعيدا في التقارب ولم تمر مناسبة هنا أو هناك لم يحضر إليها الرئيس مع وفد رفيع في السودان أو ارتريا , لكن مناسبتين هامتين مرتا على البلدين وغاب فيهما حتى وفد رفيع ينوب عن الرؤساء , في إرتريا كان عيد الإستقلال 24مايو الماضي لم يحضر البشير ولا وفد ظاهر على عكس المناسبات السابقة , وفي السودان كان تنصيب البشير بعد فوزه في الانتخابات ولم يحضر أفورقي ولا وفد ملفت , قد تكون هناك وفود قد حضرت لكنها مجهرية لم ترى ولم تسمع في البلدين والمناسبتين ، وحسب ما تأكد لدي أن الحضور كان على مستوى السفير وهو ما يعني القطيعة في العرف السياسي والدبلماسي .
والسؤال الآن هو ماذا وراء فتور العلاقة ؟
هل هي عاصفة الحزم وحرب اليمن , وكما يقال ما يعلن في السياسة فقط عناوين لما يدور في الدهاليز ؟ .
أم هي حرب جنوب السودان التي يلعب فيها النظام الإرتري ضميرا مستترا في محل رفع فاعل ، كما هو حاله مع الحوثييين في اليمن ؟ .
في إعتقادي أن اليمن والجنوب لم يكونا ليصلا بالعلاقة الى درجة الزلزلة مع أنه لاشك من وجود خلاف فيهما في فهم كل منهما وتعامله حسب مرجعيته وثوابته الإستراتيجية وعلاقته بالفاعلين في الميدانين سلبا أو إيجابا .
الإحتمال الاوفر هو أن عملية تسلل المعارضة السودانية عبر حدود الجنوب التي أحبطها الجيش السوداني في منطقة قوز دنقو بجنوب دارفور، والتي دارت فيها معارك حامية بين قوات الدعم السريع التابعة لجهاز الأمن وجنود حركة العدل والمساواة حسب ما نقل الإعلام السوداني ، ربما أكدت تورط النظام الإرتري في أداء دور لوجستي تدريب وإعداد وتوجيه لذلك الجيش أو شيء من هذا القبيل , حيث أكدت التصريحات والأخبار والتقارير الإعلامية عن الحدث عن دور لقوة أجنبية لم يحن الوقت لتسميتها . فأقرأ مثلا في جريدة الإنتباهة : ( فالاختراق المعلوماتي بتفاصيله المملة في حوزة الحكومة السودانية، إعداد القوة وعتادها، منذ أن كانت هذه القوة تتدرب في دول الجوار الافريقي، وتقوم على تدريبها شركات أجنبية تؤجرها إسرائيل … والآن من ضمن الأسرى أجانب مع حركة العدل والمساواة، ناهيك أن الحركة جاءت من دول أجنبية .) http://www.alintibaha.net/index.php/ 8 مايو 2015
وإذا تأكد تورط نظام أسمرا بواسطة الجيش المستسلم للمعارضة السودانية بحقائق دامغه ودلائل ناصعة , فإن التحقق من ذلك والجدل فيه بين النظامين يدخل في باب البروتوكولات الروتينية والمجاملات المعهودة بين الطرفين , وتضاف الى بهلوانيات افورقي في بورتسودان وكسلا وهمشكوريب بهلوانية جديدة تسمى بهلوانية جنوب السودان أو غربه .
أم تراها قطعت جهيزة قول كل خطيب ؟ ، الله أعلم .
صالح كرار 6/6/2015م salehkarrar@Gmail.com

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=34681

نشرت بواسطة في يونيو 7 2015 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

2 تعليقات لـ “ماذا وراء فتور العلاقة بين الخرطوم وأسمرا ؟”

  1. غير معقول دولة زي ارتريا تعمل هيك لو مشت واجهة الفقر والبؤس متع شعبها احسن من انها تدعم المخربين لانوا اليوم اصبحت من كثر مافيها فقر اختاروا الهجرة الى اوروبا

  2. لا أعتقد سيحدث شيئٌ ذو أهمية ، غير الذي عوّدنا ساسة السودان ألا وهو الهرولة إلي أسمرا وتقديم كلّ التنازلات واعتذارات حتي يرضي هذا الطائفي المدلّل من قبل إخوتنا في العالم الاسلامي اكثر مما هو عليه من اخوته غير المسلمين رغم عدائه الظاهر بصورة وقحة لكل ما يمت بصلة للإسلام وأهله ، ولسان حال الاخوة السودانيين – أقصد الجانب الرسمي منه – يقول حقك علينا يا أسياس لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا فلك العتبي حتي ترضي ! هذا ما استقرأتُه من المواقف السابقة . وأظن سوف يتكرر هذ السيناريو مرات ومرات إلي يرث الله الارض ومن عليها إن لم يتداركنا المولي بلطفه ويخرجوا من هذه الدوّامة المملة والمخزية .

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010