ماذا يريد مسفن حقوس ؟
بقلم / أبو الحارث
كان لا بد من أن نلفت أنظار قيادة المعارضة الإرترية وهم عيون ساهرة على مصلحة الشعب الإرتري ، من خطورة اندساس الكما ندوس الجدد في وسطها من اجل تلويث مجا هداتها وخطواتها الثابتة ودورها المنشود ومن ثم صحب البساط من تحت أقدامها ، وبالتالي سرقة كل المكتسبات السياسية والتنظيمية والإعلامية والدبلوماسية التي اكتسبتها المعارضة في الفترة الماضية لكي نعود إلى المربع الأول ، ووضع المعارضة في بوتقة التشكيك في مصداقيتها .
وهذه الشرذمة هدفها الأساسي هو العمل في تشتيت كيان المعارضة الإرترية بكل الوسائل الممكنة بالتجريح والتلميح تارة وبالتصريح تارة أخرى ووصف الآخرين بأنهم بربريين ودمويين وغير مؤهلين للقيادة وغيرها مما لا يتسع الوقت لذكرها .
وبعد قرأه متأنية لحزب مسفن حقوس وزير الدفاع السابق في النظام الحاكم ورئيس الحزب الديمقراطي الإرتري الحالي ، حسب تقييمي تبين لي أن هذا الشخص لم يكن خروجه من النظام من أجل استعادة حقوق شعب مصلوبة ولا حريات إنما فقط لزعزعة وخلخلة وتشتيت وإضعاف قوة المعارضة الإرترية بكل ألوان طيفها ؟! كيف ذلك إذا تمعنا في أسلوب تفكيره وخططه فهو يفكر بنفس عقلية اسياس إن لم أقول ينفذ أجندت اسياس داخل قوة المعارضة الإرترية . فالعناصر التي هربت معه من ظلم وجحيم النظام اعتذروا للشعب الإرتري (حسب ما قيل) على الظلم والاضطهاد الذي وقع على كاهل الشعب إبان وجودهم في أركان النظام ، فهذه حسنة ربما تشفع لهم لدى الشعب الإرتري ونحن نحكم بالظاهر وأما ما تخفي الصدور نوكلها إلى الباري سبحانه وهو وحده الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور . وأما مسفن حقوس رفض أن يعتذر للشعب الإرتري على كل تلك المآسي التي يمر بها هذا الشعب الآبي من جراء سياسة اسياس وطاقم نظامه ، بقناعته أن النظام لم يمارس أي ظلم ولا اضطهاد على الشعب ، وما يتردد من ظلم إنما هي فرية ضد النظام . فهو لا يختلف مع النظام لا فكريا ولا أيديولوجيا ولا استراتيجيا بل يسير بالتوازي مع النظام لكي يمارس علينا الظلم من الخارج ؟؟
ففي تاريخ 2 / 2 /2005 قام بإصدار بيان تنديد ضد حركة الإصلاح الإسلامي الإرتري بسبب قيامها بإصدار بيان عسكري ، من خلالها وجد مسفن ضالته ليوقف الدنيا ولم يقعدها لان الذي أصيب في هذه العملية أركان النظام وليس الشعب الإرتري ؟! وتزامن ذلك مع قرب انعقاد مؤتمر التحالف الديمقراطي الإرتري في الخرطوم .علما بان المقاومة المسلحة هي إحدى الخيارات إن لم اقل هي خيار استراتيجي للمعارضة لإسقاط النظام ومنصوص عليها في الثوابت الوطنية . وحركة الإصلاح تعتبر من ابرز واهم التنظيمات المكونة للتحالف الديمقراطي الإرتري .
وكان ذلك أسلوب تكتيكي منه لتأليب الرأي العام الخارجي على الحركة الإسلامية في إرتريا ولا سيما في هذه الأيام العسيرة التي تمر بها الساحة الدولية ، ومن اجل خلق عدم التوافق بين قيادات المعارضة في الاجتماع وفعلا تم تأجيل تاريخ الاجتماع لحين تنقية الأجواء العكرة التي خلقها بيان مسفن حقوس مع حركة الإصلاح الإسلامي الإرتري وهي عضو فعال في التحالف الإرتري .وبحكمة وحنكة قيادة حركة الإصلاح استطاعت أن تدير تلك الأزمة وان تجتاز تلك المخاطر والمنعطفات الخطرة بسلام .
وهاهو من جديد يطل علينا ببيان جديد فحواه لا يختلف كثيرا عما سبق من الاتهامات التي كآلها ضد حركة الإصلاح لأنها أصدرت بيان عسكري لعملية قام بها المجاهدين ضد النظام في الأيام الماضية ، وكأنه يطالب الحركة أن تأخذ منه الضوء الأخضر كلما تريد أن تقوم بأي عملية عسكرية . عجيب إذا أين الديمقراطية التي يتغنى بها ؟ أليس من الديمقراطية عدم التدخل في قناعتي الشخصية ؟ أليس من الديمقراطية أن أتعلم كلمة لا للخصم ؟ . أم يظن أن المسلمين في إرتريا لم يبلغوا سن الرشد بعد ، وهو الوصي عليهم ؟؟!
وهذا مصداقا لقول الله تعالى : ( يأيها الذين ءامنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم اكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون ) الآية رقم : 118 سورة آل عمران .
وبذلك اظهر ما يخفيه في قلبه من الحقد والكراهية وضيق الصدر تجاه المسلمين وكل إناء بما فيه ينضح وهو عندما يتحدث لا يتحدث لان القتلى شعب بريء ، وإذا قلنا ذلك فهو كان أحد أهم أركان جيش النظام ووزير الدفاع عندما قام اسياس بسجن آلاف من الشيوخ وأساتذة المعاهد الإسلامية وغيرهم من الأبرياء في سجون مجهولة . ولم يتحدث عندما كان يشارك الشباب الإرتري في الجيش في تحرير بعض الدول الأفريقية وآلاف قتلوا هناك ولم يحرك ساكنا تجاه تلك الممارسات الهوجاء . ولكن اليوم اصبح من المدافعين الأشداء للنظام ، وهنا تكمن المعضلة لان المستهدف هو النظام وليس الشعب البريء ولذلك ضاق به ذرعا أن يسمع شيء يزلزل أركان النظام ويؤرقه ذلك كثيرا .
قتل جند في غابة مسألة لا تغتفر * وإبادة شعب آمن مسألة فيها نظر
وفي تقديري وان كنت لست مفوضا أن أتحدث باسم الحركة الإسلامية أو المعارضة بصورة عامة ولكن كمراقب للتطورات الساحة السياسية الإرترية ومجريات الأحداث فيها أستطيع القول بأن كل الفصائل لا تحمل عداوة شخصية مع الجنود وإنما تحارب فكر وأيديولوجية النظام الهدامة .
ومسفن حقوس الذي يصف العمل العسكري بالبربري والدموي والذي يطالب الناس بالا معقول ويرفض المعقول ، لولا البندقية المقاتلة التي يحملها تلك الكوكبة من الشباب في ساحة الوغى ضد اسياس ، لقام بتنكيل الأبرياء أشد مما هو علية اليوم .
وسر بقاء حركة الإصلاح على مبدئها وخطها وشق طريقها في وسط الأجواء المتلاطمة هو تمسكها بالسلاح . واسياس ومن لف لفهم لا يتفاهمون مع خصومهم إلا بلغة الرشــــاش وكما قيل ( ما لم يتم الواجب إلا به فهو واجب ). فلماذا هذه المزايدات ؟ ألم يكن الأجدر أن تغيير النظام من الداخل بالطرق السلمية والديمقراطية المزعومة ياحقوس ؟ لماذا أنت اليوم في ركب المعارضة إذا كان بإمكانك تغيير النظام بالطرق الحضارية والإنسانية التي تتغنى بها أم كان التحاقك بالمعارضة لتحقيق المفاسد التي ذكرناه آنفا ؟ فلماذا التحجير إذا على فكرك وقناعتك للآخرين ؟ فإذا أنت ترى تغيير النظام بالطرق السلمية يرى غيرك خلاف ما تراه فإلى متى ضيق الأفق والصدر ؟ .
وهذه الحركة التي تريد أن تنال منها قدمت آلاف الشهداء في سبيل استعادة الحقوق إلى أهلها وتحمل إرادة فولاذية سوف لن يثنيها في سيرها وزحفها ، تلك البيانات التي تصدره من هنا وهناك مدفوعة الثمن ( كل بياناته يصدرها بواسطة مواقع أجنبية بعيدة كل البعد عن الواقع الإرتري المعاش لأنه لا يثق بالمواقع الإرترية النظيفة والشريفة والصادقة من تسلل من يخالفون رأيه المغاير لكل أسس الاتفاقيات ) . من ضمن المبيتات لمسفن حقوس هو إصدار بيانات على مواقع ليس ذات الصلة بالإرتريين ، في حين أن جميع التنظيمات المكونة لتحالف تصدر بياناتها وبرامجها وأنشطتها على المواقع الإرترية المعروفة . أما مسفن حتى لا ينكشف أمره قبل تنفيذ مخططاته وأجندته الخفية بالتعاون مع الجهات الأجنبية فهو يلعب مع ما وراء البحار . وخاصة عندما فقد منصب قيادة التحالف الديمقراطي الإرتري الذي كان يحلم بتمرير مخططاته عبر هذا المنصب .
وأما المسلمين في إرتريا فمواقفهم مشرفة منذ القدم ولا نريد منح شهادات حسن السير والسلوك من مسفن حقوس وأعوانه لنا ، ففاقد الشيء لا يعطي . والمقام لا يتسع ذكر من هم المسلمين في إرتريا . ولكن يكفي انهم قالوا لاسياس لا ، عندما كان مسفن حقوس يرتع في أحضان نظام أفور قي . ولم يتجرأء أحد من الذين هربوا بأنفسهم من بطش أفور قي والتحقوا بالمعارضة إلا عندما تمعنوا على شجاعة حركة الإصلاح التي لم تزعزع وهي شامخة لقرابة سبعة عشرة (17) عاما وهي تزداد شوكتها يوما بعد يوم ضد النظام . ولولا وجود المعارضة الإرترية في الخارج لما رفع حقوس رموش عينية على اسياس فضلا عن القول له كلمة لا .
وإذا أطلقت لسانك على المسلمين في إرتريا فسوف يرد عليك الصاع بالصاعين لا يحبون الذل والهوان ولا يهابون من عدويهم كائن من كان . ويصدق فيهم قول القائل :-
وان غدا وان اليـــــــــــوم رهن * وبعد غد بما لا تعلمينا
بن حقوس فلا تعجل علينــــــــــــــا * وانظرنا نخبرك اليقينا
بأن نورد الرايات بيضــــــــــــــــــا * ونصد رهن حمرا قد روينا
أما المسلمون في إرتريا لسان حالهم يقول :-
أنــــا المــانعون إذا قدرنــــــــــــــــا * وأنا المهلكون اذا أتينا
وأنا الشــــــــاربون المــــــاء صفوا * ويشرب غيرنا كدرا وطينا
ألا ســــائل بني الطمـــاح عنـــــــا * ودعميا فكيف وجدتمونا
نزلتم منزل الأضيـــــاف منـــــــــا * فعجلنا القرى أن تشتمونا
وأما إذا تماديت في تطويل لسانك علينا فنحن :-
إذا ما الملك ســـــام الناس خسفـــــا * أبينا أن يقر الخسف فينا
آلا لا يجهلن أحد علينـــــــــــــــــــا * فنجهل فوق الجهل الجاهلين
وأقول لقيادة المعارضة وان كانت هي احرص مني في ذلك أن تنتبه من كواليس اللعب السياسية وأخذ الحيطة والحذر حتى لا تفتقد مكتسباتها بفعل فاعل . كمــــــــا يقول المثل بتقرينية ( كاب فتاوي تمسيلوكا زمزي سلائي تطنقق ). وكما قال القائل :-
وإذا قطعت الحية من رأسها * فلا تنسى الأذناب في كل بلاد (زمان)
والله من وراء القصد
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=6110
أحدث النعليقات