ما بين الاِتساق والتناقض
وكن رجلاً في الناس باطنه يُري كظاهره حتي تُعد نبيها وان تختلف في ذاك كنت منافقاً
وان اخا الوجهين ليس وجيهاً
الشاعر اسامة
لم لم اتقبل شيئاً لا يتفق معي ،ولم اقل خلاف. ما عندي ،واحمد الله انني استعد لمغادرة العالم وانا متسق مع ذاتي ،ولم ارهقها بالمخالفة
جمال الغيطاني
ليس من حق اي كان أن يطالب اي شخص او يامره بالايمان بأفكاره ومبادئه ،لان للكل حرية الفكر والتفكير والمعتقد ،لكن يمكنك مطالبة اي كان بالتوافق والتناسق والاتساق مع ما يطرحها من افكار ويتسق معها قولاً و فعلاً ومضموناً ولا سيما عندما يكون الفكر والنقاش في الشأن العام وليس موضوع شخصي.
فإذا اختار احدهم تغيير موقفه مائة وثمانين درجة من صحفي حر ومقاتل شرس الي (هتيف )علي قول الاستاذ عبد القادر محمد علي ،لسلطة قمعية وغير شرعية وظالمة ،فبالضرورة انه يؤمن وآمن وأمن علي صحة وصواب كل سياستها وممارساتها ،وهذا شأنه ، بالتالي :-يعني هذا
1-انه ضد حرية الصحافة ومع تكميم الافواه واعتقال كل زملاءه الصحفيين الذين يقبعون في السجون .
2-هو ضد الشهداء وما سقطوا من اجله وقد يكون فيهم والده او خاله او اخاً وقيل كلهم معاً .
فلهذا الشخص او اي شخص آخر حرية الاختيار لما يتماشي معه ويشبه افكاره وما آمن به ،ولكن كما اسلفت يجب عليه الاتساق معها ،وكي يتم ذلك عليه فعل الآتي:- واني له من الناصحين .
“أ “أن يتحلي بالشجاعة ويعتذر للعامة التي آمنت بمواقفه السابقة وكانت تتابع صفحته بهمة ،فمن حقهم عليه ان يعتذر لهم لا ان يقلق الابواب في وجوههم ويختار الهروب الي الامام .
“ب”في 18 سبتمر وهو تاريخ اعتقال الصحفيين الاريتريين ،ان يذهب الي مقر لجنة حقوق الانسان ويعتذر ويتأسف لهم عن الازعاج الذي سببه لهم علي مدي سنوات في التاريخ المذكور اعلاه ،بسبب قضية زملاءه الصحفين المعتقلين ولا ضير في يوضح لهم موقفه الجديد ان اراد .
“ج”ان يعيد للدولة التي نال فيها اللجوء اوراق إقامته ويصدقهم القول في موقفه الجديد والذي بالتأكيد لن يتوافق مع قضية لجوءه التي نال وفقها حق اللجوء والاقامة.
وبإمكان السلطة التي آمن بها أن تستخرج له جوازاً وتؤمن له اقامة في البلاد التي يعيش فيها حتي وان اراد عدم العودة التي يدعو لها البعض .
“د” أن لا يقدم دعوات عودة للوطن ما لم ما لم يقم بها شخصيًا ويضمن نتائجها .
في حال قام بتلك الخطوات بشكل عملي حينها فقط يكون قد اتسق وتناسق وتناغم مع اقواله فعلاً ومضمونا ،وسأحترمه واحترم موقفه رغم اختلافي معه ،بل سأكتب عنه منشوراً تقديراً لاتساقه واعترافاً بشجاعته واعتقد سيفعل الكثيرين مثلي .
وفي حال لم يفعل ،لا يتعتبر هذا الشخص يعيش تناقضاً مع ذاته وغير متصالح معها،لذا يصدر منه مجرد الهتاف من اجل الهتاف او من اجل شئ في نفس يعقوب ،وبالنتيجة هي زوبعة في فنجان ،لا فكرةً اوصلت وماء وجه حفظت .
بقلم: ابرا هيم حالي – المانيا
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=46355
أحدث النعليقات