ما ملابسات اغتيال السفير عندميكائيل كحساي – عام 2003م
بقلم الأستاذ عبده إبراهيم
من فريق وكالة زاجل الأرترية للأنباء ( ZENA)
فيما يلي رواية قصيرة تكشف ملابسات مسرحية اغتيال السفير عندي ميكائيل كحساي أحد أبطال التحرير بالجبهة الشعبية لتحرير إرتريا وذلك في العاصمة أسمرا في 13إغسطس عام2003م. (شهادة مقدمة إلى جمعيات حقوق الإنسان الإرترية .. منشورة في موقع أسمرينو باللغة الإنجليزية بتاريخ 15/2/2015م).
يقول مصدر موقع أسمرينو:إنه أول تسريب أو معلومة حقيقية تعطي تفاصيل عن هذه الحادثة الأليمة المحزنة ، حيث ذكر له شخص قريب منه جدا، تفاصيل عن إغتيال السفير عندميكائيل رواية مثيرة جدا تخالف رواية النظام يوم إعلان وفاة السفير عام 2003م.
قال المصدر :في يوم 13/أغسطس -2003م ، أحضر جثمان السفير من قبل مجموعة من الرجال (أفراد من جهاز أمن الدولة) إلى المستشفى العسكري الخاص رقم (35 ) ،المعروف باللغة الأمهرية (سلاسا أميستنيا)، هذا القسم يقع في اتجاه الجنوبي الشرقي للعاصمة أسمرا، وكان يعمل كقسم عسكري خاص في عهد الحكم الإثيوبي لإرتريا.
ويضيف: كان الوقت ليلا حينما دخلوا به المستشفى وقد فارق الحياة من قبل ، وصل المستشفى وهو جثة ملطخة بالدم ، وفور وصوله بدأت الطبيبة المناوبة فحص الجثمان ، ومن المعاينة الأولى وجدت عدة طعنات بالغة حول العنق بآلة حادة ،مما تسبب في قطع الشريان الرئيسي والذي عجل بموته . هكذا انتهي تقرير الطبيبة التي قامت بمعاينة الجثمان وبناء علي ذلك كتبت التقرير الطبي الذي يفيد أن السفير مقتول بفعل فاعل.
لكن رجال الأمن أمروا الطبيبة بأن تكتب حسب توجيهاتهم فأمروها أن تكتب: أن سبب الموت كان نتيجة سقوطه من مكان عالي على صخرة أو أحجار ، فنفذت الأوامر وكتبت التقرير حسب توجيهاتهم ، وأبلغوها أن لا تذكر الحقيقة عن موت الضحية وإلا سوف تعرض حياتها للخطر، مما أشعرها بخوف شديد ورأت أنها مهددة تهديداً بالغ الخطورة، وقررت على الفور مغادر الوطن حفاظاً على حياتها .
وفي صبيحة اليوم التالي نشرت وسائل إعلام النظام خبر وفاة السفير عندميكائيل كحساي كمايلي:
المناضل السابق بجيش التحرير السيد/ عندي ميكائيل كحساي قد توفي مساء أمس الأربعاء 13 أغسطس 2003م الساعة الخامسة مساءاً بعد تعرضه لحادث مرور، و السيد/ عندميكئيل ترك زوجته وله طفلان.
مراسيم الدفن سوف تكون غداً الجمعة في الساعة 12 ظهر في مقابر الشهداء باسمرا.
نبذة بسيطة عن الفقيد:
كان واحد من أبطال التحرير حتى فترة الاستقلال، وبعد استقلال تقلد عدة مناصب عالية في الدولة منها سفير إرتريا في الولايات المتحدة وإيطاليا ،وشغل أيضا حاكم لمدينة أسمرا.
(انتهت الترجمة)
التعليق:
إنها قصة مؤلمة وحزينة تستحق أن تسمى ( مأساة شعب) ، هذه العصابة التي تمكنت من السيطرة بمصير الشعب الإرتري فأوردته شر المهالك.
أعتقد أن السفير عنديمكائيل من الشخصيات الوطنية ويمتلك قدر من العناد لأن الذين يقتلهم أفورقي وعصابته أو يخفيهم من الحياة هم غالباً من الشخصيات القوية والوطنية التي يكون لها رؤية بأن تحكم إرتريا بطريقة راقية تستحق دماء الشهداء الذين استشهدوا من أجل حرية الأرض والإنسان الإرتري.
هذا هو الفرق بين حكم حكومة وطنية وعصابة ،لأن الوطنيين يملكون حب الوطن ويعملون بدستور لهذا يجدون من يخالفهم رأي من أبناء الوطن لا يقتلون ولكن قد يسجن أو يحاكم ، أما العصابات فتفعل فعل أفورقي فتقتل كل من يخالفها ، لا تقتلهم أجساداً وأرواحاً فقط ، ولكن تفبرك لهم بأنهم ماتوا سكارى أو قتلوا أنفسهم لتقتل سمعتهم وتاريخهم.
أن هذا التسريب يدعونا لنبش قبور كل المسئولين الإرتيريين الذين ماتوا في عهد أفورقي، ولو فعلنا ذلك لنجد على جسد كل مسؤول ختمه إما علي شكل سموم أو طعنات.
أتخيل بحزن وأسى بالغ كيف كان شعور هذا المناضل الجسور عندما أحاطت به عصابة الموت! لا بد إنه تذكر نضالاته وعطاءه للوطن ،وقد تجرع حينها مرارة الأسى أن تكون نهايته ميتة شنيعة في أيدي عصابات كان يظنها من حماة البلد ، وكم تفطر قلبه ألماً ودماً عندما يتذكر أبناءه وزوجته الرأوم ويعلم حقاً أنه لن يراهم أبدا ، جحيم من الخواطر قد أجهزت عليه قبل سكاكين عصابة أفورقي التي اسكتت تلك الأفكار والشجون.
نقول لأسرة الشهيد: لستم وحدكم ، وحالكم خير من حال آلاف الأسر الإرترية التي لا تعرف أين آباؤها ولا أين قتلوا….. إنها مأساة شعب سرقت حريته بعد أن دفع ثمناً غالياً آلاف الشهداء ..فمن يبكي مآسينا!!!
للتواصل :
zenazaje@yahoo.com
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=33297
نشرت بواسطة فرجت
في فبراير 18 2015 في صفحة المنبر الحر.
يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0.
باب التعليقات والاقتفاء مقفول
استاذ رياض يؤسفنى أن أقول لك لا تتعب في البحث عن تلك الطبيبة المسكينة فقد تجدها وقد لا تجدها لأنها ربما تكون قد اختفت أو برسم الأخفاء .. حتى وإن حالفك الحظ بالعثور عليها فسوف لن تنبس ببنت شفة لأنها على إطلاع كاف على الثمن والدليل أمامك هؤلاء الآلاف الذين تسللو لواذا من بين صفوف جماعة الهقدف ولسان حالهم يقول (انج سعد فقد هلك سعيد) نسبة لا تذكر منهم تحدث بشيئ ذو قيمة عن مساوئ النظام ومظالم النظام لأنهم ادرى بشعابه وأدرى بطباعه.
أخي عبدالله
تساؤلاتك في محلها ولكن في اعتقادي من يستطيع الإيجابة على مثل هذه التساؤلات أوغيرها هي الطبيبة التي أشرفت على تشريح الجثة. ويجب البحث عن هذه الطبيبة التي اشار إليها عبده إبراهيم في مقاله بأنها غادرت الوطن.فالبتالي السر في يد الطبيبة وعلينا بالبحث عن الطبيبة .
ربع قرن بعد التحرير ومثله قبله في إعتقادي يكفي فهما وإدراكا لمن يقوم بشحذ السكاكين وإعداد المركبات السامة الأكثر فتكا واستخدام أحدث وسائل إنهاء الحيوات الآدمية واسكاتها للأبد… يكفي فهما بأن ذلك سوف لن يستثني أحدا منهم لأن لكل فرقة موت فرقة موت أخرى ستتكفل بها عند اللزوم وهكذا تستمرالمتوالية الجهنمية ويستمر معها إخفاء كل الأدلة.
وهكذا إلى أن يأتي زلزال يصحو فيه كل من سباته لكسر مسار هذه الحلقة وجحيمها.
It is another sad story of the regime’s atrosities. It is even more grevious and more bitter to see these ” heroes” served esyas’ regime wholeheartedly, carried out ALL his orders to the letter until he finds them no more needed,so orchestrates one way or another to silence them for ever. The mind boggling is though, these so called heros and skilled fighters remain pseudo paralized of any action till the ill fate thing happen to them. They couldnt organize themselves even in simple secret cells like mahber shw3atte of our fathers, strike first, or even protect their lives from impending danger of their master ato esayas. They even fail to leave some written notes with trusted friends or relatives of what might happen to their lives.. It came to be hard to understand what really is going on. So far, what i see is the old saying ATH THAWRA TAKULU ABNA AHA.o
السؤال الذي يمكن أن يطرح ويحمل إسياس الجريمة مباشرتا ويوثق الكلام الذي يقال عنه بأنه (يقتل القتيل ويمشي في جنازته): هل إسياس حضر مراسم الدفن؟ وهل الذين أمروا الطبيبة معروفين لدي الطبيبة؟