ما نسينا.. أيها النشاما..!
ماذا يمكن أن يُقال أيها النشاما في مقام الاحتفاء بكم ..؟؟ هل تفيد الكلمات التي نخطها في بحر الألم الذي تعيشون فيه ..؟ سامحونا أن عجزنا أن نأخذ بثأركم ورد الحقوق إليكم.
من المعتل ..؟
نحن لا انتم..!
تدفعون ثمن عجزنا
وتدفع أسركم المكلومة إثمان.
في مقام صمودكم الأسطوري نكتب :
نعتذر ..إن قبلتم اعتذارنا.
كلماتنا .. أصغر في مقام بطولاتكم المذهلة.
لم تستطع الأصفاد الثقيلة أن تحرمكم الحياة.
العصابة يدها الآثمة سبباً في معاناة الشعب الذي تركتموه وهو يستقبل عهد الاستقلال الذي حسبناه عهداً تطلع فيه شمسها الزاهية بلونها الجميل وحياتها التي تدب في أوصال الوطن .. صباح مقفر ظالم موحش لم تجف دمعاتنا فرحاً بالحرية ودوي الطبول يسمع في كل ركن من أركان المعمورة.. في هذه اللحظة كانت العصابة تنسج لجريمة الاعتقال والتغييب وأيام نحسات تخطف هؤلاء الدعاة وقادة الرأي تستهل عهدها المظلم وتعتدي على الشعب الارتري – بل خيارهم -في مأساة سيذكرها التاريخ بأحرف حزينة دامعة.
نقف في كل عام في يوم المعتقل 14/4/2015م من شواغل الأيام وزخارف الحياة لنتذكرهم بعد نسيان واجباتنا نحوهم ، ما مسحنا دمعة أطفالهم ولا واسينا آبائهم ، ولا خففنا من وطأة الحياة على زوجاتهم.. عقدين ونيف منسيون وهي بين ظهرانينا يعيشون ..الآلام تقتلهم في كل لحظة. ما رأيت الحزن ساكنأ يعيش في مثل مصابنا.ماذا فعل هؤلاء ليغيبوا أكثر من عقدين في الأقبية التي يسمونها زوراً معتقلات..!!
الم تكن هذه مأساة مستمرة أعجزت العقول ..؟
لا المنظمات المحلية وضعت حداً لمعاناتكم.
ولا المنظمات الدولية سالت عنكم.
ولا الشعب استطاع إخراجكم.
ولا المعارضة حزمت أمرها لتزود عنكم نوائب الدهر وذل المعتقل.
ولا ..ولا..
والأدهى لا توجد أي معلومات إن كنتم أحياة أو أموات.
كل يتكهن ويستنتج ويطلق العنان لخياله عن حالكم.
ما افلح النظام حين أعتقل هؤلاء الذين تحكي مأساة أهلهم قصصاً مروعة حزينة زوار الليل البؤساء الذين اغترفوا أوزارا هائلة مازالت آثار جرائهم لم تندمل ..وما دروا أن أنات الأسر ودموع الزوجات والأبناء تحرق وجوه العصابة وإنجازات السراب التي يدعونها ويعيشون على أحلامها زمناً لن تتحقق سيظل هذا الشعب في حلوقكم يعيش وفي خيالكم يعشعش يهدد أحلامكم..استأسدت العصابة الحاكمة على الأبرياء بقوة الجبروت والقسوة وخيال الجريمة ردحاً من الزمان.. أين هي الآن ؟؟ تترنح بسقوط قريب؛ هرب مؤسسوها وعرابوها.. سٌقوا من نفس الكأس وهم ألآن بين مقبور في تلك الأقبية؛ وهارب ، ومنهم من ينتظر..! العصابة اليوم إلى القبر أقرب حالاً من الحياة ..سراب تتشبث به ونفس مريضة تنشر الرعب وهزال العيش حتى غدت البلاد مرتعاً للفقر والجوع والخوف وهي تفاخر بكسبها لتسقط في قوائم الانجاز العالمي في التنمية وحقوق الإنسان ..وها هم شباب البلاد يتسابقون إلى الفرار من جحيم الحياة ومن أقبية العصابة في ارتريا غير مبالين ما يتهددهم من الموت بعيداً عن تراب بلدهم الذي أحبوه وتدثروا بدثاره زمناً.
اتسائل من المسئول عن هذه الجريمة..؟؟ التي تعدت العقدين من الزمان ولا يعرف مصير هؤلاء والمأساة ..كيف لنا أن نستلذ الحياة وهم هناك في الأقبية لا أحد يعرف كيف يعيشون هل هم أحياء ينتظرون الفرج، أم أفضوا إلى الله وهو ارحم الراحمين..؟؟
حسب هؤلاء السجانون : أن بالكرباج تقاد الشعوب.. والأقبية والمعتقلات تبنى الأوطان لقد فشل مشروع تدمير الوطن وإنسانه . ولا تعي العصابة في كل يوم جديد يولد من رحم هذا الوطن المعطاء من يكرههم يريد الثأر منهم.
أيها السجانون: موتوا بغيظكم فقد أزفت الساعة..
أيها السجانون: سيتحرر من سلخاناتكم الأبطال..
أيها الأبطال : صبرتم فنلتم شرف النياشين ..
أيها المعتقلون: حانت ساعة النصر ..فالنصر صبر ساعة..
أيتها الأسرة الكريمة:
نهنئكم على صبركم وجهادكم ونيلكم قائمة الشرف على الصبر والاحتساب طوال هذه السنين.. بفقد الأب والأخ والأب والأخت والجد فكل قوائم النوازل مررتم بها. ولكنكم تفوقتم على آلامكم ودموعكم وآهاتكم ومازلتم تحلمون بالحرية وكرامة الإنسان في ربوع ارتريا المغتصبة وهذه الآلآم ما منعت بعض أبناء المعتقلين من التفوق والإبداع في مسيرة التعليم وأعرف كثير من الشباب الذين أحرزوا درجات علمية مشرفة للأسرة المكلومة والوطن الجريح.
أيتها الجماهير الارترية
كلما غيبوا خيار الوطن وأشرافهم ستجد العصابة ألف ثار يعمل من أجل الحرية والكرامة.
ألا فليعمل أبناء الوطن مجتمعين لنصرة هؤلاء واستخلاف أسرهم ورعايتهم بعمل حساب بنكي مخصص لتعليم ورعاية أبناء المعتقلين في سجون العصابة في ارتريا. .ليرد الشعب قليلاً من تضحياتهم من أجل هذا البلد الجميل.
الذين يناصرون الظلم بابتسامة (النصر) الزائفة، سيسقطون -في امتحان الثأر القريب -في شر أعمالهم وسيصبحون غنيمة الشعب.
أيتها العصابة : لن تنالوا من نفوسنا والأحلام التي نسجناها لهذا الوطن في الكرامة والحرية وحقوق الإنسان .ستتحقق عاجلاً أم آجلاً فأين تذهبون.
بقلم /عبده يوسف أحمد
ayae1969@yahoo.com
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=34231
أحدث النعليقات