ما هى المفاجأه التى يريد المدعو مسفن حقوس تجهيزنا لها؟
“هل يستقيم الظل؟”
عمر ليلش –
لاهاى – هولندا
كنت قد توقفت عن مواصلة الكتابة فى هذه السلسلة بالرغم من استقبالى للعديد من الرسائل من القراء الأفاضل عبر بريدى الألكترونى. فمنهم من كان يطالبنى على مواصلة الكتابة فى هذه السلسلة والأستمرار فى كشف الحقائق وتفتيح الآفاق لرؤية اشمل وأوضح لمسيرة قوى المعارضة الأرترية، والبعض الآخر كان يستفسر من سبب التوقف عن الكتابة فى تلك الزاوية.
ولكل هؤلاء وغيرهم وحفاظاً على العهد والوعد الذى قطعته على نفسى، اقول ان سبب توقفى فى الكتابه عن تلك السلسلة ، ليس تراجعاً منى عن العهد او تخلياً عن طريق كشف الحقيقة وسرد الواقع ولكن ، انما كان يعود لأيمانى العميق بأننا كلنا خطاؤون ولذا حان الوقت لفسح المجال امام الكل لمراجعة اعماله وافعاله ومحاسبة النفس ، افراداً كنا او جماعات…. قواعد كنا اوقيادات…
نعم … قد حان الوقت للأبطال الى ممارسة النقد الذاتى وبكل شجاعة ومسئولية … وخاصة ان الفترة الماضية كانت حبلى بالأحداث والتطورات والتحركات على مختلف الأصعدة وفى اتجاهات متضاربة ومتباينة ومتناغمة فى بعض الأحيان، الأمر الذى جعلنى ان اتوقف عن مواصلة الكتابه فى تلك السلسلة ، ويا ليتنى لم افعل ، لأننى اشعر الآن بحسرة ومرارة لأن دواعى توقفى لم تحقق الهدف المرتجى منه فى اعادة عقل المدعو حقوس فى رأسه اوفى هدايته الى الرشد ، ولم يستفد من الفرصة التاريخية التى منحت له من الشعب للتكفير عن جرائمه ، بل على العكس من ذلك،ا زداد تعجرفاً وغروراً وزورا واجحافا بنصره للظالم ومحاولاته اليائسة لمعاقبة المظلوم. وفسّر رفاع شعارنا للتسامح والمحبة والأخوة والأبتعاد عن الشخصنة ، بأنه خضوع وهزيمة. واختلط عليه الأمر فى الفصل بين الكتابة عما يعرى ويكشف عورة النظام و الأبتعاد فى الكتابة عما يخدم النظام وخاصة الشخصنة… كم اختلطت عليه الأمور ايضاً فى التمييز بين السلام والأستسلام، وقد نسى انه، لو اننا كنا ننوى الأستسلام لأستسلمنا لجلادينا فى اسمرا بدلاً من عملاءه.
اننى لم اكتب هنا كرد فعل لتك التصريحات الجوفاء التى صرح بها ، لأن مواقيفه لاتعنيننا وخاصة الكل منا يعلم حكومةً وشعباً وقيادة لقوى المعارضة ان “مسفن حقوس” لا يبحث الاّ عن بقائه وبقاء “اسياس” ونظامه متسلطاً على رقاب ابناء شعبنا وثرواته ومقداسته ومقدراته…. انما يعنينا فى الوقت الراهن هو موقف قيادات قوى المعارضة الأرترية، متمثلاً فى التحالف الدمقراطى، الذى ننتظر منه نحن كشعب،اصدار بيان يعبر فيه، رفضه لتلك التصريحات التى صدرت من عضو من اعضاء التحالف الدمقراطى الأرترى ، لتكون بمثابة خطوة اولى لموقف يعبرحقيقة عن نبض واحساس المواطن الأترى بأتخاذه لقرارات جريئة حتىاذا استدعى الأمر تجميد عضوية ذلك الحزب من عضوية التحاف ، حتى يكون هذا بمثابة وضع حد قاطع لمثل هذه التصرفات الغير مسئولة والتى تخدم النظام القمعى قبل المعارضة، وخاصة ان مثل هذه التصريحات التى من شأنها ان تخلق البلبلة والفوضى والتفرقة ، لم تصدر للمرة الأولى ، من شخص مسفن حقوس الذى يحاول جاهداً ودائماً الى ا شعال نار الفتن، اى بمعنى آخر ، هذا ليس بجديد عليه، لانه و كلما انجزت قوى المعارضة انجازاً مادياً ملموساً ، من شأنه الضغط وزيادة الأزمة و الخناق والعزلة الدولية والأقليمية على النظام القمعى فى اسمرا ، والا وجدناه يحاول هو الآخر ايجاد مخرج له ، وذلك بأن يشغلنا بامور جانبية من خلال تصريحات بيزنطية او ادعاءات وهمية و كلمات محمومة وكأنة قنبلة موقتة زرعها النظام وسطنا ،ليتم تفجيرها عبره فى اوقات عمل جدية من اجل ان تكلل جهودنا كقوى معارضة ضاغطة بالفشل.
حان لنا ان نقف على الحقيقة …. ولكى نقف على الحقيقة ومجريات الأحداث وندرك الى اى مدى تغلغل هذا الوباء الذى اسمه عملاء النظام فى اوصال المعارضة الأرترية، يتحتم علينا تقليب يومياتها وسجلاتها الملطخة بدماء الأبرياء… ولابد من تعرية هذا الوباء الذى يريد النيل من وحدتنا ونضالنا ضد الدكتاتورية، حتى يدرك ابناء شعبنا حقيقة تلك العناصر التى التحقت برداء المعارضة والنضال والوطنية…. وقد كشف بعضهم نفسه بنفسه وازاح القناع الذى كان يرتديه وعاد لمكانه الطبيعى من خلال الأفعال والأقوال كما فعل المدعو مسفن حقوس على سبيل المثال. وهذا يعد تنبيهاً صريحا لكل عنصر يرتدى القناع الزائف ويحاول التمويه والتضليل ، ويقدم خدمات للنظام، بانه لامحال سيفشل وان قناعه سيسقط عاجلاً او آجلاً. وسنظل نكرر مقولة المناضل ادريس حشكب الشهيرة التى قال فيها فى السبعينات امام الملأ :
لن نركع… لن نركع …. مادام لنا طفلٌ يرضع
وللحديث بقية ودمتم نضالاً
عمر ليلش
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=6582
أحدث النعليقات