ما هي انعكاسات الحرب الداخلية الاثيوبية على ارتريا؟
لاشك ان الحرب التي اشتعلت في إقليم تقراى الاثيوبي بين الحكومة الفدرالية وحكومة الإقليم بقيادة الجبهة الشعبية لتحرير تقراى(ويانى) في نوفمبر من العام الماضي القت بظلالها على مجمل الاوضاع داخل اثيوبيا ، وامامنا الحروب التي شملت اقاليم اخرى غير التقراى ودمار وازهاق للارواح ودمار للممتلكات ، لتجد اثيوبيا نفسها في نفق مظلم وحالة عدم استقرار سياسي واجتماعي قد تحتاج الى سنوات للخروج منه، اما ارتريا ونظامها بقيادة الطاغية اسياس افورقي أصبحت جزء من الصراع الداخلي الاثيوبي باقحام اسياس قوات الدفاع الارترية في الحرب الدائرة هناك مناصرا للحكومة الفدرالية ، ومنطلقات اسياس لدخوله الحرب نابعة من الحقد الدفين والانتقام من تنظيم الجبهة الشعبية لتحرير تقراى (ويانى) التي اذاقته مرارة الهزيمة في الحرب التي سميت بحرب (بادمى) والتي افتعلها الطاغية اسياس تحت مبرر ارجاع الاراضى الارترية في العام ١٩٩٨م عندما كانت ويانى تقراى على رأس السلطة في اثيوبيا، بالاضافة الى الاوضاع الداخلية الارترية التى وصلت مرحلة الاختناق تجعله يهرب الى الامام بافتعال الحروب لان استحقاقات الاستقرار في ارتريا سوف تنهي حكمه والى الابد.
التاريخ يذكرنا ان اسياس افورقي وتنظيمه الجبهة الشعبية لتحرير ارتريا كانا حليفين لتنظيم الجبهة الشعبية لتحرير تقراى (ويانى) منذ فترة حرب التحرير وتحالفهما هذا الذي قادهما الى ضرب جبهة التحرير الارترية ومن ثم استمر حتى التحرير وسقوط منقستو هيلى ماريام ، وان الجيش الشعبي لتحرير ارتريا كان قد دخل العاصمة اديس ابابا لمساعدة تنظيم الجبهة الشعبية لتحرير تقراى بقيادة الراحل ملس زيناوي في الغام ١٩٩١م ، وعلى الرغم من التحالف الذي اوصل الشعبيتين الى سدة الحكم في البلدين نجده قد تحول الى عداء سافر كما ذكرنا في حرب بادمي، وتجدر الاشارة هنا ان حرب ١٩٩٨م اوقعت خسائر كبيرة في الارواح خاصة شبابنا الذين كانوا في الخدمة الوطنية او كما اسماها الطاغية والان يتكرر نفس المشهد المآساوي للاسف الشديد وهى معركة خاسرة بكل تاكيد.
اما الاوضاع في اثيوبيا تتعقد كل يوم عكس الانباء التي يوردها الاعلام الرسمي الاثيوبي، فان المصادر الخارجية تتحدث عن معارك ضارية في اقليم التقراى اسفرت عن مقتل ٧٠٠ جندى من الجيش الفدرالي وسقوط مرحوية هليكوبتر من نوع 35AM في منطقة عداقا حبرت وان المعارك مازالت مستمرة وبعنف في مناطق حوزين وادباريوا ، وتؤكد بعض بعض المصادر اشتراك الجيش الارتري الذي مازال متواجد في تقراى ومواقع اخرى في اثيوبيا على الرغم من النداءات الدولية بضرورة انسحابه. كما ان المظاهرات التي شهدتها مناطق الامهرا تحولت الى مواجهات مع القوات النظامية خاصة في قندر وبحردار ومن المتوقع امتداد المعارك الى مواقع اخرى، والقتال في اقليم الاورومو وبني شنقول واغلاق الطريق الدولي الناقل للامدادت في منطقة العفر .
اذا كان هذا هو حال اثيوبيا فان هذه الحرب سوف يكون لها مابعدها بالنسبة لارتريا وقد شاهدنا المواقف المتضاربة هنا وهناك خاصة في حالة انهيار النظام الاثيوبي.
اولى هذه الانعكاسات ظهر الان من خلال التململ الكبير في اوساط المؤسسة العسكرية يمكن والتي يمكن اجمالها في
المعلومات التي تتحدث عن كشة صباح يوم ٢٤ ابريل الجاري شملت قري عديده في القاش من ضواحي ام حجر الي مشارف اديبرا خصصوا لها قوات كانت تتجمع في منطقة علي قدر لهذا الغرض منذ اول امس 21/4/2021. وتفيد الاخبار منداخل العاصمه اسمرا حدوث جمهره امام مكتب الامن في ١٩/٠٤ الجاري قمنا بها امهات طلبة معسكر ساوا. مطالبين باحضار ابنائهن لانهم ذهبو للدراسه لفتره محدده وليس لزجهم في الدفاعات ويعودون لذويهم بعد اكمال دراستهم وهذه واحده من الحالات التي ظهرت في العاصمه وخالقه نوع من عدم الاستقرار والحكومه اتهمت جهات من داخل الموسسه العسكريه بانها وراء هذا التاجيج، الامن استمع لشكواهن واستلم منهن المذكره واوعدوهن بحل مطالبهن.
وعلى الصعيد الدولي يضيق الخناق على اسياس وعصابته يوما بعد يوم بعد تقارير المنظمات الدولية التي ذكرت ارتكاب الجيش الارتري جرائم ابادة جماعية في اقليم التقراى وتم تأكيد ذلك من قبل منظمة حقوق الانسان الاثيوبية التي ذكرت المجزرة الجماعية للمدنين في مدينة اكسوم من قبل القوات الارترية.
كل ذلك صاعد من حدة مطالبة الامريكان بضرورة الانسحاب الفوري وغير المشروط من اقليم التقراى، وانضم اليها الاتحاد الاوربي الذي ادان المجازر التي حدثت في تقراى وتبعهما الامين العام للامم المتحدة انتونيو قتيريوس .
كل ذلك قد يؤي الى عقوبات على ارتريا للاسف والتي ان حدثت سيكون وقعها كبير على شعبنا الذي يعاني من اجراءات النظام الجائر والظروف الطبيعية .
علي محمد صالح
لندن
٢٧/٠٤/٣٠٢١م
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=44820
[…] بجانب منطقتي ماي خدرة والحمرة اللتين تقعان في إقليم تقراي المحاذي لولاية القضارف بطول 110 […]