متفرجو الصفقة … سعيكم مشكور
فى غضون شهرين فقط طوت اثيوبيا صفحه قاتمة وتحولت الى مستقبل واعد بالامل والانفتاح السياسى فى البلاد.
قرارات مصيرية هامة خلال فترة قصيرة و قد تكون مؤشر لإملاءات دولية تتسابق لحسم قضايا تخص مصلحتهم بدرجة أولى غض النظر عن المصالح المشتركة ولا حقوق الانسان ولا ديمقراطية ولا عدالة بين شعوب المنطقة.
بزوغ رئيس الوزراء الاثيوبى ابى احمد لعبت فيها ادوار عده منها مؤهلاته الأكاديمية والسياسة وخبرته وبحكم كونه من قومية الارومو و ذو خلفية عرقية ودينية مختلطة (اوباما القرن الافريقى). وعوامل اخرى هى صفقة القرن وتغير خارطة الشرق الأوسط والحفاظ على مصالح دول بعينها على حساب شعوب المنطقة.
إصدار قرارات اثيوبية مصيرية ذات دلالات ومفهوم سياسى لم تكن عفويه. لكن مدروسه وعمل به لعده سنوات وكما طرحها السفير الأمريكى فى اثيوبيا وبكل أريحية.
هل تخيل احدنا بحدوث هذه القرارات فى دوله أفريقية خلال فتره شهرين.! ليس مجرد شعارات وتخدير للشعوب ولكن تطبيقها والعمل بها
١- رفع حاله الطوارى فى دولة كانت بها قلاقل وإضرابات ومظاهرات وحروب اهليه وظلم واضهاد طايفى.
والكل يعلم ان حالات الطوارى المقصود بها ضمان لاستمرارية الحكم وبقوانين صارمة منها إطلاق النار. فمن سوف يضمن استمرارية هذا اليافع ابى احمد؟
٢- إطلاق الآف السجناء السياسيين. وفتح الباب لكل اطياف المعارضة المنفية لعودتهم. وتعهده باتخاذ خطوات ملموسة نحو الانفتاح الديمقراطي والمصالحة الوطنية.
وأمره بمعاقبة إدارة الأمن والسجون بسبب الممارسات الغير إنسانية ضد سجناء الراىء والضمير. وارتريا تنكر وجود سجناء!
٣- اعلان خطط لتحرير ونهضة الاقتصاد الاثيوبى وضمان استثمارات دولية بالمليارات مع دول خليجية وهبات غربية. وفى ارتريا يتم نهب ثروات الشعوب وان الدولة هى المستثمر الوحيد ولا تحب المشاركة (المنافسة)
٤- الإعلان بالاستعداد للامتثال التام لاتفاقية الجزائر وتنفيذها.
ودعوة وفود ارتريه وتم استقبالهم بالورود كانهم أبناء الوطن الواحد ودون اى حضور سياسى ولكن جمع من عامة الشعب والفنانين الإثيوبيون وفرقعة الكؤوس التى كان ينقصها فاتح القارورات حمدان. المناسبة كانت تشبه عودة الابن الضال الارترى اكثر من وفد رسمي.
واستقبال ابى احمد فى ارتريا فى منزل افورقى وعياله وحرمه بالبيجامات غير مصدقين ان الطبخة داخل بيتهم العامر .. لماذا لا وهم الوطن والشعب
٥- ضمان تأجير – عودة- ميناء عصب وممارسة ما يحلو لهم ولضمان ازدهار اقتصادهم وكأنه ملك خاص غض النظر عن املاك الشعوب الارترية.
٦- زيارات ذات فهم عميق بتطورات الأحداث فى المنطقة. السعودية ومصر وارتريا.. وعودته بالسجناء الاثيوبين فى تلك البلاد و بطاءرته الخاصة!
٧- قيامة بجولات فى البلاد لاستماع المظالم و وعودة بإصلاحات مؤسسية كبرى مثل الأمن والعدالة والانفتاح الديمقراطي.. والخ
طبعا كل هذا لم ياتى من فراغ لكن نتيجة لتفاهمات الأنظمة الأربعة الحاكمة بإثيوبيا وتداخل مصالح وتبادل ادوار بين اثيوبيا وأمريكا ودوّل الخليج. نظرا للتطورات فى إليمن ودور ايران وضمان استمرارية الملاحه فى باب المندب والبحر الأحمر. و انتفاضة الارومو ورفضهم لنزع للاراضى.
عند توتر الأحداث فى اثيوبيا. الائتلاف الاتحادي الحاكم ورموزه الأربعة اقرت بان كل طرف يرجع لخلفيته من جماهيره وقياداته وعمل دراسة وتحليل والقدوم بافكار جدية.
قومية التجراى من اكثر القوميات ضررا نتيجة للتطورات الاخيرة. ومحادثاتهم الجانبية وصلت الى خلافات وانشقاقات. حكمهم لاثيوبيا خلق الكراهية والعداء مع كل القوميات الاخرى نتيجة للهيمنة السياسة وامتلاك كل مقدرات البلاد والعباد والقتل والقمع ( نفس عقلية اخوتهم تجراى تجرنيا من أبناء المرتفعات الارترية). وانه بات من المستحيل ان يكسبو اى حليف من القوميات الاثيوبية بغرض خلق معاهدة او تكتلات انيه او مستقبلية.
الارومو و ما ادراك ما الارومو وانتفاضتهم وثورتهم كانت من الأسباب الاساسية لهذا التحول النوعى والمميز فى اثيوبيا. وذلك بحكم انهم الأغلبية سكانيا ما يفوق ال ٤٠٪ وأكثرهم ضررا.. من هنا كان ميزان ابى احمد كبديل.
رغم ان تجراى كانو يراهنون على البديل من شعوب جنوب اثيوبيا كدميه مثل رئيس الوزراء السابق الذى لم يستقيل بمحض ارادته ولكن لفقده قيادة تنظيم قوميته وتلقائيا لا يجوز ان يتبوء هذا المنصب كرئيس الوزراء.
ما هى التداعيات والنتائج؟
– القرارات المصيرية الاثيوبية لم تكن خاصة بأبى احمد وثمرة مجهوداته فقط ولكن قرارات أخذت بتوافق الاتلاف الحاكم لاثيوبيا.
ام فى ارتريا لا اجتماع وزراء ولا البرلمان ولكن قعدة خاصة فى منزل اسياس بين أولياء العهد وبالملابس الداخلية و بحمدالله تم أخذ القرار ألوطنى.. مهازل!!
– فى الفترة القادمة اسياس افورقى سوف يتعلل بنزله برد أو ملاريا حتى لا يتفوه او يعقب على اى حوار اعلامى مباشر وغير مباشر!! ماذا سوف يقول اكثر من .. لم نخسر شىء وعادت حقوقنا!!
ماذا سوف يقول او يبرر عن النقاط أعلاه والتى تم إنجازها خلال شهرين فى اثيوبيا .. عندما توج اسياس كرئيس لارتريا كان ابى احمد يتبول على نفسه كالطفل البرىء.
– سوف تظل القوات الاثيوبية فى بادمى. والمبرر انها قرب سيطرة تجراى ولا يريد اى احد زعلهم حيث كان ابى احمد او اخيهم اسياس وبمباركة أمريكا واخواتها. السبب هو بقاء قوة نظام ارتريا وعدم تسريح جيشه.
والتعلل بان لا داعى لاى إصلاحات فى ارتريا الان وحتى انسحاب الجيش الاثيوبى!
– تهافت جماهير وكوادر هقدف من يدعون المعارضة كافراد وتنظيمات ومنظمات مجتمع مدنى والهرولة … وللخلف در.. كان القضية هى بادمى وليست حقوق وممارسات و اجرام ضد الانسانية. وخصوصا انهم كانو جزء من تلك الممارسات التى لم ولن يقرو بها.
– النظام سوف يحدد منهم مجموعات منتقاة باليد لخلق معارضة صورية وزيتنا فى بيتنا.
– تهافت جماهير الهجرة العكسية من ال كبسا وناس ال ٢٪ من المحايدين وبروز أوجههم الحقيقية. وترجع ريمه لعادتها القديمة
– تعاضد العفر سوف يجعلهم رقم فى المعادلة وجزء من اصحاب القرار.
ابى احمد لعب دور فى خلق المشاعر الوطنية واستعادة الثقة بين الشعوب الاثيوبية.
فهل نطمع ببريق أمل بتعاضد الامه المقهورة واستعاد الأمل والتمسك بتاريخ وارث وحقوق وخاصة ان وحدتهم سوف تكون بمثابة حضور ورقم هام ضد التغيرات الديناميكية. او الاستسلام لسياسة الامر الواقع التى نتاءجها سوف تكون دائمه وغير قابلة للتغير لأجيال واجيال قادمة؟ وسعيكم مشكور.
اسماعيل سليمان آدم
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=43324
نشرت بواسطة فرجت
في يوليو 13 2018 في صفحة المنبر الحر.
يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0.
باب التعليقات والاقتفاء مقفول
أحدث النعليقات