متفــــرقـــــــــــــــــــــــات
الشياطين الـ 13
رمضان كريم ،من المعروف أن الشياطين تصفد فى الشهر الفضيل،إلا أن شياطين الإنس على العكس تماما – توغل في الشيطنة ـــ كما هو مشاهد من التضخم الإعلامى بكل فئاته من مسلسلات،برامج (ترفيهية- دينية- مسابقات) …الخ،وبما أننى صنفت مؤخرا ولا فخر ضمن شياطين الإنس محققة بذلك أمنية لطالما تمنيتها عندما كنت صغيرة أقرأ بشغف روايات (الشياطين الـ 13 )، وهى الإنضمام إلى الفريق المكون من 13 بطل يمثلون 13 دولة عربية، وقد تحققت الأمنية بيد أن العدد تقلص إلى 11 والشياطين تحولوا إلى لاعبين،وبما أن الدار أمان فى رمضان، وقد أسقط الصيام هلوسات القـــات فلن أسكت عن الكلام الغير مباح حتى يدرك شهر شوال الصباح.
ثقافة الإنتظار……على نار
عندما كنت صغيرة كنت أستمع مع أهلى إلى إذاعة صوت الجماهير الإرترية وتشدنى أغنياتها الكثيرة الحماسية والتفاؤلية لكننى كنت أقف حائرة أمام أغنية (شعب إرتريا صبر ودى) هل هي أغنية حماسية أم مثبطه، وعندما كبرت إكتشفت إنها ثقافة شعب وهى (ثقافة الإنتظار) ،وإنتظرنا وصبرنا حتى مل الصبر منا،و شببنا وشاب شعرآبائنا وكبر أبناؤنا وإقتربوا من أن يصبحوا شبيبه و(ثقافة الإنتظار)لا تزال بكرا، لاتكبر ولا تشيب ولا تتغير، فهى القيمة الثقافية الوحيدة الثابته، ونحن المتغير الوحيد الغائب.
إذاعة إفــ همــ نى
هذه الإذاعة لا تريد أن تفـ ـهــمـ ـنـى، فكل مرة أرسل لها رسائل بأننا (زهقنا) من تكرار الأغنية الوحيدة التى تقوم بإذاعتها ليل نهار وهى (ظلموه)، وأكرر لها بأن موسيقى العصر أصبحت سريعة الإيقاع وأن إيقاعات (ظلموه) الرومانسية المتباكية لا تذعر ديكا ولا تورا، وأن الـ (هيب هوب) على بساطته وفرديته أطاح بالأوركسترا العالمية ،وإقترحت أن تعلن الإذاعة عن برنامج (شنقروا) خاص بالبحث عن عصافير مغردة تشدوا بصوت قوى لتغنى لنا (فدائى) أو (خلى السلاح صاحى) لأننا تعبنا من الصورة المنشورة تحت (الرايات) المكسورة ونناشد جميع أصحاب الرايات المنثورة بأن يجتمعوا تحت راية واحدة حتى نغنى لها برغم صوتنا النشاذ (صورة تحت الراية المنصورة).
الذاكرة الإسفنجية للشعوب:
خدعوك فقالوا بأن الشعوب لها ذاكرة جمعية، والحق أن شعوب العالم جمعاء وشعبنا خاصة يتمتع بذاكرة إسفنجية من النوع الممتازة تمتص ببطء ماتشاء، وتسرب بسرعة البرق ما لا تشاء، هذه الذاكرة الإسفنجية تقوم عليها سياسة العصر الحديث، فمثلا حينما تدعى أمريكا بأنها راعية السلام والديمقراطية وحقوق الإنسان ثم تسقط القنبله الذرية فى هيروشيما ونجازاكى باليابان، فهى تعتمد على الذاكرة الإسفنجية للشعوب، وتدخل العراق بحجة وجود أسلحة دمار شامل ولتخليص العراق من صدام، ثم تبقى فى العراق لعقد من الزمان فهى تشفط بالذاكرة الإسفنجية للشعوب نفط العراق لتتركه على الحديدة،وعندما تنقلب على من صنعته بيدها لخروجه عن طاعتها وتقتله دون محاكمة وتتصرف فى جثته دون مساءلة، وتحث مبارك على التنحى صراحة، وتترك الحبل على الغارب لكل من القذافى وصالح والأسد، فهى بلا شك تثق بالذاكرة الإسفنجية ثقة عمياء، أما على الساحة السياسية الإرترية الهزلية، هناك إعتماد كلى على الإسفنجة المنهكة من كثرة الأحداث فغلب عليها التسريب أكثر من الإمتصاص فالذاكرة الإرترية متعبة من تاريخ الثورة وتاريخ الدولة، إضافة إلى تدنى جودة الإسفنج الذى تعرض لكل عوامل التعرية الثقافية الذاتية بعد تداخل ثقافات عدة توغلت فى الإسفنج فلم يعد يحتمل الإمتصاص وراحت ذاكرتنا الإسفنجية تسرب فقط وتغرى بذلك كل من أراد أن يخطرف ويخرف فى لقاءات تلفزيونية تمثل دولة أو مقالات مكتوبه تمثل أفراد أو أحزاب، ليفعل كل مايشاء، وأنا هنا كشاهدة على القهر، أمارس حقى فى حقن هذه الذاكرة الإسفنجية بخطرفاتى وهلوساتى لأثبت إرتريتى على طريقتى الخاصة.
مهام نسائية:
من حق كل رجل إرترى أن يشكك فى قدرة المرأة الإرترية فى تناول السياسه، خاصة وأننا معشر النساء تركنا للرجل المساحه ليبرطع فيها كما يشاء، لكننا اليوم نحاول أن نلحق بالركب فالمرأة الإرترية إخترقت كل مجالات العمل، فقد عملت فى مجال التعليم والطب والهندسة والقانون والإعلام وحتى تصمصم الأزياء، ومؤخرا عملت فى صالونات الحلاقة الرجالى وكل من يأتى مطأطىء الرأس (تحلق له على طول).
طبق رمضانى :
رغم أن اللون الأخضر له دلالة على الرخاء والإزدهار إلا أن النظرية الخضراء فى ليبيا أثبتت أن الملوخية عندما تسود تفوح رائحة البرسيم ، والخيارات التى عرضت علينا مؤخرا كجيل، بما أنها خضراء وتنم عن أفكار صاحب الكتاب الأخضر، فهى بلا شك خيارات مخللة تدخل مباشرة فى السلطة – بتشديد السين-، وقد علمتم ما فعلته (السلطه والكوسه) بمصر، وما يلقاه الشعب السورى من (التبولة) والحامض،وأما الطامه الكبرى فى اليمن فهى حصاد (القات) فماذا ننتظر من هذا الخيار بعد أن حطم (اللون الأخضر) شعوب المنطقة على مرأى ومسمع منا.
فتاوى رمضانية:
حاولت أن أترك الفيلة وأطعن فى ظلها لكننى لم أستطع وفضلت أسلوب الكتابة الساخرة عن اللعن والطعن، فهل على من حرج؟؟
إذا كان اللون الأسود بكامل قتامته وظلامه ملك السهرة بلا منازع، والأبيض يتربص بالظهيرة رغم أنه لا يحتمل الأوساخ فترى بالعين المجردة ،وخجل عقلى كإمرأة من إرتدائهما متسخين فعمدت إلى غسل الإثنين معا بكل ما أوتيت من انواع مساحيق الغسيل فنتج عن هذا الخلط لونا رماديا فهل علي من ذنب فى إرتداء الزى الرمادى الموحد فى الرماد.
إذا كان (الحل) مذكر ولم يستطع الذكور إيجاده، فلماذا يطالبنى به الجميع وأنا أنثى ليس لى سوى(الحلة)، وكل ما يطبخ فى حلتى يعجب البعض ويثير غثيان البعض الآخر لأن ملحه زيادة ،ومفلفل، وهل يعقل فى رمضان أن نحشى السمبوسه بالكوسه المهروسة.
شكر واجب:
أختم مقالتى بواجب الشكر والتقدير لكل من ساهم فى التعليق على كتاباتى وأخص بالذكر الأخوة، سعدالله ومحمود محمد عمر لتعقيبهم المقدر بمقال خاص وضع فيه كل منهم رؤيته للمشهد فى لفته لطيفة ومشجعه من كل منهما، فشكرا لهم.
أما العنصر النسائى الوحيد فى التعليقات والذى مثلته الأخت أم ريتال، فقد بهرت أنا أيضا من لغتها السليمة وإلمامها بالمأزق السياسى الذى نكابده وأسلوبها العذب،وهذا ليس إطراءا يقابل الإطراء، بل هو حقها ومن واجبى أن أحييها وهى تؤكد بفكرها وإلمامها بالوضع السياسى أن المرأة الإرترية حاضرة فى الميدان بل ولها ثقلها أيضا.
حنان مران
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=16683
أحدث النعليقات