متي سنستبدل صورة عواتي بعريس جديد ؟
عواتي نستميحك عذرا أن نتحدث عن فحولتك ونحن خصيان زماننا وقضايانا ، نجادل عن افعالك وافعالنا لا تساوي مناما لك في ساحات الفداء ، نتذكرك كل يوم ونحن نشرب الشاي بالنعناع علي شواطئ أوروبا ومولات الخليج ، ندافع عنك عبطاً وسفها ، نتقاتل ونتشاتم في كيف واين بدأت حياتك النضالية والفدائية ، ونحن في أحضان نسائنا ، القليل منا هكذا والبقية بين احضان اخريات . هذا نضالنا فاعف عنا دمائك الطاهرة ، واغفر لنا عندما سألنا عن قبيلتك وأصلك .
اليوم نتجرأ عليك بعد أن أصبحت صورتك علي حائطنا وفي حفلاتنا وعلي ذواكرنا سيفا يطعننا علي مؤخراتنا الممتلئة سفاهة وكسلاً . ذكورتنا التي لم تحفظ سوي كلماتك ، وتاريخك ، وأغنيات النضال التي كنت تتغني بها . نكررها كل عام ، و إن نسيناها ذكرنا بك سفيه حاقد حاسد ، فنقوم لنرغي ونزبد ونستنكر وندين ، ونرفض مضاجعته لنا مرة اخري في اي مؤتمر اواجتماع ، لانه اساء اليك .
ذكورتنا لا تري في صورتك ، ذلك السلاح الذي رقصت علي انغامه ، لا تشاهد الوشاح الرصاصي الذي تتوشح به من برودة الثورة فتعيد تعبئته لتدفئ الوطن . ذكورتنا لا تلمح في صورتك غرة الصلاة تلك التي علي جبهتك الذي لم يسجد لغير الله ، ولم ترجو غيره .
فرسك ذلك الذي لا نساوي شعرة علي صدره ، نقطة عرق علي غرته ، أو زفرة من انفاسه التي قضاها معك جهادا نضالا كفاحا . نحن وبكل سياسيينا وشيوخنا ولصوصنا ومؤتمراتنا وتظاهراتنا ، لا نساوي دخان بارودك الذي طالما ملأ صدرك أملا وثقة في النصر . اصبح الفرس يصيبنا بالدوار بالانتكاريا ، يذكرنا بالخيبة الكبيرة التي تركبنا .
اليوم وفي نفس المواقع التي بدأت فيها أولي خطوات النصر والاستقلال ، يرقد العدو مع حفيداتك ، بعد ان بني علي رؤوسنا بارا وكنيسة ، ونحن هربنا وهربنا وهربنا مرة اخري ، لنموت بين احضان العجز والجبن والكلام . لساننا سيفنا الكذاب الذي لا نستله الا لمواجهة قريب او شقيق . أحفادك اليوم يشاطرون أحفاد العدو بيتك واحفاد فرسك ، يرقصون معهم علي انغام الالم .
أحفادك اليوم يتباكون علي سمعتك الشريفة ، لان فلانا اساء اليك وعلانا شتمك وانت في الجنة . تري هل يدرك ابو الدرداق القمر ، تري هل يسئ للشمس قذي بعض العيون .. بالله من المسئ اليك عواتي ، ذلك الذي عرف قدرك وعلوك وشرف مكانتك ، واراد أن يتسلق روث خيلك و لم يبلغ مصدره .؟ ليظهر ولو علي قمة الروث . نعم لمحناه هناك واخبرنا الجميع .
أم نحن الجالسون علي الارائك ، نستنشق اراجيلنا ، نداعب احفادنا ، ونحكي لهم كيف خذلناك يوم المعركة .. ونفتخر ، نحكي لهم شيبتنا علي شواطئ النضال الناعم الكاذب ، واننا واننا و كيف هربنا من ملا قاتك في اعلي الجنان . تري من المسئ ، الذي يحفظ و يتحدث عن القران ولا يفعل منه شيئً ، أم الكافر .. ويل للمصلين .
اختصرنا تاريخك الذي نعيش علي شعلة نوره ، في كلمات خائبة نكتبها ونلقيها في مواسم العهر السياسي الذي نمارسه مع بعضنا في كل مكان وزمان ، اربعون عاما مضت علينا ونحن نمارسها علنا ، فاصبحت عادية فينا الرماثة . عواتي بالله عليك هل تعرف السياسة والخساسة والرياسة ؟؟ نحن نعرفها ونعرف اكثر منها كيف نحضر للدياثة .
اعذرني عواتي ، فانا أجبن من أن أواجه صورة فرسك .. لا أنت ! فكيف أنت .. كل صباح ، كل موسم وكل ما جاء سفيه وعبث . اعذرني عواتي فانا ابحث عن زعيم اخر يسكب البارود علينا يحرق موتنا ، ينطق الاصوات فينا ، يلمع الذخيرة والالغام ، يحشرنا اليها مثل النعام . يعلمنا كيف نصحوا من احلامنا لنركب موج العز لا موج اللئام . لنعتلي تلك الجبال الخضر نحضن تربتها ننام . نبحث عن خطواتك عليها ، نرتجي ان نسمع صهيل خيلك بين صدي طيات التلال .
عذرا عواتي نبحث عن صورة اخري نعلق تحتها اسما جميلا قبل اسمك ، يعلمنا كيف نلمح بين سطور تاريخك ، الالهام .. غرام الارض حين يخذلك الانام . وصدق الله مثل صدقك ، ان آمنت به وجدته وإن لم تؤمن به ، ضعت وضاعت الاوهام.
يعلمنا كيف ان الارض هي الجنة الاولي و الأخيرة ، لا نحلم بغيرها ، لا نفعل لا نموت لا نسمع سوي صوت الانين ، لموت ابنائها في صحاري غيرها ، في بحار غريبة لا تقدر احضانهم تلفظهم بعيدا عنها . فنحن لم نفهم لغتك ، لم يعلمونا حروفها ، لم ندرسها حصة الفقه الذي كتبته بدمائك ، يفسر الوحي الذي تلوته علي مر الايام ، يحفظه الله القوي ، ويولد من سينشره علينا ، يعيده علي اسماعنا يلقيه علي وجوهنا لنرتد علي بصر . فالجهل والجبن علي عيوننا قد اعموا البصيرة لا البصر .
نبحث يا شباب عن شاب بعمر عواتي ، بفحولة فرسه ، بطول بندقيته ، بلمعان الرصاص ، صوته كالرعد حين يشق موج دخان السحب يخبر انها سحب فقط ، لا جبال ، عينه كالبرق تُرجف كل من في قلبه خور او خيانة. فكره النصر حيا أو مسلماً الامانة. حزبه وطن فسيح اخضر ، الكل فيه أعضاء ، الكل فيه له حقوق واحدة . قبيلته ارتريا في كل لون في كل موسم في كل عيد ، هل تسمعوني يا شباب أم رمتموني أن أعيد .
نريد جيلا لا يخاف لا يعرف المصاعب لا يهاب الكفر والأعداء ، لايخشي صعود الجبال . لا يحب سوي بلاده ، لا يعشق غير من تحمل الكلاش تعتمر الرصاص تلبس علي خصرها طوق القرنوف ، ترسل الآلام للأعداء ، تغير من الحور العين ، تحضن صحبها حتي الممات ، تشرب من دماء الكفر كاسا طاهرا يروي الرفات . بنت اسمها حياة . اراها ترقد خلف جثة صحبها تكيد للاعداء كي لا يفوت حبيبها للحور ، تريد تذهب معه تريد غسلا بالدماء . فاتت حياة مع الحبيب ويبقي اسمها حياة .. ويييين يا بنات.
لماذا لا تكون صورة صدر البيت هي لحياة . لماذا كل صورة للجيش للاموات للشهداء ، ليس بينهم حياة . هل كنا سننام ان كانت صور الشهيدات العفيفات الحوريات هي ما يعلق في المواسم في صدورالمحافل ، للذكريات . الاحتفال غدا بيوم الشهيدات ، و سندرس تاريخ الشهيدة سلوي وحنان ، وكيف انهن لم يتركن العدو للحظة أن ينام ، خمسة وعشرون عام .
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=34490
أحدث النعليقات