مجزرة أغوردات يوم الأحد الأسود

التاسع من مارس عام 1975

بقلم / متكل أبيت نالاي

تجري الحكومة الإرترية كعادتها كل عام حفلها السنوي بذكرى يوم المرأة العالمي والذي يوافق 8 مارس وهو يوم مألوف عالمياً وله أهميته في تقيم دور المرأة وإبراز تقدمها على صعيد المحلي والعالمي. وفيما كانت الاحتفالات والمهرجانات مستمرة لعدة أيام متتالية, تجرى فيها استقبالات مع المسئولين واللقاءات صحفية مع الرئيس يشرح لنا كيف يرى العالم من حوله ويأخذنا بعيداً لينسينه الحقائق المذهلة الذي حصلت في ديارنا.

وتمر الليل كما تمر النهار وتدخل بلادنا اليوم الثاني ذكرى عامها الثلاثون لمذبحة أغوردات المعروفة بيوم الأحد الأسود(9مارس1975) ترى أيهم يروق لك أن تتذكر, ذكرى أناس تركوا أغوردات ورحلوا عن الحياة, ينامون اليوم بالعشرات في تلك المقبرة, ماتوا كقدر الذي ماتوا به أهلنا في عونا وعد إبرهم وبركه والقاش ودقي إت أتبأ, وبسيجيرا ومسيام وهزموا وحرقيقو وعيلت وقمهوت وإمبرامي,وإرافلي ووكي دوبا وأم حجر .

ذكرى أناس بسطاء أطفال, نساء, شيوخ يموتون دون أن تحدد أسماهم في قائمة التصفيات كانوا أبرياء وكانوا الهدف الأسهل للقتل, هؤلاء الحاقدين مثل زارأماريام أزازي وأسرات كاسا وتسفا يوهنس برهي وأشبر وتخلي نكئيل وأسملاش قيتؤم وشمبل ياسين وقتاشو نادو والعقيد زنبي أسفاو كانوا يقتلون كيف ما اشتهت نفوسهم وأهواءهم المريضة, لهذا لا يجوز أن نرقص في 8 مارس لنبكي في 9مارس إذا نحن فعلاً نعيش معاً في أرض واحد. ولا يليق بالمرأة الإرترية بصفة عامة والمرأة في أغوردات على الوجه الخصوص أن تحتفل بيوم قاسي عليها من مثل هذا اليوم, وبالنسبة لشعبنا في الخارج عليه مقاطعة هذا اليوم تضامناً مع روح شهداؤنا في أغوردات.

في الماضي القريب كانت أغوردات عاصمة إقليم بركه وحزام قبائل البني عامر يحتمي فيها أبناء عواتي كما تتقاسم معهم الكثير ابتدأ من التجارة والسياسة وتاريخ الذي يصعب عليها التنازل منه, كما لعب مشايخ أغوردات وبركه دوراً سياسياً واقتصاديا مهماً في بدايات تكون الثورة الإرترية حتى أصبحوا جزءاً لا يتجزأ من الجبهة.

إسياس الذي يعرف تضاريسها السياسية والأمنية يريد القضاء على هذا الدور ببراز مجاميع أخرى استوطنت هذه المنطقة. كما أصبح ينظر إلي كأم للقبائل تغري التي لها إمتداد في سنحيت وحقات وباقي المدن الإرترية وعليه بدأ خلط أوراقها السياسية وحول دورها إلى مدينة بارنتو رغم علمه بأن أغوردات تتفوق على بارنتو بكثير من الأمور وللأسف هذا لا يحدث إلا في هذه المناطق المباح فيها كل شيء والمتضائل نصيبها باستمرار.

وأغوردات كم مره بكت وشكت لكل الأنظمة التي حكمتها ولكن وجدنا الحظ يكرهها, فهناك تطور في حقات وبارنتو ومصوع وإهمال واضح في أغوردات لا ندري لما ذا يحصل فيها الأسوأ دائماً؟ ولماذا تلاحقها ويلات الدكتاتورية دون أن تفعل جريمة تستحق ذلك؟. أما المذبحة الذي وقعت فيها هكذا يذكرها موقع عونا. تناقلت الناس أخبار

تخلي سلمون كجاسوس محترف يوفر للعدو معلومات دسمة بحكم احتكاكه المباشر مع خلايا الثورة وكان مصدر متاعب للناس في أغوردات, والثورة التي كشفت أمره أرسلت إليه فدائيين لقتله وتمكنت الجبهة فعلاً من تصفيته في ضواحي أغوردات. في تلك الساعة تصادف مقتله وصول قائد الفرقة العسكرية السفاح شمبل بلو من بارنتو وهنا أصبحت أغوردات كبش فداء لحسابات عسكرية خاسرة لجيش الإثيوبي المتقهقر في بركة, كان هذا القائد شديد القلق يتألم كل ما سمع الخسائر التي مني بها جيشه في بركه وحينما سمع مقتل العميل تخلي سلمون جنا جنونهً, وفوراً أمر جيشه أن يرشوا المدينة قائلاً لهم:” أبيدوا كل حي يتنفس وبدون رحمة, أقتلوهم جميعاُ”

ثم غادر المدينة وهو يدعو السلامة لنفسه متوجهاً إلى أسمرا بعد هذه التعليمات المحددة, تحرك الجيش من سكناته في تمام الساعة الثالثة بعد الظهر إلى السوق في يوم الأحد 9مارس 1975 وأخذوا يطلقون النار في كل اتجاه وصوب دون تمييز, على المارة في الطرقات وعلى الجالسين في المقاهي وسوق الخضار وعلى أصحاب الحانات وتفننوا وأبدعوا في القتل والتنشين بالمفرد والمجموع بالسونكي والقنابل اليدوية, بكل لوازم القتل والانتقام , فلم يتركوا شيئا يتنفس طائرا يحلق أو ماشيا يتبجل, حتى تحولت أغوردات إلى بقعة سوداء بفعل الحرائق المشتعلة والبيوت المهدمة. إنها كانت معركة حامية الوطيس ضد عزل لا يملكون سوى أسلحة العويل وصراخ الأطفال وانين العذري ودموع الثكلى, فمات خلال هذه المجزرة الرهيبة أكثر من300 شخص وهرب على البوادي والأرياف الكثيرون منهم ,وهكذا يعود على سكناته وهم على حد الثمالة من القتل البشع بالموت الجبان فمنهم من مات طعنا ومنهم من مات حرقاُ ومنهم من إنترس صدره بالرصاص.