مجلس الأمن يشدد عقوباته على النظام العسكري في أسمرة لزعزعته استقرار المنطقة
إريتريا من الديكتاتورية إلى الديموقراطية
- ربيع اريتريا قادم لا محالة وان جفاف القرن الافريقي لابد ان يستجيب له الربيع الممتد من اعصار عواتي
تبنى مجلس الأمن الدولي يوم الثلاثاء الماضي قرارا يعزز العقوبات التي اتخذت سابقا ضد اريتريا التي يتهمها جيرانها بدعم الأنشطة الإرهابية في القرن الأفريقي.ويسمح القرار للمجلس بزيادة عدد الأفراد والكيانات التي يمكن ان يشملها حظر السفر في العالم الجديد وتجميد الأرصدة خاصة ان إريتريا متهمة بالتدخل في مشروع اعتداء بالقنبلة ضد اجتماع للاتحاد الافريقي هذه السنة.
وتبنى 3 اعضاء من أصل 15 في مجلس الأمن (مع امتناع اثنين) القرار الذي يطلب من اريتريا وقف كل جهودها المباشرة وغير المباشرة لزعزعة استقرار الدول بواسطة مساعدة مالية وعسكرية في مجال الاستخبارات غير العسكرية.
والقرار يدين مؤامرة مفترضة دبرتها اريتريا لاعتداء بالقنبلة اثناء قمة الاتحاد الافريقي في اديس ابابا في يناير الماضي وفي وقت سابق اتهمت اثيوبيا والصومال وكينيا وجيبوتي، اريتريا المجاورة لها بدعم الأنشطة الإرهابية في المنطقة ودعت مجلس الأمن الدولي الى تبني القرار.
لعلي بهذه المقدمة أهدي أبواق النظام الاريتري هذه القرارات الأخيرة الصادرة من مجلس الأمن والتي تثبت بالدليل القاطع دور النظام الاريتري الحاكم في زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة كما ذكرت سابقا كونه «كبش نطاح» ضد جيرانه.
وأكيد أن هناك ملايين تابعوا هذه القرارات وايضا ما صدر من رد النظام الاريتري في أسمرة الذي أعلن ان هذه القرارات «غير قانونية وجائرة» متحديا بأن التوترات الإقليمية ستزداد مما يؤجج ويفجر الوضع في القرن الأفريقي.
لقد تصدرت هذه القرارات بعناوين بارزة كل وكالات الأنباء والقنوات الفضائية وشبكة الإنترنت وأذرعها الاخطبوطية من «فيسبوك» و«تويتر»، وكانت كما يلي:
٭ مجلس الأمن يشدد عقوباته على اريتريا لزعزعتها استقرار المنطقة.
٭ مجلس الأمن يفرض عقوبات جديدة على اريتريا.
٭ مجلس الأمن يشدد عقوبات الأمم المتحدة على اريتريا.
وكان الرد من النظام الاريتري هزيلا وضعيفا: «اريتريا تعتبر عقوبات الأمم المتحدة غير قانونية وجائرة».
لن أطيل في هذه المداخلة حول القرارات الصادرة من مجلس الأمن لأن وراءها سلسلة من القرارات والإجراءات التي تتطلب من الشعب الاريتري ان يبادر بالتحرك الفاعل للحفاظ على اريتريا التي يقبلها العالم وشعوبه بعيدا عن الإرهاب، فعصر الإرهاب والديكتاتورية إلى زوال.
البداية شعبية
على الشعب الاريتري في الداخل والخارج ان يتوحد في حركته نحو رفع شعار أساليب الاحتجاج والإقناع اللاعنفي عبر التحول السلمي والنضال المشروع لإسقاط النظام الديكتاتوري الدموي عن طريق الأساليب اللاعنفية وعن طريق الممارسات المدنية المشروعة، وذلك من خلال مرحلة جديدة من الوعي الوطني بالدفاع عن الحريات ومعارضة الاضطهاد والديكتاتورية والقتل والتصفية والتهجير وتقليص الاحتجاج مدنيا عن طريق اعتماد اللاعنف كأداة سياسية فاعلة لإسقاط النظام وزمرته الحاكمة في كل المديريات والأقاليم الاريترية، وأداتنا في ذلك المؤتمرات ووسائل الإعلام المشروعة التي أصبحت اليوم فاعلة وسريعة ومنجزة ولا يملك النظام السيطرة عليها وتدعم توجهنا نحو الحل السلمي بمواجهة الحقيقة ووضع الحلول لها وإعداد فريق من المفاوضين في الداخل وبدائلهم وايضا في الخارج، وهذه مطالب أساسية عاجلة لأن للأنظمة الديكتاتورية نقاط ضعف نستطيع ان ننفذ منها وان يكون تخطيطنا لمثل هذا التحول الاستراتيجي مبنيا على علانية وسرية حسب المراحل وان نبدأ بالأعمال المؤثرة التي تدل على توحد الداخل والخارج لأن هذه الممارسة الواقعية هي التي تمنح قضيتنا المصداقية خاصة ان النظام الاريتري اليوم محاصر بالقرارات الأممية التي كشفت ألاعيبه وادانته وما علينا كشعب اريتري مثقف إلا ان نوحد اولا النخب الاريترية والخطاب الاريتري الموجه للداخل والخارج حتى يكون لآليات التغيير دورها في التحدي السياسي ومازلت أؤكد ان البداية هي الحاجة الماسة للتخطيط الاستراتيجي الواقعي العارف لحقيقة الواقع الاريتري في الداخل والخارج واختيار الاساليب الناجعة التي تصلح ونوع الحملات التي تؤثر وتنشر فكرنا الجديد في إسقاط النظام على يد شعبه دون تدخل خارجي رغم معرفتنا بالتضحيات الجسيمة المقبل عليها الشعب الاريتري الذي كان ولايزال يعاني من القمع وعليه ان يفكر في كيفية تفكيك هذا النظام.
النظام الديكتاتوري زائل
هناك حقيقة عرفتها كل الشعوب وهي ان الانظمة الديكتاتورية زائلة عاجلا غير آجل، وفي استعراض تاريخ البشرية وجدنا ان الأنظمة التي حكمت من خلال دبابة ومدفع سقطت بسرعة البرق، وان عهدا جديدا يعم العالم وهو بروز الديموقراطيات وزوال الديكتاتوريات فأين النظم الاستبدادية التي حكمت؟! إنها في مزابل التاريخ!
نعم هناك نظم وحكام متسلطون في العالم ولكن هم اليوم في طريقهم للزوال، وبعضهم سقط نتيجة الحراك السياسي الشعبي.
ان استخدام النضال اللاعنيف والسلمي بات مؤثرا اذا ما أحسن استخدام «الكاميرا» ومتى ما كان الشعب الثائر شجاعا عارفا هدفه ضد الانظمة الفاسدة الديكتاتورية.
انني آمل، كعربي مسلم، ان أرى اريتريا تنتفض من اجل تحررها الحقيقي، وأود ان أشكر كل إخواني من «مسلمين ومسيحيين اريتريين حقيقيين» على دورهم البطولي السلمي للتصدي للنظام في أسمرة من أجل التحرر لعودة اريتريا الفاضلة الدولة السلمية المدنية.
العصيان المدني
شهد العالم العصيان المدني الذي أوقع الديكتاتورية في أكثر من مكان وفي الملف الذي قام به الزميل محمد الحسيني مدير التحرير عن الثورات ما يثبت أن العصيان المدني هو أحد الاساليب الناجعة التي تستخدمها الشعوب لإزاحة ديكتاتور ظالم، وهذا ما فعله «شعب الكويت في وجه الاحتلال العراقي في 2/8/1990 في أكبر حركة عصيان مدني قام به شعب احتل بالقوة ضد المعتدين، وقد نجح هذا العصيان في شل الدولة وأسفر في نهاية الأمر مع العوامل الاخرى عن إزاحة الاحتلال العراقي الغاشم وسقوط الديكتاتور صدام حسين».
إن شعوب استونيا ولاتفيا وپولندا وألمانيا الشرقية وتشيكوسلوفاكيا ومدغشقر ومالي وبوليفيا والفلبين كل هذه الدول وغيرها استخدمت النضال السلمي واللاعنفي وتمسكت بالديموقراطية وتحدي الانظمة بالعصيان المدني والثورة الداخلية وكشف طبيعة النظام الحاكم ووحشيته وأنظمته القمعية أمام شعوب العالم التي تعاطفت معهم وما تضحيات هذه الشعوب إلا وقود من أجل الدول التي تريد قدوة وأدلة وأمثلة.
إن اليمن كبر في أعين العالم عندما رفض الشعب المحتج الاحتكام للغة السلاح، مع علمنا ان الشعب اليمني كله مسلح، وما على الاريتريين إلا البدء في العمل السلمي والأخذ من الشعوب تجاربها وتطبيقها على الواقع.
أدوات النضال السلمي
هناك عشرات الطرق للنضال السلمي والتعبير عن حالة الرفض التي يعيشها الشعب الاريتري في دولته وذكرنا منها العصيان المدني في قطاعات الدولة والذي يشل حركة العمل، كما ان الاضرابات والمظاهرات الجماهيرية التي تعرب عن رفض الشعب لنظام الحكم يمكن أن تجرب حسب الضرورة، وهناك عشرات الاساليب المجدية في «حرب اللاعنف» وتدخل في سياق اللاتعاون الاجتماعي والاقتصادي والسياسي وكلها أعمال تبرز الرفض ومنها الامتناع عن الطعام كما يقوم به سجناء الرأي والمقاومة الوطنية والثوار والاحرار، وهناك احتلال المؤسسات الحكومية والاضرابات الجماعية أو اختفاء الخبراء الذين يملكون خبرات معينة في المصانع ومؤسسات الدولة، كما أن توزيع المنشورات جرب في الثورات القديمة وأيضا التمارض والعجز عن أداء الاعمال والحرص على الظهور في أداء الممارسات الدينية في جموع غفيرة تزلزل النظام وتمنعه من أن يقصف دور العبادة من مساجد أو حتى كنائس في حالة اللجوء وان فعلها فإن العالم كله سيدينه، وعلينا أن نعلم أن لكل من هذه الوسائل ثمنها من دماء الشعب الراغب في الحرية.
التخطيط
أعطني تخطيطا جيدا أضمن لك نجاح خطتك، هذه هي النظرية التي يجب اتباعها في حالة إريتريا لأنني أعتقد جازما أن اخواني قادة المقاومة الوطنية بحاجة الى وضع خطة عمل شاملة من أجل زيادة فرصة نجاح المقاومة الاريترية، بحيث تكون هذه الخطة قادرة على تعزيز أدوار الشعب الاريتري في الداخل والخارج، وفي المقابل تضعف وتقضي على النظام الديكتاتوري، وكل هذا من أجل بناء نظام اريتري جديد نظام ديموقراطي قوي وفاعل ومتعايش مع محيطه الساخن والمتغير.
على القادة التفكير جيدا في وضع الخطة وخياراتها من خلال التحليل والتقييم وبحيث نضع ونطور الاستراتيجية الرئيسية الى استراتيجيات تتكامل في النهاية لتوصلنا الى الهدف المنشود، وذلك بتطوير أساليب المقاومة وفهم أبعاد الصراع بدراسة عوامله المادية والتاريخية والعسكرية والثقافية، حيث انه لا يمكن تطوير جميع الخطط الموضوعة في الاستراتيجيات إلا في الاطار المحدد وخلفياته لأن تحديد الهدف في مثل هذه الصراعات يوصلنا الى مجتمع حر ديموقراطي يحكمه نظام مدني وليس من العسكر الذين يؤمنون بالعنف حلا وحيدا في كل خياراتهم أثناء الصراع، وعندما نقول التخطيط لابد من وجود كادر بشري مدرب ومؤثر في تطبيق هذه الخطط.
المساعدة الخارجية
سألني الكثير من اخواني من الشعب الاريتري عن كيفية التعامل مع ضرورة طلب المساعدة الخارجية أثناء العمل السلمي لاسترداد الحكم، وأعتقد أن هذا الامر له أدوار مرتبطة بالمقاومة الداخلية كما حدث في ليبيا الحرة اليوم، وأيضا الضغوط الخارجية كما نرى في اليمن وسورية من أجل تفكيك النظام الحاكم وزمرته. تبقى قضية دولة إريتريا تحتاج كما أرى الى ثورة شعبية على مستوى الداخل ومعارضة موحدة على مستوى الخارج بينها ضباط اتصال فاعلون لهم قوة اتصال بالقوى الرئيسية في العالم التي تدعم الديموقراطيات وأيضا ما يستطيع أن يقدمه الرأي العام العالمي من دعم إذا اقتنع بالقضية السلمية على أسس إنسانية وأخلاقية ودينية، وهذا موجود في الواقع المباشر في إريتريا فيبدأ فرض الحصار الاقتصادي وحظر بيع الاسلحة للنظام وتخفيض مستوى الاعتراف الديبلوماسي أو قطع العلاقات الديبلوماسية ومنع المساعدات الاقتصادية ومنع الاستثمار وقدوم رؤوس الاموال كما يطرد كل من يمثل النظام في المنظمات الدولية ومنظمات الأمم المتحدة والدول التي تعارض النظام وهذا ما يتميز به النظام الاريتري اليوم، فقد شكلت سياساته العدوانية على دول الجوار معارضة شديدة لبقائه.
الإريتريون الجدد
إريتريا اليوم بحاجة الى عقلية جديدة تقودها وتخلصها من نظام الدرك، فما كتبته نقطة في بحر الخطة الاستراتيجية الرئيسية التي يجب أن يتبناها «الشعب الاريتري الجديد» الذي ينفض عباءة الماضي ليدخل الالفية الثالثة بأسلحة جديدة من الوعي لتنفيذ خطته للتخلص من النظام الحاكم ولتحديد التكتيك الذي سيرفع عنه القيود التي وضعها النظام كي تبقى إريتريا متخلفة عن الركب العالمي.
إن النضال السلمي في ربيع إريتريا يجب أن يبدأ من الاريتريين أنفسهم في تبني سياسات النضال السياسي ووضع آليات النضال السلمي على محك التطبيق الواقعي، وذلك من خلال تحديد الأولويات وطرق المقاومة التي تصلح للتطبيق في إريتريا على يد شعب أعزل من السلاح وفي ظل نظام دموي لا يؤمن إلا بلغة السلاح.
إن نشر أخبار الشعب الاريتري البطل اليوم يجب أن يكون محكوما بالحقائق والمصداقية لأن المبالغات مهلكة للحقيقة والمصداقية.
إن مدى تنفيذنا لما ذكرته كفيل بتحقيق نضالنا اللاعنفي والسلمي، وبالتالي في ضوء التجربة نستطيع أن نحدد نوع المساعدة الخارجية للدعم التحرري.
نظام قمعي
وأنا أسطر هذا التنظير السياسي السلمي الذي أؤمن به علينا أن نقف أمام حقيقة مجربة وهي ان النظام الحاكم نظام قمعي دموي ديكتاتوري نال من أحرار إريتريا فملأ المقابر والسجون وهجر الآلاف منهم ضمن حملاته الظالمة على شعبه وهو في حقيقته لا يؤمن بالاعمال السلمية والنضال اللاعنفي، بل يمارس الديكتاتورية والقمع وكل الاعمال المشينة على المدنيين الذين لا يرفعون سلاحا سوى قول كلمة الحق في وجه سلطان جائر.
هناك عملاء للنظام الحاكم مندسون في كل مكان لأن النظام الحاكم حوّل إريتريا الى دولة بوليسية مخابراتية وعلى كل المطالبين بالنضال السلمي أن يكونوا متيقظين لوجود عملاء لمثل هذا النظام سيحثونكم على استخدام العنف ويكونون أول من يبلغ عنكم.. أيها الاريتريون الاحرار يا من اخترتم النضال السلمي واللاعنف طريقكم آمل أن يحقق الله أحلامكم في دولة مدنية عصرية نفرح بوجودها على الخريطة العربية في زمن ثورات الربيع العربي محاطين برعاية الله عز وجل وقوة ترابط شعبكم في الداخل والخارج.
القسم الوطني
أستحلفكم بالله وأذكركم جميعا كإريتريين (مسلمين ومسيحيين) بأن تضعوا في هذه المرحلة وطنكم «إريتريا» نصب أعينكم وتضعوا أيديكم على القرآن الكريم والانجيل وتقسموا بالله أن تعملوا جاهدين لقبر كل فتنة تطل بوجهها تريد النيل منكم ووحدتكم انبذوا كل «ذي الوجهين» واحثوا في وجهه التراب وابعدوه عنكم اليوم، فالزمن اليوم في صالحكم ولأجل أجيالكم توحدوا يا أبناء المرتفعات والمنخفضات والساحل، «إريتريا» اليوم تصرخ فيكم لأنها تمر بمرحلة انتقالية تتصارع فيها الإرادات وتتضارب الخيارات ما بين الشعب الطامح للحرية والنظام المهيمن ورافع شعار «الديكتاتورية العصبية».
قولوها جميعا: لا مكان للطائفية والقبلية الاقليمية والتناحر والتمزق.
إنكم ثورة الحق رافعة شعار «اريتريا الجديدة» ذات الشعب الواحد والوطن الواحد بمسلميه ومسيحييه.
انها ثورة الشهيد حامد ادريس عواتي الممتدة جيلا بعد جيل انها ثورة المسلمين والمسيحيين الذين تحدوا من اجل استقلال اريتريا وسالت دماؤهم في موكب الشهداء.
افخروا يا شعبنا المظلوم في إريتريا بأن العالم بكل أحراره معكم، فالعصر عصر الحريات والديموقراطية صوت الأمة الواحدة و إريتريا الواعدة.
تضمنت تجميد أرصدة وزيادة عدد الممنوعين من السفر
مجلس الأمن يشدد عقوباته ضد إريتريا لدعم نظامها الفاسد الأنشطة الإرهابية في القرن الأفريقي
نيويورك (الأمم المتحدة) ـ أ.ف.پ: تبنى مجلس الأمن الدولي الاثنين الماضي قرارا يعزز العقوبات التي اتخذت سابقا ضد اريتريا التي يتهمها جيرانها بدعم الأنشطة الإرهابية في القرن الأفريقي.
ويسمح القرار للمجلس بزيادة عدد الأفراد والكيانات الذين يمكن ان يشملهم حظر السفر في العالم وتجميد الأرصدة.
واريتريا متهمة بالتدخل في مشروع اعتداء بالقنبلة ضد اجتماع للاتحاد الأفريقي خلال يناير الماضي.
وتبنى 13 عضوا من أصل 15 في مجلس الأمن (مع امتناع اثنين) القرار الذي «يطلب من اريتريا وقف كل جهودها المباشرة وغير المباشرة لزعزعة استقرار الدول بما في ذلك بواسطة مساعدة مالية وعسكرية، في مجال الاستخبارات، وغير عسكرية».
كما «يدين» القرار مؤامرة مفترضة دبرتها اريتريا تمهيدا لاعتداء بالقنبلة اثناء قمة الاتحاد الأفريقي في أديس ابابا في خلال يناير الماضي.
إلا انه تم التخلي عن مطالب كل من الغابون ونيجيريا واضعتي القرار، والمتمثلة في إدراج حظر الاستثمارات في الصناعات المنجمية في اريتريا وفرض رسوم حكومية على التحويلات التي يجريها عمال اريتريون في الخارج.
وكانت اثيوبيا والصومال وكينيا وجيبوتي قد اتهمت اريتريا بدعم الأنشطة الإرهابية في المنطقة ودعت مجلس الأمن الدولي الى تبني القرار.
وأوضح الرئيس الصومالي شريف شيخ احمد إمام المجلس عبر الدائرة المغلقة من أديس أبابا، ان اريتريا تقدم دعما قويا للمتمردين الإسلاميين الشباب.
وقال ان «الشباب وتنظيم القاعدة يتلقون دعما لوجستيا وماليا من اريتريا، ويأتيهم هذا الدعم بحرا وبرا وجوا».
واعتبر ميليس زيناوي رئيس الوزراء الإثيوبي ان اريتريا هي «المصدر الأول لعدم الاستقرار في المنطقة».
واضاف «نطلب من مجلس الأمن الدولي مساعدتنا على وضع حد لهذا الوضع غير القانوني. والقرن الأفريقي منطقة هشة للغاية».
والمعروف ان اريتريا انفصلت عن إثيوبيا في 1993 وخاضت معها حربا بين 1998 و2000. وإضافة الى أثيوبيا، فإن اريتريا تشهد خلافات حدودية مع اليمن وجيبوتي.
ولم يحصل الرئيس الاريتري اسياس افورقي الذي أعرب عن أمله في التوجه الى اجتماع مجلس الأمن الاثنين الماضي، على تأشيرة دخول أميركية في الوقت المحدد الذي يسمح له بالسفر، كما قال السفير الاريتري في الأمم المتحدة.
ومن ضمن قراراته أدان مجلس الأمن استغلال أسمرة «لضريبة الشتات» على الاريتريين في الخارج لزعزعة استقرار المنطقة وقرار ضرورة توقف اريتريا عن اللجوء للابتزاز والاحتيال وغيرها من الوسائل غير المشروعة لجمع الضرائب من مواطنيها خارج البلاد.
وتأتي هذه العقوبات الجديدة لتضاف الى سابقاتها التي أقرها المجلس عام 1992 على اريتريا والتي تتضمن حظرا على تصدير الأسلحة وتجميد أصول وحظر سفر على قادة حكومتها.
وطالب المجلس أسمرة بوقف جميع جهودها الرامية الى زعزعة استقرار دول المنطقة والمتمثلة في تقديم مساعدة مالية وعسكرية واستخباراتية وغير عسكرية ومراكز تدريب ومخيمات وجوازات سفر.
وتدعو النسخة النهائية للقرار التي تشدد عقوبات فرضت قبل نحو عامين الدول إلى أن تطلب من الشركات التي تعمل في مجال التعدين في اريتريا الى ان تتحلى «باليقظة» لضمان عدم استخدام الأموال التي يدرها هذا القطاع في زعزع استقرار المنطقة.
وشملت الخطوات التي اتخذت قبل عامين حظر مبيعات السلاح، وفيما يتعلق بالتحويلات المالية يطالب القرار الدول بالعمل على التأكد من توقف اريتريا عن «استخدام الابتزاز والتهديدات بالعنف والاحتيال والوسائل غير المشروعة الأخرى لتحصيل ضرائب خارج اريتريا من مواطنيها». كما يدين القرار اريتريا لاستخدامها ضريبة التحويلات لتمويل أعمال تلحق الضرر بمنطقة القرن الأفريقي.
وينظر إلى اريتريا على انها تقف على أعتاب طفرة معدنية ربما تسهم في إنعاش اقتصادها الذي يواجه صعوبات في حين تعد التحويلات المالية التي تحصل عليها من مواطنيها المنتشرين بأعداد كبيرة في الغرب والشرق الأوسط اكبر مصدر للنقد الأجنبي.
وفي رد فعلها على القرار اعتبرت اريتريا ان العقوبات الجديدة التي اتخذتها الأمم المتحدة ضدها بأنها «غير قانونية» و«جائرة»، معتبرة انها ستزيد التوترات الإقليمية، متناسية الأغلبية التي حصل عليها القرار نتيجة الأعمال اللوجستية والإرهابية التي ارتكبها النظام بحق الشعب الاريتري.
والعجيب أن أسمرة أعلنت في بيان ان «اريتريا ترفض قطعيا القرار غير القانوني والجائر» لمجلس الأمن الدولي. وأضافت ان «القرار هو ظلم جديد يلحق بالشعب الاريتري وسيضاعف التوترات ويؤجج وضعا متفجرا أصلا في القرن الأفريقي». وترى أسمرة، ان القرار هو «نتيجة عمل عدائي مكشوف من الولايات المتحدة» ضدها و«محاولة من الإدارة الاميركية لجعل اريتريا كبش محرقة لسياساتها الخاطئة والفاشلة في القرن الأفريقي».
وأضافت ان العقوبات تكشف ان «الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي لايزالان تحت هيمنة الولايات المتحدة»، منددة بجهود واشنطن لاستبعادها عن المحادثات، والغريب ان يكون هذا هو رد أسمرة بعد دعم تنظيم القاعدة واحتلال أجزاء من إثيوبيا وجيبوتي وزعزعة الاستقرار في المنطقة.
ويأتي تعزيز العقوبات الدولية في حين شن الجيش الكيني، وبحسب بعض الشهود مع قوات إثيوبية، عملية مطاردة للشباب في جنوب وغرب الصومال.
تعظيم سلام.. لثلاثية يوسف عبدالرحمن
حنان مران
كتب فأبدع، وحلل فبرع، وناقش فأقنع، وناصح فأسمع، وناصر قضيتنا وشعبنا منذ زمن طويل فأنصف وأوجع وأتبع نصرته لنا بمقالات ثلاثية من أصدق وأجلى ما كتب عن أوضاعنا كشعب يعاني الأمرين من النظام المتسلط والمستبد في الأرض والعرض، والمعارضة المتخبطة والمنقسمة في نفسها مقطعة معها آمالنا وأحلامنا في التغيير السلمي المجدي والأكيد والسريع حيث فاض بنا الكيل وطفح، وثورات الشعوب أشعلت حماسنا، والربيع في القرن الأفريقي موسم نادر إلا أن يوسف عبدالرحمن رصده لنا بمقياس إحساسه بالشعوب المقهورة، ومناخ عقله الراجح وروح العدالة والمناصرة والمسؤولية التي يتسم بها في كل أقواله وأفعاله.
ورغم ان المئات من الشعب الاريتري أرسلوا دعمهم لما ذهب اليه السيد يوسف عبدالرحمن والآلاف من المتابعين يفعلون الشيء نفسه دون ان يعبروا عنه كتابيا، إلا أن النظام متمثلا في سفارة دولته بالرياض الوحيد الذي انبرى للرد عليه والنيل منه ومما كتب وسطر، متعديا بذلك على حرية الصحافة خارج نطاق دولته كما هو الحال داخلها.
حقيق علينا ونحن أصحاب القضية ان ننصر من نصرنا، ولسنا هنا بصدد التراشق المضاد قدر ما يهمنا توضيح بعض الحقائق التي لم تتناولها الرسالة، أو تلك التي تناولتها بصورة مغايرة للواقع والحقيقة.
٭ أولا: لم يدع السيد يوسف للشوفينية أو الطائفية أو الفتنة بل على العكس تماما يؤكد في كل مقالة على وحدة الصف الاريتري إبان الثورة وحتى الدولة.
٭ ثانيا: مسألة نزاهة السلطة الحاكمة في الدولة المتمثلة في عدم تكديس الأموال لرؤسائها أو وزراء الدولة ليست محط اهتمام، فالشعب لا يعنيه الفساد المادي كثيرا قدر ما يعنيه ان تذهب أموال الدولة في مساراتها التنموية الصحيحة، الأمر الذي لم يتحقق بالصورة المطلوبة.
٭ ثالثا: بدا واضحا للأسف الفهم الخاطئ للديموقراطية في كيان الدولة حيث ربطها الكاتب بصناديق الاقتراع المزورة وظهر الخلط الواضح بين الديموقراطية والحقوق، فتنقية مياه الشرب ومجانية التعليم ومشاركة المرأة في الحقوق والحياة وكل ما ذهب إليه الكاتب هي من الحقوق الثابتة التي تترتب على الديموقراطية.
٭ رابعا: محاولة النيل من شخص السيد يوسف عبدالرحمن متمثلة في جمل مثل «آن لك أن تعرف موطئ قدمك»، «يمضي في ندائه البائس»، «كل من هب ودب»، أضعفت الرد وحمّلت المقال وصاحبه مسؤولية الركاكة في التعبير وفي الوقت نفسه كانت سلاحا ذا حدين فارتدت على المقال دون ان تصيب السيد يوسف بسوء.
كل التقدير والاحترام للسيد يوسف واهتمامه بأمرنا وقضيتنا، وأؤمن بما قاله السيد يوسف وبشر به بأن ربيع اريتريا قادم لا محالة وان جفاف القرن الافريقي لابد ان يستجيب له الربيع قريبا.
دفاعاً عن الحقيقة لا عن يوسف عبدالرحمن
عبدالرحمن محمود
في البدء لابد ان أحيي الأستاذ يوسف عبدالرحمن على شجاعته وانحيازه الدائم الى الشعب الاريتري. فبالأمس عندما كنا نخوض معركة البقاء أمام وحشية الإبادة التي أقامها ضدنا حكام الحبشة كان معنا وفي صفنا رجال أفذاذ وأقلام حرة سطرت الحقيقة وانحازت اليها. وكان قلم الاستاذ يوسف عبدالرحمن أحد تلك القبسات التي أضاءت ليلنا الدامس. وإذا كان ما نتعرض له اليوم هو الأكثر شراسة وبطشا مما تعرضنا له بالأمس، كان لزاما على الاستاذ يوسف عبدالرحمن وأمثاله ان ينحازوا الى أنفسهم وتاريخهم المشرق والمشرف والى ضميرهم ومهنتهم وقبل كل ذلك إنسانيتهم وأواصر الدم والتاريخ التي تربطهم مع اخوانهم الاريتريين لهذا لا غرابة على استاذنا يوسف ان يطلق صرخته ويبشر بربيع اريتريا الآتي ونقول له ان طريق الحق والحقيقة مليء بالعثرات ومحفوف بالمخاطر والأذى. لهذا لا غرابة ان تسمعوا عبارات التهديد كما قرأناها في رد السفارة الاريترية كعبارة «انظر تحت قدميك» وغيرها.
اما الأخ أبوعلي فأقل ما يقال على رده هو ان يتصادم مع الحقيقة ويستهتر بمعاناة شعبنا فأنا هنا لا أريد ان اجعل الموضوع شجارا وردودا متقابلة ولكنني أريد ان أسرد الحقائق على الأرض كما هي.
أولا: يقول أبوعلي: «اننا مع حرية الرأي المنضبطة والناقلة لحقيقة الواقع بكل صدق والبعيدة عن التجنيات المزاجية وبإشعال نار الفتنة بقصد أو دون قصد». ونحن نقول للأخ أبوعلي: «ان من يؤمن بالحرية المنضبطة والناقلة للحقيقة، لا يستطيع ان يدافع عن نظام «أسياسي» لأن كلمة الحرية تعبيرا ومعنى هي معدومة في اريتريا عن أي حرية تتحدث ورجال من أمثال «ادريس ابعري» وصالح الجزائري وآخرين هم الآن مجهولو المصير لمجرد ان أبدوا رأيا في الشأن العام. اما الفتنة فلم نجد في مقالات الاستاذ يوسف عبدالرحمن ما يدل على الفتنة. لقد دعا الى الربيع كل الاريتريين بعد ان رأى الحالة المزرية التي يعيشها الاريتريون وهي كالآتي شباب يفر هائما بوجهه صوب المجهول ليكون عرضة للموت بين عصابات التهريب وقاع البحار، رجال قضوا في السجون أكثر من عقد من الزمان من أمثال مدرسي المعاهد في كرن وقندع وغيرهم مناضلون سابقون من أمثال محمود وخالد ومحمود ديناي وصالح أبوعجاج ومحمد خير موسى والقائمة تطول هم يئنون في السجون منذ التسعينيات أو ربما قضوا نحبهم مجموعة الـ G15 الإصلاحية ونحن نتحدى النظام ان يقدم هؤلاء وغيرهم الى المحاكم.
أمهات يساقن الى السجون لدفع فدية تقدر بـ 50 ألف نقفة لهروب أبنائهن من معسكر الاستعباد المسمى ـ ساوا ـ وسأحكي لك قصة أخرست رأس النظام الذي تدافع عنه يا «أبوعلي».
عندما كان يعقد «أسياسي» اجتماعا جماهيريا في إحدى المدن الاريترية رفعت احدى الأمهات يدها وسألت «أسياسي» قائلة أي أبنائي أغلى ثمنا ذلك الذي استشهد في حرب التحرير أم ذلك الذي هرب من «ساوا» الى إحدى دول الجوار؟ فقال حضرة الدكتاتور: لم أفهم السؤال. فقامت الأم موضحة سؤالها عندما استشهد ابني في حرب التحرير عوضتموني بـ 10 آلاف نقفة اما عندما هرب ابني الى إحدى دول الجوار غرمتموني 50 ألف نقفة اذن أيهما أغلى سعرا الذي استشهد ام الذي هرب؟ فصمت السيد الرئيس «أسياسي» وغادر الاجتماع. انها يا «أبوعلي» بلاغة الأم الاريترية التي أخرست الدكتاتور. اما الخدمات التي يتحدث عنها الأخ أبوعلي فهي الآن غير موجودة بالمطلق ولن أذهب بك بعيدا ولكن سوف آخذ دليلي من صحيفة النظام الوحيدة واليتيمة المسماة «اريتريا الحديثة» والصادرة بتاريخ 19/11/2011 يقول فيها مدير مستشفى نقفة السيد تسفاي فلقاي ان المستشفى يقوم بتحويل الحالات المستعصية الى مستشفى «كرن» لعدم صيانة جهاز الأشعة وعدم وجود طبيب، عن أي خدمة تتحدث وتغالط يا أبوعلي؟ وهذه نقفة التي تحتضن تحت ثراها أكثر شهداء اريتريا وهي عاصمة اقليم بأكمله. اما التأريخ الذي اتهمت يوسف عبدالرحمن بجهله فعليك بإعادة قراءته لأن الاستاذ يوسف عبدالرحمن هو أحد الذين جلسوا مع صناع التأريخ الاريتري ومدونيه. ألم تر يا «أبوعلي» صوره مع الشهيدين ابراهيم سلطان وعثمان صالح سبي في الاجتماع الذي رعته الجامعة العربية في تونس في الثمانينيات؟ ألم تقرأ مقاله الذي كتبه مستنكرا طرد الراحل الثائر سيد أحمد خليفة ـ من أسمرا ـ عشية يوم الاستفتاء؟ ان الرد بهذه الطريقة يعد تجنيا على الحقيقة واستهتارا بالذات قبل ان يكون تطاولا على قامات فارعة معروفة بحضورها الدائم في الشأن الاريتري. وأخيرا نقول ان الرجوع الى الحق فضيلة والشعور بمأساة الناس قمة الإنسانية يا «أبوعلي».
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=39685
أحدث النعليقات