محادثات هامة يجريها أدم مع مسئول أمريكي في واشنطن
اتصالات سرية بين أديس وأسمرا
رصد – واشنطن – مركز “الخليج” للدراسات والإعلام بالقرن الأفريقي26/10/2005
حقق التحالف الديمقراطي انتصار سياسي على نظام أسمرا في أمريكا، حيث استقبل مايكل جونسالش مسئول ملف ارتريا وإثيوبيا بالخارجية الأمريكية، وفد كبير من المعارضة الإرترية برئاسة عبد الله ادم رئيس الحركة الشعبية الإرترية ونائب رئيس التحالف الديمقراطي الإرتري، واعتبر اللقاء نقلة سياسية كبيرة لصالح المعارضة التي تمكنت من تحقيق إنجاز بعد إقامة مظلة جامعة في مطلع العام الجاري وحدت فيها خطابها السياسي والإعلامي استطاعت من إيصال صوتها إلى المجتمع الدولي وتجاوزت المحيط الإقليمي، وأوصلت صوتها إلى مسامع واشنطون التي استقبلت وفد المعارضة أمس في واشنطون في مبنى وزارة الخارجية الأمريكية.
وأكد السيد مايكل جونسالش للوفد اهتمام بلاده بما يجري في إرتريا. وقال إن الولايات المتحدة ستضغط على النظام من أجل إحداث التحولات الديمقراطية، وإن أمريكا ستواصل جهودها من أجل إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين الذين لم يقدموا إلى أية محاكمات عادلة حتى الآن، وإن مساعيه ستستمر حتى يتحقق الاستقرار والسلام والتنمية في منطقة القرن الأفريقي وخاصة إرتريا.
وعلم “المركز” من مصادر مطلعة إن اللقاء تناول الوضع العام في إرتريا وعلاقاتها الإقليمية والدولية. كما تركز اللقاء حول الوضع الراهن في ارتريا وعلاقات واشنطون مع النظام والمعارضة. كما تطرق اللقاء على آخر المستجدات في منطقة القرن الافريقي وخاصة في إثيوبيا والسودان وعملية الأمن والاستقرار في جنوب البحر الأحمر وتأثير النزاعات على السلام الإقليمي والدولي.
وحسب تقرير نشره موقع الحركة الشعبية بعد ساعات من اللقاء قدم شرحا وافيا للأوضاع الراهنة على الساحة الإرترية وخاصة التحركات الأخيرة للحكومة الإريترية وتهديده بإشعال الحرب مرة أخرى مع إثيوبيا.
وأكد عبد الله ادم بان النظام الذي يعاني من أزمة اقتصادية خانقة لا يستطيع أن يشن أي حرب لأنه لا يملك القدرات لخوض الحرب ولا يستطيع تحمل تبعاتها، وأضاف انه يقوم بمثل هذه المناوشات لتغطية أزماته الداخلية وبهدف تحريك الركوض القائم في عملية ترسيم الحدود بين البلدين.
وحول العلاقات الأمريكية بالمعارضة الإرترية أكد أهمية دور أمريكا في مساعدة الشعب الإرتري لتحقيق الديمقراطية والتخلص من النظام القمعي الذي أصبح خطر حقيقي على تحقيق الامن والاستقرار في منطقة القرن الإفريقي، وقال إننا نتوقع بان تضاعف الولايات المتحدة من مساندتها للمعارضة الإرترية في سعيها لإقامة نظام ديمقراطي في ارتريا.
وفي نفس الاتجاه يواصل عبدالله أدم جولته الحالية إلى كل من الولايات المتحدة وكندا عقد في وقت سابق عددا من السمنارات واللقاءات جماهيرية كبيرة في كل من واشنطن، اتلانتا وتورنتو. ومن المتوقع أن يختتم جولته بسمنارات مماثلة في دلاس وكلفورنيا، بالإضاقة إلى لقاءات أخرى مع المسئولين في الكونجرس الأمريكي وبعض المؤسسات المعنية بإرتريا في أمريكا. وتتزامن زيارة عبدالله لأمريكا في وقت تتضارب فيها المعلومات حول المواجهات العسكرية بين إرتريا وإثيوبيا.
وفي الاتجاه المعاكس كشفت صحيفة (إتؤوب) الصادرة أمس الثلاثاء في أديس أبابا، إن مبعوث الحكومة الإرترية وصل على متن الخطوط اليمنية عبر صنعاء إلى أديس أبابا. وقالت الصحيفة إن المبعوث الإرتري الذي بدأ بزيارة سرية حسب زعمها اجرى لقاء مع وزير الإعلام السابق برخت سيمئون ومستشار رئيس الوزراء الحالي. ويتزامن هذا الخبر مع المفاجئة الكبيرة التي يعيشها نظام أسمرا.
حيث بث التلفزيون الإرتري استقبال الرئيس الإرتري للدكتور حسن الترابي في خطوة تعكس انقلاب في كل مفاهيم وثوابت نظام أسمرا الذي أعلن الحرب على الترابي الذي اتهم بتصدير الأممية الأصولية التي برئ منها أمس بتصريحات عبدالله جابر الذي دافع عن الجبهة الإسلامية والتي اعتبرها الداعم الرئيسي للثوار الإرتريين. وكان الرئيس الإرتري قد شن حملة انتقادات عنيفة ضد الجبهة الإسلامية والشيخ الترابي شخصياً.
ويعتقد المراقبون إن زيارة المبعوث الإرتري السرية لاديس أبابا لن تكن مفاجئة في ظل سياسة التخبط التي ينتهجها نظام اسمرا الذي يواجه أزمة سياسية واقتصادية، واعتبرت إرتريا حسب تقرير برنامج الغذائي العالمي أن أكثر من مليون شخص في إرتريا يعانون من نقص الغذاء، وإن إرتريا من أكثر الدول اعتمادا على المساعدات الإنسانية وان ما يقارب 2.3 مليون من سكان البلاد البالغ عددهم 3.6 مليون نسمة يحتاجون إلى مساعدات غذائية عاجلة هذا العام. وإن إرتريا تراجعت عن قرراها وسمحت للأمم المتحدة وأمريكا بتوزيع الغذاء.
ويرى مسئولو الإغاثة أن سياسة العمل مقابل الغذاء ستفشل في إرتريا طالما أن ثلاثمائة ألف إرتري ضمن برنامج الخدمة الوطنية الإلزامية، فى حين أن توزيع المساعدات الغذائية للقوات النظامية يتعارض مع مبادئي توزيع المساعدات الإنسانية.
في وقت حصلت فيه إرتريا على المركز الثاني بعد كوريا ضمن أكثر الدول قمعا لحرية الصحافة. وجاء ذلك في تقرير منظمة صحفيون بلا حدود في تقريرها السنوي، إن إرتريا ثاني أكثر الدول قمعا للصحافة الحرة في العالم وتصدرت الدنمارك راس القائمة. وندد التقرير بسياسة القمع التي يمارسها النظام.
واعتبر تقرير منظمة صحفيون بلا حدود إرتريا وعددا آخر من الدول نفقا مظلما للصحافة حيث لا توجد صحف مستقلة وتمنع حرية التعبير.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=4702
أحدث النعليقات