محطات تاريخية وان سبتمبر يعتبر اهم هذه المحطات
يقول:عطيةالمسوح(السياسة ستكون عمياء اذا لم تنطلق من فهم الواقع)١وحتى نبتعد من مسببات التباس الرؤوية يجب ان نقرأ الواقع حتى نلتمس نقاط الخلل المعيقة للتقدم ..وكذلك إبراز المحطات المضيئة في مفاصل مسيرة تاريخ نضال الشعب الارتيري ..وهكذا نتجنب تكرار الخطأ ووفق هذا الفهم اقرأ الواقع..إذن نبدأ بقراءة الأحداث والواقع الذي يعتبر انعطاف تاريخي ،وهي محطات محدودة حتى الان…لان كل الأحداث التي مرة لا تنتمي الي الحدث التاريخي برغم من إدعاء بعض السياسيين ان الأحداث التي ساهموا في صناعتها بأنها احداث تاريخية..وحتى نتعرف علي نوعية الحدث التاريخي عن بقية الأحداث ..نقرأ ما يقوله المفكر السور هاشم صالح/يقول(الحدث التاريخي ينتقل بالناس من وضع سابق الي وضع لاحق،ومن وضع سيء الي وضع أفضل )٢ .وفق هذا الفهم نتصفح الأحداث الارتيرية حتى نتعرف الي النقلات التاريخية التي كانت بمناسبة حدث تاريخي اي انعطاف في مسار التاريخ الارتري من بين تلك الأكوام من الأحداث ..
اولا-فترة تأسيس الهوية الوطني والذي تمثل في تأطير الذات من خلال الأحزاب وهذا التاريخ يعتبر اعلان بان الشخصية الارتيرية لا تشبه الهوية الإثيوبية ..وان تلك الخيوط التي نسجتها اثيوبيا او الأساطير التي جمعتها كحكايات تاريخية من اجل ابقاء أرتيرية كجزء لا يتجزأ من اثيوبيا..تبخرت تحت حرارت ونشاط المشروع الوطني الارتيري..وهكذا أكدت الأحزاب الوطنية الارتيرية فعلا وقولا ان ارتيريا لم تكون يوما من الأيام جزء من اثيوبيا ..وبتالي هذا الارتباط المفتعل والمدعوم بحقائق مزيفة، يجب ان ينتهي ..وتحت وعي هذا السقف ناضلت الحركة الوطنية من اجل دحض إدعاء اثيوبيا التاريخي وكذلك من اجل فك الارتباط غير الشرعي..
ثانيا- إعلان الكفاح المسلح في الفاتح من سبتمبر بقيادة الشهيد/ حامد عواتي ورفاقه من الرعيل الاول ..هذا يعتبر حدث تاريخي كبير..وبنا وعيه هذا التحرك لإعلان الكفاح المسلح على تراكمات الماضي التاريخية… ومن فعل احتجاج ومقاومة سياسية يومية انتقل الشعب الارتيري الي مسار فعل الكفاح المسلح …لان الاستعمار لا يفهم الا بلغة القسوة والعنف كما يقول فانون..وانطلاقا من هذا الفهم دوت الطلقة الأولى في ادال لتشعل نار التحرير تحت أقدام الغزات..وابتداءا من ذلك التاريخ بدأ نور الثورة يتوسع كل يوم حتى شمل الانسان والأرض ..
ثالثا-دخول جبهة التحرير يعتبر حدث تاريخي بل كان زلزالا احدث شرخ في المشروع الوطني ..وبغض النظر عن المسببات اذا كانت ذاتية او موضوعية.. ان خروج الجبهة من الساحة كان حدث تاريخي بكل المقايس وترك هذا الحدث فراغ سياسي وثقافي.. وبرغم من مرور مياه الزمن كثيراً مازالت الفجوة الوطنية لم تردم بعد ، كل صباح تتسع الفجوة لتعيق التطور الطبيعي للعمل السياسي والاجتماعي الارتيري الي يومنا هذا..
رابعا-الاستقلال ..كان استقلال ارتيريا حدث ذو دلالة ومعنى ..وهو نتيجة طبيعية وثمن مانسب لتراكمات التضحيات التي قدمها الشعب الارتيري عبر التاريخ ..لكن للأسف الاستقلال لم يكون قطيعة تاريخية مع اَلام ومعانات الماضي ..بل أصبحت حالة الانسان الارتيري اكثر معاناة مما كانت عليه ..وخاب ظنه الانسان الارتيري عندما تحول الغد المشرق الي أشباح الظلام وكابوس مرعب..وارتبك الانسان الارتيري في موجهة هذا الحدث غير المتوقع ..لانه كان يجمع كل طاقته المفتتة في جهد حرب التحرير من اجل بناء ذاته ضمن متطلبات شروط ووعي المرحلة ..لكن الرياح أتت عكس شعارات وتضحيات الشعب ،شعار بناء الدولة الحديثة ،دولة الموطنة بمفهومها السياسي والاجتماعي..وهنا توقف التاريخ ليقرأ قائمة اسماء الأزمات الارتيرية المكررة..وايضاً توقف معه فعل الانسان الذي ينتج أدوات التجاوز لما هو قائم ، عبر تغيير الواقع الذي يراد تغيره..ونتيجة هذه الحالة اصبح الانسان الارتيري ينزل كل يوم درجة الي القاع عبر سلم الأزمات ..واصبحنا في هذا القاع -كما يقول الدكتور علي الحرب: ننتج عوائقنا وازماتنا..
خامسا – الصفحات الاكترونية : دخل الانسان الارتيري سياسيا واجتماعيا هذا الحقل من أوسع الأبواب واستخدم هذا التطور التقني ، في تداول المعلومات …حتى بدأنا نرى انحسار مساحة لغة المشافهة لصالح لغة الكتابة وترسيخ مبدأ تداول المعلومة السياسية والاجتماعية والثقافية بوسائل عصرية…وهكذا نرى قطيعة بين الأدوات التي استخدمها الانسان الارتيري في السابق في اكتساب المعلومة ..والأدوات الحديثة وهي حضور الشبكة العنكبوتية كمصدر أساسي التداول المعلومة السياسية والاجتماعية والثقافية..وقبل هذا التاريخ كان الانسان الارتيري يستخدم وسائل محدودة الإمكانيات في توزيع واكتساب المعلومة ولهذا كانت لا تغطي المساحة المطلوبة بمعنى اخر كانت اقل من الطموح..إذن هذه نقلة نوعية اي ثورة في شبكة التواصل السياسي والثقافي..صحيح نلاحظ احيانا الخطاب التقليدي غير المنتج يتدفق عبر هذا الوسائل ،لكن برغم من هذا نقلت هذه الوسائل الانسان الارتيري وفق قانون الحداثة الي العولمة ..ونتمنى ان يتم استخدامها كما يجب حتى تساهم في تطوير وعي المجتمع..فالشكر لهم فردا فردا كل من يقف خلف هذا العمل الجبار ..ويجب مكافأة هؤلاء الناس اصحاب المواقع الاكترونية الانهم يعملون بشكل طوعي في خدمة المجتمع ..وغدا عندما تنتصر العدالة في أرتيرية نتمنى ان نراها هذه الصحف الاكترونية اكثر مهنية وورقية في نفس الوقة يتداولها الناس ليقرأ الرأي والرأي الاخر دون اي تعصب .. في الختام أقول مايلي: حتى نغادر محطة تكرار الذات وأدوات انتاج هذا التكرار ..يجب مراجعة العمل وأدوات انتاج هذا العمل..وعبر هذه القراءة المستمرة يتم كسر منطق انا الأعلى والحقيقة المطلقة..لصالح انا الاجتماعية والحقيقة النسبية..وهكذا نمارس القطيعة مع الماضي المتخلف من حيث الخطاب والممارسة..ونخلق واقع مختلف عبر وعي يخدم التغييري ..وحتى الان نتحرك وننشط تحت اسماء متنوعة لكن العمل والنتيجة متماثل ولهذا لم ننتقل الي محطة جديدة لاننا لم ننتج فعل يحدث قطيعة مع الماضي ..
محمد اسماعيل هنقلا
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=31370
نشرت بواسطة فرجت
في سبتمبر 3 2014 في صفحة المنبر الحر.
يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0.
باب التعليقات والاقتفاء مقفول
هذا كلام جميل لمكن يعقله ولكن لا حياة لمن تنادي