مرحلة غير منجزة (1)
بقلم :/ محمد اسماعيل هنقلا
(الجزء الاول)
الشخصية الأرتيرية بدأت في عهد الإستعمار الإيطالي أي أول تشكل لوحدة الأرض تحت إدارة مركزية. وان وحدة الأرض تحت إدارة واحدة سهلت وسيلة الاتصال بين الأفراد والجماعات ، و هذا التواصل يساعد في بناء العلاقات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية .
ثم تعززت في فترة الانتداب البريطاني، وبرزت معالمها بشكل واضح ، اجتماعيا وسياسيا في فترة الحكم الفدرالي ..
وتعزز الوعي الجمعي للشخصية الأرتيريا في ساحة المواجهة والتحديات ،والمصاعب التي واجهت الشخصية الارترية عندما حاول ذلك الآخر ضم الشخصية ، وتذويبها اجتماعيا ، وثقافيا ، وتحويلها إلي واقع إجتماعي وثقافي اثيوبي ..
واحتجاجاً على الانتهاك، ومن أجل إعادة الحق إلي أصحابه انطلقت الثورة الارترية وكانت مرجعيتها الشرعية، الجغرافية ،وتاريخ النضال السلمي الاريتري ، واللغة العربية والتجرنية ،والعلم ..وتبلور فعل المقاومه يوما بعد يوم. وعبر الفعل الثوري أكدت ذاتها الشخصية الأرتيريا … واتسع فضاءها السياسي والاجتماعي والثقافي ..بما يتناسب مع روح المرحلة الجديدة..المغايرة للاستعمار..
وهكذا بدأت ولادة الأمة او المجتمع الارتري بعد مسيرة نضال طويل ..وضمن هذا السياق تكونت الذاكرة الجماعية التي بدأت تتأسس في حقل المعاناة الجماعية..المعاناة التي خلقها رد فعل المستعمر ضد النضال اليومي للشعب الارتري … وكأي شعب حر لا يقبل الظلم، قام الشعب الارتيري بفعل الاشتباك و المواجهة مع واقع هذه المعاناة ، عبر إعلان ثورة التحرر متتبعا تجربة حركة التحرر الوطنية العالمية التي ناضلت ضد الاستعمار .. و ناضل الشعب الارتري بكل بسالة حتى يتحقق الهدف ، وخرج اخر جندي للمستعمر من كامل التراب الارتري .. وتم إعلان ميلاد الدولة الارترية كمرحلة تاريخية جديدة. يقول الدكتور رفيق السكري:” تمثل الدولة مرحلة من مراحل تطور البشرية في طريق التنظيم “.
وهكذا دخلنا مرحلة جديدة من الثورة الي الدولة… فهل دخلنا فعلا إلي مرحلة متطورة كما كانت تطمح الثورة ، أُنشأ وطن محرر من الاستعمار والولاءات التقليدية التي كانت تقيد حركة الواقع الاجتماعي والسياسي .. وتحويل المجتمع إلي مجتمع المواطنة ؟..الإجابة.. تقول حتى الآن النظام يكرر نفسه..
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=45459
أحدث النعليقات