مشروع الاقازيان .. بين إختزال الهوية وإلغاء الاخر
بقلم/ صالح اسماعيل
كان قدر الإرتريين منذ الخمسينيات إبان مرحلة تقرير المصير، الإختلاف على مصير بلادهم، ففي الوقت الذي طالب البعض بالاستقلال اصطف آخرون مع مشروع الوحدة مع إثيوبيا. وما بين المسارين دخلت إثيوبيا بأطماعها، مستغلة هذا الشرخ في جدار الوحدة الوطنية خير إستغلال، فاصطفت إلى جانب دعاة الإنضمام. كما أن الأمم المتحدة والدول الفاعلة التي كانت تبحث في مصير المستعمرات الإيطالية، التي كانت إرتريا من بينها، فضلت التواطؤ مع الأطماع الإثيوبية من خلال المشروع الفيدرالي الذي ألقاه الإمبراطور الأثيوبي هيلي سلاسي لاحقا ، على مرأى ومسمع الأمم المتحدة صاحبة القرار ، معتبرا إرتريا المحافظة الإثيوبية الرابعة عشرة .
لم يستسلم الإرتريون لذلك فكانت حركة تحرير إرتريا، جبهة التحرير الإرترية بالإضافة إلى الجبهة الشعبية التي يتربع بعض قادتها اليوم في سدة الحكم. وأنجز شعبنا الاستقلال الوطني رغم أنف أطماع الأنظمة الإثيوبية المتعاقبة.
واليوم ونحن في خضم الصراع مع نظام ديكتاتوري غدر بشعبه ويحكمه بالحديد والنار، مُشرِّدًا طاقاته البشرية ومستنزفًا إمكانيات بلاده المادية لصالح مشروع مشبوه يحاول وما يزال الشعب الإرتري فهم أبعاده ومراميه، في خضم هذه الأجواء يطل “الأقازيان”، دعاة مشروع “تجراي تجرينيا”، معتبرين إرتريا أرضًا تجراوية .. بعبارة أخرى إثيوبية. وأن المكونات الإرترية الأخرى مجرد غربا يجب طردهم من البلاد.
يتماهى هؤلاء مع من يعتبر الشهيد حامد إدريس قاطع طريق للعودة بعقارب الساعة إلى الوراء إلى عهد الأمبراطور المقبور هيلي سلاسي الذي كان يصف الثورة الإرترية بأنها مجموعة من قطاع الطرق “الشفتا”، حسب المصطلح الذي كان يطلقه عليها.
ذلك يعني أن الأقازيان وحزب أندنت (حزب الوحدة مع إثيوبيا)، أصحاب مشروع واحد. وإن كان هناك من فارق بينهما هو أن حزب الوحدة كان ينادي بضم إرتريا إلى إثيوبيا ، بينما الأقازيان اليوم يرفضون إسم إرتريا، ويعتبرونها مجرد إمتداد جغرافي لإقليم التغراي الإثيوبي. والفرق الآخر بين الإثنين هو أن حزب الوحدة “الأندنت” لم ينكر على المكونات الأخرى إنتماءها الإرتري، غير أن الأقازيان – النسخة الجديدة لحزب “الأندنت”، ينكرون عليها ذلك .
والحقيقة التي على الأقازيان إدراكها أن المكونات الإرترية لا تنتظر صكوك الإنتماء لإرتريا من أحد وبالأحرى منهم. وغير مسموح لأي كائن من كان العبث بالتضحيات التي قدمها الإرتريون لأكثر من نصف قرن بكل مكوناتهم من أجل وطن مستقل. ومن السخف محاولة النيل من إرتريا الوطن الممهور بتلك التضحيات. ولا يغرن أحدًا صبر الإرتريين على الديكتاتور لاتخاذه فرصة سانحة للسطو على وطنٍ وإذلال شعبٍ بقامة الشعب الإرتري والاستهانة بوطنيته. وعليهم إن كانوا حقا إرتريين عدم تضييع سنوات أخرى في صراع غايته خدمة الآخرين على حساب الإرتريين.
ثم أنه ليس لأي مكون إرتري إدعاء الأصالة دون الآخرين. فالجميع لديه إمتداداته في الجغرافيا والتاريخ والدم مع الجوار وخارجه. وهذا لا يطعن في إرتريا ولا في إرترية أحد. كما لا يحق لأحد أن يختزل الوطن في مكونه الثقافي أو الديني أو العرقي.
وعموما، وأيا كانت التحديات الحالية فسيتجاوز الشعب الإرتري اليوم مشروع الأقازيان ومن على شاكلتهم مثلما تجاوز بالأمس مشروع “الأندنت”. وهو في عمومه عصيٌّ على التقسيم والفتنة الطائفية.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=42631
الاجازان هي مجموعة من صنع إسياس ونظامه لإضعاف التجراي من الريادة في قيادة إثيوبيا — إسياس ونظامه لا يضمران الخير للتجراي وخلال العقدين الماضيين حاول للنيل منهم ولكن كانوا بالمرصاد له والاجازان هي محاولة يائسة من إسياس للتسلل للتجراي وخداعهم مرتا آخرى ولكن أعتقد سوف لن يفلح لأن التجراي خبروا إسياس ونظامه بشكل جيد ويعرفون محاولاته البائسة