مصيبتنا تكمن فى سلوك بعض قيادى معارضتنا
عمر ليلش – لاهاى
اصبحت بعض تنظيمات وفصائل واحزاب المعارضة الإرترية موضع استهجان وسخرية واستغراب وتعجب من غالبية ابناء شعبنا الإرترى وبل من كل السياسين والمتابعيين والمراقبيين للشأن الإرترى.
فالمتتبع لسياسات وبرامج ونهج وسلوك قيادات تلك التنظيمات لا يختلف عن ذلك النظام الذى تدعى معارضته والعمل من اجل التخلص منه الا فى الشكل والمظهر ومقر العمل والمسميات والأسماء وكذلك الشعارات واليافطات التى يرفعها.
ومن يتعمق فى ذلك من باب الفضول او حس وطنى او رغبة جامحة فى المعرفة ومن ثم التآييد او التعاطف فيجد ان عمل تلك القيادات التى تدعى المعارضة يصب فى منبع واحد ويسعى من اجل تحقيق هدف واحد كتلك التى لنظام اسمرا الدكتاتورى وان تعددت الوسائل والشعارات والمسميات والأسماء.
لاشك ان العصابة الحاكمة فى ارتريا ان همها الوحيد هو البقاء على عرش الحكم مهما كلف ذلك من تضحيات المواطن ومهما تطلب ذلك من سجون ومعتقلات ومجازروتصفيات وكبت للحقوق والحريات بشرط بقاءهم فى سدة الحكم.
وعلى نفس القدر والقوى و والتشبث والعناد، فإن قيادات تلك التنظيمات المحسوبة على المعارضة انما يهمها البقاء على رأس تلك التنظيمات, وابقاء الأقارب والأصدقاء والمطبلين حولهم من اجل تحقيق نفس الأهداف التى تسعى عصابة اسمرا الى تحقيقها مهما كانت الوسيلة و من سيكون الضحية.
ولا شك ايضا ان العصابة الحتكمة فى ارتريا، ترفع شعارات جوفاء, وتدعى تحقيق انجازات على شاشات التلفزيون وصفحات المجلات والجرائد، بالرغم من غياب ما يدعون به على ارض الواقع.
وبالمثل فإن قيادات تلك التنظيمات هى على ذات المنوال من التهليل والتطبيل وحتى ان كانت مجرد فقاعات فى الهواءاو كذبة يطلقها اؤلئك الذين يدعون قيادة المعارضة، ثم لا يلبث ان يصدق اصحاب الكذبة انفسهم ، فيظهرون على صفحات مواقع “الإنترنت” بزيهم الفاخر وربطات العنق التى اشتروها من ارقى محلات الأزياء الأوربية ويستمرون فى كذبهم وتلفيقهم ومحاولات التضليل فى الوقت الذى يموت فيه اللاجئ الإرترى جوعا او مرضا فى معسكرات اللاجئين فى دول الجوار.
وياليت توقف الأمر عند هذا الحد، بل تجاوز استهتارهم لمشاعر الجماهير والضحايا اكثر من هذا بكثير، حيث تمارس تلك القيادات الفساد وتبديد الأموال التى يجمعونها بإسم المعارضة ، حيث يقومون بتبديد الأمكانيات والطاقات، والإعتماد على ذوى الطاعة و الولاء واستبعاد ذوى الكفاءة والخبرات، خاصة اذا ما كانوا يتمتعون بقول الحق وابداء الرأى الذى يعتقدون صوابه دون النظر لما يريح سمع اولئك القياديين او ما يطلبه قادة تلك التنظيك او زعامتهم ولذا نجد ان قيادة تلك التنظيمات بدأت فى تطبيق سياسة استبعاد كل من يتجرأ على مخالفة رأى زعيم التنظيم وقيادته، واصبحت ظاهرة تجميد كل من يمس بمصالح تلك القيادة واذنابها امر عادى ، وربما اننى لا ابالغ اذ قلت انه ولو كانت لتلك التنظيمات القدرة والأمكانات لتتخلص من اولئك الكوادر الوطنية جسديا لما ترددت لحظة واحدة فى الأقبال على هذا العمل المشين و اللا اخلاقى واغير معهود فى عمل المعارضة الأرترية الشريف.، ولكن لأن تلك القيادة ضعيفة الإاردة وسقيمة لا تجرؤ الا بمحاولة تشويههم واستبعادهم وتسليط كلابها لتعوى عليهم حتى لايسمع صوتهم، لأن نهج هذه القيادة ينطلق من افكارها العقيمة التى تقول ، انه …. يجب ان يعمل الكل من اجل تحقيق مصالحها وتمجيد سياستها ومدح اشخاصها وقراراتها وسلوكياتها ايا كانت.
وللأسف الشديد لا يتسع المجال هنا لسرد كل حقيقة تلك القيادات وممارستها وسلوكياتها التى باتت تظهر للعيان ولا يجهلها حتى الأطفال….. وحتى لا يكون الحكم جزافا او مستندا الى الهوى وحتى لا اظلم احدا، ولا اقلل من شان احد او لا اعطى اى احد اكبر من قدره وحقه من خلال مواقفه وسلوكه، سوف اسلط الضوء فى حلقات هذه السلسلة على الممارسات التعسفية وغير مسئولة والتى لا تمت بأى صلة بالعمل السياسى ناهيك عن العمل المعارض، مارستها بعض العناصر تحت غطاء ما يسمى بقيادة للتنظيم، ضد كوادر ساهمت فى تأسيس و بناء ذلك التنظيم من خلال نضجها الفكرى و ومؤهلاتها العلمية العالية وخلفيتها الثقافية وامكانياتها البارزة و وميراثها الثورى وايمانها الوطنى العميق الذى ينطلق من مبدأ شعار “الوطن اولا ثم انا ثانيا” وعلى نقيض نهج تلك العناصر القياديةالتى تطفلت على التنظيم انطلاقا من شعارها الذى ترفعه بصوت خفى قائلة: “انا اولا ومن ثم الوطن والآخرين ثانيا”.
وساتناول ذكر تلك الممارسات والنهج بأستخدام الأدلة الدامغة بذكر الحدث بالتاريخ والمستندات التى وقعت عليها تلك العناصر القيادية بقلمها الذى استخدمته كاداة فى تنفيذ حملتها المسعورة المتمثلة فى استبعاد الكوادرالوطنية التى رفضت تمرير اجندة المصالح الشخصية والمآرب الذاتية.
وبعد هذه المقدمة المتواضعة ساسرد فى الحلقات القادمة كشف الحقائق بالأدلة والبراهين، لنستشف مدى مصداقية هذا التنظيم وقيادته، من خلال الممارسة والواقع بعيدا من الشعارات الجوفاء والخطب الرنانة والبيانات الأنشائية، لنرى ماذا يمكن ان يحققه ذلك التنظيم من خلال تلك الممارسات الغير سياسية، ناهيك ان يطلق عليها تنظيمية.
وللحديث بقية
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=6928
أحدث النعليقات