معاً ضد نسيان الرموز الوطنية
بقلم : مهندس سليمان دارشح
27/ 2/ 2022م
مما لا شك فيه أن إسهامات الرموز الوطنية متنوعة ومتعددة ، بتعدد أوجه الحياة ومجالاتها ومراحلها ، وهذه الإسهامات تظل محدودة الأثر والفائدة ، إذا اختصر دورها علي مرحلة معينة ، ولم تجد الاهتمام والرعاية اللائق بها بعد ذلك ، لأن رعاية إسهامات الرموز الوطنية هي عامل أساسي من عوامل نهضة الأوطان ، فالرمز يفني ، حياً كان أم ميتاً ، حينما يمتد الإهمال والنسيان والهجرة إلي إسهاماته الوطنية.
والأوطان تسير بخطى سريعة نحو الوراء إذا كان ابناؤها وحكامها لا يقدرون إسهامات رموزهم الوطنية ، وتغلب عليهم النزعة النرجسية وفلسفة الالتقاء والاقصاء للآخر والعنصرية البغيضة.
سقت هذه المقدمة حتى ألج لموضوع المقال ، فأقول : أنجبت ارتريا عبر مراحلها التاريخية الحافلة بالإنجازات والانتصارات الوطنية ، العديد من الرموز الوطنية العظيمة والنادرة التكرار ، والتي ظلت خلال مسيرة كفاحها متمسكة بمبادئها وأهدافها الوطنية ، وواعية بدروها تجاه شعبها ووطنها ، وزاهدة في زخارف الحياة ومباهجها ، كافحت واجتهدت وقدمت الغالي والنفيس في سبيل حرية شعبها واستقلال وطنها ، وثم مضت وهي تترك بصماتها الواضحة في المجالات التي صالت وجالت في عرصاتها، فإننا علي يقين بأن تضحياتها الجسام وتفانيها ستبقي منارة تنير الطريق للأجيال الحالية والقادمة وتدفعها نحو مزيد من البذل والعطاء ، ونكران الذات والتضحية من أجل الوطن والإنسانية جمعاء.
لذلك ما أحوجنا إلي أقلام الكتاب والباحثين الأرتريين ليرجعواإلي ذاكرتهم ، بين الحين والحين ، وينبشوا هنالك طويلاً ، وفي تأموتريث ليخرجوا لنا بكتابات فيها العبق والتشويق والإمتاع عن تلك الرموز التي فارقت دنيانا والكثيرون اليوم لا يعرفون عنها شيئاً.
وهذه أمنية نتمنى تحقيقها ، لنجد أمام عيوننا كتابات عن رموز وطنية إرترية نكن لها كل الحب والتقدير ، وقد لعبت دورها بإقتدارومسئولية وذهبت مخلفة وراءها جلائل الأعمال خدمة للوطن. والأجيال الجديدة تريد أن تعرف … ومن يعطى لها المعرفة غيركم أيها الكتاب والباحثين الإرتريين الوطنيين والمدخرون لمثل هذا.
و.. إننا علي ثقة تامة بأن ذاكرتكم تحوي الكثير من المعلومات والشائق والمفيد .. نطمع في أن يجلس إليها وينبش في أرشيفها وأضابيرها ، ويقلب أوراقها العديدة الذاخرة ، في تأن تام وصبر ، لتخرجوا لنا ما نحن في حاجة ماسة إليه من ذكريات واحداث وصور ومشاهد كاد أن يطويها الزمان ويطمسها النسيان ويبهتهاالإهمال ، من ضمن ما طمس ، وبهت من سير وتراجم وتاريخ لهذا البلد ورموزه التي ساهمت بقدر رفيع في صنع هذا التاريخ.
الأمل معقود لينبش لنا الكتاب والباحثين الحكماء ذاكرتهم ليمتعونا بنادر وغالي ما تحويه من ذكريات ومعلومات ، وفي أي مجال كان … ونحن في انتظار جديد إصداراتهم لنعيش معها الذكريات ونشتم أريج الماضي الفواح لأننا فعلاً في حاجة إلي الماضي … ومن لا ماضي له لا حاضر له ولا مستقبل!!.
وصفوة القول : الأمة التي تنسي رموزها الوطنية ، أمة بلا ذاكرة ولا تستحق البقاء ، فلنعمل معاً ضد نسيان الرموز الوطنية الإرتريةالعظيمة.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=46251
أحدث النعليقات