معضلات النخب الشبابية في قيادة المعارضة الإرترية في الشتات وافتقارها إلى رؤية مستقبلية حقيقية
النخب
الحلقة 108: معضلات النخب الشبابية في قيادة المعارضة الإرترية في الشتات وافتقارها إلى رؤية مستقبلية حقيقية
المقدمة:
تُعتبر النخب الشبابية عماد أي حركة تسعى للتغيير والنهضة الوطنية، حيث يُعوَّل على طاقاتهم وإبداعهم لتقديم حلول مبتكرة. لكن الواقع الإرترِي يُبرز تحديات عديدة تواجه هذه الفئة التي تطمح لقيادة المعارضة، مما يعوق تقدمها نحو تحقيق أهدافها الوطنية. فبينما يعمل بعض الشباب بحماس، يغيب عنهم التواصل الحقيقي مع احتياجات الشعب الإرتري، وتفتقر مبادراتهم إلى رؤى موضوعية ومنهجية لإحداث تغيير شامل بعد رحيل النظام الديكتاتوري.
الواقع المعقد للنخب الشبابية في الشتات
1. الافتقار إلى رؤية واضحة لمستقبل إرتريا:
العديد من المبادرات الشبابية تفتقر إلى رؤية استراتيجية متكاملة حول مستقبل إرتريا بعد سقوط النظام الحالي. بدلاً من بناء خطط واضحة لمرحلة ما بعد الطاغية، تُركز كثير من الجهود على انتقادات متفرقة وأفكار مشتتة دون إطار عمل جامع.
2. مواضيع سطحية غير موثقة:
تتسم أغلب المواد التي يقدمها الشباب عبر وسائل الإعلام، خاصة منصات مثل “تيك توك”، بكونها تجميعاً غير منظم لأفكار ومقالات نشطاء آخرين. هذه الفيديوهات تفتقر إلى المصداقية والمصادر، مما يجعلها غير مؤثرة ولا تلبي احتياجات الشارع الإرتري. والأسوأ أن هذه الممارسات تُظهر قلة وعي بأهمية احترام الملكية الفكرية، مما يضعف موقفهم أمام الجمهور.
3. التباعد بين الشباب والشعب:
يبدو أن هناك فجوة كبيرة بين ما يطرحه بعض الشباب في الشتات وما يعيشه الشعب في الداخل. بينما ينشغل البعض بمواضيع هامشية أو شعارات فارغة، يعاني المواطنون من قضايا أساسية كالقمع، والفقر، واللجوء، وهو ما يجعل هذه الجهود بعيدة عن الواقع.
4. غياب الموضوعية والتخطيط المنهجي:
تعاني النخب الشبابية من غياب التخطيط المدروس والمبني على دراسات جدوى وتوافق وطني. يتم غالباً تبني أفكار فردية أو مشاريع غير مدروسة دون أي إطار مؤسسي، مما يُضعف قدرتها على الاستمرار.
5. النظرة المتعالية:
هناك اعتقاد شائع لدى بعض النخب الشبابية بأنهم الأقدر على قيادة التغيير، مما يدفعهم لتجاهل خبرات الأجيال السابقة وتهميش قواعد الشعب. هذا التوجه يعمق الانقسامات ويعوق أي جهود لبناء حركة موحدة.
الحلول المقترحة للنخب الشبابية
1. تبني منهجية العمل المؤسسي:
يجب أن تتبنى النخب الشبابية أسلوباً مؤسسياً يقوم على التخطيط والدراسة العلمية. يجب أن تُناقَش الأفكار والمشاريع في مؤتمرات أو ندوات، ويتم إصدارها كوثائق رسمية معتمدة تُمثل توافقاً وطنياً.
2. الالتزام بالمصداقية:
من الضروري توثيق الأفكار والمعلومات المنشورة، والرجوع إلى المصادر الأصلية لتجنب السطحية والاتهامات بالسرقة الفكرية. فالمصداقية هي أساس بناء الثقة مع الجمهور.
3. تعزيز الوعي بواقع الداخل:
يجب على الشباب في الشتات أن يركزوا على القضايا الحقيقية التي تهم الشعب في الداخل، مثل القمع، الفقر، والهجرة، والعمل على إيجاد حلول عملية لها بدلاً من التركيز على قضايا هامشية.
4. الاستفادة من خبرات الأجيال السابقة:
ينبغي للشباب التخلي عن النظرة المتعالية، والعمل على الاستفادة من خبرات النخب الوطنية الأقدم، وتعزيز التعاون بين الأجيال لتحقيق الأهداف المشتركة.
5. بناء توافق وطني:
التغيير لا يمكن أن يتحقق بجهود فردية أو مشاريع مشتتة. لذلك، يجب على النخب الشبابية التركيز على بناء تحالفات واسعة تشمل كل القوى الوطنية بمختلف توجهاتها، مع ضمان تمثيل قواعد الشعب الإرتري.
6. تطوير القدرات القيادية:
يمكن تعزيز قدرة النخب الشبابية على القيادة من خلال برامج تدريبية في القيادة والإدارة، وتنظيم ورش عمل تهدف إلى رفع الكفاءة التنظيمية والسياسية.
الخاتمة
* إن النخب الشبابية في الشتات تحمل مسؤولية كبيرة تجاه مستقبل إرتريا.
* لكن تحقيق التغيير يتطلب تجاوز العوائق الحالية من خلال التخطيط المنهجي والعمل الجماعي.
* الشعب الإرتري بحاجة إلى قيادات تمتلك رؤية استراتيجية شاملة لمستقبل البلاد، تنبني على دراسة واقعية وتوافق وطني.
* على الشباب أن يدركوا أن القيادة ليست مجرد شعارات، بل هي التزام بالعمل الجاد المبني على الموضوعية والتفاني.
الصور:
شباب المستقبل سبيستون كرتون
التجنيد القسري في ارتريا من اشكال العبودية
إلى اللقاء في الحلقة القادمة، …….
ابسلاب ارتريا
تم نشرها في الفيسبوك في 21 ديسمبر 2024
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=47347