مـرحبـا بالكتابات الجـريئة التى تسـمى الأشـياء بأسـمائهـا
جابـر سـعيـد ـ أرض ألهـرم
فى البـدء يسـعـدنى ان احيى كل من كـتب او تحـدث من شـبابنـا عن هـوية الشـعب الارتـرى، عـن العـدل، عـن السـلام، عـن كيفية الخـلاص مـن نقاط الضعف والمسـكنة، والتظلم غيـر المسـنود بالعمـل المؤثـر والخـلاق، فالحـديث حول الهوية وحقـوق المواطن كان قاصـرا على الجبهة الشـعبية التى أسـتمـرأت مبـدأ التـزويـر والتشـويه فى كل مجال تطـرقت اليه، بما فى ذلك الهوية التى عـرفتهـا بشـكل يتعارض والعقـل السـوى، وفصلتهـا تفصيـلا اٍنتقائيـاعلى مـزاج جماعة ,, سـلفى ناظـنت،، ومن يـدور فى فلكهم من الاٍمعـات والتابعـين الـذين اعطـوا عقولهم المغلقة اجازات مفتوحة بعـد ان حجـر عليهـا منـذ زمـن التـردى والتبعية العميـاء.
فى الاسـابيـع القليلة الماضية قـرأت أكثـر مـن مقال تطـرق لمسـألة الهوية بشـكل مباشـر او غيـر مباشـر… فقـد كـتب الاسـتاذ/ عمـر جابـر عمـر عن الهوية بوجه عام، وعن الـدولة الحلم التى نـريـد، وكانـت كتاباته مؤشـرا داعـيـا لمناقشـة هـذا الموضوع رغم ضمنيته، ومن بعـده كـتب الـدكتور جـلال الـدين دراسـته العلمية والتحليلية المشـفوعة بمشـاهـداته ومـلاحظاته الشـخصية، التى أحسـب انه أتى بهـا بغـرض تقـريب الموضوع من الاذهان، وليـس باٍعتبارهـا الادلة والبـراهـين الوحيـدة التى اعتمـد عليهـا لتأكيـد صحة ماذهـب اليه، كمـا جـاء فى تعقـيب الأخ الاسـتاذ/ محمـد على عثمـان الـذى تحـدث عـن خصوصية التركيبة الارتـرية وضـرورة الاعتـراف المتبادل، وعـن الهـوية باٍعتبارهـا (ميثـاق تعايـش مقـدس)!! يـرسـم معالمه الاحتـرام المتبادل بين المكونات وفقـا لـدسـتور اكثـر قـدسـية… ألخ، ولـكن هـل لمـس الاسـتاذ توفـر شـيئ ممـا ذكـرعلى ارض الواقـع خـلال السـتون سـنة الماضية، وتحـديـدا منـذ تأسـيـس العمـل الوطنى فى حقبة الاربعينيـات وحتى لحظة حـديثنـا حـول الهـوية مـرورا بفتـرة الكفاح المسـلح ومابعـده ..!؟ أقـول لأخى الاسـتاذ/ محمـد على عثمـان، منـذ ميـلاد أربـعة اجيال متتالية وددنـا لـو نجـد تجاوبـا يحـقق مجـرد التعايـش على أي مـن المسـتويات ولـكن هيهـات، اٍذن فالنـداوم النضـال لنحقـق التعايـش مـن منظـور الشـراكة السـوية مـن غيـر ان نتهـاون فى تـرتـيب قوتنـا المتجانسـة، ومـن ثم نتحـدث عـن مـدى امكانية الاتفـاق حـول هـويـات متعايشـة، أما الانتمـاء الى هـوية واحـدة فهـو شـيئ بعيـد المنـال، على الأقـل فى ظـل حكومة الشـعبية، لأن هـذا الأمـر يتطلـب توافـر الكثيـر مـن القواسـم المشـتـركة التى لم نجـد لهـا آذانـا صاغية، أو قلـبـا مفتـوحـا، أو حتى مناخـا مـلائمـا عبـر العقـود السـابقة، ومـن جهة اخـرى فالجبهة الشـعبية التى فـرضـت علينـا الوصايـة سـبق ان اخـذت قـرارا بتحـديـد هـويتنـا بشـكل عشـوائى يخالـف السـياسـات والأعـراف الـدولية والاقليمية والمحلية المتبعة، واطمئنـك ونفـسى اننـا سـنظل نتقاضى عما يقـال وسـنبحـث عـن ذرائـع ومبـررات لهـذه الأفعـال، وسـنواصـل مشـوار البحـث المضنى بقـدر حـرصنـا على وحـدة الكيـان الارتـرى … فقـد اصبـح الحـرص على الـوطن مـن مهام المظلـوم وليـس الظالم فى ظـل هـذا المنطـق المقلـوب، ولـو كان الآخـر حـريصـا لمـا وجـد هـذا الخـلاف اصـلا .. ولـكن هـل تمهلنـا الافعـال التى تتم فى عقـر الـديار حتى نصـل الى الحلـول او نـداوم على مسـئولية الحـرص، ياحبـذا لـو حـدث شــيئ مـن هـذا ..!!.
على اي حـال عـرف الـدكتور مصطلح الهوية فلسـفيـا وسـياسـيـا، ثم لخصه فى جملة مبسـطة فى قوله ,, الهـوية هى العلم بحقيقة الـذات/ حقيقة الشـيئ ومميـزاته، كمـا عـرفهـا بمـا جاء فى علم الاجتماع قائـلا: هى مجموعة الخصائص التى يُعـرف الانسـان بموجبهـا، وقال انهـا تبيـان العلاقة الانسـانية للجماعة التى تنتمى لبعضهـا البعض، وعـلامة تميـزهـا عن غيـرهـا من سـائـر الامم، أي اٍنتسـاب الجماعة الى قيم وثقافات ومعتقـدات وألسـن، ممـا لا يتـرك مجالا لتجـزئة الهـوية، وبمعنى آخـر انهـا ,,هـوى جماعى،، لا يتـأتى الآ من خـلال الانتماء التاريخى والجغـرافى والـرضائى للقـوى المتجانسـة بعكـس الحال مـع قـوى التبـايـن، ايضـا تسـاءل الـدكتور عن سـر تبايـن المكون الارتـرى فى تعـريف الهوية، وأحسـب ان تسـائله أتى بغـرض الوصول الى تصور مشـتـرك يعيننـا على بنـاء هـوية او هـويـات ارتـرية متوازنة ومتوائمة ومتعايشـة، كمـا سـبق ان تحـدث فى صـلب تـلك الـدراسـة عن منابـع واصول المكـون الارتـري، فأعـاد كل الى منابعه التاريخية ومحيطه الـدائم، وهـذا تصنيف يسـنـده الواقـع المتمثـل فى السلوك اليومى المعاش.
فى بعض الحالات الشـاذة وهى نادرة الحـدوث، قـد يتشـكل مجتمـع مـا ـ بمـا يخالف تاريخه وجغـرافيته كمتغيـر قسـرى او خيـار وحيـد ( الولايـات المتحـدة الامـريكية + سـويـسـرا + المملكة المتحـدة + … ألخ)، ولـكن تـظل الـرغبـات الجماعية / الهـوى الجماعى الذى لا يمـكن تجاوزه هـو الثابـت الـذى لا يقبـل التغييـر، ممـا جعـل هـذه الـدول تطبـق الاسـلوب الفيـدرالى التذى حفظ وحـدتهـا حتى اليـوم، فاٍذا أتفقنـا على تثـبيت هـذه الحقيقة بغـض النظـر عن الانتمـاء التاريخى والجغـرافى، وبعـد ان عجـزت حـرب التحـريـر، وعصـا المسـتعمـر، والاحتكاك اليـومى عـن توحيـد هويتنـا، لابـد ان نخلص الى ان المكون الارتـرى يتفاعـل سـلبـا بمـا يشـيـر الى اختـلاف هـوياته، فالبعض يـريـدهـا دولـة عـربية علمانية متعايشـة مـع محيطهـا العـربى والافـريقى مسـتنـدا الى التاريـخ والجغـرافيـا، والبعض الآخـر يـريـدهـا تقـرينية وكفى، مسـتنـدا الى اللامنطـق واللاتاريـخ او جغـرافيـا . أمـا سـياسـاته المتمثلة فى اٍبعـاد الآخـر عـن المشـاركة فى السـلطة والثـروة، بالاضـافة الى زحـفه المتواصـل للاٍسـتيـلاء على أرض الآخـر، والتغـرنة التى تتـم قـدم وسـاق تحـت التهـديـد والوعيـد، خيـر دليـل على فـرض الهـوية التى يـريـد بحـد السـيف .. وبنـاءا على ماسـبق ذكـره ومالم يـذكـر بعــد ـ يمكننـا ان نقـول اننـا شـعب متبايـن الهـويات، شـعب تجمعه رقعة أرض واحـدة لكنه مختـلف فى كل شـيئ بمـا فى ذلك الاهـداف العليـا .. فــاٍن أحسـنـا التـدبيـر ورفـعنـا راية التسـامح والعـدل والسـلام معـا، وأرتضينـا طوعـا مبـدأ الاحتـرام المتبـادل وخصوصية مفـردات مكوناتنـا بشـكل رضائى ـ فى هـذه الحالة قـد نتعايـش ونـرتقى الى مصافى الأمم المتعايشـة بعيـدا عن سـياسـات القاهـر والمقهـور، أمـا صمام الأمـان الـذى يوصلنـا الى مبـدأ التعايـش السـلمى المبنى على الاحتـرام المتبادل قــد لا يكون بعيـدا عن تطـبيق الاسـلوب الفيـدرالى الـديمقـراطى، الـذى سـيحقق بسـط السـلام ووحـدة الوطـن الأم فى ظـل عـدل معمم، لأن الفصل مابـين حملة الهـويـات المتبـاينة فى اطار الـوطن الواحـد، عـلاج شـافى وأداة مناسـبة لاٍبعـاد شـبح الاٍنفصـال فى سـبيـل البحـث عـن الـذات .
يقـال فى مجالـس المعامـلات اليومية العادية ,,ان فـلانـا عمـل بأصله،، ولا شـك ان هـذه الجملة تعنى مـن بـين ماتعنيه اسـناد الاشـياء الى السـلوك الانسـانى للمكون ـ بكل ماتحمـل من معانى دالة الى ثقافة المكون المنتمى للهوية التى يـرضاهـا صغاره قبـل الكبـار، ممـا يؤكـد بطـلان السـياسـات التى تـرددهـا بـل تفعلهـا الجبهة الشـعبية بغـرض تشـكيلنـا على عكـس التاريخ والجغـرافيـا وماكان مـن نتائج نضـالات ثـلاث أجيـال متعاقبة.
نخلص مما سـبق الى ان مجـرد توفـر التاريخ المشـتـرك اذا وجـد، والجغـرافية المتـداخلة قـد لا يخـلق دولة تتمتـع بتعايـش متكافئ مالم يتوفـر الـرضى المبنى على العـدل والثقة القائمة على الممارسـات اليومية الحميـدة، ناهـيك عـن الانتمـاء لهوية واحـدة بمختلف نماذجهـا، فالعقيـدة والعادات والتقاليـد، وثقافة المأكل والملبـس، والثقافة الصحية واللسـان المعبـر عـن الـذات الفـردية المنتمية الى الجماعة بحـرية مطلقة، هي المؤثـرات الاقـوى الـتى تشـكل الجماعة المتجانسـة، وهـى ايضـا الـتى تمكنهـا مـن تحـديـد هويتهـا وتوحيـد رغباتهـا الانسـانية التى تحتم تبنى سـياسـات مشـتـركة، فمابالنـا بالجماعات المتباينة. أذن اٍسـتمـرار تباين السـياسـات العليـا والممارسـات الكيـدية، وكـذا الاهـداف والوسـائـل المتناقضـة، يؤكـد ان هـذا الشـعب ينتمى الى اكثـر من هوية واحـدة، جاءت تـرجمتهـا صارخة جلية منـذ فجـر تاريخنـا الوطنى الاول، وتفجـر الحـس الوطنى الـذى جاء فى أشـكال متبايـنة ومتنافـرة، حينـذاك وصـل الشـعب الارتـرى الى مفتـرق الطـرق، فقـد أختلفـت الأهـداف، وتبايـنت الوسـائـل، وتحـددت الجهـات الحليفة الـتى تقـدم الـدعم، وحينـذاك تبلورت المسائـل على كافة الأصعـدة، فأخـذ التاريخ الثقافى والعقـدى يعلـو على التاريخ الجغـرافى (اٍرتـريـا) وعلى أثتر ذلك نشـطـت السـياسـة لخـدمة التوجهـات المتباينة 1945/ 2005م، فى ذلك الـوقت أختـرنـا وحـدة الكيـان الارتـرى، وفضلنـاه على التقسـيم لنظـل معـا، حـيث لم يفضلـوا الاسـتقـلال الناجـز على الوحـدة مـع اٍثيـوبيـا !!. كل هــذا يؤكـد صحة ماذهـب اليه الـدكتور جـلال الـديـن الـذى أراه موفقـا وصادقـا فى الامثلة التى صاغهـا فى حـديثه عن جبهة التحـريـر ماقبـل عام 1974م، ففى تـلك الفتـرة كانـت اللغة العـربية حاضـرة من غيـر اٍهمـال التغـرينية، وكانـت الـريـادة والقيـادة للنفـس العـربى الـذى كان فى أوج عنفـوانه وبشـكل متناغم مابـين القمة والقاعـدة الارتـرية، أمـا المـرحلة التالية كانـت مختلفة عن سـابقتهـا بـل قـريبة مـن تجـربة الجبهة الشـعبية التى بـدأت بنفـس النهج السـياسـى والاجتمـاعى المـوتـور الـذى مازالت تمارسه ـ حـيث لا مكان للغة العـربية وأهلهـا الـذيـن اسـتبعـدتهم سـياسـات ,, سـلفى ناظـنت،، ـ هـذا بعكـس سـياسـات الادارات الاوروبـية ( ايطاليـا + بـريطانيـا) التى كانـت تخاطـب المسـلمـين باللغة العـربية والتغـريـنيين بلغة المسـتعمـر الايطالى ثم البـريطانى مـن غيـر ان يصـدر منهم أى نوع مـن الاعتـراض، وهـذا فى حـد ذاتـه اعتـرافـا صـريحـا على اٍختــلاف هـويـات الشـعب الارتـرى مـن وجهة نظـر الادارات الاسـتعمـارية التى تعاقـبت على حكم ارتـريـا .. كل هـذه الحقائـق تؤكـد تبايـن المكون الارتـرى، ولاشـك أن أول الطـريق المـؤدى الى محطة التعايـش هـو الاقـرار باٍتفاق أو اخـتلاف السـياسـات الأهلية، بالاضـافة الى اسـتـذكار بـدايات الأشـياء ونهاياتهـا، وكـذلك الأمـزجة التى تحـدد الأهـداف وتختــار الوسـائل وصولا للغايات، فالسـلوك المتنـاقض لا يجيئ هـكـذا بشـكل فجائى، مالم تختلف مقـدماته وصـيـرورته التى تشـكل هـوية الجماعة، عليه لابـد ان يعتـرف كل منـا بحـق الآخـر حتى نتعايـش فى اطار وطـن متصـل رغم تعـدد هوياته، وهنـا لابـد ان نشـيـر الى تقـريـر الامم المتحـدة الـذى يقول: يسـتطيع الافـراد حمـل هويات متعـددة مكملة بعضهـا البعض، عـرقية، لغوية، دينية بشـكل رضائى متوازن، وهـذا يعنى صـراحة انهم يمكن ان يتعايشـوا سـلما اذا ماتم بينهم اعتـرافا متبادلا يحفظ حقوق الاطـراف وهـوياتهـا المتباينة، ممـا يؤكـد حاجتنـا الماسـة الى ادارة سـلسلة من الحوارات الوطنية الصريحة، اولا مابـين القـوى المتجانسـة ( مؤتمـرات تكامـل)، ومـن ثم مابـين القـوى المتباينة مـن خـلال لقاءات متكافئة( المؤتمـر الجامـع)، حينئـذ فقط سـنتمـكن من الاٍمسـاك بحبـل ثقافة التعايـش السـلمى العادل الـذى مازال غائبـا فى حواراتنـا وبالتالى ممارسـاتنـا اليومية المتقطعة.
عودة الى العنوان أقول: نعم تساءل الـدكتور مـن خـلال مقاله ذو الحلقات الثـلاث، لـكنه أجاب على تسـائلاته فى ذات المقال، فالوقائع التى اوردهـا تحمـل اجابات مقنعة، ويكفينـا ان نشـيـر الى كلمة ,, حبشـى،، أو حبشـا التى لم يأت بهـا مـن فـراغ، فهى مفـردات تسـتخـدم عـن وعي كامـل بمـدلولهـا، وبغـرض تعـريف الـذات بشـكل (مطـلق) !! مـن قبـل الارتـريـيين الناطقـين بالتغـرينية وفى مقـدمتهم المثقـفين، والكلمة المقابلة لهـا فى الصفحة الاخـرى هى ,, ود عــد،، ومايقابلهـا فى اللغـات الارتـرية الاخـرى بمـا يعنى اٍبـن البـلـد، اذن نحـن مختلـفون فى الكثيـر من الحقائـق، حـيث لا ثوابـت او الـوان، بـل اصـرار على سـيادة اللـون الواحـد، أيضـا متباينـون فى أداة التوصيـل وطـريقة التفكيـر والمـزاج الشـخصى الـذى يقـرب او يبعـد المسـافات، فالناطقـين بالتغـرينية يتحـدثون باٍنسـيابية طبيعية مع شـعب التقـراي الاثيوبى، مثلمـا هـو حال الارتـريـين المسـلمـين الـذين يتحـدثون مابينهم ومع امتـداداتهم العـربية من غيـر وسـيط، وهـذا مالا يتم مابـين المكون الارتـرى وبعضه، رغم انتماءه الى ارتـريـا الكيـان، أيضـا يحضـرنى ماجاء فى احـدى مقالات الأخ الاسـتاذ/ محمـود لوبـينت الـذى أشـار الى تبايننـا الفاضح فى تسـمية الوطـن، فالبعض يسـميه ارتـريــا والبعض الآخـر ,, اٍرتـــرا،، وايضـا لا يشـذ المثقف التغـرينى عـن غيـره من عامة الناس، ممـا يـدل على وحـدة الـرؤى بمـا فى ذلك تـرجمة الأسـماء، فاٍذا كان تبايـن الالفاظ والتعابيـرالمختلفة يـدلل على المظهـر، فالممارسـات اليومية المهينة التى مازالت تمارس فى وضـح النهـار، قطعـا تـدل على جوهـر السـياسـات التى يعيشـهـا شـعبنـا على ارض الـواقـع، وقـد لا ينكـرهـا الممارس نفسـه وهـو فى نشـوة انتصـاره الكاذب .
رغم كل ماذكـر ومالا يتسـع المجال لـذكـره ـ الآ ان قـدرنـا الـذى لا فـكاك منه ـ يحتم علينـا ضـرورة التعايـش السـلمى ليبقى الـوطن آمنـا، ورغم القناعة الـراسـخة بالعـدل المغـيب والتبايـن الـذى لم يعتـرف به بعـد، سـنظل نتشـبث بالـروح التفائلية العالية التى تبتغـى التعايـش السلمى المغـيب بفعـل حمى الاستحـواذ الـتى مازالت تعلن عن نفسـهـا ـ فى فحـوى كل قـرار يصـدر عن الحكومة بـل مجالـس المعارضة او سـمـر المواطنـين العاديـين، والمؤشـرات تـدل بـأن الحـال سـيظل هـكـذا، الى ان يصـل فـرعـون آخـر الى سـدة الحكم مجـددا، أو يفـتح ألله فتحـا جميـلا ويمـن علينـا بحـل عادل يـرضى كل الاطـراف المتصـارعة.
عليه لابـد من ادارة سـلسـلة من الحوارات الـرسـمية والجماهيـرية الجادة، حتى نجـد العـلاج الناجـع الـذى يحفظ وحـدة الوطـن، والى مـزيـد مـن الـرؤى الثاقبة ومـرحبـا بالكتابات الجـريئة التى تسـمى الاشـياء بأسـمائهـا . … والسـلام العادل لابـد ان يـكون مبتـدانـا ومنتهـانـا، مـن أجـل اسـتمـرار الحـوار ومـن ثم اسـعاد ارتـريـا الأرض والانسـان.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=6266
أحدث النعليقات