مـن وحي الإعداد لمؤتمـر الحـوار الوطني (2)
إذا كانـت سـيـن تشـابه سـينـا قـدرا وقيـمة ..!!
ما الذي يمنـع جمـع الإحداثيات المتشـابهة، اٍختصـارا للوقـت وتوفيـرا للجهـد وتمكينـا للشـباب الواعـد لمـا يحفـزه إلى الوثـوب الفوري نحـو غاياته الوطـنية، ومـن ثم بـدأ مهـامه الوطـنية لخـلق سـياج وطني قـوي يعمـل على حماية البـلاد والعبـاد وتعبيـد طـريق العـدل والحـرية والـديمقـراطية وسـيـادة الأمـن والسـلام وتأمـين مسـتقبـل الأبنـاء والأحفـاد، وإذا كنـا فعـلا نحـرص على مسـتقبـل الوطـن ووحـدته، إذن فلنزل فـورا المعوقـات الـذاتية الـداخلية وفى مقـدمتهـا تعـدد الكيانات التنظيـمية المتشـابهة التي تخـنق المواطـن وتبـدد جهـده ووقته بالقـدر الذي يتأذى فيه مـن جبـروت النظـام.
منـذ وصـل علمـاء الفـلك إلى تصـنيف منـارات السـماء إلى نجـوم وكواكـب، أخـذ علمـاء الحسـاب طـريقهم للبحـث عـن إيجاد تقـديـر قيـم وقـدرات مجهـول مـا بواسـطة معلـوم، وبعـد مـرور عـدد مـن العقـود الـزمـنية أسـمـوا هـذا العلـم الحـديـث ب “علـم الجبـر ” حتى يتـم تعـريفه بمعـزل عـن علـم الحسـاب الرقمي، وظـل البحـث جاريـا على قـدم وسـاق لتبيـان العـلاقة مابـين القـدرة أو القيـمة المعلـومة ومثيلتهـا المجهـولة، عبـروا عـن ذلك بمقارنة طرفي إحداثيات أفقية وأخرى رأسـية افتـرضـوا أنهما ( س، ص) وافتـرضـوا ثانـية إن أحداهما معلـومة والأخـرى مجهـولة، وبعـد مقارنـات وتبـديـلات وتعويضـات حسـابية شـبه معقـدة تمكنـوا مـن الوصـول إلى بغيتهم، ومنـذ ذلك اليـوم تمـكن العلمـاء مـن التعـرف على قيـمة أو قـدرة المجهـول (ص) بمعالجة المعلـوم ( س)، وفيمـا بعـد توسـعـوا في الأمـر وأخـذوا يبحثـون في إيجاد أكثر مـن مجهـول بواسـطة معلـوم واحـد، ومـن جـهة أخرى تمكنـوا مـن جمـع ( س، ص) بنفـس السـهولة التي تجمـع بهـا قيـم وقـدرات ( س، س) المعـروفة بـداهة بأنهـا تسـاوى 2س، فإذا أسـقطنـا فـرضـا طـريقة معالجة هـذه الأرقـام والـرمـوز على واقعنـا المعـاش، مـا الذي يمنـع جمـع الإحداثيات السـياسـية والتنظيمـية المتشـابهة مـع بعضهـا البعـض طالمـا أصبح ممكنـا الجمـع مابـين الإحداثيات المتباينة كمـا رأينـا ذلك في معالجـات علـم الجبـر الذي يسـميه بعض اللغـويـين العـرب بعلـم الفـرضيـات حتى لا تنقـص تسـمية ( جبـر) مـن قـدره ومقـداره ..!!؟.
وبمـا إن المعطيـات المعتمـدة على المشـاهـدات الحية تؤكـد أن السـاحة الإرترية تـزخـر بعـدد لا يحصى مـن الفصائـل والأحـزاب العامـلة بالسـياسـة، وأنهـا لا تختـلف اٍلاّ في النواحي الشـكلية وربمـا فـقط في الأسـماء والألقـاب التي تحملهـا، وأن بـرامجهـا لـو أخضـعت لإجراء مقارنـات بسـيطة على يـد مـدقق أو لبحـث متواضـع على يـدي باحـث متخـصص أو غيـر متخـصص حتمـا سيخلصان إلى نتيـجة بـديهية تتلخـص في وحـدة البـرامـج وايضـا الممارسـات والأهـداف، وقـد لا يجـدا اٍختلافات جوهـرية تجيـز تعـددهـا غيـر المبـرر ـ بمعنى عـدم وجـود اٍختلافات حقيقية تبـرر تواجـد هـذا الكـم الهائـل مـن الفصائـل والأحـزاب على السـاحة الإرترية المعـروفة بضـيق مسـاحتهـا وقـلة مواردهـا وكثافة سـكانهـا وحـداثة تجربتهـم السـياسـية، ومـن جهـة أخرى يفتـرض أن جميعنـا على علـم تـام بالمصـدر الأول لهـذه البـرامج، وأنهـا مازالـت تحتـفظ بأغلـب مميـزاتهـا وسـلبياتهـا التاريخـية التي لـم تتأثـر نتيـجة خضـوعهـا لبعـض الإضافات البسـيطة أو الحـذف رغـم الاٍجتهادات المتواصـلة ومحاولات الشـباب لإجراء بعـض المعالجات عليهـا مـن خـلال مؤتمـرات تنظـيمية أو اٍجتماعات المجالـس التشـريعية، وعلى سـبيـل المثـال يمـكن الإشارة إلى البـرامـج الآتية التي تتميـز باٍختلافات جوهـرية على الأقـل مـن الناحية العملية عنـد تطبيقهـا على أرض الواقـع:
1/ بـرنامج حـركة التحـريـر الإرترية ومـن ثـم جبهة التحـريـر الإرترية.
2/ البـرنامج الموحـد للفصائـل الإسلامية.
3/ البـرنامج المفعل للجبهـة الشـعبية ( نحـن وأهـدافنـا).
4/ إلى حـد مـا ـ بـرنامج الحـركة الـديمقـراطية الفيـدرالية.
أغلـبية الـذيـن اطلعـوا على بـرامج الفصائـل الإرترية خلصـوا إلى إن البـرامج التي تختـلف عـن بعضهـا البعـض هي البـرامج الأربعة المشـار إليهـا أعلاه، أمـا باقي البـرامج الأخـرى هي نسـخ مـن هـذه البـرامج رغـم إن الشـباب حاولـوا مـرارا أن يـدخلـوا عليهـا جـديـدا يتناسـب مـع مسـتجـدات الحـداثة، ومـن جهـة أخرى لتمييـز الفصـائـل عـن بعضهـا البعـض، ولـكن معظـم بـرامج الفصائـل ظلـت منسـوخة عـن بعضهـا البعـض أو متشـابهة بقـدر كبيـر جـدا، ورغـم إن السـاحة الإرترية مكشـوفة على بعضهـا البعـض وان الفصائـل العامـلة فيهـا فعـلا تحمـل توجهـات وطـنية مطلـقة وليـس بـرامج مـدروسـة بعنـاية، اٍلآ إن قـادتهـا وكادرهـا المتقـدم يصـرون على تواجـد عناصـر التميـز والخصـوصـية ويقـدمون بعـض الأدلة والبـراهـين غيـر المقنـعة، وهـكـذا مؤشـرات الخلافات اليوميـة تـدلل إلى مظاهـر تقـدمهـا في شـكل خلافات أيـدلوجية لا رجـاء مـن الجمـع بينهـا، وحـيث إن الحقائـق الواضـحة والفاضـحة تؤكـد إن خـلافات سـاحتنـا هي خـلافات ذات أبعـاد فـردية مـزاجية ومخـاوف جغـرافية مـن جهـة، ومـن جهـة أخرى هي ذات أبعـاد اٍسـتحـواذية وأطمـاع عـرقية وعقـدية وثقـافية، إذن فلنسمى هـذه الأشياء بأسـمائهـا المعـروفة بهـا بـين العـامة والخـاصة، ولـكن قبـل ذلك يجـب جمـع الإحداثيات السـينية (س) وكـذلك الإحداثيات الصـادية ( ص)، ومـن ثـم فلنتعرف على قيـم وقـدرات ( حقـوق وواجبـات) كل منهمـا وفـق معاييـر موحـدة وثوابـت تاريخـية وجغـرافية لا ينكـرهـا الاّ مـن يـريـد قلـب الموازيـن والمعاييـر والمقاييـس المتعـارف عليهـا بـين النـاس، وذلك بغـرض الاسـتحـواذ على الأرض الحـرام والثـروة الحـرام والسـلطة الحـرام، وبالتالي الإعداد للحـروب الأهلـية الحـرام وتمـزيق الكيان المفـدى مقابـل اٍستـمـرار المكاسـب الحـرام.
يقـول الأخـوة الأساتذة ( م. ع . ا، ب. ا. ع ) وهمـا أكاديميان متمـرسـان أمتهنا ممارسـة السـياسـة مـن وراء الظـلال منـذ وقـت مبكـر جـدا، يقول الثنائي باٍنفعـال واضـح وثـقة عاليـة وتشـديـد مـزدوج على ضـرورة تحويـل سـائـر الأقـوال النظـرية المجـربة إلى أفعـال تـرى بالعـيـن وتلمـس بالحـواس، إذ يقولان: لمـاذا لا تتوحـد الفصائـل التي تتشـابه في أغلـب أو بعـض أبجـدياتهـا ومـرجعياتهـا الفكـرية، التنظيمـية، الثقـافية، الجغـرافية، التاريخـية، أو حتى الاٍجتماعية القبـلية، حـيث إن كـل هـذه المـرجعيـات تعتبـر إسقاطات حـية موجـودة فعـلا على أرض الواقـع بصـرف النظـر مـا إذا كانـت مقبـولة مـن الآخـر أم مـرفوضـة ـ وهى ليسـت معيـبة لـدرجة الحجـر عليهـا أو تـركهـا حبيـسـة في الصـدور أو حصـر تـداولهـا في جلسـات عائلـية في الغـرف المغـلقة وبالتالي ممارسـتهـا بعيـدا عـن أعيـن الغـربـاء، ومـن خـلال هـذه الـرؤية يحمـدان للفصائـل الثـلاث وحـدتهم التي أتـت بجبـهة الإنقـاذ الإرترية، ويؤكـدان أنها ولـدت ولادة طـبيعيـة وجـاءت بعـد مخـاض طبيعي يـزخـر بالتشـابه والتماثـل وربمـا التطـابق، وذلك نتـيجة لتوافـر القواسـم التنظيـمية والجغـرافيـة والثقافيـة والى حـد كبيـر التوجهـات السـياسـية خصـوصـا في السـنوات الثـلاث الأخيـرة، وقياسـا على تـلك الوحـدة المتجانسـة هنـاك دعـوى صـادقة وفـدت مـن أكثر مـن اٍتجـاه تنظيمي وجغرافي يـدعـو إلى وحـدة باقي الفصـائـل ذات القواسـم المشـتـركة أو المتشـابهة في بعـض الصـفـات المـذكـورة أنفا، ويـرى الثنائي الأكاديمي إن القواسـم المتوفـرة الآن تكفى لإقامة صـرح تنظيمي كبيـر قـادر على تحـريك الـركـود وتأصـيل التجمعـات وتفعيل البرامج، لأن تعـدد هـذه القواسـم وتشـابه الصـفات التي تبـدأ بوحـدة المـواقف السـياسـية المنسـجمة والـرؤى الآنـية والآجـلة الموحـدة التي تلـبى مطالـب جماهيـر الفصـائـل ـ حتمـا سـتؤدى إلى تفعيـل حقيقي للبـرامـج المتـفق حولهـا، وهـذه متوفـرة بـين بعـض الفصائـل وربمـا توجـد بينهـا بعض القضـايـا المتشـابكة التي لا يسـهـل حلهـا إلا مـن خـلال عمـل موحـد يـدار بكـيفية موحـدة وتحـت سـلطان اٍدارى واحـد، والمتابـع ليوميـات هـذه الفصـائـل يخلـص إلى إن الفصـائـل المـدعـوة للوحـدة متـفقة سـلفـا حـول عـدد مقـدر مـن القضايـا الوطـنية الهـامة، هـذا بالإضافة إلى الامتـدادات الجغـرافية لجماهيـرهـا الشـعـبية، والفصائـل المـدعـوة إلى إتمام وحـدة بـرامـجهـا هي : كافة الفصـائـل والأحـزاب الإسلامية، جبهة التحـريـر الإرترية، الحـركة الفيـدرالية، قـاش سـيـتيت، كنامـا، العفـر وربمـا حـزب النهضـة وكل مـن يـرغـب مـن القـوى المتجانسـة، ومـن جانبنـا نثمـن الفكـرة والـرؤى ولـكن نتحـفظ في بعـض جوانبهـا الاسـتـراتيـجية، وأنها يجـب إن تتـم مـن منظـور وطني يفتـرض إن تتضـمن بنـوده في ميثـاق شـرف يحـفظ الحـق لـكافة الأطـراف المنضـوية وغيـر المنضـوية تحـت مظـلة الوحـدة المنشـودة.
رمضـان كـريـم وكـل عـام وأنتـم بخيـر، وان شـاء الله قبـل حلـول شـهـر رمضـان المقبـل يتمـكن شـعبنـا البطـل مـن تعـديـل الصـور المقلـوبة واٍسـتـرداد السـيادة والحقـوق وملحقاتهمـا.
جابـر سـعيـد ـ أرض الهـرم
12 أكتوبر 2006م
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=6772
أحدث النعليقات