مقابلة مع الاستاذ/ عمر جابر عمر
حاوره : الزميل محمد على شعب
عمر جابر عمر يقول أن دولة السلطان أفلست وأنها تعيش لحظة فرفرة المذبوح وأن ساعة وداعها اقتربت
الجالية الإريترية في استراليا أصبحت عقدة النظام الدكتاتوري في إريتريا وهذه العقدة لا شفاء لها آلا برحيله
علي المعارضة الإريترية أن تترفع من الجزئيات ، وأن تركز بالرؤية الإستراتيجية للخروج من المحن التي نمر بها
المواقع الإلكترونية ساهمت بدور رئيسي في فضح ممارسات النظام الدكتاتوري ، وقوت حجة المعارضة ، وأصبحت مرجعاً لكل من يريد أن يتعرف علي ممارسات النظام الدكتاتوري
في لقاء خاص بمناسبة نهاية العام وبداية العام الجديد التقي الزميل محمد علي شعب بالسياسي والكتاب والشاعر والأديب الأستاذ عمر جابر عمر وحاوره حول بعض القضايا المتداولة في ساحة عمل المعارضة وتقييمه ووجهة نظره حول تلك القضايا بحكم ارتباطه الوثيق بتلك التجربة وكتاباته التي تعري النظام الدكتاتوري في إريتريا
النهضة – ملبورن – استراليا
27/12/2004
وبدأنا بسؤل لقد تابعنا وقرأنا واستمتعنا بكتاباتكم الشيقة وتحاليلكم الغنية في الوضع القائم في إريتريا ؟ هل تعتقدون أن تلك المقالات الشيقة أعطت مفعولها وعززت من موقع المعارضة ، وإذا كان ذلك فهل المعارضة استفادت منها في تنظيم نفسها ؟
في اعتقادي أن الشعب الإريتري اكثر وعياً بخطورة النظام القائم في إريتريا وأن مقالاتي وتحليلاتي هي قرأه للواقع الذي نعيشه وهي بوصلة تحدد معالم الاتجاه الذي نسلكه ، ولهذا نرى نتائج تلك المقالات علي الصعيد العملي ، فأن شعبية النظام انخفضت والعديد من قيادات وكوادر كانوا يشغلون مناسب عليا في الدولة انضموا إلي صفوف المعارضة ، وكثير من الشباب غادروا إريتريا ( هجرة ) معاكسة إلي كل من السودان والدول المجاورة كما أن العديد من أبناء الشعب الإريتري الذين يعيشون في الخارج امتنعوا من دفع الضرائب ، فقد النظام شعبيته في الجاليات الإريترية في الخارج وتقلصت مصادر دعمه وانحصرت موارده وأصبح يتآكل شياً فشياً وأنه يعيش فرفرة المذبوح مهما أجرى من تحسينات في أساليبه فأنه افتقد مكانته وقوته ، ولم تكتفي الجاليات بعدم دفع الضرائب بل بدأت في تنظيم نفسها في مظاهرات لتعرية النظام في مقرات القوى المساندة لحقوق الإنسان والداعمة له ، ومحاربة مهرجانات النظام الدكتاتوري الذي يقيمها في الخارج والتي كان يجني منها الملايين مهرجانات ( التسول ) وأنها افتقدت مضمونها ومعناها ، نتيجة لهذه المواقف ، لقد قرأنا مواقف البرلمان الأوروبي يصف فيها النظام الدكتاتوري في إريتريا بأنه نظام يعيش في العصور الوسطى ، متخلف ولا يستوعب التطور بما يتطلبه العصر في قضايا حقوق الإنسان ، والتنمية ، والتعددية السياسية ، والعدالة الاجتماعية ، من هذا المنطلق نقول أن النظام الدكتاتورية سوف يسقط لا محالة . وأن ساعة وداعه اقتربت .
بحكم أنكم جزء أصيل من المعارضة الإريترية فهل لنا أن نتعرف كيف تقيمون تجربة المعارضة الإريترية ؟ وهل استطاعت أن توصل صوتها ؟
أولاً أكد بأنني جزء لا يتجزأ من حركة المعارضة الإريترية وسوف أواصل علي هذا الطريق إلي حين سقوط النظام الدكتاتوري في اسمرا بالنسبة لسؤالك لقد كتبت سلسلة من الحلقات باللغة الإنجليزية من ضمنها حلقة خاصة تتعلق بالمعارضة وكم أتمنى أن يطلعوا عليها قيادات المعارضة . ألخص ملاحظاتي حول المعارضة الإريترية كالتالي.
1/ أنها تهتم بالخاص أكثر من العام بشأن التنظيم أكثر .
2/ تهتم بالجزء أكثر من الكل بمعنى بعضها يأخذ علي النظام أو ذلك في حين أن الحقيقة الكلية أن صورة النظام بأنه نظام ديكتاتوري شامل وفاسد ويجب أن يزول كلياً ولا مجال لتحسينه وترقيعه .
3/ الاهتمام بالمواقف التكتيكية أكثر من الرؤية الاستراتيجية وهذا ما يسبب في ضياع فرص إقليمية ودولية علي قضية المعارضة .
4/ عدم الاستفادة من الدروس التاريخية للثورة الإريترية في مسألة وحدة فصائل الثورة قبل التحرير . ولذا نرى تكرار تجارب فاشلة واستمرار في تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ .
5/ أما فيما يتعلق بإيصال صوت المعارضة إلي دوائر إقليمية ودولية ، فأن الشكر يعود إلي المواقع الأكترانية الإريترية والتي فتحت وجعلت من نفسها منابر للتعبير عن رفض الديكتاتورية وفضح ممارسات النظام الدكتاتوري ، وجعلت مطالب الشعب في الديمقراطية والعدالة والتعددية حية في ضمير كل وطني وساهمت في تنمية الوعي في تقبل الرأي والرأي الأخر ، وهذا ما يرفضه النظام الدكتاتوري في اسمرا ويتمسك بلغة الماضي التي يرفضها شعبنا ، وأن نصر العدالة قادم لا محالة وسوف ينتصر الشعب الإريتري وينتهي عهد الدكتاتورية هكذا يقول التاريخ . ونتفرق لأبناء إريتريا الجديدة .
النظام في اسمرا يدعي بأنه حقق انتصاراً في اختراقه حلف صنعاء الذي يتكون من السودان واليمن وإثيوبيا ، واستطاع أن يفك الحصار السياسي عنه بهذه الخطوة كما يقول ؟ هل لنا أن نتعرف علي تقييمكم ؟
في الحقيقة أن النظام كما أسلفت أفلس والمفلس في النهاية يركع لكل من ينقذه ، وهذه الخطوة كما يقول أنه اخترق الحصار وأنه حقق الإنجازات ، أي إنجازات التي يتحدث عنها النظام والشعب الإريتري يؤن من الجوع والتخلف ، اليوم إريتريا أصبحت في قاع التخلف وناسها يهربون منها بأعداد كبيرة ، وصحراء ليبيا شبعت من جثثهم ، ومن وصلوا إلي المدن الليبية طاردتهم عصابات النظام وتم إبعادهم إلي إريتريا ، واستقبلوا في سجونها والمنظمات الإنسانية افتقدت أثرهم ، المستوى المعيشي في إريتريا لا وجود له ، النظام لم يستطيع أن يوفر الوقود ، التي يحتاج إليها المواطن ، فنجد أن الموصلات معطلة والكهرباء متوقفة والمواد التموينية مفقودة والأدوية معدومة ، ونسبة الأمراض مرتفعة ، والأمان مفقود والسجون مكدس بالشرفاء ، في اعتقادي النظام في ورطة كبيرة وأن فضائحه يعلم بها الكبير والصغير ، فكما أكدت أن الشعوب المجاورة لدولة إريتريا يعلمون بأن أي النظام دكتاتوري وغير صادق و أن العديد من دول المنطقة وقع معها اتفاقيات أمنية وتجارية ، ولكنها لم تنفذ ولم يعمل بها ، لأنه لم يكن صادقاً في تطبيقها ، ولو كان صادقاً لما وصلت الحالة إلي ما وصلت إليه في إريتريا . من هذا المنطلق كل رحلاته واختراقاته لم تكن بمستوى الأشياء المطلوبة .
من لحظة توليكم قيادة الجالية في استراليا ولكل يتهم الجالية بأنها قلعة مناهضة للحكومة الإريترية ما هو تعليقكم علي ذلك ؟
هذا الاتهام لا أساس له من الصحة ، الجالية الإريترية كيان قائم بذاته لا تخضع لأي كائن كان سواء المعارضة أو الحكومة ، هي تتفاعل مع الوطن الإريتري وتهتم بقضايا القادمين الجدد واستوطانهم في استراليا ، المشكلة تمكن في النظام الدكتاتوري في إريتريا ، الكل يريد أن يخضع لقوانينه ورؤيته للأمور ، هو من فكر وعمل بشكل جدي لتفتيت الجالية وقسمها بالفعل وكون جالية خاصة به ، ولكنها فشلت وتبعثرت وانقسمت ولا وجود لها في أرض الواقع لأنها تشكلت لتلبية طموحات النظام الدكتاتوري . عكس الجالية الإريترية فأنها صمدت وتفاعلت مع الأحداث وأصبحت جزء من المجتمع الأسترالي الذي يؤمن بالتعددية الثقافية ، ولم تنسى وطنها الأصلي بل رفعت من اسهم الإريتريين لدي المجتمع الأسترالي ، والجالية الإريترية كرمت ، من قبل الحكومة الأسترالية لخدماتها وحضورها وتفاعلها وهي شهادة تؤكد بأنها تسير في الاتجاه الصحيح .
ما هو وجه الاختلاف بين تجربتكم السابقة في عهد الثورة وقيادتكم للجالية الإريترية في استراليا لمدة ستة أعوام وهل واجهتكم أي صعوبة تذكر من خلال عملكم هذا ؟.
الحقيقة أن العمل التطوعي بحد ذاته في استراليا وغيرها من الدول الغربية توجد به الصعوبة الفائقة فالأنسان يحتار في تلبية طموحاته الشخصية في إيجاد العمل المناسب ، لكي يعيل أسرته وفق متطلبات التي تتطلبها ظروف العيش في الدول الغربية ، وبين طموحه لأبناء جالية قوية تحافظ علي كيانها ووضعها في ظل الوضع الصعب في بيئة مخالفة للبيئة التي تربينا عليها ، وكل ما يطمح إليه الإنسان في مثل هذه الحالة أن يقسم وقته وإمكانياته لخدمة نفسه ومجتمعه ، ففي استراليا تعلمنا أن الوقت كم هو مفيد إذا احسنا استخدامه فأن المثل الذي يقول ( أن الوقت كسيف إذ لم تقطعه قطعك ) كم أشعر به هنا في استراليا ، ولهذا عملت مع أخواني الذين تعاقبوا في إدارة الجالية من أجل إعلاء اسم الجالية والأخذ بها ، واستطعنا أن نحقق للجالية الإريترية في استراليا مكانة مرموقة .
علمنا بأنكم قدمت استقالتكم من إدارة الجالية الإريترية هل لنا أن نتعرف علي الأسباب التي جعلتكم تستقيلون منها ؟
هناك ثلاثة أسباب .
1/ أولا كثرت مشاغلي ومسؤولياتي في مجالات ، فأني مستشاراً في مؤسسة أسترالية تعمل في توطين وتشغيل اللاجئين الأفريقيين في الريف الأسترالي .
وثانياً أنا رئيس الجاليات القرن الأفريقي وهذه المنظمة تضم نشطاء ومتطوعين من الصومال السودان ( شمال وجنوب ) إريتريا وإثيوبيا ، هذه المنظمة لها برامج ثقافية واقتصادية واجتماعية لخدمة الجاليات الأفريقية في أسترالية وقد حصلت هذه المنظمة علي جوائز عديدة وشاهدات تقدير من الحكومة الأسترالية والمنظمات الأسترالية التي تهتم بقضايا توطين وتشغيل اللاجئين .
2/ آنا رئيس تحرير صحيفة ( الأمبسدور ) ( السفير ) وهي أول صحيفة أفريقيا تصدر في استراليا بسبع لغات وتوزع في كافة أنحاء المدن الأسترالية و لقد أصبحت مرجعاً للسلطات الأسترالية في تعاملها مع الجاليات الأفريقية ، وقد حصلت هذه الصحيفة علي جائزة من المؤسسة التعليمية التي تهتم بتعليم الكبار ( اللغة الإنجليزية ) AMS)) .
ثانياً لقد بلغت الجالية الإريترية مرحلة النضوج الكامل وتم تنظيم فعالياتها مثل جمعية كبار السن ( المرأة والشباب ) واعتقد أن جيل الشباب قادر علي حمل الراية ومواصلة المسيرة وبناء الجالية.
ثالثاً لقد مدى عليه أعمل كرئيس للجالية الإريترية ستة أعوام وأن هذا المسؤولية هي عمل تطوعي فقد آنا لي أن افصح المجال للجيل الصاعد من أبناء الجالية وفي نفس الوقت ربما كان هذا مفيداً لترسيخ فكرة تواصل الأجيال وهي الفكرة التي أتمنى أن تتبناها منظمات المعارضة الإريترية .
بعد الأبواق المرتبطة بالنظام الحاكم في إريتريا جعلت من استقالتكم مدخلاً للهجوم علي الجالية الإريترية ؟
الحقيقة المعروفة لدي الإريتريين في الداخل أو المهجر أن النظام الحاكم في إريتريا أصابته عقدة مزمنة من الجالية الإريترية في أسترالية وهذا العقدة لا شفاء لها سواء كنت رئيساً للجالية الإريترية أو لم أكن فأبناء الجالية الإريترية عرف عنهم في مواجهتهم لمهرجان التسول ومشاريع الفاشلة التي ينادي بها النظام وأبناء الجالية بدءوا بتنظيم نفسهم في تعرية النظام الدكتاتوري وأن هذا الأعداد والاستعداد فأنا جزء منه والاستعدادات تتم لإسكات تخر صات ومهاترات الكلاب المسعورة التي يطلقها النظام فأنني أعتبرها وسام علي صدري وتزيدني قناعة بأنني أسير في الاتجاه الصحيح ( إذا أتتك مسبته من ناقصاً فهي شاهدة لي بأني كامل ) .
كلمة أخيرة .
أشكركم علي هذه المقابلة و أتمنى لشعبنا في الداخل أن ينعم بالعدالة والديمقراطية وأن يعود كل لاجئ إلي وطنه ويبني بيته ويعيش في سلام مع جيرانه ، وينتهي نظام التخلف والدكتاتورية ، ويسود القانون في إريتريا ، وتفرغ كل السجون من الأبرياء والمناضلين ، وتستوعب الجلادين والمخبرين والمحتالين .
وكل عام وانتم بخير
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=7416
نشرت بواسطة فرجت
في يوليو 4 2005 في صفحة اعلانات وبيانات, حوارات.
يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0.
باب التعليقات والاقتفاء مقفول
أحدث النعليقات