مقترح أمريكي بضم أبيي لجنوب السودان
قال القيادي بالحركة الشعبية لوكا بيونق إنهم قبلوا مقترحا أمريكيا بضم منطقة أبيي المتنازع عليها إلى الجنوب مقابل محفزات اقتصادية يقدمونها للشمال.
ولا يزال النزاع حول تبعية المنطقة الحدودية الغنية بالنفط قائما بين حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الشمال والحركة الشعبية لتحرير السودان الحاكمة في الجنوب قبل أقل من 75 يوما على الموعد المقرر لإجراء استفتاء بهذا الشأن.
ويعتبر الاستفتاء على تبعية منطقة أبيي واستفتاء آخر لتقرير مصير جنوب السودان المقرران في 9 يناير/ كانون الثاني المقبل أهم بنود اتفاقية السلام الشامل التي وقعها الجانبان في يناير 2005 برعاية أمريكية وأفريقية.
وعلى الرغم من أن الاتفاقية أنهت أكثر من عقدين من الحرب بين شطري البلاد (1983-2005)، إلا أن تطبيقها شهد العديد من الخلافات بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وخاصة فيما يتعلق بمنطقة أبيي وترسيم الحدود وعائدات النفط وغيرها.
وقال بيونق في تصريحات لوكالة رويترز إن المقترح الأمريكي يدعو لضم أبيي إلى الجنوب بموجب مرسوم رئاسي إذا فشل الجانبان في إقامة الاستفتاء على مستقبل المنطقة في موعده.
المسيرية والدينكا
ويتركز الخلاف بين الجانبين على من يحق له التصويت، فبينما ترى الحركة الشعبية أن التصويت يجب أن يكون حكرا على قبائل دينكا نقوك الافريقية، يرى حزب المؤتمر الوطني أن حق التصويت يجب أن يشمل كذلك قبائل المسيرية الرعوية ذات الأصول العربية التي تقضي عدة أشهر من العام في أبيي.
“هناك شباب مستعدون للقتال ويرغبون في دخول أبيي، لكننا لا نريد حماما من الدماء”
زعيم قبلي من المسيرية
لكن وكالة الانباء الفرنسية نقلت عن بعض قادة المسيرية إصرارهم على التصويت في الاستفتاء على مستقبل المنطقة واستعدادهم للحرب إذا دعا الأمر.
وقال مختار بابو نمر أحد زعماء القبيلة “إذا لم أصوت لن يكون هناك استفتاء”.
وأضاف “نحن لا نريد البترول، نريد الماء. لدينا خمسة ملايين رأس من الماشية، من أين ستشرب هذه الماشية؟”.
وحذر زعيم قبلي آخر من أن المسيرية “مدججون بالسلاح”، مضيفا “هناك شباب مستعدون للقتال ويرغبون في دخول أبيي، لكننا لا نريد حماما من الدماء”.
الجنسية المزدوجة
وقال بيونق أن جنوب السودان وافق على منح الشمال مجموعة من المحفزات المالية للقبول بضم أبيي.
“يمكن أن تكون أبيي نقطة اشتعال بسبب عدم تحقيق السلام”
لوكا بيونق، القيادي بالحركة الشعبية لتحرير السودان
وأوضح أن هذه المحفزات يمكن أن تشمل قرضا من دون فوائد تقدمه حكومة الجنوب لتعويض نصف عائدات البترول التي سيفقدها الشمال في حال الانفصال وإنشاء صندوق لدعم قبائل المسيرية ومنحهم بعض حقوق المواطنة في الجنوب.
وحذر بيونق من أن أبيي يمكن أن تكون “نقطة اشتعال بسبب عدم تحقيق السلام، هذا (المقترح) بحثا عن السلام”.
وأضاف “لقد قدموا هذا المقترح (الولايات المتحدة) بوجود مرسوم رئاسي لإعادة أبيي إلى الجنوب وأن يكون للمسيرية جنسية مزدوجة، وقد قبلناه”.
يذكر أن حكومة جنوب السودان تحصل حاليا -وفقا لاتفاقية السلام- على 50 في المئة عائدات البترول المنتج في الجنوب والتي تبلغ حوالي 470 ألف برميل يوميا، لكن كل هذه العائدات ستؤول إلى الجنوب في حال الانفصال.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=9626
أحدث النعليقات