ملبورن في ملحمة العزة والكرامة ضد مهرجان التسول ( الرسالة الأولي )
للعام التاسع على التوالي تثبت ملبورن أنها قلعة الصمود ، وإذ يرفض النظام الدكتاتوري الإعتراف بهزيمته كعادة كل الدكتاتوريين في التاريخ ويوقف هذا العبث الذي يعرف بملبورن بمهرجان التسول ، فإن جماهير ملبورن أيضا من الصمود بحيث تجعل من هذه المناسبة السنوية فرصة لتعرية النظام وكشف عوراته التي إستعصت على الرتق ، وإذا كان النظام مصرا على باطله ، فإن جماهير ملبورن أكثر صمودا على حقها .
أن مظاهرة الكرامة لعام 2011م تأتي والنظام يعاني الأمرين ، حيث موجات النزيف الحي لشعبنا المتمثل في شريحة الشباب سجل أرقاما لم يسبق لها مثيل ، وقد صاحب ذلك تراجيديا الشباب المختطف من عصابات الإتجار بالبشر في صحراء سيناء ، كما أن قوات النظام دخلت في مواجهات مع السودان في المناطق الحدودية ، ومع قبائل الرشايدة وهي التي تستعين بهم على تهريب البضائع من السودان ، (أنه من المخجل أن تحكم بنظام يعيش على التهريب) ولكن كانت فضائح (ويكليكس ) الموضوع الأكثر إيلاما لأنصار النظام ومنتفعيه والخائفين منه ، حيث تواترت التقارير عن حالة الرئيس اسياس افورقي وعزلته وسلوكه .
أن جماهير ملبورن تدرك أن قد كسبت الجولة مبكرا هذا العام ككل الأعوام السابقة ، إذ عمدت النظام على الإستعانة بفنانين يقيمون خارج ارتريا وذلك لسببين رئيسين :
1/ خوف النظام من هروب هؤلاء الفنانين أو العازفين ، إذ اصبح ذلك الشبح الذي يطارد النظام صباح مساء مع كل وفوده ومبتعثيه.
2/ الحكومة الأسترالية أعلنت التزامها بالقرار رقم 1097 وبالتالي خشى النظام من أنه ربما لا يتحصل على تأشيرات للقادمين لهذه المناسبة.
وإذ كان هذا المهرجان في السابق واحد من المهرجانات التي تدر على النظام دخلا مقدرا ، ولكنه لأعوام خلون اصبح يشكل عبئ على خزينة النظام الدكتاتوري مما حدا به فرض مبالغ كبيرة على أنصار النظام أو المنتفعين منه أو الخائفين منه ، حيث اصبح هم اول المتمذمرين من هذه المناسبة ، بل أن بعضهم اصبح يغادر استراليا مع نهاية العام لتفادى الحرج من دفع هذه المبالغ ، وإذ يعتقد النظام أنه يجب أن يحافظ على الكسب الإعلامي فأنه يحاول حشد عدد كبير في الحفلات من الذين يحنون الى كل شئ يربطهم بوطنهم ، وعليه قرر أن تكون التذاكر رمزية في هذا العام مما ستترتب عليه خسارة مضاعفة .
أن النظام يدرك فشل هذه المحاولات اليائسة ، ولكن لأن هنالك بعض المنتفعين منها يصورون قيام المهرجان مكسبا للنظام حفاظا على مصالحهم ، ولكن عليهم أن يدركوا أنهم اختاروا معارك دنكشوتية لا يمكن ان يكسبوها مطلقا .
أن مهرجان التسول أصبح مناسبة للتندر ، حيث يذهب اليه من يذهب خوفا أو طمعا ، متخفيا ، يحاول أن لا يكشف شخصيته ، وغالبا ما تكون السيارات المظللة هي الوسيلة المفضلة لهؤلاء ،واى عزة في مهرجان تأتي اليه متسللاً أو نظام تخجل لأن تنسب نفسك اليه .
ولأن التذاكر المخفضة وحدها لم تكن كافية لتأمين ما يكفى لرفع الحرج عن عدسة الكاميرا ، فأن رحلة الإبتزاز المنظم قد بدأت لكل من له منزل أو أملاك في أرتريا ، أو له زوجة يريد ان يستقدمها ، أو مصلحة يريد ان يقضيها مرتبطة بالنظام ولكن كل ذلك هيهات أن يبعث الروح في أمر قد مات وشبع موتاً.
أنها جولة جديده من جولات الكرامة ضد مهرجان العار والتسول ، وقفة الصامدين المكشوفة وجوههم للكاميرا وجواسيس النظام ، ضد المتخفين الذين لا يستطيعون أن يكشفوا وجوههم ليس للإنتماء للنظام بل لحضور منشط يدعون انه مهرجان إرتري.
والنداء لكل الذين تحدثهم أنفسهم بالذهاب الى المهرجان ، فقط تذكر أن هذا الدولار هو لبناء سجن يعتقل فيه ابيك أو أحد اقاربك أو إرتري من وطنك ، أو هو لشراء رصاصة لتطلق على الفارين بجلودهم من جحيم النظام . ضع نفسك مكان هؤلاء المعتقلين وتخيل لو أن الآخرين يدفعون أجرة السجان ليتطاول أمد سجنك ماذا يكون شعورك تجاه هؤلاء.
وكما شعار المظاهرة لهذا العام الدكتاتور يجب أن لا يكافأ بل يحاكم على جرائمه ، عليه إذ لم تجد الشجاعة والدافع الكافيين لتكون ضمن المظاهرة فإن اضعف الإيمان أن تقاطع المهرجان وتذكر أنك بذلك تسهم في زوال الدكتاتور.
Melbourne rally organizing committee
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=10176
أحدث النعليقات