ملس زيناوي فى زيارة هامة لدولة قطر

اديس-الخرطوم-مركز الخليج للدراسات الاعلامية بالقرن الافريقي

‏24‏/02‏/2005

انهى رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي زيارة هامة وهي الاولى من نوعها لدولة قطر ، حيث اجرى محادثات هامة مع امير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة الثاني تركزت حول عدد من القضايا الاقليمية والدولية وسبل تعزيز العلاقات الثنائية حيث تم الاتفاق على انشاء لجنة وزارية مشتركة . كما تطرقت المحادثات حول تحقيق السلام في السودان وانجاح عملية المصالحة في الصومال وتبادل زيناوي مع امير قطرالحديث حول النزاعات في منطقة القرن الافريقي والبحر الاحمر وعملية السلام في الشرق الاوسط وتوحيد الجهود لمكاحفة الارهاب .

واشاد زيناوي بالعلاقات القطرية الاثيوبية وعبر عن ارتياحه لتطور العلاقات بين البلدين وتوقع حدوث نقلة في مسيرة العلاقات بعد زيارته الى الدوحة على رأس وفد اثيوبي رفيع المستوى والذي اجرى لقاءات مع نظرائه في الحكومة القطرية .

واعتبر المراقبون لشؤون القرن الافريقي ان زيارة زيناوي للدوحة لاول مرة منذ ان تولى الحكم عام 1991 تعد بداية متاعب للحكومة الارترية التي ارتبطت بعلاقات متميزة مع الدوحة واستفادت من الدبلوماسية القطرية لترميم علاقاتها مع الخرطوم وصنعاء التي تطورت بفضل اتفاقية الدوحة بعودة العلاقات على مستوى تبادل السفراء مع الخرطوم وصنعاء عام 1998على اثر لقاءات البشير وافورقي في الدوحة وذلك بعد جولة مكوكية قام بها وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني, بين الخرطوم واسمرا وصنعاء والذي لعب دوراً اساسياً في تحسين علاقات اسمرا بتلك العواصم . ويضيف المراقبون ان زيارة زيناوي للدوحة هي بمثابة ضربة دبلوماسية موجعة لنظام اسمرا الذي تقهقر في السنوات الاخيرة في الوقت الذي احرزت فيه اديس ابابا انتصاراً دبلوماسياً بعد تكوين حلف صنعاء حيث استطاعت محاصرة النظام كما حققت انتصاراً سياسياً بنجاح المصالحة الصومالية وانتخاب الرئيس الصومالي الذي يعتبر اقرب حلفاء اديس ابابا في الصومال بالاضافة الى الشراكة بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية التي تعتبر مكسب كبير لاديس ابابا التي تربطها علاقات متميزة مع كلا الطرفين بالاضافة الى علاقاتها مع دول الاتحاد الاوروبي التي شهدت تطوراً هاما في السنوات الاخيرة. وان اديس ابابا التي ترتبط بعلاقات ذات خصوصية مع الاتحاد الافريقي نجحت في فرض طوق العزلة على نظام اسمرا وان زيارة زيناوي للدوحة كانت الحلقة الاخيرة لعمل دبلوماسي منظم لشد الحبال على عنق النظام الذي دخل “سكرات الموت” حسب تحليل المراقبين .

يذكر ان قطر تلعب هاماً في منطقة القرن الفريقي حيث ا قامت علاقات خاصة مع كل من ارتريا وجيبوتي والصومال والسودان واليمن وظلت علاقات اديس ابابا بين المد والجذر نتيجة لعلاقات الدوحة مع اسمرا التي كانت تبث بشكل يومي اخبار الدعم القطري للمجهود الحربي ضد اثيوبيا ، مما كان ينعكس سلباً على علاقات الدوحة واديس . وبزيارة زيناوي للدوحة واقامة العلاقات مع كل دول الخليج على حساب العلاقة التقليدية مع ارتريا التي تراجعت نتيجة للخلافات بين البلدين. حيث كانت الدوحة المحطة الاخيرة التي خسرها النظام في اسمرا, في كل النواحي الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية.