من ” أواسا ” الى ” الدوحة “محاولة جديدة لصياغة القرن الأفريقى !؟
عمر جابر
يجتمع فى مدينة ” أواسا ” فى جنوب أثيوبيا أكثر من خمسمائة أريتيري يمثلون منظمات سياسية ومنظمات مجتمع مدنى وشخصيات دينية واجتماعية وثقافية بهدف وضع خارطة طريق وتجميع وتفعيل المعارضة الأرترية وصولا الى التغيير الديمقراطى وبناء دولة العدالة والمساواة. الهدف النهائى هو بنا ء دولة أرترية تكون جزءا من منظومة دول القرن الأ فريقى ترفدها بخصوصية تجاربها وتكون جزءا من ” الحل ” وليس سببا فى مشاكل المنطقة كما هو حاصل الآن. دولة فاعلة ومتفاعلة مع محيطها الجغرافى ومتصالحة مع ذاتها ومع جيرانها. التحديات التى تواجه القرن الأفريقى كثيرة وخطيرة – منها غياب الحكم الرشيد – غياب الحريات العامة والمؤسسات الديمقراطية – غياب التنمية المتوازنة والمستدامة – غياب العدالة والمساواة فى توزيع السلطة والثروة وأخيرا وليس آخرا عدم احترام التنوع الثقافى والتعدد العرقى والاختلاف الدينى. لذا لابد من البداية من الداخل – ترتيب البيت الداخلى ومن ثم يتم التواصل والتكامل مع الجوار الجغرافى والشريك التاريخى والحليف السياسى و تطوير وتفعيل روابط الثقافة والوشا ئج الاجتماعية والمصالح الاقتصادية بما يعود بالفائدة على جميع شعوب المنطقة.
ما علاقة ذلك بالدوحة !؟ بالصدفة يقوم ( المركز العربى للأبحاث ودراسة السياسا ت) بتنظيم مؤتمر تحت عنوان : العرب والقرن الأفريقى – جدلية الجوار والأنتما ء. وذلك فى مدينة الدوحة – قطر – فى الفترة من 27 -29 نوفمبر 2011.
يشارك فى المؤتمر متخصصون وباحثون وناشطون من القرن الأفريقى ( السودان – الصومال – أثيوبيا والمنطقة العربية ومن أوربا – أ ن أرتريا ؟ النظا م الأرترى هرب وتهرب من المشاركة لأنه لا يريد أن يقف أمام العالم ويناقش سجله حول حقوق الأنسان ثم أنه اصبح مشكلة القرن الأفريقى ولا يستطيع تقديم ما يساعد على تخفيف التوتر فى المنطقة ! هل غابت أرتريا تماما ؟ كلا – فما زالت هناك أصوات تحمل هموم ورسالة الشعب الأرترى الى كل محفل ومنتدى كلما وجدت الى ذلك سبيلا. سيشارك فى المؤتمر ممثلا لأرتريا ذ ( محمد طه توكل ) باعتباره قام بتغطية أحداث القرن الأفريقى أعلاميا خلال العشرة أعوام الماضية ويستطيع أن يكون ا ومرجعية للمؤتمرين لفهم وتحليل الكثير من الأحدا ث والمواقف فى المنطقة. سيناقش المؤتمر عدة أوراق من خلال خمسة محاور : المحور التاريخى – المحور السياسى والاقتصادى – المحور الثالث وهو الأمنى والأستراتيجى — المحور الرابع الفكرى والثقافى والاجتماعى – أما المحور الخامس فهو عن تعاطى الأعلام العربى مع قضايا القرن الأفريقى. تلك الجهود الفكرية والأبحاث هدفها هو معرفة مشكلات القرن الأ فريقى والمفاتيح التى يمكن أن تساعد على انتشال شعوب المنطقة من الأنزلاق الى هاوية الفشل والضياع ورسم خارطة طريق لنهضتها وربطها بجوارها الجغرا ى ( العربى ) . سيكون حول المؤتمر وفى ليسه بعض الشباب من أرتريا من العاملين فى قناة الجزيرة ئية مثل ( عثمان آى فرح وحجى جابر) وهما من الشباب الواعد مهنيا وأكتسبا تجربة فى ل والتواصل الأعلامى وسيكون وجودهما حول المؤتمر عاملا اضافيا ع الصوت الأرترى.
نظرة سريعة الى المشاركين فى المؤتمر تعطى الأمل بإمكانية الخروج بنتائج وتوصيات يمكن الاستفادة منها من قبل القيادات السياسية فى المنطقة ومراكز الأبحاث والدراسات. وحتى لا تبقى تلك النتائج والتوصيات فى الأدراج يمكن تفعيلها من خلال آلية عمل تضمن نشرها وجعلها مادة للحوار بين من يعنيهم الأمر. وفى هذا الأتجاه نثق بأن رئيس المركز الدكتور ( عزمى بشارة ) بماله من خبرة وتجربة عملية يستطيع ترجمة تلك النتائج والتوصيات الى مواقف عملية ملموسة وتحديد الوسائل لتنفيذها. ومع تمنياتنا بالنجاح لمؤتمر المعارضة الأرترية فى ( أواسا ) ومؤتمر القرن الأفريقى فى الدوحة نتطلع الى أن يكون العام القادم هو ربيع أرتريا الذى تأخر كثيرا حتى تكون الدولة الأرترية فاعلة ومتفاعلة واضافة ايجابية فى منطقة القرن الأفريقى في سبيل تحقيق الاستقرار والرفاهية والسلام لشعوب المنطقة.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=39699
أحدث النعليقات