من الأدب الصيني الحديث
تأليف
فينغ شيويه فينغ
صيادو الدب
توجه ثلاثة رجال شجعان يحمل كل منهم بندقية إلى جبل لاصطياد دب وأبصروا الدب من بعيد رابضاً على القمة فقالوا هيا بنا وإلا سيزوغ عنا وانطلقوا مسرعين نحو القمة لكن الدب أخذ يتقدم نحوهم وسرعان ما وصل إلى خاصرة الجبل, فتصايحوا هو يهاجمنا, فلنهاجمه أيضاً وبعد مجاورتهم خاصرة الجبل التفتوا إلى الوراء, فرأوا الدب ورآهم يحاول مداهمتهم, فنظروا إلى بعضهم قائلين يا الهي لقد انقلبت الآية فصار هو المهاجم, فاستداروا وصمموا على ردعه غير أن الدب توقف فجأة عند المنحدر مرفوع الرأس يتطلع إلى الأعلى وكأنه ينتظرهم فقالوا إنه يستعد لمقابلتنا ولا يمكن أن نتحداه,مضى وقت طويل وهم يحدقون إلى الدب وهو يحدق أليهم وأخيرا قالوا: لماذا لا نرميه ببنادقنا مادام واقفاً أمامنا, فرفعوا بنادقهم وصوبوها نحوه وأطلقوا النار في آن واحد عندئذ أخذ الدب يثب هنا وهناك ليتحاشى النار, فخيل إليهم أن هناك عدداً لا حصر له من الدببة تتقافز عند المرتفعات والمنحدرات والسفوح ثم تبينوا أنه لم يتحرك فعلاً عن مكانه. فتناقشوا لنطارده إلى مكان معين ثم ننتشر ونقوم بالتطويق والإبادة. فتفرقوا يمينا وشمالاً بعد اتفاق منهم على التعاون الجيد فيما بينهم حتى لا يبقوا للدب أي مفر.
إلا أنهم سرعان ما جفلوا وحاولوا النجاة بأنفسهم لان الدب بدأ في انتظارهم كأنه يوشك على الانقضاض عليهم كلا على حده. وعندما استطاعوا التجمع مرة ثانية كان الدب قد وقف لدى السفح وكأنه يحاول اعتراض طريق رجعتهم, فما وسعهم إلا أن ينهجوا طريقاً أخرى ليعودوا إلى البيوت بعد أن خيم الظلام حيث رجعوا بوجوه كالحة وخاطر مكسور. قال أحدهم تعبنا سدى طيلة النهار, وخاطرنا بأنفسنا جئنا لنصطاده فأراد هو اصطيادنا يا للعار. وقال الثاني ليس العار وحده بل وما سيتلو ذلك من محن لا حد لها, أتظن أنه سيتركنا نعيش بهدوء وقد تحرشنا به..؟ وقال الثالث: لنعد بسرعة فقد يعود إلى مطاردتنا الانطلاق مرفوع الرأس والرجوع مكسور الخاطر, ذلك هو شأن المعتدين ومثيري الحروب في كل زمان ومكان.
وكـل عـام وانتـم بخـير
نقلها لكم / متكل أبيت نالاي
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=6858
أحدث النعليقات