من الرمضاء الي النار

استطاعت التظاهرة السلمية التي سيرتها جمعية ( مبادرة الشباب الارتري بالمانيا ) في الخامس من اكتوبر 2006م أن تحقق أهدافها المنشودة، وقد شارك في التظاهرة الي جانب الشباب الهارب من جحيم النظام والذين قدموا من مختلف المدن الالمانية، شارك الي جانبهم العديد من كوادر وقيادات تنظيمات المعارضة الوطنية.

هدفت التظاهرة الي التعبير عن وقوف هؤلاء الشباب من ناحية الي جانب الشعب الارتري الذي انتقل من رمضاء سياسات الاحتلال الأجنبي القمعية الي نار سياسات نظام الجبهة الشعبية للديمقراطية والعدالة الدكتاتوري الأكثر قمعاً، ومن ناحية الوقوف الي جانب زهاء الثلاثمئة من زملائهم من الشباب الارتري الذي هرب من رمضاء وجحيم ذلك النظام في بلاده ليتقلب في نار السجون والمعتقلات الليبية، مما أكسب التظاهرة عطف الأمهات اللاتي شاركن فيها وهن يحملن أطفالهن والآباء تاركين أعمالهم على الرغم من أن اليوم كان يوم عمل.

لقد استقل الكثير من الشباب المتظاهرين البصات والقطارات التي سارت بهم لأكثر من ساعتين ليتجمعوا في العاصمة الالمانية بون، هذا وقد تحركت التظاهرة من ضاحية ( فرانسف يوسف ستراسآل ) الي المكتب المركزي للأمم المتحدة الواقع في قلب العاصمة بون، مرددةً هتافاتها بقوة، وعندما اقتربت التظاهرة من المكتب وقفت على مبعدة خمسين متراً مرددةً الهتافات التالية: ليــُـــطلـــَـــق سراح الارتريين الذين تعتقلهم السلطات الليبية، نرفض العودة الإجبارية الي ارتريا، العودة الإجبارية تعني الموت، إرغام اللاجئين على العودة مخالفة صريحة لقرارات الأمم المتحدة، ليتم صون الحقوق الانسانية للاجئين. ثم قام شخصان يمثلان المتظاهرين بتسليم مذكرة لمكتب الأمم المتحدة تتعلق بالشباب الارتريين المعتقلين بليبيا وتشرح ما يمكن أن يلاقوه من مصير مؤلم في حال إكراههم علي العودة الي ارتريا قسراً، والدور الإيجابي الذي يمكن أن يقوم به مكتب الأمم المتحدة في إنقاذهم من ذلك المصير. وبالفعل أبدى المكتب الأممي اهتمامه بالمذكرة وحرصه على متابعتها وإفادة أصحابها عن ما يـُـتخـَــذ بشأنها في الأيام القليلة القادمة.

موكب التظاهرة محفوفاً بذات القوة الشرطية التي تابعت التظاهرة منذ البداية، تحرك بعد ذلك مستقلاً البصات والحافلات الصغيرة الي حيث يقع دار السفير الليبي مردداً هتافاته بقوة لمدة ساعة ونصف الساعة، انفضت التظاهرة إثر ذلك بعد انقضاء المدة المخولة لها بسلام معربةً عن شكر منظميها لقوات الشرطة الالمانية التي قامت بحمايتها وحراستها منذ البداية وحتي النهاية، حيث انصرف الكل بعد ذلك بسلام، كلٌّ الي موقعه.

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=7112