من الــعدو الأول ؟

إن الحيرة التي استحكمت لدى العديد من الإرتريين قد أدت بهم إلى متاعب وماسي حلت في دواخلهم وجعلت منهم مترددين في كل أمر يخص شان بلادهم وشعبهم وقد امتد الأمر إلى أن يكون التشاؤم كظاهرة مرضية تطفو على سطح العقل الذي ما أن يفكر باتجاه بلده حتى تساوره الشكوك ويملاه الريب ويتراءى له في كل الأحداث التي تجري والتطورات المتلاحقة على أنها سيناريوهات وهمية ويلجا إلى الاستسلام للواقع على انه هو المخرج .

وفي أحايين كثيرة ألاحظ الاضطراب في الشخصية بل قد يصل إلى درجة الاكتئاب ، فما أن يصل الحديث إلى تناول أوضاعنا كإرتريين إلا وترى الوجوه قد اصفرت وأساريره قد انتفخت والحالة تنبأ بالقول دعونا نبعد عن هذا المسار من الحديث وندلف إلى شيء آخر.

وفي الحقيقة أن هناك عدوا قد اخذ موقعه في دواخلنا وصار متحكما في تصرفاتنا ونهج تفكيرنا ألا وهو الخوف .

صدقوني انه العدو الأول فمن تخطاه قد شق طريقه نحو المجد والعز ، ومن اجل مواجهته وتخطيه كان لابد من السلاح وهذا يتمثل في معرفة مفهوم الحق والحقوق والإيمان بان ليس كل مجهول يعني أسوء من الواقع كما ان التغيير دائما يحمل في طياته الأفضل للجيل القادم وبالمناسبة فقد تحدث القس  بروفيسور انطونيوس كبراب في كلمته إلى المؤتمر الوطني الارتري للتغيير الديمقراطي والتي ألقاها في افتتاحية المؤتمر ورد في رسالته القول( أنكم طالما انتصرتم على عدوكم الأول وهو الخوف وحضرتم المؤتمر فان النصر قريب )

ومما يؤكد ما ذهب إليه القس انطونيوس  هو حضور العدد الكبير من المؤتمرين  بالرغم من الخوف والقلق الذي كان يخيم على المهتمين  نظرا لتغيير موعد المؤتمر  ، ولكن المفاجأة كانت مذهلة  لقد حضر الجميع وهي إشارة واضحة إلى انه فعلا قد تم القضاء على العدو الأول والخطير وهو الخوف .

ومن الجلاء بمكان بان الشعوب حولنا قد أزالت حاجز الخوف الهلامي حتى تحقق لها النصر وسقط طواغيت عتاة  بالمنطقة بدءا بتونس وانتهاء بليبيا والمد ذاهب إلى آخرين وأتمنى أن يكون اسياس افورقي في المقدمة .

وقد رأينا كيف أن شعوب المنطقة قد سرت في دواخلهم الهامات الانتصار وهم في طريقهم لصناعة التغيير المنشود .

فالشعوب إذا تخلصت من الخوف هي الأقوى ومتى ما تخطت سور الخوف الداخلي فإنها قادرة على نسف الواقع السيئ على رؤوس صانعيه لتبني على أنقاضه مستقبلا زاهرا يجعل من الإنسان هو محل الاهتمام الأول والأخير .

فإذا أمنا على أن حضور المؤتمر الوطني الإرتري هو مفارقة للخوف فان العمل ضد طغمة اسياس افورقي وتناميه في أي مكان يتواجد فيه الارتري سيبرهن حقا على أننا على المسار الصحيح لبلوغ الهدف .

أبو عبدا لرحمن الجبرتي

7/12/2011

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=19512

نشرت بواسطة في ديسمبر 20 2011 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010