من برايتون الى أديس أببا
عمر جابر عمر
مرة أخرى أجد نفسى فى مفترق طرق؟ تلقيت دعوة من اللجنة التحضيرية لملتقى الحوار الوطنى للتغيير الديمقراطى للمشاركة فى أعمال الملتقى الذى سيعقد فى العاصمة الاثيوبية – أديس أببا – فى الثلاثين من الشهر الحالى ( يوليو). انقسم المستشارون — وحجة المعا رضين منهم :
@ انه ملتقى جزئى ( انسحاب حزب الشعب)
@ التحضير لم يكن مثاليا
@ المكان – أديس أببا ؟؟
لكننى كنت دائما اتبع خارطة طريق تحدد اتجاهى واهتدى بها لاتخاذ القرار النهائى – ملخصها:
اننى سالبى كل دعوة للمشاركة فى أى لقاء ارترى – ارترى اذا توفرت فيه شروط ثلاث:
# ان بنطلق من الثوابت الوطنية ويعمل على تعميقها ونشرها.
# ان يكون له موقف واضح من النظام الدكتاتورى فى ارتريا.
# ان يكون اللقاء منبرا للتحاور وتعميق ثقافة الحوار مع الآخر واحترام الرأى والرأى الآخر.
تلك الشروط توفرت فى – برايتون – وشاركت فيه وخرج المؤتمر بخطاب وطنى جامع وأدان الدكتاتورية وطالب بالعدالة والمساواة والديمقراطية – نفس هذه الشروط تتوفر فى ملتقى أديس أببا.
الغريب ان المعترضين على الذهاب الى برايتون وأديس أببا يقدمون نفس الأسباب: الشك فى نوايا وأجندة القائمين على التحضير !؟ لم أجد أجندة سرية فى برايتون وأنا على ثقة بأنه لا توجد أجندة سرية فى أديس أببا . لماذا يسكننا الشك تجاه كل شىء؟ الى متى الاصرار على تسويق هذه السلعة الكاسدة؟ — سلعة اختلاق الخلاف والصراع بين مكونات المعارضة والشك فى امكانية التعايش مع الآخر وتعميق ونشر ثقافة الأقصاء؟ لمصلحة من عزل وتهميش زيد وعمرو؟ الغريب ان اللجنة المنبثقة من مؤتمر برايتون قامت بمبادرة صلح بين حزب الشعب والتحالف الديمقراطى ما يؤكد حرصهم على نجاح ملتقى الحوار.ماذا أصابكم يا قوم؟ هل هى غشاوة حجبت عنكم رؤية الأحداث والوقائع فى ترتيبها وعلاقاتها الجدلية؟ أم هو وهم يقود خطواتكم الى المجهول؟ أفيقوا واستفيقوا – يرحمكم الله – فمعرفة ما ينتظركم فى سراديب الدوائر الأقليمية واضح كالشمس لا يدخل فى باب الرجم بالغيب و استقراء ما يدبر لكم فى دهاليز السياسة الدولية يمكن فهمه دون اللجوء الى قارىء الكف.
لا تضيعوا جهودكم وأوقا تكم فى معارك انصرافية – وقبل أن تتقاطع مصالح الدولة الداعمة مع مصالح المعارضة استفيدوا من دعمها الى أقصى ما يمكن فقد ياتى عليكم زمان وحين تقولون فيه : الصيف ضيعت اللبن!
وحتى لا يفاجئنا أحدهم بعد انتهاء الملتقى ويقول: لقد ولد ميتا – تمخض الجبل فولد فأرا – حتى لا يحدث ذلك علينا ان نكون واقعيين فى تحديد سقف التوقعات:
اولا انه ملتقى للحوار – يبحث ويستكشف ويرسم خارطة طريق تسرع من عملية التغيير ويبدع طرقا ووسائل – آليات عمل – أكثر فعا لية فى اتجاه التغيير الديمقراطى.
ثانيا انه محطة – تتلوها محطات أخرى فى سلسلة متواصلة ومتكاملة لبناء جبهة عريضة لقوى المعارضة. تلك الجبهة تشمل وتضم كل مكونات المعارضة السياسية والثقافية والاجتماعية والحقوقية – كل بما يملك مع الأحتفاظ باستقلاليته وذاتيته. وقبل ذلك وبعده فان خطوات الجميع تسير فى اتجاه واحد يحكمها – مع تنوع النغمات — ايقاع موحد ويعبر عنها – مع تعدد الألسنة – خطاب جامع واحد ويهتدى الجميع بما بشرت به الأديان السماوية من قيم فاضلة ومبادىء سامية وما تركه الأجداد من ميراث يحفظ النسيج الأجتماعى ويضمن التعايش الرضائى.
وبعد ان يكمل قطار التغيير استعداداته ينطلق الى هدفه – الى المحطة الأخيرة والنهائية – أسمرا .
عندها تكون المعارضة قد أدت الأمانة وبلغت الرسالة – عندئذ يتسلم صاحب الحق – الشعب—
الأمر ويختار حكامه وتكون الشرعية كاملة شاملة .
كان الله فى عون الشعب الارترى
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=3967
أحدث النعليقات